علي, حنان. (2018). الصمود النفسي في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافيه لدى المراهقين المعاقين بصريا. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2(2), 1-30. doi: 10.21608/dapt.2018.109225
حنان علي. "الصمود النفسي في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافيه لدى المراهقين المعاقين بصريا". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2, 2, 2018, 1-30. doi: 10.21608/dapt.2018.109225
علي, حنان. (2018). 'الصمود النفسي في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافيه لدى المراهقين المعاقين بصريا', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2(2), pp. 1-30. doi: 10.21608/dapt.2018.109225
علي, حنان. الصمود النفسي في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافيه لدى المراهقين المعاقين بصريا. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2018; 2(2): 1-30. doi: 10.21608/dapt.2018.109225
الصمود النفسي في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافيه لدى المراهقين المعاقين بصريا
هدفت الدراسة للتعرف على الفروق بين متوسطي درجات المراهقين المعاقين بصرياً على مقياس الصمود النفسي وأبعاده وفقًا للإختلاف بين بعض المتغيرات الديموغرافية النوع (ذکور/ إناث)، والمرحلة التعليمية (الإعدادية، والثانوية، والجامعية)، ونوع الإعاقة (کلية/ جزئية). وتکونت عينة الدراسة الکلية من 72طالب وطالبة من المراهقين المعاقين بصرياً موزعين على بعض المتغيرات الديموغرافيه (41 ذکور، 31إناث)، (25 الإعدادية، 20 الثانوية، 27 الجامعية)، (24 کلية/ 48 جزئية)، وتتراوح أعمارهم ما بين (14- 21) عامًا بمتوسط عمري قدره 17.11 وانحراف معياري قدره 2.35، وأمکن استخدام مقياس الصمود النفسي إعداد الباحثين، وأظهرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات المراهقين المعاقين بصرياً على مقياس الصمود النفسي وأبعاده بإختلاف متغير النوع (ذکور/ إناث) وکانت الفروق في اتجاه الإناث مقارنة بالذکور، واختلاف المرحلة التعليمية (الإعدادية، والثانوية، والجامعية) في اتجاه المرحلة الجامعية، في حين کانت النتائج غير دالة عند المقارنة بين عينة الدراسة بإختلاف متغير نوع الإعاقة (کلية/ جزئية).
یواجه الفرد فی حیاته العدید من التغیرات التی تشکل ضغوطًا علیه والذی یلجأ إلى التکیف معها، فعلى سبیل المثال تغیر الظروف داخل الأسرة وتوتر العلاقات الإجتماعیة وعدم القدرة على حل المشکلات التی تواجهه فی الحیاة وأیضًا عدم قدرته على تحقیق أهدافه وتعقد الظروف الاقتصادیة، فهذه التغیرات تشکل ضغوط على الفرد الذی یلجأ إلیها فیعدل سلوکه، وتختلف قدرة الأفراد فی مواجهة الصعوبات والضغوط الحیاتیة بحسب قدرتهم على التکیف والأنسجام مع هذه التغیرات.
وبمراجعة الأطر النظریة والأدبیات البحثیة یتضح أن الباحثین قد رکزوا على المتغیرات السلبیة فی الإنسان مثل العنف، والقلق، والاکتئاب، والوسواس القهری، والعزلة الاجتماعیة، والخوف الإجتماعی، واضطرابات الشخصیة قبل أن یرکزوا على المتغیرات الإیجابیة التی تساعد الفرد على الاستمرار فی الحیاة ومواجهة ضغوطها بنجاح، وأیضًا التعلم من هذه الضغوط وتحقیق أهدافه تحت هذه الضغوط، وهذه المتغیرات لا تساعد الفرد فقط على مواجهة الضغوط؛ ولکن استعادة التوافق، ومن أهم هذه المتغیرات الإیجابیة فی الشخصیة الصمود النفسی.
ویتسق ذلک مع ما أوضحه (2009, 27) Schure., Odden & Goins بأن بعض العوامل النفسیة والاجتماعیة تمثل دور مهم فی تعزیز الصحة النفسیة والحفاظ علیها، ومن أهم هذه العوامل الصمود النفسی أی القدرة على التکیف فی مواجهة الشدائد حیث ینظر إلى الصمود بوصفها بناء متعدد الأبعاد، ولکن عادة ما یتم تفعیلها على أنها مجموعة من الصفات السلوکیة النفسیة والإجتماعیة التی تسمح بالارتقاء على الرغم من الأحداث الضاغطة، ولذا تفترض النماذج النظریة أن الصمود له آثار سلبیة للأحداث والظروف السلبیة بالإضافة إلى الصحة النفسیة والعقلیة.
ویعد الصمود قدرة تساعد الفرد فی مواجهة المحن والأزمات والشدائد والضغوط التی یتعرض لها فی حیاته سواء کانت مهنیة أو أسریة، فالأفراد الصامدون یمیلون إلى التغلب على الانتکاسات أو الصدمات النفسیة، کما أن لدیهم مجموعة من الخصائص المشترکة التی تساعدهم على مواجهة التحدیات فی الحیاة (Eley., Cloninger., Walters., Laurenc., Synnott & Wilkinson, 2013, 16)(*)، بینما یضیف Howard & Johnson (2000, 2) أن الصمود النفسی یشیر إلى قدرة الفرد الناجح على التکیف مع الظروف الصعبة أو التهدیدات التی یتعرض لها فی مجتمعه الذی یعیش فیه، بدلًا من الأعتماد على العجز المنظور على الآخرین، فالبحوث التی ترکز على الصمود النفسی تسعى إلى تحدید العوامل الإیجابیة فی حیاة المراهقین التی تساعدهم على التعامل مع المهام التطویریة الجدیدة المطلوبة منهم من قبل المجتمع الذین یعیشون فیه، وأیضًا تساعدهم على مواجهة تحمل مسؤولیة أنفسهم.
کما یعد الصمود النفسی أحد البناءات التی تحمی وتحد من التعرض للخطر، ویتمیز هذا المفهوم بالوضوح إذا ما نظرنا إلى المصادر الأساسیة الداعمة والمسببة لتکوین الصمود النفسی لدى الفرد والتی یمکن تلخیصها فی المعاملة الوالدیة الإیجابیة والمساندة الإجتماعیة ومجموعة الأقران ودعم الأسرة والنظرة الإیجابیة للمستقبل، حیث یتکون الصمود فی وقت مبکر من حیاة الفرد ویتشکل خلال مراحل نموه فی حیاته، بالإضافة إلى أن الفرد الذی یتمیز بالصمود یتصف بالمرونة فی الحیاة التی تجعله یقف صلبًا أمام المحن والأزمات والضغوط التی یتعرض لها بحیث تجعله ینظر إلى الأمام دون النظر إلى التأثیر السلبی لهذه المحن والأزمات والضغوط (سحر فاروق علام، 2013، 110)، فی حین یشیر Gianesini (2011, 11-12) إلى أن الصمود النفسی یعد قدرة الفرد على مواجهة الشدائد فی حیاته وتحدید التفاعلات المعقدة بین البنیة الوراثیة، والتعرض السابق للضغوط، وأنماط التعامل مع الشخصیة، وتوافر الدعم الاجتماعی، واستخدام التصمیمات متعددة المتغیرات، ویشمل الصمود الاتجاهات المعرفیة والسلوکیة التی تعکس الصفات الشخصیة وأنماط السلوک التی وضعت من خلال الخبرات الحیاتیة، وتحدید الاختلافات الفردیة فی الإستجابة لأحداث الحیاة الصادمة.
ویمثل فقدان البصر للمعاقین بصریاً حائلًا دون القدرة على تحمل المواقف الضاغطة، حیث تمثل حاسة البصر لدى الفرد جزًء مهمًا فی حیاة الإنسان، حیث تنفرد هذه الحاسة دون غیرها بمشارکتها لغیرها من الحواس الأخرى فی نقل کثیر من جوانب العالم الإجتماعی إلى العقل، ومن خلال ما تنقله من صور ومثیرات بصریة قد یؤدی فقدانها إلى ثأثیرات سلبیة على النواحی الجسمیة، والإنفعالیة، والإجتماعیة.
ویتسق ذلک مع ما أشارت إلیه أدبیات البحث فی مجال الإعاقة البصریة، حیث أوضح عبد المطلب أمین القریطی (2001، 197) بأن الإعاقة البصریة ثؤثر على السلوک الإجتماعی للفرد تأثیرًا سلبیًا حیث ینشأ نتیجة للإعاقة الکثیر من الصعوبات فی عملیة التفاعل الإجتماعی وفی اکتساب المهارات الاجتماعیة اللازمة لتحقیق الاستقلال والشعور بالکفاءة الذاتیة، وذلک نظرًا لعجز المعاقین بصریاً ومحدودیة نشاطهم الحرکی، وعدم استطاعتهم ملاحظة سلوک الآخرین ونشاطاتهم الیومیة المختلفة، وتعبیرات الوجه مثل البشاشة وغیرها مما یعرف بلغة الجسم، وتقلید هذه السلوکیات والتعلم منها، ونقص خبراتهم والفرص الاجتماعیة المتاحة أمامهم للاحتکاک بالآخرین والاتصال بالعالم الخارجی المحیط به، فهم لا یتحرکون بالسهولة والمهارة والطلاقة نفسها التی یتحرک بها الأفراد المبصرین.
فالفرد الذی یعانی من مشاکل بصریة، تصبح فرصته المتاحة للتواصل مع البیئة والتعلم أقل بکثیر من أقرانه المبصرین. ومع أن الفرد فی هذه الحالة یعوض عن فقدان حاسة البصر بحاستی السمع واللمس، لکن التعویض لا یکفی ولا یکون بدیلًا تمامًا عن حاسة البصر. إن الحرمان من حاسة البصر فی النهایة، یحرم الفرد من معظم خبراته الحیاتیة المتعلقة باللون، والشکل، ومن تکوین الصور الذهنیة عن الأشیاء، وبالتالی مشکلات فی عملیة التعلم، وبالإضافة إلى ذلک فإن الحرمان من حاسة البصر أو ضعفها تحد من قدرة الفرد المصاب على الاستفادة من المادة المکتوبة من جهة، وعدم قدرته على الإنتقال والمشارکة والتفاعل فی النشاطات المدرسیة المختلفة من جهة أخرى (مصطفى نوری القمش، خلیل عبد الرحمن المعایطة، 2007، 109)، بینما یرى حسنی الجبالی (2005، 11) أن فئة الأفراد ذوی الإحتیاجات الخاصة من المکفوفین وضعاف البصر فئة لها خصوصیتها مقارنة بمن سواهم من أفراد الفئات الأخرى، وقد تکون الإعاقة البصریة أحد هذه العوامل ذات التأثیر السلبی على مشاعر وانفعالات الکفیف؛ فالکفیف یجد صعوبة فی وصف مشاعره تجاه الآخرین وتجاه نفسه، لأن الإعاقة تخلق شعورًا لدى المراهق الکفیف بعدم الثقة بالنفس، والتی تفرض على الکفیف انفصاله عن المجتمع الذی یعیش فیه، کما أن کف البصر یخلق فی داخل الفرد الکفیف حالة من العزلة الإجتماعیة، وانخفاض فی تقدیر الذات، والشعور بالإکتئاب، بحیث لا یستطیع التفاعل مع المحیطین به، ولا مع البیئة الخارجیة بکل متغیراتها.
وهذا ما حدا بالباحثة للتعرف فی الدراسة الحالیة على الفروق بین الذکور والإناث المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی، والتعرف على الفروق بین المراحل التعلیمیة (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة) لدى المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی، وأیضًا التعرف على الفروق بین الإعاقة الکلیة والإعاقة الجزئیة لدى المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی، وقد استفادت الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة فی: اختیار العینة؛ حیث جاءت المراهقین، وتضمنت ذکورًا وإناثًا، کذلک تجلت أوجه الأستفادة عند استخلاص المفاهیم الإجرائیة، وطرح الفروض، وانتقاء وإعداد الأدوات التشخیصیة، فضلًا عما یمکن استخلاصه من تعزیزات للنتائج عند مناقشتها لاحقًا.
أما عن الجدید الذی تضیفه الدراسة الحالیة فإن هذه الدراسة تحمل بعض الإضافات التی تشکل أیضًا مبررات بحثیه من حیث عدم وجود دراسة على المستوى العربی والأجنبی- وذلک فی حدود ما أطلعت علیه الباحثة- تناولت الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً فی ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة، فضلًا عن الإسهام فی إثراء مکتبة الدراسات النفسیة ببناء مقیاس لقیاس الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً بما یتناسب مع عینة المراهقین المعاقین بصریاً.
مشکلة الدراسة
ظهرت مشکلة الدراسة الحالیة من خلال ملاحظة الباحثین للطلاب المراهقین المعاقین بصریاً والتعامل معهم، ومشارکتهم من خلال الإشراف على مجموعات الفرقة الثالثة لإجراء اختبار الأبعاد والأوزان والمهارة الیدویة الخاص بتجارب علم النفس التجریبی بمدرسة النور للمکفوفین بأسیوط، وإحساسها بأن هؤلاء الأفراد یمتلکون العدید من القدرات والإمکانیات، إلا أنهم یواجهون صعوبة فی حل المشکلات التی تواجههم فی حیاتهم، وعدم القدرة على تحقیق الأهداف، وقلة المرونة والمثابرة، وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرین فی الحیاة من ناحیة أخرى، والشعور بالعزلة الاجتماعیة والعجز والنقص وفقدان الثقة بالنفس وانخفاض تقدیر ذاتهم وعدم الرضا عن الحیاة؛ وذلک نتیجة فقدان حاسة البصر لدیهم مقارنة بالأفراد المبصرین.
وللوقوف على حجم المشکلة، وإبراز أهمیة تناولها بالبحث والدراسة، تم مقابلة (10) أفراد من المراهقین المعاقین بصریاً بمدرسة النور بمحافظة أسیوط، و(10) من معلمیهم، طبقت علیهم استبانة مسببات انخفاض الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً "إعداد الباحثون"، وتمحورت استجابات المراهقین المعاقین بصریاً حول شعورهم بعدم الثقة بالنفس وتحمل المسؤولیة والضغط النفسی والشعور بالإکتئاب والتوتر، وأیضًا الشعور بالقلق من المستقبل، وعدم القدرة على مواجهة المشکلات التی تواجههم فی حیاتهم، وفقدان الصبر فی انجاز عمل ما فی حیاتهم، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرین فی المجتمع الذین یعیشون فیه، وکذلک عدم قدرتهم على تحقیق أهدافهم فی الحیاة، الأمر الذی یستوجب تدریبهم على تحسین الصمود النفسی باستخدام بعض استراتیجیات الإرشاد المعرفی التحلیلی حتى یشعرون بالقدرة على مواجهة الصعوبات التی تواجههم فی حیاتهم.
وجاءت استجابات معلمی المراهقین المعاقین بصریاً لتؤکد ذلک، ویوضح جدول (1) نتائج تحلیل استبانة مسببات انخفاض الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً "معلمو ذوی الإعاقة البصریة".
جدول (1)
نتائج تحلیل استبانة مسببات انخفاض الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً "معلمو ذوی الإعاقة البصریة" (ن= 10)
ما مدى انتشار انخفاض الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً ؟
قویة
9
90 %
عدم التفاعل مع الآخرین فی حل مشکلاتهم التی تواجههم بسبب فقدان حاسة البصر لدیهم.
غیر قادرین على التخطیط قبل البدء فی أی عمل، وأیضاً غیر قادرین على التکیف مع الضغوط والمحن فی حیاتهم.
عدم قدرتهم على الأهتمام لموضوع ما وتفعیل قدراتهم ومهاراتهم لإتمام العمل.
2
هل یقدر المراهقین المعاقین بصریاً قدراتهم بصورة منطقیة ؟
لا
8
80 %
یعتقدون أن الأفراد المبصرین أفضل منهم فی مواجهة الجوانب الانفعالیة والاجتماعیة والنفسیة والتعلیمیة؛ نتیجة لفقدان حاسة البصر وشعورهم بالعجز والنقص، ومعاناتهم من بعض الاضطرابات النفسیة مثل القلق والضغط النفسی والإکتئاب والوسواس القهری والخوف من الآخرین وفقدان الثقة بالنفس وتقدیر الذات.
3
هل یشعر المراهقین المعاقین بصریاً بالرضا عن الحیاة ؟
لا
10
100 %
بسبب عدم تقبل المراهقین المعاقین بصریاً لذاتهم، وأنهم عاهة على مجتمعهم الذین یعیشون فیه.
بسبب القیود التی تقع على عائق المراهقین بصریاً وخاصة الإناث.
کما تتسق نتائج تحلیل استبانة مسببات انخفاض الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً مع أدبیات البحث وطبیعة المراهقین، حیث أشار&Vitaliano (2005, 265) Joyce., Ronald., Smith., Peter إلى أن الصمود النفسی یعد مشکلة سلبیة فی حالة عدم قدرة الفرد على مواجهة المحن والضغوط، حیث یرتبط الصمود إرتباطًا سلبیًا باستراتیجیات المواجهة والمتمثلة فی الترکیز على الهروب من المشکلة والتجنب منها وإلقاء اللوم على الآخرین على کل ما یقع فیه الفرد من مشکلات دون محاولة للتکیف أو المواجهة الفعالة لها. بینما ترتبط الصمود بشکل إیجابی برغبة الفرد فی التغلب على المواقف الصعبة، وکذلک الدعم الإجتماعی من قبل الآخرین والتوجه الدینی والقدرة على تحقیق الأهداف لدیه والتفاعل الإجتماعی مع الآخرین.
ویعتقد (Goldstein & Brooks (2005, 6 أن الصمود النفسی مفهوم مباشر إلى حد ما، فإذا کان الفرد یتقبل احتمالیة تطویر وفهم الوسائل التی یمکن بها إرتقاء نفسه عاطفیًا، وسلوکیًا، وأکادیمیًا فقد یکون لدیه قدرة على مواجهة المخاطر والمحن. ومثل هذا النموذج من الإحتمالیة یوفر معلومات قیمة حول الوسائل التی تساعده فی مواجهة أنواع متنوعة من المحن، ویتضمن ذلک الأفراد الذین یعانون من مشاکل طبیة، ومخاطر أسریة وانفصال أو فقدان الوالدین، ومشاکل نفسیة، بالإضافة إلى مشاکل مدرسیة.
هذا بالإضافة إلى ما یعکسه فقدان حاسة البصر لدى المعاقین بصریاً من العجز عن الإشتراک مع الآخرین فی الکثیر من الأنشطة، والمیل إلى العزلة والأنطواء، وتحاشی العلاقات الإجتماعیة تجنبًا للحرج، کما أن المعاق بصریاً قد اضطربت صورته الجسمیة وأثرت على مفهومه لذاته، مما قد یدفعه فی بعض الآحیان إلى سوء التوافق، کما تفرض علیه ظروف الإعاقة سمات نفسیة وعقلیة واجتماعیة تجبره على استخدام الحواس الآخرى بشکل خاص، حیث تمثل الحواس الآخرى الطریقة الوحیدة لدى المعاق بصریاً للأتصال بالبیئة المحیطة وبالعالم الخارجی من حوله (محمد السید عبدالوهاب، 2007، 406).
ویشیر تقریر منظمة الصحة العالمیة World Health Organization أن کل دقیقة یتحول طفل فی العالم إلى معاق بصریاً، وقد یصل مستقبلًا فی عام 2020 إلى 75 ملیون شخص تقدیرًا، کما أن عدد المعاقین بصریاً حالیاً فی العالم یقدر بـ45 ملیون شخص، کما تشیر إلى أن 90 % من المعاقین بصریاً یعیشون فی البلدان النامیة نتیجة لأمراض المیاة الزرقاء والجلوکوما ونقص فیتامین "أ" فی التغذیة، وکلها أمراض تؤدی إلى تدهور العیون ثم العمى، وأیضًا أشارت إلى أن أکثر من نصف المعاقین بصریاً یعیشون فی الهند حوالی 9 ملیون وعددهم فی أفریقیا حوالی 7 ملیون، وفی الصین بلغ عددهم 6 ملیون، وفی العالم العربی بلغ حوالی 7 ملیون (محمد صادق، 2014، 29؛ سعود بن عید العنزی، 2012، 2).
وأیضًا تتمثل مشکلة الدراسة الحالیة فی مرحلة المراهقة وهی فترة عواصف وأزمات، فهی ثمثل مرحلة مهمة وحرجة فی حیاة الإنسان لأنها المرحلة التی یتحدد فیها المستقبل إلى حد کبیر، وهی الفترة التی یمر فیها المراهق بکثیر من الصعوبات أو یعانی من الصراعات والقلق، ویمکن أن ینحرف إذا لم یجد من یأخذ بیده ویعاونه فی التغلب على هذه الصعوبات التی یمر بها الفرد فی حیاته، فضلًا عن کونها فترة انتقال من الطفولة إلى النضج، ومن الاعتماد على العائلة وعدم المسئولیة الإجتماعیة إلى الإعتماد على النفس وتحمل المسئولیة (محمود عطیة، 2010، 12)، ویتسق ذلک مع ما قام به العدید من الباحثین خلال السنوات الماضیة بدراسة الصمود النفسی لوحظ أن الأطفال والشباب یستطیعون التعامل والتکیف فی الحیاة على الرغم من التعرض للمخاطر والشدائد والضغوط، ولکن تعد مرحلة المراهقة بصفة خاصة فترة قابلة للتأثر بالعدید من الظروف الصعبة والأزمات لدى معظم المراهقین؛ لأنهم فی الکثیر من الأحیان یشارکون فی السلوکیات التی تتصف بالمخاطر والمحن، کما أعتقد الباحثین أن 87% من الأفراد الذین یمرون بمرحلة المرهقة یعانون من انخفاض فی الصمود النفسی والأمل والتفاؤل وتقدیر الذات والصلابة النفسیة والرضا عن الحیاة وغیرهما من المتغیرات الإیجابیة التی تم الأهتمام بها منذ سنوات قلیلة ماضیة حتى الآن (.(Ahern, 2007, 4
وبمراجعة التراث النفسی لاحظ الباحثین– فی حدود ما تم الاطلاع علیه– أنه لا توجد دراسات على المستوى العربی والأجنبی تناولت دراسة الصمود النفسی فی ضوء المتغیرات الدیموجرافیة بصفة عامة والمراهقین المعاقین بصریاً بصفة خاصة، ولکن هناک العدید من الدراسات التی تناولت الصمود النفسی وعلاقته بالعدید من المتغیرات حیث کانت نتائج الدراسات التی أجریت على هذا المتغیر متضاربة، فقد أشارت دراسة Kathleen, Puskar& Sereika (2007)، وأشرف محمد محمد عطیة (2011)، وعفراء إبراهیم خلیل (2017) إلى وجود فروق دالة بین الذکور والإناث فی درجة الصمود النفسی، فی حین توصلت دراسة Neff & McGehee (2010)، وهیام صابر شاهین (2013)، وهبة فوزی السید الوکیل (2015)، و(Greenbaum& Javdani (2016 إلى عدم وجود فروق دالة بین الذکور والإناث فی درجة الصمود النفسی، ولکن لا توجد دراسة تناولت الفروق وفق متغیر المراحل التعلیمیة بینما هناک دراسة واحده توصلت إلى عدم وجود فروق وفق متغیر نوع الإعاقة على مقیاس الصمود النفسی إیناس سید علی عبدالحمید (2014).
ومما سبق عرضه من نتائج الدراسات السابقة یمکن الإشارة إلى أنه لم توجد أی
* یتم التوثیق فی هذه الدراسة کالتالی: (اسم المؤلف، السنة، رقم الصفحة أو الصفحات)، طبقاً لدلیل الجمعیة الأمریکیة لعلم النفس– الطبعة السادسة،
APA Style of the Publication Manual of the American Psychological Association (6th ed) وتفاصیل کل مرجع مثبتة فی قائمة المراجع.
دراسة فی حدود ما اطلعه علیه الباحثون قد تناولت دراسة الصمود النفسی فی ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة بوجه عام والمراهقین المعاقین بصریاً بمدرسة النور بأسیوط بوجه خاص، ومن ثم فقد صاغت الباحثة مشکلة دراستها من خلال مجموعة من التساؤلات الآتیة:
1- هل هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر النوع (ذکور/ إناث)؟.
2- هل هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر المرحلة التعلیمیة (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة)؟.
3- هل هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة (کلیة/ جزئیة)؟.
أهداف الدراسة
هدفت الدراسة الحالیة إلى:
1- التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً.
2- التعرف على الفروق بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر النوع (ذکور/ إناث).
3- التعرف على الفروق بین متوسطات درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر المرحلة التعلیمیة (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة).
4- التعرف على الفروق بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة (کلیة/ جزئیة).
أهمیة الدراسة
تتمثل أهمیة الدراسة الحالیة من خلال ما یلی:
أ- تتمثل أهمیة الدراسة الحالیة فی جدة متغیراتها، حیث تعتمد على تناول أحد المتغیرات الإیجابیة التی لم تتطرق له أی من الدراسات السابقة – فی حدود ما تم الإطلاع علیه – هو الصمود النفسی فی ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة محل الأهتمام فی الدراسة الحالیة لذا تکمن أهمیة الدراسة فی أنها تبدأ من حیث ما انتهت إلیه الدراسات السابقة، کما أن الصمود النفسی من أحد موضوعات علم النفس الإیجابی الذی یختبر قدرة الفرد على مواجهة الضغوط والمحن والشدائد والأزمات بطریقة تتسم بالمرونة والتکیف الإیجابی والأنسجام.
ب- توفیر إطار نظری عن الصمود النفسی.
ج- تنطلق أهمیة الدراسة من أهمیة مرحلة المراهقة المتمثلة فی طلاب المرحلة الإعدادیة والثانویة للمعاقین بصریاً وهی مرحلة مهمة وخطیرة وحساسة وذات خصائص تحتاج إلى الدراسة وفهم أکثر، بالإضافة إلى أنهم هم الذین نتوقع لهم أن یقودوا الحیاة الثقافیة والعلمیة مستقبلًا.
د- وأیضًا تتمثل أهمیة الدراسة فی إبراز دور الصمود النفسی فی تقدم المجتمع حیث نجد أن الشخص الذی یتمتع بصمود نفسی مرتفع یستطیع أن یواجه المشکلات فی حیاته ویتصف بالمرونة والمثابرة والتفاعل الإجتماعی مع الآخرین کذلک یبذل قصاری جهده لإنجاز المهام الموکلة إلیه.
ه- تقدم الدراسة الحالیة أداة جدیدة لقیاس الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً أکثر ملاءمة لهم، ویمکن الاستفادة بها فی مجال الدراسات والبحوث النفسیة والتربویة المستقبلیة لدى المعاقین بصریاً فی ضوء النتائج العالمیة لقیاس الصمود النفسی.
مصطلحات الدراسة:
1- الصمود النفسی psychological resilience:
تعرف صفاء الأعسر (2010، 27) إلى أن الصمود بناء وافد من علم المواد ویصف المواد التی تستعید خصائصها بعد التعرض للطرق أو التمدد أو الانکماش وغیرها من المؤثرات الخارجیة، وهو نفس المعنى الذی یحمله الصمود فی علم النفس أو الصمود النفسی إذ یعنی القدرة على استعادة الفرد لتوازنه بعد التعرض للمحن والصعوبات، بل وقد یوظف هذه المحن والصعوبات فی تحقیق النمو والتکامل، وهو بالتالی مفهوم دینامی یجمل فی معناه المرونة، أما محمد مصطفى عبد الرازق (2012، 506) یعرف الصمود النفسی بأنه نمط من أنماط التوافق الإیجابی مع الضغوط الأکادیمیة، وتتمثل فی قدرة الفرد على التکیف بنجاح مع المحن التی یتعرض لها، وأن یتجاوز مرحلة الصمود والصلابة أمام تلک المحن إلى استخدام استراتیجیات إیجابیة لمواجهتها، ویتکون من الکفاءة الشخصیة وحل المشکلات والمرونة والقدرة على تحقیق الأهداف والتفاعل الاجتماعی والمثابرة والقیم الروحیة.
یمکن تعریف الصمود النفسی إجرائیًا فی الدراسة الحالیة بأنه: "قدرة الفرد الکفیف على حل المشکلات التی تواجهه فی حیاته، والمرونة فی الحیاة، وقدرته على تحقیق أهدافه، والتفاعل الإجتماعی مع الأفراد المحیطین به"، ویقاس من خلال الدرجات التی یحصل علیها المکفوف على مقیاس الصمود النفسی المستخدم فی الدراسة الحالیة، والدرجة المرتفعة تعبر عن صمود نفسی عالٍ، والدرجة المنخفضة تعبر عن صمود نفسی منخفض.
2- المعاقین بصریاً visual impairment :
یعرف المعاق بصریاً بأنه الشخص الذی یرى على مسافة عشرین قدمًا (ستة أمتار) ما یراه الشخص المبصر على مسافة مائتی قدم ( ستین مترًا)، کما لا یتعدى أوسع قطر لمجال رؤیته عشرین درجة بالنسبة لأحسن العینین. وهذا وتتراوح الإعاقة البصریة بین الفقد الکلی للبصر سواء کان الفرد مولودًا کذلک أو حدث هذا الأمر فی أی وقت بعد ولادته، وبین ضعف البصر أو الإبصار الجزئی وتتراوح حدة الإبصار بین 20 / 70 و20/200 قدم أی بین 6 / 20 و 6 / 60 مترًا فی أقوى العینین بعد إجراء التصحیحات الطبیة اللازمة سواءباستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة (عادل عبد لله محمد، 2004، 325؛ مصطفى نوری القمش، 2017، 129-130).
یمکن تعریف المعاقین بصریاً إجرائیًا فی الدراسة الحالیة بأنهم: "الأفراد الذین لا یملکون الإحساس بالضوء ولا یرون شیئًا على الإطلاق، ولکن یعتمدون کلیًا على حواسهم الأخرى تمامًا فی حیاتهم الیومیة، ویستخدمون طریقة برایل فی عملیة التعلم".
دراسات سابقة
هدفت دراسة (Kathleen, Puskar& Sereika (2007 إلى التعرف على العلاقة الارتباطیة بین الصمود النفسی والتفاؤل لدى عینة الدراسة، والتعرف على الفروق بین الذکور والإناث على مقیاس الصمود النفسی والتفاؤل، وتکونت عینة الدراسة من (624) من المراهقین، وتراوحت أعمارهم ما بین (14-18) سنة فی أمریکا، وتمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس الصمود النفسی، ومقیاس التفاؤل، وتم استخدام المنهج الوصفی (المقارن والارتباطی)، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة بین الصمود النفسی والتفاؤل لدى المراهقین، ووجود فروق دالة إحصائیًا بین الذکور والإناث على مقیاس الصمود النفسی فی اتجاه الذکور.
بینما هدفت دراسة Neff& McGehee (2010) إلى الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین الصمود النفسی والتعاطف الذاتی لدى المراهقین والشباب، والتعرف على الفروق بین المراهقین (الذکور/ الإناث)، والشباب (الذکور/ والإناث) على مقیاس الصمود النفسی والتعاطف الذاتی، وتکونت عینة الدراسة من المراهقین وبلغ عددهم (235) من المراهقین، وتراوحت أعمارهم ما بین (14-17) سنة بمتوسط عمر قدره (15.2) سنة، بینما شملت عینة الشباب (287) من الشباب، وتراوحت أعمارهم ما بین (19- 24) سنة بمتوسط عمر قدره (21.1) سنه، وتمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس الصمود النفسی، ومقیاس التعاطف الذاتی، وتم استخدام المنهج الوصفی (الارتباطی والمقارن)، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الصمود النفسی والتعاطف الذاتی لدى عینة المراهقین والشباب، وعدم وجود فروق دالة إحصائیًا بین المراهقین (الذکور/ الإناث)، والشباب (الذکور/ الإناث) على مقیاس الصمود النفسی والتعاطف الذاتی.
فی حین هدفت دراسة أشرف محمد محمد عطیة (2011) إلى استکشاف طبیعة العلاقة الارتباطیة بین الصمود الأکادیمی وتقدیر الذات لدى عینة من طلاب التعلیم المفتوح بجامعة الزقازیق، وأیضًا هدفت إلى التعرف على الفروق بین الطلاب والطالبات على مقیاس الصمود الأکادیمی، وقد بلغ عدد عینة الدراسة قوامها (253) طالبًا وطالبة بمتوسط عمر قدره (24.46) سنة، وبانحراف معیاری قدره (5.13) سنة بالفرقة الأولى بکلیة التجارة، وانقسمت العینة إلى 150 طالبًا و103 طالبة، وطبق علیهم الأدوات الآتیة: مقیاس الصمود الأکادیمی، ومقیاس تقدیر الذات، وتم استخدام المنهج الوصفی (المقارن والارتباطی)، وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الصمود الأکادیمی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الطلاب والطالبات على مقیاس الصمود الأکادیمی فی اتجاه الطالبات.
قامت هیام صابر شاهین (2013) بدراسة هدفت إلى الکشف عن الفروق بین الذکور والإناث من المراهقین ضعاف السمع فی الصمود النفسی، وتنمیة الصمود النفسی لدیهم من خلال تنمیة کل من الأمل والتفاؤل، وقد شملت عینة الدراسة على عینتان فرعیتان هما: عینة تشخیصیة بلغ عددها 60فرد (30 ذکور- 30 إناث) من المراهقین ضعاف السمع، ومتوسط أعمارهم بلغ (14.18) عامًا، وعینة تجریبیة بلغ عددها (5 ذکور- 5 إناث) قدم إلیها البرنامج الإنمائی لتنمیة الصمود النفسی والأمل والتفاؤل، وقد تمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس الأمل، ومقیاس إسماعیل إبراهیم للتفاؤل، ومقیاس الصمود النفسی للمراهقین، وقد تم استخدام المنهج الوصفی والتجریبی، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة بین الذکور والإناث على مقیاس الصمود النفسی، ووجود فروق دالة بین القیاسین القبلی والبعدی لدى المجموعة التجریبیة على مقاییس (الأمل، والتفاؤل، والصمود النفسی) فی اتجاه القیاس البعدی، وکذلک عدم وجود فروق دالة بین القیاس البعدی والقیاس التتبعی لدى المجموعة التجریبیة على مقاییس الدراسة؛ مما یؤکد على فاعلیة واستمراریة البرنامج الإرشادی الإنمائی فی تنمیة الصمود النفسی والأمل والتفاؤل لدى المجموعة التجریبیة من المراهقین ضعاف السمع.
فی حین قامت إیناس سید علی عبدالحمید (2014) بإجراء دراسة هدفت إلى الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین الصمود النفسی وأسالیب مواجهة الضغوط لدى أمهات الأطفال ذوی الاجتیاجات الخاصة، وکذلک التعرف على الإختلاف فی أسالیب مواجهة الضغوط والصمود النفسی بإختلاف المتغیرات الدیموجرافیة (العمر- المستوى التعلیمی- نوع الإعاقة، وتکونت عینة الدراسة من (110) من أمهات الأطفال ذوی الإحتیاجات الخاصة ممن تتراوح أعمارهن ما بین (29- 45) سنة، وطبقت علیهم الأدوات الآتیة: مقیاس الصمود النفسی، ومقیاس أسالیب مواجهة الضغوط، وتم استخدام المنهج الوصفی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیًا بین الصمود النفسی وأسالیب مواجهة الضغوط الإیجابیة وعلاقة سالبة دالة بین الصمود النفسی وأسالیب مواجهة الضغوط السالبة لدى أمهات الأطفال ذوی الإحتیاجات الخاصة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة طبقًا لنوع الإعاقة على مقیاس الصمود النفسی.
بینما قامت هبة فوزی السید الوکیل (2015) بإجراء دراسة هدفت إلى الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین الصمود النفسی وبعض المتغیرات النفسیة المتمثلة فی تقدیر الذات والمساندة الاجتماعیة ووجهة الضبط، وکذلک التعرف على مدى تأثیر متغیر الجنس (ذکور/ إناث) والتخصص (العلمی- الأدبی) على تلک المتغیرات (الصمود النفسی- تقدیر الذات- المساندة الاجتماعیة- وجهة الضبط)، وقد تکونت عینة الدراسة من (313) طالبًا وطالبة من طلاب الفرقة الثانیة بکلیة التربیة- جامعة المنوفیة؛ بواقع (276) من الإناث و(37) من الذکور، وتراوحت أعمارهم ما بین (19- 21) سنة بمتوسط عمر قدره (19.72) سنة، وبانحراف معیاری قدره (0.49) سنة، وتمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس الصمود النفسی، ومقیاس تقدیر الذات، ومقیاس المساندة الاجتماعیة، ومقیاس بنى عطا (2012) لوجهة الضبط، وتم استخدام المنهج الوصفی، وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الصمود النفسی وتقدیر الذات والمساندة الاجتماعیة ووجهة الضبط الداخلیة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث على مقیاس الصمود النفسی وتقدیر الذات والمساندة الاجتماعیة ووجهة الضبط.
فی حین هدفت دراسة Greenbaum& Javdani (2016) إلى التعرف على فاعلیة برنامج التدخل بالکتابة التعبیریة فی تحسین الصمود النفسی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة التجریبیة من المراهقین، والتعرف على الفروق بین الذکور والإناث فی الصمود النفسی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة الأساسیة، وأیضًا التعرف على العلاقة الارتباطیة بین الصمود النفسی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة الأساسیة، وقد تکونت عینة الدراسة الأساسیة من (53) من المراهقین (22ذکور- 31 إناث) بمتوسط عمر قدره (14.72) وبانحراف معیاری قدره (+1.16)، بینما عینة الدراسة التجریبیة تکونت من (18) من المراهقین (11ذکور- 7 إناث) بمتوسط عمر قدره (14.89) وبانحراف معیاری قدره (+1.08) مقسمین إلى مجموعة تجریبیة بلغ عددها 8 أفراد (5ذکور- 3 أناث)، فی حین بلغ عدد المجموعة الضابطة 10 أفراد (6 ذکور- 4 إناث)، وقد تمثلت أدوات الدراسة فی: مقیاس الصمود النفسی لــ Smith., et al (2008)، ومقیاس Rosenberg لتقدیر الذات، وبرنامج التدخل بالکتابة التعبیریة لتحسین الصمود النفسی وتقدیر الذات، وقد تکون البرنامج من 12 جلسة وتراوح مدة کل جلسة ساعة ونصف وقد استمر 6 أسابیع، وتم استخدام المنهج الوصفی الارتباطی المقارن والمنهج التجریبی، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة بین الذکور والإناث على مقیاس الصمود النفسی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة الأساسیة، وعدم وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الصمود النفسی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة الأساسیة حیث وصلت قیمة معامل الارتباط (0.14) وهی قیمة غیر دالة إحصائیًا، ووجود فاعلیة لبرنامج التدخل بالکتابة التعبیریة فی تحسین الصمود النفسی وتقدیر الذات لدى عینة الدراسة التجریبیة.
وقامت عفراء إبراهیم خلیل (2017) بإجراء دراسة هدفت إلى التعرف على الصمود النفسی لدى طلبة الجامعة، والتعرف على الفروق فی الصمود النفسی لدى طلبة الجامعة وفق متغیر الجنس (ذکور/ إناث)، وکذلک التعرف على الفروق فی الصمود النفسی لدى طلبة الجامعة وفق متغیر التخصص (علمی- أدبی) ووفق متغیر المرحلة الدراسیة (أولى- رابعة)، وقد تکونت عینة الدراسة من (240) طالبًا وطالبة من طلبة کلیة الأعلام وکلیة الهندسة جامعة بغداد، وتم استخدام المنهج الوصفی المقارن، وقد تم تطبیق الأدوات الآتیة: مقیاس الصمود النفسی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى ارتفاع مؤشر الصمود النفسی لدى الطلبة، وأن الذکور أکثر صمودًا نفسیًا من الإناث، وعدم وجود فروق دالة إحصائیًا فی الصمود النفسی وفق متغیر التخصص الدراسی.
فروض الدراسة
من خلال العرض السابق للإطار النظری، وما أسفرت عنه نتائج الدراسات السابقة، وبالرجوع إلى مشکلة الدراسة وهدفها؛ استطاعت الباحثة صیاغة فروض دراستها على النحو الآتی:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر النوع (ذکور/ إناث).
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر المرحلة التعلیمیة (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة).
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة (کلیة/ جزئیة).
قام الباحثون بإعداد مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً؛ بهدف الحصول على أداة سیکومتریة تتناسب مع أفراد العینة وأهداف وطبیعة الدراسة الحالیة، وذلک للأسباب الآتیة: أولهما: أن غالبیة المقاییس المعدة للتطبیق على طلاب الجامعة لا تتناسب مع المعاقین بصریاً، وثانیهما: أن مرحلة المراهقة المتوسطة والمتأخرة (طلاب المرحلة الإعدادیة والثانویة والجامعیة) لها خصائص تستوجب أن تکون عبارات مقیاس الصمود النفسی مباشرة، وتتصل بتلک الخصائص لتعبر عن أبعاد مصطلح الصمود النفسی لدیهم.
ولذلک فمن دواعی بناء المقیاس أن یعتمد فی بنائه على عوامل ترتبط بطبیعة الصمود النفسی، وبخاصة بما یتناسب مع طبیعة أفراد العینة بالدراسة الحالیة، وقد مر بناء المقیاس بالخطوات الآتیة:
- الإطلاع على بعض الکتابات النظریة والدراسات السابقة العربیة والإنجلیزیة- کما جاء بالإطار النظری والمفاهیم الأساسیة للدراسة- التی اهتمت بالصمود النفسی لدى طلاب الجامعة بصفة عامة والمراهقین بصفة خاصة.
- توجیة استبانة لعدد من المراهقین المعاقین بصریًا (10)، ومعلمیهم (10) بالمرحلتین الإعدادیة والثانویة بمدرسة النور للمکفوفین بأسیوط، وتتضمن عدد من الأسئلة المحددة عن مسببات الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریًا .
- توجیة أسئلة مفتوحة لمجموعة من المراهقین المعاقین بصریًا عن الصمود النفسی، وهما: ماذا تعرف عن الصمود النفسی لدى الفرد؟، وهل ضعف الصمود النفسی ظاهرة منتشرة بین المراهقین المعاقین بصریًا، ولماذا؟، من وجهة نظرک ما الصفات التی یتمیز بها الفرد الصامد نفسیًا؟، ومن وجهة نظرک ما أسباب انخفاض الصمود النفسی لدى الفرد؟، وهل لدیک آراء أخرى یمکن إضافتها، ما هی؟.
- الإطلاع على بعض المقاییس العربیة والإنجلیزیة التی أعدها بعض الباحثین لقیاس الصمود النفسی، ومنها مقیاس الصمود النفسی إعداد (محمد مصطفى عبدالرازق، 2012؛ هیام صابر شاهین، 2013؛ معاذ أحمد محمد، 2014؛ ولاء عوض أبوزید، 2014؛ إیمان مصطفى سرمینی، 2015؛ Funk, 2001؛ Green, 2000؛ Pires, 2004؛ Connor & Davidson, 2003 ؛Garcia & Calvo, 2013؛ Gungor & Perdu, 2017؛ Inci & Temel, 2016).
- تم الاستعانة بنتائج الأسئلة المفتوحة فی تصنیف إجابات المراهقین المعاقین بصریًا، فقد اشتمل المقیاس على التفاعل الإجتماعی، وتحقیق الأهداف، وحل المشکلات، والمرونة.
- تم صیاغة عبارات المقیاس عددها (68 عبارة) موزعة على أربعة أبعاد، شمل البعد الأول التفاعل الإجتماعی (18عبارة)، والبعد الثانی المرونة (20عبارة)، والبعد الثالث تحقیق الأهداف (28 عبارة)، بینما البعد الرابع حل المشکلات (12عبارة).
ب- وصف المقیاس:
لقد تکون المقیاس من (68) عبارة، وکل عبارة لها ثلاثة بدائل: (دائمًا- أحیانًا- نادرًا) تقیس الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریًا، وذلک وفق أربعة أبعاد وهما: التفاعل الإجتماعی من العبارة رقم 1 إلى 18، والمرونة وتشمل (20) عبارة من العبارة رقم 19إلى 38، بینما تحقیق الأهداف تحتوی على (18) عبارة من العبارة رقم 39 إلى 56، فی حین یحتوی حل المشکلات على(12)عبارة من العبارة رقم 57 إلى 68.
ج- تصحیح المقیاس:
تم تقدیر درجات المقیاس بوضع درجة لکل عبارة تتراوح من 3 إلى 1؛ وذلک کالتالی: دائمًا= 3، وأحیانًا= 2، ونادرًا= 1، وکانت طریقة الإجابة وضع علامة (Ö) أمام العبارات المناسبة له، حیث تدل الدرجة المرتفعة على ارتفاع الصمود النفسی لدى الفرد، بینما تدل الدرجة المنخفضة على انخفاض الصمود النفسی لدى الفرد.
د- الکفاءة السیکومتریة لمقیاس الصمود النفسی
(1)- الصدق Validity:
اعتمد الباحثین فی حساب صدق المقیاس على ما یلی:
- الصدق التمییزی Discriminatory validity
قام الباحثین بالتحقق من صدق مقیاس الصمود النفسی باستخدام طریقة الصدق التمییزی باستخدام أسلوب المجموعات الطرفیة (المرتفعین- المنخفضین) على مجموعة حساب الصدق (ن=72)، فبعد تطبیق هذه الأداة علیهم، قامت بحساب قیمة کل من الربیع الأدنى والربیع الأعلى للأداة وبذلک کونت مجموعتان متطرفتان: المجموعة الأقل صمود وهی المجموعة التی حصلت على درجة تعادل قیمة الربیع الأدنى فأقل من ذلک، وبلغ عددها (18) مراهق ومراهقًا من المعاقین بصریاً، والمجموعة الأکثر صمود وهی المجموعة التی حصلت على درجة تعادل قیمة الربیع الأعلى فأکثر من ذلک، وبلغ عددها (18) مراهق ومراهقًا من المعاقین بصریاً، ثم قامت الباحثة بحساب الدلالة الإحصائیة للفروق بین المجموعتان على کل بعد من الأبعاد الأربعة التی یتکون منها مقیاس الصمود النفسی، وأیضًا الدرجة الکلیة للأداة، والجدول (3) یشیر إلى هذه النتائج.
جدول (3)
الدلالة الإحصائیة للفروق بین المجموعتان (الأدنى- الأعلى) فی الصمود النفسی على کل بعد من الأبعاد والدرجة الکلیة لمقیاس الصمود النفسی باستخدام اختبار مان ویتنی (ن=72).
الصمود النفسی وأبعاده
المجموعة
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قیمة ی المحسوبة
مستوى الدلالة
اتجاه
التفاعل
الإجتماعی
الربیع الأدنى
9.50
171.00
5.552
0.001
الربیع الأعلى
الربیع الأعلى
27.50
495.00
المرونة
الربیع الأدنى
9.50
171.00
5.493
0.001
الربیع الأعلى
الربیع الأعلى
27.50
495.00
تحقیق الأهداف
الربیع الأدنى
9.50
171.00
5.487
0.001
الربیع الأعلى
الربیع الأعلى
27.50
495.00
حل المشکلات
الربیع الأدنى
9.50
171.00
5.214
0.001
الربیع الأعلى
الربیع الأعلى
27.50
495.00
الدرجة الکلیة للصمود النفسی
الربیع الأدنى
9.50
171.00
5.264
0.001
الربیع الأعلى
الربیع الأعلى
27.50
495.00
وبمراجعة نتائج جدول (3) یمکن ملاحظة أن مقیاس الصمود النفسی لدیه قدرة تمیزیة بین المجموعتان المتطرفتان (الأدنى- الأعلى) على الصمود النفسی وذلک على کل بعد من الأبعاد الأربعة وأیضًا على الدرجة الکلیة للأداة مما یُعد مؤشرًا على تمتع الأداة والأبعاد المکونه لها بمستوى مقبول من الصدق.
(2)- الثبات Reliability:
قام الباحثین بحساب معاملات ثبات مقیاس الصمود النفسی فی الدراسة الحالیة بطریقتین، على عینة من المراهقین المعاقین بصریاً، هما: طریقة ألفا کرونباخ، وطریقة التجزئة النصفیة، ویمکن توضیح ذلک فیما یلی:
- طریقة ألفا کرونباخ Alpha cronbach method
استخدم الباحثین معامل ألفا کرونباخ لحساب ثبات مقیاس الصمود النفسی وأبعاده، وتراوحت قیم معاملات ثبات أبعاد المقیاس بین (0.807-0.976)، وهی قیم تدل على ثبات المقیاس، ویوضح جدول (4) قیم معامل الثبات لمقیاس الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده الأربعه.
یتضح من جدول (4) أن جمیع قیم ثبات معامل ألفا کرونباخ مرتفعة؛ مما یدل على ثبات المقیاس.
- طریقة التجزئة النصفیة split half method
تم حساب ثبات مقیاس الصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً عن طریق التجزئة النصفیة، وذلک لدرجات عینة الدراسة الإستطلاعیة، وقد تم التصحیح باستخدام معادلة سبیرمان- براون، وقد إستدعى ذلک وضع الفقرات الفردیة فی جانب والفقرات الزوجیة فی جانب آخر، وبعد ذلک تمت عملیة التجزئة النصفیة للفقرات الفردیة والزوجیة لکل بعد من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة له على حده، والجدول التالی یوضح نتائج معاملات الارتباط لثبات مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً عن طریق التجزئة النصفیة حیث کانت (ن=72).
جدول (5)
معاملات الارتباط عن طریق التجزئة النصفیة قبل وبعد التصحیح
الصمود النفسی وأبعاده
معامل الارتباط بین نصفی الاختبار قبل التصحیح
معامل الارتباط بین نصفی الاختبار بعد التصحیح
التفاعل الإجتماعی
0.917
0.956
المرونة
0.882
0.937
تحقیق الأهداف
0.911
0.953
حل المشکلات
0.702
0.824
الدرجة الکلیة للصمود النفسی
0.967
0.983
یتضح من جدول (5) أن معاملات الارتباط لثبات المقیاس مرتفعة بشکل مرضی، وهو ما یشیر إلى ثبات المقیاس، وبالتالی یمکن استخدامه فی الدراسة الحالیة.
المعالجة الإحصائیة
للتحقق من کفاءة أدوات الدراسة السیکومتریة، وصحة الفروض، استخدم الباحثون عددًا من الأسالیب الإحصائیة، منها:
3- اختبار "ت" T- Testللتحقق من صحة الفرض الأول والثالث.
4- تحلیل التباین أحادی الاتجاه باستخدام تصمیم عاملی (3 X 1) للتعرف على مدى الإختلاف بین المراحل التعلیمیة "الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة" للمراهقین المعاقین بصریاً فی الصمود النفسی.
5- المقارنة البعدیة Post Hoc Test باستخدام اختبار L.S.D؛ لتحدید اتجاه الفروق بین المراحل التعلیمیة "الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة" للمراهقین المعاقین بصریاً فی الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً.
نتائج الدراسة وتفسیرها
1- نتائج الفرض الأول وتفسیره
ینص الفرض الأول على: "وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر النوع (ذکور/ إناث)".
للتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحثین بحساب قیمة "ت" بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً (الذکور والإناث) على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده لدى أفراد عینة الدراسة، البالغ عددها (72) مراهق ومراهقة من المراهقین المعاقین بصریاً، ویوضج جدول (6) قیمة "ت".
جدول (6)
دلالة الفرق بین متوسطی درجات أفراد عینة الدراسة (ذکور/ إناث) على مقیاس
یتضح من جدول (6) أن هناک فروقًا دالة إحصائیاً بین متوسطی درجات الذکور والإناث على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده فی اتجاه الإناث مقارنة بالذکور؛ مما یعنی أن المراهقات المعاقات بصریاً أکثر صمودًا نفسیًا من المراهقون المعاقون بصریاً.
ولقد جاء فی سیاق هذه النتائج ما أسفرت عنه نتائج بعض الدراسات السابقة التی تناولت تأثیر متغیر النوع ( ذکور / إناث ) فی الصمود النفسی کدراسة Kathleen, Puskar& Sereika (2007)، وأشرف محمد محمد عطیة (2011)، وعفراء إبراهیم خلیل (2017) إلى وجود فروق دالة بین الذکور والإناث فی درجة الصمود النفسی، ولکن تختلف هذه النتائج مع دراسة Neff& McGehee (2010)، وهیام صابر شاهین (2013)، وهبة فوزی السید الوکیل (2015)، و(Greenbaum& Javdani (2016 التی توصلت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فی درجة الصمود النفسی.
ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن المراهقات المعاقات بصریاً یشعرن بمساعدة الآخرین لدیهن فی أوقات الشدة، وبالراحة عند تواجدهن فی المواقف الإجتماعیة المتنوعة، ویساعدن الآخرین فی قضاء حاجاتهم، ولدیهن القدرة على التواصل مع الآخرین، والقدرة على تکوین علاقات وثیقة وأمنة مع المحیطین بهن، وأیضًا لدیهن القدرة على تفهم مشاعر الآخرین أثناء التعامل معهن، ویثقن فی الأفراد المحیطین بهن، ویسعن إلى بناء علاقات اجتماعیة مع المحیطین بهن، ویحرصن على التواصل المستمر مع من یعرفهن، ولکن یشعرن بالضیق عند تواجدهن لوحدهن، ویحبن المشارکة فی الأنشطة الإجتماعیة المختلفة والنقاش حول أفکارهن مع الآخرین فی المجتمع، ویشارکن الآخرین فی مناسباتهم السعیدة والحزینة.
2- نتائج الفرض الثانی وتفسیره
ینص الفرض الثانی على: " وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر المرحلة التعلیمیة (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة).
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحثین بحساب تحلیل التباین الأحادی فی تصمیم عاملی (3X 1) بین المراحل التعلیمیة للمراهقین المعاقین بصریاً (إعدادیة، وثانویة، وجامعیة) على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً؛ لمعرفة مدى الفروق بینهم على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده، ویوضح جدول (7) نتائج تحلیل التباین.
جدول (7)
تحلیل التباین بین المراحل التعلیمیة (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة) على
یتضح من جدول (7) أن هناک فروقاً دالة إحصائیاً عند مستوى 0.05 بین المراحل التعلیمیة المختلفة للمراهقین المعاقین بصریاً "الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة" على بعد التفاعل الإجتماعی، والمرونة، وتحقیق الأهداف، بینما بعد حل المشکلات، والدرجة الکلیة للصمود النفسی لدى المراهقین المعاقین بصریاً دالة عند مستوى 0.01؛ ولتحدید اتجاه هذه الفروق، قاموا الباحثین باستخدام طریقة المقارنات البعدیة Post Hoc Test باستخدام أختبار L. S. D، کما یوضح جدول (8) .
جدول (8)
المقارنة الثنائیة وفق لإختلاف متغیر المرحلة التعلیمیة للمراهقین المعاقین بصریاً (الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة) على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده باستخدام أختبارL.S.D (ن= 72).
الصمود النفسی وأبعاده
المرحلة
المراحل التعلیمیة للمراهقین المعاقین بصریاً
الإعدادیة
الجامعیة
التفاعل الإجتماعی
الثانویة
NS 0.53
NS- 3.08
الجامعیة
- 3.61 *
المرونه
الثانویة
NS- 0.09
- 4.42 **
الجامعیة
- 4.51*
تحقیق الأهداف
الثانویة
NS- 0.70
- 3.54*
الجامعیة
- 3.61**
حل المشکلات
الثانویة
NS- 0.34
- 2.01 *
الجامعیة
- 2.35 **
الدرجة الکلیة للصمود النفسی
الثانویة
NS 1.17
NS- 13.53
الجامعیة
14.69 *
NS غیر دالة إحصائیاً * دالة عند مستوى 0.0 ** دالة عند مستوى 0.01
یتضح من جدول (8) أن الفروق بین طلاب المرحلة الجامعیة وطلاب المرحلة الإعدادیة على الدرجة الکلیة للصمود النفسی وأبعاده لصالح المرحلة الجامعیة، فی حین کانت الفروق بین طلاب المرحلة الجامعیة وطلاب المرحلة الثانویة على بعد المرونة وتحقیق الأهداف وحل المشکلات لصالح المرحلة الجامعیة، ولم تظهر الفروق بینهم على بعد التفاعل الإجتماعی والدرجة الکلیة للصمود النفسی، بینما لم تکن هناک فروق بین طلاب المرحلة الثانویة وطلاب المرحلة الإعدادیة على الدرجة الکلیة للصمود النفسی وأبعاده؛ مما یعنی أن کلما کبر العمر بالمراهقین المعاقین بصریاً کلما ازداد الصمود النفسی لدیهم، ویشعرون بالتوافق مع الحیاة والتکیف معها.
ونظرًا لعدم وجود دراسات سابقة أهتمت بتناول الفروق بین المراحل التعلیمیة المختلفة "الإعدادیة، والثانویة، والجامعیة" على مقیاس الصمود النفسی یمکن تفسیر هذه النتیجة بأن المکفوفین فی المرحلة الجامعیة قادرون على التفاعل الإجتماعی مع الآخرین، ویستطیعون مواجهة الضغوطات والصعوبات والمحن التی یتعرضون لها، وکذلک قادرون على حل مشکلاتهم بأنفسهم ویهتمون بقدراتهم لإتمام عمل ما، ویحبون تبادل الأفکار مع الآخرین، ویتعلمون من أخطائهم وأخطاء الآخرین، ولکنهم یقضون وقتًا طویلًا فی التفکیر والتنظیم قبل أن یبدءوا فی عمل ما، ویتکیفون مع المواقف الجدیدة التی تواجههم فی حیاتهم، ولکنهم یمتلکون العدید من البدائل لمواجهة المواقف المختلفة فی حیاتهم، ویستطیعون التکیف مع الظروف الصعبة المحیطة بهم، وأیضًا یتقبلون انتقادات الآخرین بصدر رحب، ویعتمدون على نفسهم فی تحقیق أهدافهم، ولدیهم رغبة فی تحقیق أهدافهم فی الحیاة، ویضعون خطط لتحقیق أهدافهم فی حیاتهم، ویسعون إلى تحقیق أهدافهم مهما کانت الصعوبات.
3- نتائج الفرض الثالث وتفسیره
ینص الفرض الثالث على: " وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة (کلیة/ جزئیة).
للتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحثین بحساب قیمة "ت" بین متوسطی درجات المراهقین المعاقین بصریاً وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة (کلیة/ جزئیة) على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده لدى أفراد عینة الدراسة، البالغ عددها (72) مراهق ومراهقة من المراهقین المعاقین بصریاً، ویوضح جدول (9) قیمة "ت".
جدول (9)
دلالة الفرق بین متوسطی درجات أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة (کلیة/ جزئیة) على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده (ن=72)
الصمود النفسی وأبعاده
کلیة (ن= 24)
جزئیة (ن=48)
قیمة "ت"
م
ع
م
ع
التفاعل الإجتماعی
23.75
5.62
22.96
5.08
NS 0.60
المرونة
25.00
6.71
24.81
6.81
NS 0.11
تحقیق الأهداف
22.21
5.47
21.98
5.75
NS 0.16
حل المشکلات
15.96
2.85
15.62
2.75
NS 0.47
الدرجة الکلیة للصمود النفسی
92.21
21.55
90.27
21.01
NS 0.36
NS غیر دالة إحصائیاً
یتضح من جدول (9) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات المراهقین المعاقین بصریاً وفقًا لمتغیر نوع الإعاقة ( کلیة / جزئیة ) على مقیاس الصمود النفسی للمراهقین المعاقین بصریاً وأبعاده، ویمکن تفسیر هذه النتیجة بأن المکفوفین المصابون بالإعاقة الکلیة أو الجزئیة یتعرضون لنفس الظروف الإقتصادیة والإجتماعیة.
المراجع
أشرف محمد محمد عطیة. (2011). الصمود الأکادیمی وعلاقته بتقدیر الذات لدى عینة من طلاب التعلیم المفتوح. مجلة الدراسات النفسیة. 21(4). ص- ص 571- 621.
إیناس سید علی. (2014). الصمود النفسی وعلاقته بأسالیب مواجهة الضغوط لدى عینة من أمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة. مجلة کلیة التربیة– مصر. 25(97). ص- ص295– 334.
صفاء الأعسر. (2010). الصمود من منظور علم النفس الإیجابی. المجلة المصریة للدراسات النفسیة. 20 (66). ص- ص 25- 29 .
عادل عبد الله محمد. (2004). الأطفال الموهوبون ذو الإعاقات. القاهرة: دار الرشاد للطباعة والنشر.
عبد المطلب أمین القریطی. (2001 ). سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة وتربیتهم. الطبعة الثالثة. القاهرة: دار الفکر العربی.
عفراء إبراهیم خلیل. (2017). الصمود النفسی لدى طلبة الجامعة فی ضوء بعض المتغیرات. مجلة الأستاذ. جامعة بغداد. کلیة التربیة للبنات. العدد الخاص بالمؤتمر العلمی الخامس. ص- ص 19- 36.
محمد السید عبد الوهاب. (2007). الفروق بین المراهقین المکفوفین والمبصرین: دراسة مقارنةفی سمات الشخصیة. حولیات آداب عین شمس– مصر. 35. ص– ص 403– 451.
محمد صادق. (2014). دمج ذوی الاحتیاجات الخاصة فی التعلیم العام. القاهرة: دار المجموعة العربیة للتدریب والنشر.
محمد مصطفى عبد الرازق. (2012). الصمود النفسی مدخل لمواجهة الضغوط الأکادیمیة لدى عینة من طلاب الجامعة المتفوقین عقلیاً.مجلة الإرشاد النفسی. (32 ). ص-ص500– 579.
مصطفى نوری القمش، خلیل عبد الرحمن المعایطة. (2007). سیکولوجیة الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة: مقدمة فی التربیة الخاصة. عمان: دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة.
هبة فوزی السید الوکیل. (2015). بعض العوامل النفسیة المنبئة بالصمود النفسی لدى عینة من طلاب الجامعة. رسالة ماجستیر. جامعة المنوفیة. کلیة التربیة.
هیام صابر شاهین. (2013). الأمل والتفاؤل مدخل لتنمیة الصمود النفسی لدى عینة من المراهقین ضعاف السمع. مجلة العلوم التربویة والنفسیة. جامعة البحرین. 14 (4). ص-ص613– 653.
Ahern, N. R. (2007). Resiliency in adolescent college students. Ph. D dissertation. University of central florida. The school of nursing.
Eley, D. S., Cloninger, C. R., Walters, L., Laurence, C., Synnott, R& Wilkinson , D . (2013). The relationship between resilience and personality traits in doctors: implications for enhancing well– being. Peer J, Dol 10. vviv / Peer j. 216.
Gianesini, G. (2011). Resilience as a relational construct: theoretical and empirical evidences. .Ph. Ddissertation. Dipartimento di Psicologia Applicata.
Goldstein, S& Brooks, R. B. (2005). Handbook of resilience in children. United states of America: Springer.
Greenbaum, C. A & Javdani, S. (2016). Expressive writing intervention promotes resilience among juvenile justice- involved youth. Children and youth services review.10.1016/j.childyouth.2016.11.34. P-P 1-48.
Howard, S &Johnson, B. (2000). Resilient and Non- Resilient behavior in adolescents. Australia institute of criminology. http//www.aic.gov.au.
Joyce, P., Ronald, E. Smith., Peter, P& Vitaliano. (2005). Stress– Resilience, illness, and coping: A person– focused investigation of young women Althletes. Journal of behavioral medicine. 28(3). P- P 257– 265.
Kathleen, T., Puskar, K. &Sereika, S. (2007). A predictive & moderating model of psychological resilience in adolescents. Journal of Nursing Scholarship, 39(1), 54 - 60.
Neff, K. D& McGehee. P. (2010). Self- compassion and Psychologyical resilience among Adolesscents and Young Adults. Self and Identity. 9(3). P- P 225- 240.
Schure, M. B., Odden, M& Goins, R. T. (2009). The association of resilience with mental and physical health among older American Indians: the native elder care study. Centers for American Indian and Alaska native