صالح, وليد. (2018). أثر برنامج علاجي قائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية في خفض سلوک الانسحاب الاجتماعي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية الصم بمدينة أسيوط. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2(2), 1-27. doi: 10.21608/dapt.2018.109263
وليد صالح. "أثر برنامج علاجي قائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية في خفض سلوک الانسحاب الاجتماعي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية الصم بمدينة أسيوط". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2, 2, 2018, 1-27. doi: 10.21608/dapt.2018.109263
صالح, وليد. (2018). 'أثر برنامج علاجي قائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية في خفض سلوک الانسحاب الاجتماعي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية الصم بمدينة أسيوط', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2(2), pp. 1-27. doi: 10.21608/dapt.2018.109263
صالح, وليد. أثر برنامج علاجي قائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية في خفض سلوک الانسحاب الاجتماعي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية الصم بمدينة أسيوط. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2018; 2(2): 1-27. doi: 10.21608/dapt.2018.109263
أثر برنامج علاجي قائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية في خفض سلوک الانسحاب الاجتماعي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية الصم بمدينة أسيوط
هدفت الدراسة إلي التعرف على أثر برنامج علاجي قائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية في خفض سلوک الانسحاب الاجتماعي تجاه الأشخاص السامعين وأثره في تحسين تقدير الذات لدى المراهقين الصم کلياً ،وقد اشتملت عينة الدراسة الاستطلاعية على(45) طالباً وطالبةً بمعهد الأمل الثانوي الفني للصم وضعاف السمع بمحافظة أسيوط، بينما تکونت عينة الدراسة الأساسية من (80) طالباُ وطالبة(40) ذکور+(40) إناث تم اختيارهم بطريقة مقصودة من متوسطي الذکاء وذوي المستوي الاجتماعي والاقتصادي المعتدل حيث تراوحت أعمارهم بين (16-20) سنة وبمتوسط عمري للذکور قدره(17.45) وانحراف معياري (1.51) عام وبمتوسط عمري للإناث قدره(19.23) وانحراف معياري(0.60)عام ؛ في حين تکونت عينة الدراسة العلاجية (التجريبية) من تسعة(9) من الطلاب الذکور تم اختيارهم من المتحصلين على درجات مرتفعة على مقياس سلوک الانسحاب الاجتماعي تجاه الأشخاص السامعين في ضوء درجة القطع (م+ع) واشتملت أدوات الدراسة على: استمارة جمع بيانات الطالب الأصم الشخصية والاجتماعية (إعداد الباحث)،ومقياس سلوک الانسحاب الاجتماعي للمراهق الأصم (إعداد الباحث)، ومقياس تقدير الذات للمراهق الأصم (إعداد/إيمان کاشف)،والبرنامج العلاجي القائم على فنيات سيکولوجية الحياة الايجابية (إعداد الباحث)، وقد استخدم الباحث بعض الأساليب الإحصائية اعتماداً على برنامج (SPSS) عند معالجة فروض الدراسة.
أثر برنامج علاجی قائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة الصم بمدینة أسیوط
إعداد
أ.د/عماد أحمد حسن علی أ.م.د/عبـد الله محمـد عبد الظاهر
أستاذ علم النفـس التربوی أستاذ الصحة النفسیة المساعـد- ووکیل الکلیة لشئون خدمة المجتمع کلیة التربیة – جامعة أسیوط
وتنمیة البیئة کلیة التربیة – جامعة أسیوط
أ/ ولید محمد محمد سید صالح
باحث شئون تعلیم – مرکز تطویر التعلیم الجامعی
– الإدارة العامة – جامعة أسیوط
العدد الثانی ـ یولیو 2018م
ملخص
هدفت الدراسة إلی التعرف على أثر برنامج علاجی قائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین وأثره فی تحسین تقدیر الذات لدى المراهقین الصم کلیاً ،وقد اشتملت عینة الدراسة الاستطلاعیة على(45) طالباً وطالبةً بمعهد الأمل الثانوی الفنی للصم وضعاف السمع بمحافظة أسیوط، بینما تکونت عینة الدراسة الأساسیة من (80) طالباُ وطالبة(40) ذکور+(40) إناث تم اختیارهم بطریقة مقصودة من متوسطی الذکاء وذوی المستوی الاجتماعی والاقتصادی المعتدل حیث تراوحت أعمارهم بین (16-20) سنة وبمتوسط عمری للذکور قدره(17.45) وانحراف معیاری (1.51) عام وبمتوسط عمری للإناث قدره(19.23) وانحراف معیاری(0.60)عام ؛ فی حین تکونت عینة الدراسة العلاجیة (التجریبیة) من تسعة(9) من الطلاب الذکور تم اختیارهم من المتحصلین على درجات مرتفعة على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین فی ضوء درجة القطع (م+ع) واشتملت أدوات الدراسة على: استمارة جمع بیانات الطالب الأصم الشخصیة والاجتماعیة (إعداد الباحث)،ومقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم (إعداد الباحث)، ومقیاس تقدیر الذات للمراهق الأصم (إعداد/إیمان کاشف)،والبرنامج العلاجی القائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة (إعداد الباحث)، وقد استخدم الباحث بعض الأسالیب الإحصائیة اعتماداً على برنامج (SPSS) عند معالجة فروض الدراسة.
وقد أسفرت الدراسة عن :-
وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المراهقین الصم کلیاً بین الذکور والإناث على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم.
وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم لصالح القیاس القبلی.
Abstract
The study aimed to identify the effect of a therapeutic program based on techniques of positive psychology in reducing social withdrawal behavior of deaf adolescence towards hearing people. The explotary sample of the study included (45)forty-five deaf students in Al-Amal technical secondary institute for the deaf and hearing-impaired at Assiut city, while the main sample of the study consisted of(80)eighty male and female deaf students (40) males + (40) females who were chosen in a deliberate manner from those with moderate to high "IQ scores" and also with moderate socioeconomic levels. The age of the main sample ranged from (16-20) years: mean of (17.45) and standard deviation (1.51) years for males, and mean of (19.23) and standard deviation (0.60) years for females. The therapeutic study sample consists of (9) male students who were selected according to their high scores on the measure of social withdrawal behavior towards hearing people in the light of the cut-degree (mean + standard deviation). Tools of the study included the following: Personal and social data collection form of deaf students (prepared by the researcher), social withdrawal behavior scale of the deaf adolescent (SWS-DA) (prepared by the researcher), and the suggested program based on the therapeutic techniques of positive psychology (prepared by the researcher).The researcher used some statistical methods according to (SPSS) program when addressing hypotheses of the study.
The study found the following results:
• There were statistically significant differences at the average scores of deaf adolescents between males and females on social withdrawal behavior scale for deaf adolescent (SWS-DA) in favor of females.
• There were statistically significant differences at the mean rank scores of the therapeutic group in pre-post test on social withdrawal behavior scale for deaf adolescent(SWS-DA) for the benefit of pre-measurement.
· مقدمة:-
یمکن اعتبار فئة الأفراد ذوى الاحتیاجات التربویة السمعیة الخاصة من الصم ظاهرة لها خصوصیتها مقارنة بمن سواهم من أفراد الفئات الأخرى، وقد تکون الإعاقة السمعیة أحد هذه العوامل ذات التأثیر السلبی أو الایجابی علی مشاعر وانفعالات الأصم؛ فالأصم یجد صعوبة فی وصف مشاعره تجاه الآخرین وتجاه نفسه ، لأن الإعاقة تخلق شعوراً لدى المراهق الأصم بعدم الثقة بالنفس، والتی تفرض انفصاله عن المجتمع الذی یعیش فیه بحیث لا یستطیع التفاعل مع المحیطین به، ولا مع البیئة الخارجیة بکل متغیراتها. فتعتبر حاسة السمع إحدى الحواس التی تحتل مرکزاً مهماً فی الکیان الإنسانی وعلى مستوى البناء الفیسیولوجی والتی یمتد تأثیرها على الشعور النفسی. ففقدان هذه الحاسة یعیق حیاة الفرد عامة. فالفرد الذی یولد أصماً یکون منذ ولادته یکون بعیداًً ومنعزلاً عن الوسط الذی یعیش فیه. إذا تحرمه إعاقته من الاکتساب الطبیعی للمنبهات الحسیة الضروریة، وتجعله یعیش فی فراغ صامت طول حیاته، کما تجعله یشعر بشیء ما یقف حاجزاً فی طریق نموه، ویعیقه عن التعبیر عن نفسه کما یجد صعوبة کبیرة فی ربط علاقة بین ذاته والمحیطون به، وکل هذا قد یؤدی به إلى التهمیش الذی یبدأ منذ الطفولة المبکرة.
تمثل إحدى مؤشرات حضارة الأمم فی مدى عنایتها بتربیة أبنائها بمختلف فئاتهم ویشمل ذلک ما تقدمه من عنایة واهتمام للطلاب ذوی الحاجات الخاصة، لأن إهمال هذه الفئة یؤدی إلى تعرضهم للمزید من المشکلات التی تضاعف إعاقتهم ومن هنا یلزم التدخل العلاجی لمواجهة المشکلات التی تترتب على الإعاقة (عادل عبد الله محمد ، 2002 ، 369(.
تظهر المشکلات السلوکیة والانفعالیة بشکل عام لدى المراهق الأصم فی أشکال السلوکیات الخارجیة والداخلیة، فتکون السلوکیات الخارجیة موجهة نحو الآخرین کالعدوان والسب والسرقة والعنف والتمرد والانحراف، بینما تکون السلوکیات الداخلیة موجهة بصورة انسحابیة نحو الذات کفقدان الشهیة والمخاوف المرضیة والعزلة والانسحاب الاجتماعی والصمت الانتقائی(خولة یحیی،2000 ،20).تعد مثل هذه السلوکیات الداخلیة متخفیة لأنها لا تشکل مصدر إزعاج للمعلم حیث یتجاهلها، وبدون تدخل مؤکد فإن الطالب سیعیش فی ألم انفعالی وممکن أن ینتهی به الوضع إلى التخلی عن المدرسة. ومن بین هذه المشکلات السلوکیة الانفعالیة ما یسمى بالانسحاب الاجتماعی والذی یصنف ضمن صعوبات التعلیم الاجتماعی والانفعالی (سامی ملحم ،2004، 12(.
یعبر سلوک الانسحاب الاجتماعی عن طبیعة العلاقة الاجتماعیة المحدودة للمراهق الأصم حیث یعیق تفاعله الاجتماعی وتواصله مع أفراد بیئته ولاسیما البیئة المدرسیة نظراً لتشابه هذه السلوک فی أعراضه وأبعاده مع بعض المشکلات السلوکیة الانفعالیة الأخرى کالعزلة الاجتماعیة والخجل الاجتماعی والاغتراب الاجتماعی وغیرها من المشکلات التی قد أصبح من الصعب الفصل بین أسبابها وأعراضها ونتائجها نتیجة التداخل الموجود بینها، خاصة أنه من الملاحظ فی هذه السلوکیات العجز الذی یبدیه الطالب الأصم فی بناء العلاقات الاجتماعیة مع غیره من أقرانه ومعلمیه السامعین.
تعتبر حاسة السمع إحدى الحواس التی تحتل مرکزاً مهماً فی الکیان الإنسانی وعلى مستوى البناء الفیسیولوجی والتی یمتد تأثیرها على الشعور النفسی. ففقدان هذه الحاسة یعیق حیاة الفرد عامة. فالفرد الذی یولد أصماً یکون منذ ولادته یکون بعیداًً ومنعزلاً عن الوسط الذی یعیش فیه. إذا تحرمه إعاقته من الاکتساب الطبیعی للمنبهات الحسیة الضروریة، وتجعله یعیش فی فراغ صامت طول حیاته، کما تجعله یشعر بشیء ما یقف حاجزاً فی طریق نموه، ویعیقه عن التعبیر عن نفسه کما یجد صعوبة کبیرة فی ربط علاقة بین ذاته والمحیطون به، وکل هذا قد یؤدی به إلى التهمیش الذی یبدأ منذ الطفولة المبکرة.
· مشکلة الدراسة:-
ظهرت فکرة هذه الدراسة من خلال المتابعة لسلوک وتصرفات الطلاب الملتحقین بمعهد الأمل الثانوی الفنی للصم وضعاف السمع بمدینة أسیوط، والتی تتسم بالکآبة والانزواء وصعوبة المشارکة مع الآخرین، وعدم رغبة التلامیذ فی الاشتراک فی العدید من الأنشطة الاجتماعیة، والرغبة إلى العزلة وتجنب العلاقات الاجتماعیة وعدم الرغبة فی العمل بروح الفریق وإقامة علاقات طبیعیة مع بعضهم البعض، وذلک أثناء قیام الباحث بعدة زیارات للوقوف على أهم المشکلات الواقعیة والحیویة المؤثرة على الفاعلیة الاجتماعیة والکفاءة الأکادیمیة لتلک الفئة، ومن خلال المناقشة مع المشرفین والأخصائیین الاجتماعیین والنفسیین والمدرسین بالمعهد والذین أکدوا على أنهم یعانون من بعض المشکلات نتیجة نظرة المجتمع لهم، کما إنهم یتجنبون المواقف التی تحتاج إلى اتصال اجتماعی، ووجود خوف وخجل فی معظم المواقف الاجتماعیة، وصعوبة المشارکة بینهم حتى فی الألعاب الجماعیة ، فقد رأى الباحث ضرورة إجراء دراسة لإلقاء الضوء على هذه المشکلة ومدى ارتباطها بظروف الإعاقة والتنشئة الاجتماعیة، خاصة أن تلک الفئة لم تلقی اهتماماً کثیراً من جانب الدراسات النظریة، أما عن الجانب التطبیقی فإن مجتمع الدراسة بحاجة لمزید من البحوث فی مجال العلوم الإنسانیة بصفة عامة وعلوم الصحة النفسیة بصفة خاصة.
أکدت العدید من الدراسات أن الصم یعانون من مستویات متفاوتة من عدم الاستقرار الانفعالی، کما یمیلون إلى العزلة نتیجة لإحساسهم بها أو عدم الانتماء إلى الأشخاص العادیین, وفی ألعابهم یمیلون إلی الألعاب الفردیة کتنس الطاولة والجری, فالإعاقة السمعیة تترک تأثیرات کبیرة على قدرتهم على مخالطة الآخرین, لذا یفضل الانزواء النفسی والعیش فی عزلة, فهو یتسم بالعجز عن إقامة علاقات اجتماعیة سلیمة مع أقرانه وهذا ما أکد علیه کل من (بطرس حافظ,2007, 239) ، و(Lokanadha,2000,71).
أکدت نتائج العدید من الدراسات ذات التوجهات التربویة الحدیثة على أن تدخل التدریب فی عمر مبکر للصم یلعب دورًا جیدًا فی تأهیلهم الاجتماعی وتحسین قدراتهم التواصلیة بشکل یساعد على اندماجهم فی البیئة مما یمثل اللبنة الأولى فی بناء علاقات اجتماعیة ناجحة وتکوین صداقات مع الأقران ، وتعلم المهارات الحیاتیة اللازمة لهذه المرحلة. ومن هذا المنطلق تمثلت مشکلة الدراسة الحالیة فی شیوع سلوک الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین لدى المراهقین الصم–من ذوی الصمم الکلی-والذی یبدو فی العدید من مواقف وأحداث التفاعل الاجتماعی سواء مع أقرانهم الصم أو مع أقرانهم العادیین، مما یستلزم وجود البرامج العلاجیة المناسبة للتخفیف من طبیعة هذا السلوک الانسحابی عن طریق برامج وإجراءات وفنیات إدارة الذات.
وإذا کان الهدف الأسمى للتربیة الخاصة یتمثل فی تعدیل سلوک الصم بغرض التکیف مع متطلبات البیئة الاجتماعیة، وتذلیل الصعوبات أمام تلک الفئة قصد مساعدة أنفسهم للتخلص إلى حد بعید من سلوک الانسحاب الاجتماعی وانطلاقًا من هذا نطرح مشکلة الدراسة الحالیة فی سؤال رئیسی هو:
"ما أثر برنامج علاجی قائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدى المراهقین الصم کلیاً بمدینة أسیوط "؟؛
وتنبع من المشکلة الرئیسیة للدراسة بعض الأسئلة التی تهدف الدراسة إلى الوصول لأجابتها وهی:-
1- ما نسبة انتشار سلوک الانسحاب الاجتماعی فی عینة الدراسة الأساسیة من المراهقین الصم کلیاً بمعهد الأمل الثانوی الفنی للصم و ضعاف السمع بمدینة أسیوط؟، وما الفرق بین کَل من(الذکور والإناث) فی مستوى سلوک الانسحاب الاجتماعی فی العینة الأساسیة من المراهقین الصم کلیاً ؟
2- هل تساعد الدراسة على إعداد برنامج علاجی قائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة یساعد فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدی المراهقین الصم کلیاً ؟
· أهداف الدراسة:-
فی ضوء تعیین مشکلة الدراسة یمکن صیاغة الأهداف التی تسعى الدراسة لتحقیقها فی النقاط الآتیة:
1- تحدید نسبة انتشار سلوک الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین فی عینة الدراسة الأساسیة من المراهقین الصم کلیاً بمعهد الأمل الثانوی الفنی للصم وضعاف السمع بمدینة أسیوط، مع التعرف على الاختلاف فی مدى انتشاره باختلاف النوع(ذکور/إناث).
2- التعرف على العلاقة بین فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة وسلوک الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین لدى عینة علاجیة من المراهقین الصم کلیاً.
· فروض الدراسة:-
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات العینة الأساسیة من المراهقین الصم کلیاً بین الذکور والإناث على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم.
2- یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات العینة العلاجیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم لصالح القیاس القبلی.
· أهمیة الدراسة:-
تستمد هذه الدراسة أهمیتها من أهمیة الموضوع الأساسی الذی تتعرض له وهو مدخل سیکولوجیة الحیاة الایجابیة وفنیاتها واستراتیجیاتها العلاجیة ؛ فتؤدی معرفة تلک الفنیات والاستراتیجیات إلى تصور نموذج أو أطار یمکن الاعتماد علیه فی تصمیم وإعداد برنامج علاجی یسهم فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدى المراهقین الصم کلیاً تجاه الأشخاص السامعین أو على الأقل التقلیل من أعراضه السلبیة مع تحسین تقدیرهم لذواتهم، بحیث تؤدی الدراسة إلى مجموعة من التوصیات الواقعیة والمرتبطة بالواقع المدرسی لتحسین الممارسات المهنیة للمعلمین بصورة منهجیة فوریة، وهذا ما یفرق البحث النظری عن البحث التطبیقی، والذی یهدف لتحدید وصیاغة مشکلة و أهداف الدراسة مع تطبیق الأدوات السیکومتریة والعلاجیة مع التدریب على البرنامج العلاجی لهذه الفئة من الطلاب الصم. ویمکن إیجاز أهمیة الدراسة فی النقاط التالیة:
1- إعداد برنامج علاجی قائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة لخفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدی عینة من المراهقین الصم کلیاً بمعهد الأمل الثانوی للصم وضعاف السمع بمدینة أسیوط.
2- تعد هذه الدراسة هی الأولى عربیاً - فی حدود علم الباحث- والتی تتناول فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة بشکل عام ولدی ذوی الإعاقة السمعیة على وجه الخصوص.
3- تعد هذه الدراسة هی الأولى التی یتم من خلالها تطبیق جلسات برنامج علاجی باستخدام أدوات التواصل الغیر لفظیة لذوی الإعاقات السمعیة کل حسب أسلوبه الخاص فی عملیة التواصل (سواء من خلال لغة الإشارة أو عبر أبجدیة الأصابع).
4- تسهم هذه الدراسة فی زیادة فاعلیة العملیة التعلیمیة أثناء الحصة الدراسیة نتیجة لتخفیف درجة الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین التی قد یعانی منها المراهقین الصم بحیث یجعلهم أکثر ومقدرة على الوفاء بمتطلبات العمل التربوی.
5- تسهم هذه الدراسة فی تخفیف معاناة أسر وآباء المراهقین الصم من ذوی سلوک الانسحاب الاجتماعی تجاه الأشخاص السامعین ؛ وحتى الاضطرابات الإکلینیکیة الأکثر حدة ذات الطبیعة الجامدة المزمنة والذین قد ینعزلون عن مزاولة أنشطتهم الاجتماعیة والمهنیة والتفاعلیة بشکل عام وینکبون فی اهتمام بالغ منصب على ذواتهم.
6- تسهم هذه الدراسة فی توعیة المعلم بخصائص هذا السلوک؛ وبالتالی مراعاة ظروف التلامیذ الذین ربما یعانون من بعض خصائص أو أعراض هذا السلوک مما یجعلهم أکثر قدرة على تحفیز مشارکة هذه الفئة من الطلاب فی الأنشطة الدراسیة الجماعیة. تعریفات الدراسة:-
تُعرف "سیکولوجیة الحیاة الایجابیة" بأنها" الدراسة الموضوعیة للخصال الایجابیة فی الإنسان وللمؤسسات النفسیة والاجتماعیة التی تعمل على ترقیة هذه الخصال وتنمیتها لإعداد شخصیة إیجابیة حیث أن موضوع سیکولوجیة الحیاة الایجابیة هو الشخصیة الطیبة الفاضلة القویة"(محمد الصبوة، 2008، 55(.
یرى "سیلجمان وسکینزمهالی" أن سیکولوجیة الحیاة الایجابیة یجب أن ترکز على تحدید دور العوامل الوقائیة وتفعیلها مع تطویر خصال الأفراد الایجابیة ،وکذلک تطویر کل مؤسسات التطبیع الاجتماعی والنظم الاجتماعیة السائدة فی مختلف البلدان والثقافات کالأسرة المدرسة ودور العبادة وغیرها من المؤسسات الإنتاجیة والخدمیة إضافة إلى علاج الخصال السلبیة والاضطرابات النفسیة بنوع من التوازن بحیث لا ینصب الاهتمام فقط على تعدیل کل أنماط السلوک السلبیة وعلاجها (مارتن سیلجمان،2002، 27).
یعرف "سلوک الانسحاب الاجتماعی" بکونه "المیل إلى تجنب التفاعل الاجتماعی, والإخفاق فی المشارکة فی المواقف الاجتماعیة بشکل مناسب, والافتقار إلى أسالیب التواصل الاجتماعی. ویتراوح هذا السلوک بین عدم إقامة علاقات اجتماعیة أو بناء صداقة مع الأقران إلى کراهیة الاتصال بالآخرین والانعزال عن الناس والبیئة المحیطة, وعدم الاکتراث بما یحدث فی البیئة المحیطة. وقد یبدأ فی سنوات ما قبل الدراسة, ویستمر فترات طویلة , و ربما طوال الحیاة" (خولة یحیی, 2008 ،168).
حدد الباحث تعریف أجرائی لسلوک الانسحاب الاجتماعی لدى المراهقین الصم تجاه الأشخاص السامعین بکونه میل المراهق الأصم إلى تجنب التفاعل الاجتماعی مع الأفراد السامعین الذین یعجزون عن فهمه، مع شعوره بالفشل فی المشارکة فی المواقف الاجتماعیة بشکل مناسب، مما یعرضه بشکل مستمر لمواقف الإحباط والحرج، ویدفعه إلى بناء علاقات اجتماعیة مع أقرانه الصم على حساب العلاقات الاجتماعیة مع السامعین. یتراوح هذا السلوک الانسحابی فی شدته من کراهیة الاتصال بالسامعین أو عدم إقامة علاقات اجتماعیة معهم على الإطلاق أو بناء صداقات مع الأقران الصم فقط بحیث یمیل للانعزال عن الناس، وعن البیئة المحیطة المحبطة، وعدم الاکتراث بما یحدث فیها.
- المراهق الأصم کلیاً"Entirely-deaf Adolescent"
توضح (عبیر محمد ابراهیم، 2005، 12) أن الصمم هو أی خلل یصیب السمع نتیجة لعوامل وراثیة أو غیر وراثیة، مما یودی إلى فقدان جزئی للسمع یتطلب استخدام المعینات السمعیة لإجراء عملیة التواصل، أو فقدان کلى یتطلب تعلم أسالیب التواصل -على سبیل المثال- لإشارة والهجاء. ویعرف (مصطفى القمش وخلیل المعایطة،2012 ،10) الصمم الکلی على أنه درجة من الفقدان السمعی تزید على(70) دیسیبل تحول دون اعتماده على حاسة السمع فی فهم الکلام باستخدام السماعات أو بدونها، فیعانی الصم نقصاً واضحاً فی قدراتهم اللغویة وصعوبة فی التواصل مع الآخرین یعیشون فی عزلة عن الأفراد السامعین الذین یعجزون عن فهمهم، لهذا السبب یمیـل هؤلاء الأفراد إلى الانعزال بسبب تعرضهم المستمر لمواقف الإحباط والشعور بالحرج، مما یدفعهم إلى بناء علاقات اجتماعیة مع الأفراد من الفئة نفسها، ویکون ذلک على حساب العلاقات الاجتماعیة مع الأشخاص السامعین(مصطفى القمش،2002، 16).
· الإطار النظری:-
یقدم الباحث فی هذه الدراسة إطار عمل للفنیات التربویة الایجابیة للممارسین النفسیین والتربویین باعتباره مدخل ابتکاری واعد للعمل مع الطلاب سواء أکانوا فرادى و فی مجموعات صغیرة أو حتى فی صفوف مکتملة. ویعتبر إطار العمل هذا بمثابة تطبیق للمبادئ الجوهریة والتوصیات الخاصة بسیکولوجیة الحیاة الایجابیة. ومن ثم یتمثل الترکیز الأساسی لهذه الدراسة فی کیفیة المساعدة على تسهیل الحیاة المنتعشة التی تحسن جودة الحیاة الفردیة والمجتمعیة.
یعتبر "مارتن سلیجمان" رائد مدرسة السیکولوجیة الایجابیة، فیعتقد أن الحیاة الهانئة یتم تحقیقها عن طریق الانفعالات الایجابیة والعلاقات الایجابیة والانشغال والانجاز ذو المعنى. یتمثل الترکیز فی هذه المدرسة على القوى الفردیة والجماعیة عوضاً عن النقائص، وعلى الخبرات الایجابیة عوضاً عن المشکلات، وعلى بناء القدرة والکفاءة عوضاً عن الإمراض، وعن ما الذی یحدث بشکل جید عوضاً عن الذی لا یعمل. ومن ثم فیرکز مدخل سیکولوجیة الحیاة الایجابیة على البرامج والتدخلات المساهمة فی جودة الحیاة، ولکنها على الجانب الآخر تمنع أو على الأقل تحد من الأمراض النفسیة(Noble & McGrath, 2008,119).
یمثل الصمم أو الإعاقة السمعیة شکلاً من أشکال العجز أو القصور یستشعر معه صاحبها فقدان عضو ما من أعضائه, أو إمکانیة من إمکانیاته, لها أهمیتها الاجتماعیة ویتمتع بها غیره من أقرانه العادیین کما یستشعر أن هذا الفقدان له دلالته بالنسبة للدور الذی یمکن أن یلعبه فی مجالات الحیاة داخل الإطار الثقافی الذی یعیش فیه, ومن ثم فان تلک الإعاقة تفرض علیة صعوبات معینة کما تؤثر على توافقه الشخصی والاجتماعی, فتعتبر الإعاقة السمعیة من أشد الأنواع أثراً على الفرد, لما یتسبب عن هذه الإعاقة من عزل للفرد عن أخیه نتیجة وجود حاجز التواصل(زینب شقیر,1999، 179)، و(عوشة المهیرى,2008، 38).
یؤکد(Clonan et al.,2004) على مدخل سیکولوجیة الحیاة الایجابیة التطبیقی یتوافق بشکل مثالی مع علم النفس التربوی حیث أکدت العدید من الدراسات عن عدم رضاها عن علم النفس التربوی بمجالاته التقلیدیة المرتکزة على المشکلات. لقد دافع علماء النفس التربویین عن الدور الممتد للترکیز القوی على الوقایة والدور التعاونی مع المعلمین و المدارس(Reschly,2000). یعکس التأکید المتزاید على دور المدارس فی الوقایة وتحسین الصحة النفسیة وجودة الحیاة تحول فی الترکیز(Weare & Gray, 2004) ، وحالیاُ یعمل العدید من علماء النفس التربویین على الاکتشاف والتدخل المبکر. یؤکد (Reschly & Ysseldyke,1999) بأنه من الضروری استمرار علماء النفس التربویین فی التوجه نحو تحسین الکفاءة وبناء القدرة، وهو بمثابة توصیة تتواءم مع مدخل سیکولوجیة الحیاة الایجابیة وبطریقة مشابهة یؤکد(Clonan et al., 2004) على أن الوقت قد تجاوز حالیاً علم النفس التربوی الایجابی.
- قواعد سیکولوجیة الحیاة الایجابیة التربویة :-
یعمل علماء سیکولوجیة الحیاة الایجابیة على تبنی وتطبیق القواعد الخمسة لجودة الحیاة المدرسیة ؛ فیتم تدعیم قواعد سیکولوجیة الحیاة الایجابیة التربویة عن طریق تنظیم الدلائل البحثیة تحت تلک القواعد الخمسة یمکن تشکیل إطار عمل مفید وشامل لتسهیل عمل علماء النفس التربویین فی تطویر جودة الحیاة الشخصیة والجماعیة والمدرسیة بحیث یتضمن قواعد (Noble & McGrath,2008,122-125):
2- الانفعالات الایجابیة؛ والذی یتضمن أبعاد: الشعور بالانتماء المدرسی والفصلی، والشعور بالأمن من العنف والتعصب والشللیة، والشعور بالرضا والفخر من معایشة والاحتفال بالنجاح، والشعور بالإثارة والمتعة عن طریق المشارکة فی أنشطة ترفیهیة وحفلات خاصة والعاب تربویة، والشعور بالتفاؤل من النجاح المدرسی.
3- العلاقات الایجابیة ؛والذی یتضمن أبعاد: العلاقات الایجابیة بین الأقران، وبین التلامیذ والمعلمین والتی تجعل التلامیذ یشعرون بالانتماء والتواصل مع معایشة التدعیم والقبول. قد تحسن هذه العلاقات أیضاً من الدافعیة للانجاز أو التصرف بالتوافق مع ثقافة المدرسة الاجتماعیة.
4- الإدماج عن طریق القوى الذاتیة؛ والذی یتضمن أبعاد: جودة الحیاة والسلوک الایجابی والانجاز والتی غالباً ما تحدث عندما یدرک التلامیذ قواهم الإدراکیة والشخصیة مع امتلاکهم فرص لتطویر تلک القوى داخل المدرسة. یدعم تباین المقررات الدراسیة فرص أکبر للتلامیذ من ذوی القوى المتباینة نحو الاندماج فی التعلم مع الانجاز بطریقة صحیحة.
5- الشعور بالمعنى والهدف؛ والذی یتضمن أبعاد: جودة الحیاة والانجاز والذی یتم تحسینه عندما یتم تزوید التلامیذ بفرص مدرسیة ومجتمعة لتطویر الشعور بالمعنى یمتلک التلامیذ الشعور بالمعنى عندما یؤثر ما یقومون به على الآخرین مع امتلاکهم الشعور بالهدف عندما یسعون نحو أهداف تستحق الاهتمام.
لقد بدأ اهتمام علماء النفس بالخبرة الذاتیة الإیجابیة والسمات الشخصیة الإیجابیة والعادات الإیجابیة لأنها تؤدی إلى تحسین جودة الحیاة "Quality of life"ویجعل للحیاة قیمة وتحول دون الأعراض المرضیة التی تنشأ عندما لا یکون للحیاة معنى وتنمی الإبداع ومرونة التفکیر وحل المشکلات وتقدیر الذات وتخفف آثار الضغوط الناتجة عن الاضطرابات العضویة والنفسیة وتسهل التقدم واکتساب المعارف وتوسع بؤرة اهتمامه وتدفع الأشخاص لزیادة أنماط السلوک الاجتماعی(هویدا علام أحمد،2014 ،6). یذکر (عبد المطلب القریطى, 2001، 311) بأن الإعاقة السمعیة تؤدى إلى إعاقة النمو الاجتماعی للفرد حیث تحد من مشارکاته وتفاعلاته مع الآخرین واندماجه فی المجتمع مما یؤثر على توافقه الاجتماعی, وعلى مدى اکتسابه المهارات الاجتماعیة الضروریة واللازمة لحیاته فی المجتمع, ویضیف بأن الإعاقة السمعیة تؤدى أیضاً إلى إعاقة النمو الانفعالی والعاطفی له، ویشیر(Paul & Jackson,1993,91) أن من أهم آثار الإعاقة السمعیة الافتقار إلى الوعی بالحوار مما یسبب صعوبة فی الإدراک الصحیح لمحتوى الحوار, فیعانى الطفل من صعوبة فی متابعة الحوار السریع مع أقرانه مما یؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعیة ومفهوم الذات.
ویشیر (فاروق الرویسان ،2009 ،143)، و(مصطفى القمش وخلیل المعایطة،2012 ،23) إلى أن الأفراد ذوی الإعاقة السمعیة یمیلون إلى العزلة عن الأفراد عادی السمع الذین لا یستطیعون فهمهم فیمیلون إلى تکوین النوادی و المجتمعات الخاصة بهم بسبب تعرض الکثیر منهم لمواقف الإحباط الناتجة عن تفاعلهم الاجتماعی مع الأفراد عادیی السمع. ویؤکد (شاکر قندیل،1995 ،3) على أنه تکاد تجمع الأبحاث والدراسات نتائجها على تمیز شخصیات المعوقین سمعیاً بالتمرکز حول الذات والتصلب والجمود وعدم النضج الانفعالی.
ویذکر أیضاً (عبد الرحمن سلیمان، 2000، 108)أن المعوق سمعیاً یحاول تجنب مواقف التفاعل الاجتماعی مع العادیین، نظراً لصعوبة التواصل اللفظی اللازم لهذا التفاعل الاجتماعی، لذلک فهو یمیل إلى مواقف التفاعل الاجتماعی التی تتضمن فرداً واحداً أو فردین، وذلک لآن کثرة الأفراد تجعله لا یستطیع الترکیز مع حرکاتهم وإیماءاتهم ونطق حروفهم.
- مدخل تنمیة الحیاة الایجابیة للمراهقین"Positive Teenage Development":-
یرکز مدخل تنمیة الحیاة الایجابیة للمراهقین "Positive Teenage Development" على تنمیة برامج تؤکد على بناء المهارات والقدرات والاستعدادات لدیهم بحیث یهدف إلى تنمیة برامج موجهة متعددة الأوجه بنجاح والمبدأ الأساسی الذی حدده (Pittman.2005)بحیث ترکز تلک البرامج على العناصر التالیة: 1) تحفیز العلاقات الایجابیة بین الأقران،2) التأکید على قوى الشخصیة،3- بناء وتعزیز الکفاءات الذاتیة،4)التزوید بفرص لتعلم سلوکیات صحیة،5)التواصل بین المراهقین و أولیاء أمورهم(Noble & McGrath,2008,120). . توضح مراجعة مبکرة لبرامج مدخل تنمیة الحیاة الایجابیة للمراهقین بأنه من أکثر البرامج فعالیة بحیث یستهدف العدید من الکیانات الاجتماعیة (کالأسرة والمدرسة ودور العبادة والجوار والمحیط السکنی) والتی تسعى نحو تعزیز الکفایات الاجتماعیة والانفعالیة والمعرفیة والسلوکیة(Catalano et al,1999).
یکمن المکون الجوهری لمدخل تنمیة الحیاة الایجابیة للمراهقین (PTD) فی الانتقال من الترکیز على الخطر إلى الترکیز بشکل ایجابی على العوامل الوقائیة المرتبطة بمقاومة الضغوط. یتمثل العامل الوقائی فی المورد الفردی والمجتمعی الذی یساعد فی مقاومة المراهق ضد الانفعال السلبی من الأزمات أو الظروف العصیبة مع خفض تأثیر الخطر (Fraser & Terzian,2005). تبدو هناک بعض التشابهات والواضحة بین التحول نحو مدخل العوامل الوقائیة وتحول علم النفس نحو جودة الحیاة(Fraser et al., 2004). . کما قام (Bernard, 2004) بتحدید بعض العوامل الوقائیة من خلال مراجعتها للعدید من الدراسات على المراهقین والتی منها: أ) مهارات حل المشکلات للکفاءات الاجتماعیة ، و ب) الاستقلالیة، وج ) الشعور بالغرض ، و د) علاقات الرعایة، و ه) الارتباط بالمدرسة، وأخیراً و) المشارکة والمساهمة والتوقعات التربویة والأخلاقیة المرتفعة.
على الرغم من شیوع تطبیق العدید من التدخلات العلاجیة تحت المدخل العلاجی للسیکولوجیة الایجابیة فی غالبیة المؤسسات العیادیة والتربویة(Seligman, Rashid, & Parks,2006) إلا انه یتوجب علینا أن نتوجه بانتباهنا نحو بحث ودراسة الأسالیب التی یتم استخدامها کجزء من ممارسات عملیة علاجیة للسیکولوجیة الایجابیة؛ فیستعرض الباحث إمکانیة تطبیق الفنیات والاستراتیجیات العلاجیة والإرشادیة للسیکولوجیة الایجابیة بغرض لتحسین ممارسات الاختصاصیین النفسیین العاملین فی المدارس المصریة حیث یستعرض عدداً من الفنیات والاستراتیجیات التی تمکنهم من تحقیق عدداً من النتائج الواقعیة داخل المجتمع المدرسی. فی اعتقاد الباحث أن الأسالیب العلاجیة للسیکولوجیة الایجابیة التی تخفف من الجوانب المعرفیة والانفعالیة والسلوکیة للاضطراب موضوع الدراسة"سلوک الانسحاب الاجتماعی لدى المراهقین الصم" تتمثل فی سبع فنیات محددة هی: أ) العقلیة الایجابیة المتنامیة ،ب) والانفعالات والمشاعر الایجابیة ،ج) والکتابة التعبیریة، د) والامتنان ،ه) والتسامح ،و) والتدفق أو الاستغراق، ز) وأخیراً القوى الشخصیة.
- خصائص الصم "اللغویة, المعرفیة, الجسمیة, الاجتماعیة الانفعالیة":-
یترک الصمم على أصحابه تأثیراً مباشراً وبالغاً فی مجالات النمو المختلفة ومنها النمو اللغوی، نمو القدرات العقلیة، النمو الجسمی والحرکی، والنمو الاجتماعی الانفعالی .ولا ریب أن خصائص الطلاب الصم تختلف عن خصائص الأسویاء فقد أکدت دراسة (أحلام رجب،2003) عدداً من الخصائص التی یمکن إیجازها فی:1) صعوبة إقامة علاقات اجتماعیة مع الأقران العادیین،2) المیل إلى الانطواء والانسحاب, وعدم التکیف مع الآخرین والرغبة فی الإیذاء،3) العجز عن تحمل المسئولیة, وعدم الاتزان الانفعالی, والسلوک العدوانی تجاه الآخرین والسرقة، 4)لا توجد فروق بینهم, وبین التلامیذ العادیین فی نفس المرحلة السنیة فی الذکاء،5 ) سرعة النسیان, وعدم القدرة على ربط الموضوعات الدراسیة مع بعضها البعض،6) المیل إلى الارتفاع فی مستوى النشاط بالنسبة لأقرانه العادیین.
- أسالیب التواصل لدى المراهقین الصم:-
یمکن التواصل مع المراهقین الصم من عدة طرق مختلفة هی:1) طریقة التدریب السمعی الشامل، و2) طریقة قراءة الشفاه، و3) الطرق البصریة الشفهیة، و4)أسلوب الاتصال الکلى(Smith,2001,98) ،و (Northern & Downs ,2002,67)، و(قحطان الظاهر ,2005, 138-139).
· أدوات الدراسة وخطوات إعدادها وتطبیقها:
1- استمارة جمع البیانات الشخصیة والاجتماعیة للطالب الأصم کلیاً(إعداد الباحث(.
قام الباحث بالاطلاع على العدید من استمارات البیانات المختلفة وذلک لصیاغة محتویات هذه الاستمارة، ولقد تم الاعتماد على هذه الاستمارة بغرض جمع البیانات الشخصیة والاجتماعیة عن أفراد العینة العلاجیة من الطلاب الصم بالمرحلة العمریة من (16 :20) عام.
تضمن المقیاس ثلاثة أبعاد أساسیة، هی:1) البٌعد المعرفی،و2) البٌعد الانفعالی، و 3) البٌعد السلوکی.
أ- صدق المقیاس"Validity":-
1)الصدق الظاهری(صدق المحکمین):-
تم عرض المقیاس فی صورته الأولیة على لجنة من السادة المحکمین تضم ثلاثة عشر من أساتذة علم النفس والصحة النفسیة والتربیة الخاصة وقد استهدفت الدراسة من هذا الإجراء الوقوف على مدى وضوح صیاغة کل عبارة من عبارات المقیاس، ومدى تمثیل کل عبارة للبعد الذی تنتمی إلیه، ومدى ملائمة الأبعاد التی یتضمنها المقیاس لقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی الذی یعانیه المراهق الأصم تجاه الأشخاص السامعین مع تعدیل أو إضافة أو حذف أی عبارة من العبارات بما یرونه مناسباً لقیاس بعض المظاهر العقلیة أو الانفعالیة أو السلوکیة لدى المراهق الأصم، ثم إعادة عرض المقیاس بعد التعدیلات السابقة مرة أخرى على السادة المحکمین فأقروا بصلاحیة المقیاس ومناسبته فیما وضع لقیاسه، وقد استقر المقیاس بعد عرضه على السادة المحکمین على(45)عبارة موزعة على الثلاثة أبعاد الرئیسیة.
2)الصدق التلازمی (الصدق المرتبط بالمحکات(:-
تم حساب درجة الصدق التلازمی للمقیاس بحساب معامل الارتباط بین المقیاس ککل وبُعد تقدیر الذات المجتمعیة على مقیاس تقدیر الذات للمراهق الأصم(إعداد/ إیمان فؤاد کاشف،2010) وکانت درجة الارتباط عکسیة مرتفعة حیث بلغت (-0.866) مما یؤکد على مصداقیة المقیاس.
ب- ثبات المقیاس"Realiability":-
للتأکد من مدى استقرار المقیاس وثباته اعتمد الباحث على طریقة "بیرسون" بإعادة تطبیق الاختبار على العینة الاستطلاعیة وقدرها(45) طالب وطالبة بعد مرور(15 ) یوم بالإضافة إلى معادلة "الفاکرونباخ"، ویوضح الجدول التالی معاملات ثبات المقیاس.
الطریقة
إعادة تطبیق الاختبار
الفاکرونباخ
معامل الثبات
0.69**
0.71**
ج-الاتساق الداخلی"Internal Consistency":-
بعد تطبیق الصورة الأولیة للمقیاس(45) عبارة على العینة الاستطلاعیة وعددها(45) طالب وطالبة وتصحیحها وتفریغ استجاباتها بحساب معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لکل عبارة من عبارات المقیاس والدرجة الکلیة لکل بُعد من أبعاد المقیاس للتحقق من تجانس المقیاس داخلیاً باستخدام طریقة الاتساق الداخلی. یوضح الجدول التالی معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لکل عبارة والدرجة الکلیة للبُعد الذی تنتمی إلیه.
البُعد
العـبـارات
الارتباط
بالبُعـد
البُعد
العـبـارات
الارتباط بالبُعـد
البُعد
العـبـارات
الارتباط بالبُعـد
المـعــرفــی
العبارة رقم (1)
العبارة رقم (4)
العبارة رقم (7)
العبارة رقم (10)
العبارة رقم (13)
العبارة رقم (16)
العبارة رقم (19)
العبارة رقم (22)
العبارة رقم (25)
العبارة رقم (28)
العبارة رقم (31)
العبارة رقم (34)
العبارة رقم (37)
العبارة رقم (40)
العبارة رقم (43)
**0.312
**0.428
0.110
*0.305
*0.347
*0.334
**0.327
**0.540
**0.600
**0.513
**0.469
0.137
**0.507
**0.520
**0.441
الانفــعــالــی
العبارة رقم (2)
العبارة رقم (5)
العبارة رقم (8)
العبارة رقم (11)
العبارة رقم (14)
العبارة رقم (17)
العبارة رقم (20)
العبارة رقم (23)
العبارة رقم (26)
العبارة رقم (29)
العبارة رقم (32)
العبارة رقم (35)
العبارة رقم (38)
العبارة رقم (41)
العبارة رقم (44)
**0.339
*0.307
**0.417
**0.445
*0.298
*0.334
**0.509
**0.522
*0.288
*0.335
*0.308
**0.547
**0.434
0.105
*0.233
الســـلــوکی
العبارة رقم (3)
العبارة رقم (6)
العبارة رقم (9)
العبارة رقم (12)
العبارة رقم (15)
العبارة رقم (18)
العبارة رقم (21)
العبارة رقم (24)
العبارة رقم (27)
العبارة رقم (30)
العبارة رقم (33)
العبارة رقم (36)
العبارة رقم (39)
العبارة رقم (42)
العبارة رقم (45)
**0.474
*0.382
*0.344
**0.474
**0.647
**0.521
*0.377
*0.315
**0.465
*0.323
*0.377
*0.335
*0.325
0.123
**0.504
** دالة عند مستوى (0.01) * دالة عند مستوى (0.05)
وللتأکید على تجانس المقیاس داخلیاً قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لکل بُعد من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس ماعدا البُعد الذی تنتمی إلیه. ویوضح الجدول التالی معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لکل بُعد والدرجة الکلیة للمقیاس ماعداها.
البـٌعـــد
المعرفی
الانفعالی
السلوکی
الدرجة الکلیة
**0.740
**0.712
**0.568
** دالة عند مستوى (0.01)
اعتمادا ًعلى معاملات الارتباط بین عبارات مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم والدرجة الکلیة للبُعد ، قام الباحث بحذف العبارتین أرقام(7، 34) تحت البُعد المعرفی، وهما: "قدرتی على التفاعل مع الأشخاص السامعین محدودة"، و"أعتبر نفسی بطی فی التفاعل مع الأشخاص السامعین"، والعبارة رقم(41) تحت البُعد الانفعالی، وهی" أخاف من ارتکاب الأخطاء أمام زملائی السامعین"، والعبارة رقم(42) تحت البُعد السلوکی، وهی" اعبر عن أفکاری بحریة أمام الأشخاص السامعین" وذلک لعدم حصولهما على درجة التشبع المطلوبة سواء على البُعد الذی تنتمی إلیه أو على المقیاس ککل.
یوضح الجدول التالی أبعاد الصورة النهائیة لمقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم، وأرقام عبارات کل بعد.
الأبعاد
عبارات کل بُعد
عدد العبارات
الإجمالی
ایجابی
سلبی
المعرفی
1-4-9-12-15-18-21-24-27-30-33-36-39
8
5
13
الانفعالی
2-5-7-10-13-16-19-22-25-28-31-34-37-40
9
5
14
السلوکی
3-6-8 -11-14-17-20-23-26-29-32-35-38-41
7
7
14
ثالثاً :البرنامج العلاجی القائم على الفنیات العلاجیة للسیکولوجیة الایجابیة(إعداد الباحث(:-
أ- تعریف البرنامج العلاجی (موضوع الدراسة(:-
هو مجموعة من الفنیات والاستراتیجیات العلاجیة القائمة على مدخل سیکولوجیة الحیاة الایجابیة والمدخل العلاجی المعرفی السلوکی مع أسالیب الدعم الایجابی للسلوک التی یتم تنفیذها من قبل المعالج أو الأخصائی النفسی سواء داخل المدرسة أو خارجها والهادفة إلى علاج أو على الأقل خفض سلوکیات الانسحاب الاجتماعی اللاتوافقیة الغیر مقبولة تجاه الأفراد السامعین مع تنمیة بعض المهارات والقدرات والإمکانیات الوقائیة عن طریق استبدال وتعویض تلک السلوکیات المرضیة بسلوکیات بدیلة أکثر توافقیة والتی ینقص تواجدها لدى أفراد المجموعة العلاجیة(المراهقین الصم من ذوی سلوک الانسحاب الاجتماعی) سعیاً لإکسابهم السلوک الاجتماعی الصحیح مما یعمل على زیادة قدرتهم على التوافق الاجتماعی.
ب- أهمیة البرنامج العلاجی:-
یؤکد الباحث أن ترکیز البرنامج المقترح لا یختص بما الذی یعانیه المراهق الأصم أو بإصلاح أشکال الضعف والقصور لدیه أثناء تفاعلاته الاجتماعیة الاعتیادیة، ولکن یرکز بشکل أساسی وجوهری على صقل وتدعیم نقاط قواه الشخصیة الاجتماعیة وبصورة أکبر على ما الجید بشأنها، وکیف نوظفها ونصقلها نحو تحقیق أفضل ذات ممکنة؛ بالتالی یکمن هدف البرنامج فی مساعدة المراهق الأصم بتقریبه نحو تحقیق المخرجات المأمول تحقیقها.
ج- الفئة المستهدفة من البرنامج:-
یتم تطبیق البرنامج على مجموعة واحدة من المراهقین الصم(مجموعة تجریبیة واحدة) بالمرحلة الثانویة من الملتحقین بمعهد الأمل للصم وضعاف السمع بأسیوط والذین تحصلوا على درجات مرتفعة على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم والتی تدل على معاناتهم من الآثار السلبیة لضعف التفاعلات الاجتماعیة مع أقرانهم السامعین.
د- الهدف العام للبرنامج:-
یهدف البرنامج بشکل أساسی لتنمیة قدرة المراهقین الصم من ذوی سلوک الانسحاب الاجتماعی على مواجهة وحل مشکلاتهم الاجتماعیة الواقعیة على الأخص عند تفاعلاتهم الاجتماعیة مع الأسویاء فی المؤسسات الاجتماعیة المتباینة (الأسرة – المدرسة – دار العبادة – السکن)، بالإضافة إلى تدعیم و صقل مهارات التفاعل الاجتماعی المساعدة فی دعم التفاعلات الاجتماعیة سواء مع الأقران الصم أو مع غیرهم من السامعین اعتماداً على أسالیب الدعم الایجابی للسلوک.
ه- الأسالیب المستخدمة فی البرنامج:-
اعتمد الباحث فی بناء البرنامج على العدید من فنیات واستراتیجیات المدخل العلاجی للسیکولوجیة الایجابیة والمدخل العلاجی المعرفی السلوکی بالإضافة إلى الاستعانة ببعض استراتیجیات مدخل الدعم الایجابی للسلوک. بالإمکان تصنیف الأسالیب والاستراتیجیات المستخدمة فی البرنامج لتقع تحت ثلاثة مجالات أساسیة: معرفیة، وانفعالیة، وسلوکیة.
- أسالیب واستراتیجیات معرفیة:
یتم من خلالها التعامل مع الأفکار والمعتقدات الخاطئة اللاتوافقیة الخاصة باضطراب سلوک الانسحاب الاجتماعی لکل فرد من أفراد المجموعة العلاجیة مع القیام بتعدیلها أو دحضها عن طریق تنمیة المعلومات والمعارف السلیمة التوافقیة لدیهم
- أسالیب واستراتیجیات انفعالیة:
وهى تعنى بمساعدة أفراد العینة العلاجیة على ممارسة التفکیر العقلی واستخدام العقل والمنطق فی الحکم على الأمور وإکسابهم خبرات جدیدة تقوم على علاقات اجتماعیة سلیمة عن طریق أسالیب للتعامل مع مشاعر الخوف والقلق والحرمان بسبب الإعاقة وتنمیة مشاعر الود والمحبة والتعاون بینهم وبین السامعین سواء من أقرانهم ممن هم فی نفس أعمارهم أو ممن یکبرونهم أو یصغرونهم.
- أسالیب و استراتیجیات سلوکیة:
وتعنی بمساعدة أفراد المجموعة العلاجیة على اکتساب السلوکیات والتصرفات التوافقیة البدیلة عوضاً عن السلوکیات الانسحابیة اللاتوافقیة.
و- محتویات البرنامج:-
أشتمل البرنامج العلاجی موضوع الدراسة على(28) جلسة علاجیة استغرق تنفیذ کل منها ما بین (30 :45) دقیقة، تم تنفیذه بواقع ستة جلسات أسبوعیاً (ثلاث أیام فی الأسبوع) بواقع جلستین فی کل یوم یتخللها استراحة لمدة خمسة دقائق. یقوم البرنامج على استخدام فنیات واستراتیجیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة، والعلاج المعرفی السلوکی، بالإضافة إلى بعض أسالیب دعم السلوک الایجابی للتخلص من سلوک الانسحاب الاجتماعی الذی یعانیه المراهقین الصم تجاه الأشخاص السامعین. والجدول التالی یوضح عناوین جلسات البرنامج العلاجی بالمجال العلاجی الذی تختص به.
"توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات العینة الأساسیة من المراهقین الصم کلیاً بین الذکور والإناث على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم".
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بتطبیق مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی على عینة الدراسة الأساسیة والتی بلغ عددها (80) طالب وطالبة بالمرحلة الثانویة(40ذکور + 40 إناث) بمتوسط عمری قدره (18.32)عام وانحراف معیاری (1.44) للعینة الأساسیة بالکامل (م=17.45،ع =1.51) للذکور، ( م= 19.23، ع =0.60) للإناث، ثم تم إیجاد الفروق بین متوسطی درجات الذکور والإناث على أبعاد مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی الثلاثة (البُعد المعرفی، والبُعد الانفعالی، والبٌعد السلوکی) بالإضافة إلى الفروق فی الدرجة الکلیة للمقیاس، وذلک باستخدام معادلة اختبار "ت"(T-test) للتحقق من وجود فروق ترجع إلى النوع کما هو واضح فی الجدول التالی.
النوع
أبعاد المقیاس
الذکور (ن = 40 )
الإناث (ن = 40 )
قیمة "ت"
مستوى
الدلالة
م
ع
م
ع
البُعد المعرفی
26.150
3.416
29.250
2.924
-4.797**
دالة
البُعد الانفعالی
27.125
2.462
28.950
2.899
-3.264**
دالة
البُعد السلوکی
28.500
3.679
28.450
2.969
0.081
غیر دالة
الدرجة الکلیة للمقیاس
81.775
3.670
86.650
4.136
-13.469**
دالة
** دالة عند (0.01)
من الجدول السابق یتضح أن الفروق بین متوسطی درجات الذکور والإناث على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی جاءت دالة عند(0.01) لصالح الإناث على البُعدین المعرفی والانفعالی وکذلک على الدرجة الکلیة للمقیاس، حیث بلغت قیمة "ت"(-4.797) للبُعد الأول "المعرفی"، و(-3.264) للبعد الثانی "الانفعالی"، و(-13.469) للدرجة الکلیة للمقیاس، بینما جاءت غیر دالة على البُعد الثالث" السلوکی".
فی ضوء البیانات الإحصائیة المرتبطة بهذا الفرض قام الباحث بحساب النسب المئویة لانتشار سلوک الانسحاب الاجتماعی بین أفراد العینة الأساسیة من المراهقین الصم على المقیاس الکلی، وعلى کل بُعد من أبعاده فی ضوء درجة القطع لکل من الذکور والإناث کل على حده ، کما فی الجدول التالی.
الأفراد
نسبة الانتشار
العینة الأساسیة
(ن = 80)
الذکور
(ن = 40 )
الإناث
(ن = 40 )
ن
%
ن
%
ن
%
البُعد المعرفی
12
15
7
17.5
5
12.5
البُعد الانفعالی
17
21.25
10
25
7
17.5
البُعد السلوکی
13
16.25
4
10
6
15
الدرجة الکلیة للمقیاس
21
26.25
9
22.5
13
32.5
لقد تبین لدى الباحث أن عدد الطلاب الصم الذین یعانون من سلوک الانسحاب الاجتماعی من أجمالی العینة الأساسیة التی بلغ عددها(80) طالباً وطالبة بلغت(9) تسعة طلاب ذکور، و(13) ثلاثة عشرة طالبة، ممن زادت درجاتهم على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی عن درجة القطع ( م+ع) وقدرها(86.073) درجة للذکور بنسبة (22.25%) من العینة الکلیة للذکور، وعن درجة القطع (م+ع) وقدرها(91.156) درجة للإناث بنسبة (32.5%) من العینة الکلیة للإناث. مما یؤکد على شیوع انتشار سلوک الانسحاب الاجتماعی فی الإناث عن الذکور وقد بدا هذا الفرق واضحاً على الأخص فی البُعدین المعرفی والانفعالی. یمکن تفسیر انخفاض نسب انتشار سلوک الانسحاب الاجتماعی فی الإناث عن الذکور إلى طبیعة أفراد العینة الأساسیة فالطلاب الذکور فی هذه المرحلة العمریة یفترض علیهم القیام بسلوکیات أو مواقف اجتماعیة روتینیة أثناء تعاملاتهم مع الآخرین سواء داخل المدرسة أو خارجها على عکس الإناث من ذوی التفاعلات الاجتماعیة المحدودة خارج البیئة المدرسیة کما أن بعض الطالبات من ذوات الإقامة الداخلیة بالإضافة إلى الطبیعة المجتمعیة التی تفرض على الذکر القیام بمتطلبات معیشیة وأعمال مهنیة یعتقد أن من غیر الواجب القیام بها أو تکلیفها للإناث.
ب- نتیجة الفرض الثانی وینص على:
" یوجد فرق ذو دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات العینة العلاجیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم لصالح القیاس القبلی".
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بتطبیق مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم على عینة الدراسة العلاجیة قبل وبعد تنفیذ البرنامج العلاجی والتی بلغ عددها (9) طلاب ثم تم إیجاد الفروق بین رتب درجات أفراد العینة التجریبیة فی القیاس القبلی والبعدی مستخدماً اختبار"Wilcoxon Signed Ranks Test "نظراً لصغر حجم العینة بغرض التحقق من وجود فروق حقیقیة بین رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة، ولتدعیم هذه النتیجة قام الباحث أیضاً بحساب حجم الأثر للبرنامج العلاجی "effect size" عن طریق معادلة حساب حجم الأثر(d) لتحدید حجم تأثیر المتغیر المستقل(البرنامج العلاجی) على المتغیر التابع (سلوک الانسحاب الاجتماعی) باستخدام المعادلة:
z
d=
حیث (n) حجم العینة، (d)>=(0.2)حجم التأثیر (صغیر)،(d)>= 0.5حجم التأثیر(متوسط)،
(d) > =0.8 حجم التأثیر(کبیر)
ویوضح الجدول التالی دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات العینة العلاجیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم وحجم الأثر.
الأبعاد
القیاس
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قیمة
z
مستوى
الدلالة
قیمة
d
حجم
الأثر
السلبیة
الإیجابیة
السلبیة
الإیجابیة
البُعد المعرفی
ق
5.00
صفر
45.00
صفر
-2.673
دالة
عند 0.01
-0.891
کبیر
ب
البُعد الانفعالی
ق
5.00
صفر
45.00
صفر
-2.680
دالة
عند 0.01
-0.893
کبیر
ب
البُعد السلوکی
ق
5.00
صفر
45.00
صفر
-2.670
دالة
عند 0.01
-0.890
کبیر
ب
الدرجة الکلیة
ق
5.00
صفر
45.00
صفر
-2.684
دالة
عند 0.01
-0.895
کبیر
ب
یتضح من الجدول السابق أن قیمة (Z) جاءت دالة بین القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی للمراهق الأصم على کل بُعد من أبعاد المقیاس وکذلک على الدرجة الکلیة للمقیاس فی أبعاد (البُعد المعرفی – البُعد الانفعالی – البُعد السلوکی - الدرجة الکلیة) حیث بلغت على الترتیب(-2.673،- 2.680،- 2.670،- 2.684) مما یدل على وجود فروق جوهریة وحقیقیة بین متوسطات رتب درجات أفراد العینة التجریبیة فی على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی بأبعاده الثلاثة وعلى الدرجة الکلیة للمقیاس بین القیاسین القبلی والبعدی، کما یؤکد أیضاً على فاعلیة البرنامج العلاجی القائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدى أفراد العینة العلاجیة.
یتضح من الجدول السابق أیضاً أن قیمة(d)"حجم الأثر" جاءت کبیرة على مقیاس سلوک الانسحاب الاجتماعی على کل بُعد من أبعاد المقیاس وعلى الدرجة الکلیة للمقیاس فی الأبعاد(المعرفی، الانفعالی، السلوکی، الدرجة الکلیة) حیث بلغت على الترتیب (-0.891، -0.893، -0.890 ،-0.895) مما یؤکد على فاعلیة البرنامج العلاجی القائم على فنیات سیکولوجیة الحیاة الایجابیة فی خفض سلوک الانسحاب الاجتماعی لدى أفراد العینة العلاجیة.
المراجع
· مراجع الدراسة:-
أ- المراجع العربیة:-
أحلام رجب عبد الغفار(2003):"الرعایة التربویة للصم والبکم وضعاف السمع", دار الفجر للنشر, القاهرة(مصر).
إیمان فؤاد کاشف(2010):"التربیة الخاصة: مشکلات ذوی الاحتیاجات الخاصة وأسالیب أرشادهم"، ط(2)، دار الکتاب الحدیث، القاهرة (مصر).
بطرس حافظ بطرس(2007):"إرشاد ذوى الحاجات الخاصة وآسرهم"، دار المسیر للنشر والتوزیع ،عمان.
خولة أحمد یحیی(2000):"الاضطرابات السلوکیة والانفعالیة"، دار الفکر العربی، عمان(الاردن).
خولة أحمد یحیی(2008):"الاضطرابات السلوکیة والانفعالیة", ط(4), دار الفکر العربی، عمان (الأردن)
زینب محمود شقیر(2001):"سیکولوجیا الفئات الخاصة والمعوقین", ط(2)، مکتبة النهضة المصریة، القاهرة (مصر).
سامی محمد ملحم (2004):"صعوبات التعلم"، ط(2)، دار المسیرة للطباعة والنشر والتوزیع، عمان(الإردن).
شاکر قندیل(1995):"سیکولوجیة الطفل الاصم و متطلبات إرشاده ،المؤتمر الدولی الثانی لمرکز الإرشاد النفسی للأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة(الموهوبون – المعاقون)"، بحوث المؤتمر، المجلد الأول، جامعة عین شمس، القاهرة (مصر).
عادل عبد الله محمد (2002) :"فعالیة برنامج تدریبی لتنمیة بعض المهارات الاجتماعیة على مستوى التفاعلات الاجتماعیة للأطفال التوحدیین (فی) الأطفال التوحدیین دراسات تشخیصیة وبرامجیة"، دار الرشاد للطبع والتوزیع، القاهرة(مصر).
عبد الرحمن سید سلیمان (2000):"سیکولوجیة ذوی الاحتیاجات الخاصة(المفهوم والفئات)"، الجزء الأول، مکتبة زهراء الشرق(القاهرة).
عبد المطلب أمین القریطی(2001):"سیکولوجیا ذوى الاحتیاجات الخاصة", ط(3), دار الفکر العربی، القاهرة (مصر).
عبیر محمد إبراهیم (2005):"برنامج مقترح لتحسین تواصل الأمهات مع أطفالهن وأثره فی النضج الاجتماعی للطفل الأصم", رسالة ماجستیر معهد الدراسات والبحوث التربویة, جامعة القاهرة (مصر).
عوشة احمد المهیرى (2010):"کیف تنمی السلوک الإبتکاری لدى المعاق سمعیاً", ط(3)، دار الفکر العربی، القاهرة(مصر).
قحطان احمد الظاهر(2005):"مدخل إلی التربیة الخاصة", دار وائل للنشر والتوزیع, عمان(الأردن).
مارتن سیلجمان(2002):"السعادة الحقیقة، استخدام علم النفس الإیجابی الحدیث لتحقیق أقصى ما یمکنک من الإشباع الدائم"، مکتبة جریر ،الریاض(المملکة العربیة السعودیة).
محمد نجیب أحمد الصبوة(2008):"علم النفس الایجابی، تعریفه وتاریخه وموضوعاته والنموذج المقترح له"، مجلة علم النفس ،مقالات منشورة بالعدد (76) أکتوبر (2007) الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة(مصر).
مصطفى نوری القمش (2002):"الإعاقة السمعیة واضطرابات النطق واللغة والکلام"، ط(3)، دار الفکر العربی للطباعة و النشر، عمان(الأردن).
مصطفى نوری القمش و خلیل عبد الرحمن المعایطة(2012): سیکولوجیة الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة، مقدمة فی التربیة الخاصة"، ط(5) ، دار المسیرة للنشر والتوزیع والطباعة، عمان(الأردن).
هویدا علام أحمد (2014):"فاعلیة برنامج ارشادى لتدریب المعلمین علی تنمیة مهارات السلوک التکیفی لدى العمیان وأثره علی التفاعل الاجتماعی مع إقرانهم العادیین"، رسالة دکتوراه (غیر منشورة)، کلیة التربیة ، جامعة أسیوط(مصر).
ب- المراجع الأجنبیة:-
Catalano, R.F., Berglund, M.L., Ryan, J.A., Lonczak, H.S. & Hawkins, J.D. (1999): "Positive youth development in the United States: Research findings on evaluations of positive youth development programs". Seattle, Washington: Social Development Research Group, University of Washington.
Clonan, S.M., Chafouleas, S.M., McDougal, J.L., & Riley-Tillman, T.C. (2004):"Positive psychology goes to school: Are we there yet? Psychology in the Schools",Vol. 41, Issue (1), pages (101–110).
Fraser, M.W., & Terzian, M.A. (2005):"Risk and resilience in child development: Practice principles and strategies. In G.P. Mallon & P. McCartt Hess (Eds.), Handbook of children, youth and family services: Practices, policies and programs, Columbia University Press, New York(USA) .
Fraser, M.W., Kirby, L.D., & Smokowski, P.R. (2004):"Risk and resilience in childhood". In M.W. Fraser (Ed.),"Risk and resilience in childhood", Washington D.C: NASW Press, pages (13–66).
Lokanadha, R.(2000):" Education of children with special needs", London discovery publishing House ,2nd edition, page(71)
6. Noble, Toni & McGrath, Helen (2008):"The positive educational practices framework: A tool for facilitating the work of educational psychologists in prompting pupil wellbeing, Educational & child psychology, The British Psychological Society Vol. no,(25),Issues no.(2), pages (119-134).
7. Northern, J. &Downs, P.(2002):"Hearing in children Philadelphia ", Lip-Pincott Williams & Wilkins Publishing Co., Page(67)
8. Paul, P. V, & Jackson, D .W.( 1993 ):"Toward a psychology of deafness : Theoretical and Empirical Perspectives", Allyn and Bacon, Needham Heights, MA(USA), page(91).
Pittman, K., (2005):"Moving ideas to impact to change the odds for youth: Charting the forum’s course to 2010: The Forum for Youth Investment Impact Strategies", presented at (June 13, 2005).
Reschly, D.J. & Ysseldyke, J.E. (1999): Paradigm shift: The past is not the future. In T. Gutkin & C. Reynolds (Eds.) The handbook of school psychology, (3rd ed.), New York: Wiley, pages (3–20).
11. Reschly, D.J. (2000):The present and future status o school psychology in the United States. School Psychology Review, Vol. 29, pages (507–522).
Seligman, M. E., Rashid, T., & Parks, A. C. (2006):"Positive psychotherapy", American Psychologist Journal, Vol. no. (61), pages (774–788).
13. Smith, D.(2001):"Introduction to Special Education: Teaching in an age of challenge", Boston Allyn and Bacon publishing Co., page(98).
Weare, K. & Gray, G. (2004):"What works in developing children’s emotional and social competence and wellbeing?" Research Brief, Department for Education and Skills, Vol. (456).