إسماعيل, آية. (2019). مدى فعالية العلاج بالقبول والالتزام في تحسين المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 6(السادس), 1-24. doi: 10.21608/dapt.2019.110810
آية إسماعيل. "مدى فعالية العلاج بالقبول والالتزام في تحسين المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 6, السادس, 2019, 1-24. doi: 10.21608/dapt.2019.110810
إسماعيل, آية. (2019). 'مدى فعالية العلاج بالقبول والالتزام في تحسين المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 6(السادس), pp. 1-24. doi: 10.21608/dapt.2019.110810
إسماعيل, آية. مدى فعالية العلاج بالقبول والالتزام في تحسين المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2019; 6(السادس): 1-24. doi: 10.21608/dapt.2019.110810
مدى فعالية العلاج بالقبول والالتزام في تحسين المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا
أجريت الدراسة بهدف التعرف على مدى فعالية العلاج بالقبول والالتزام واستمرار هذه الفعالية في تنمية المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا، وتکونت عينة دراسة أساسية من 100 معاقًا بصريًا، وتراوحت أعمارهم ما بين 12-21 عام بمتوسط عمرى قدره 17.38 عامًا، وانحراف معيارى 2.98 عامًا، وتکونت عينة دراسة علاجية من 20 معاقًا بصريًا (10 مجموعة تجريبية، 10 مجموعة ضابطة) منهم (8 طالبات، 16 طالبًا)، تتراوح أعمارهم ما بين (13 - 18) بمتوسط عمري قدره 16.35 عامًا، وانحراف معياري قدره 1.47 عامًا، طبق عليهم: مقياس المرونة النفسية، برنامج العلاج بالقبول والالتزام لتنمية المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا، وأسفرت نتائج الدراسة عن فعالية في تنمية المرونة النفسية لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسية من المعاقين بصريًا.
إن ما تشهده المجتمعات حالیًا من تطور تکنولوجى وتغییرات اقتصادیة وانفجار معرفى جعلت أفرادها تواجه تحدیات کبیرة، وتختلف تلک الاستجابات على حسب کل فرد إزاء هذه التحدیات والضغوط، فمنهم من یحاول التأقلم إلى حد ما حتى تمر الأزمة التى یتلقاها، ومنهم من یحتویه القلق ویؤدى به إلى الاکتئاب والشعور بالوحدة النفسیة یعتزل من خلالها العالم بما فیه من ضغوط، وهناک من یواجه ویتصدى لتلک الأزمات، ویعمل بجهد ویستغل کل ما لدیه من قدرات ومهارات وأفکار بناءة، لکى یحاول تغییر المواقف الصعبة التى تواجهه، لکى یعیش حیاته ویستعیدها من جدید، والمرونة النفسیة هى قدرة الفرد على التکیف الفعال والتوافق الناجح، والصمود فى مواجهة المشکلات النفسیة والاجتماعیة، والنهوض من الأزمات المختلفة دون کسر أو هزیمة، والمحافظة على أمنه النفسى والاجتماعى، کما أنها عنصر أساسی فى قدرة الأشخاص على التواصل مع الحیاة ومواجهة الشدائد وأحد المکونات الأساسیة المتمة للصحة النفسیة.
ویعانى الأفراد ذوى الاحتیاجات الخاصة بشکل عام، المعاقین بصریًا بشکل خاص من قصور فى مهاراتهم الاجتماعیة یحد من تفاعلهم مع الآخرین ویصیبهم بنوع من العزلة. المراهقون المعاقون بصریًا یعانون من الکثیر من المشکلات الخاصة بمرحلة المراهقة، بالإضافة إلى القیود التى تفرضها الإعاقة البصریة.
والعلاج بالقبول والالتزام Acceptance and commitment therapy (ACT) من أحدث تطورات العلاج المعرفى السلوکى، وأسلوب تم تطویره على ید ستیفن هایز Steven Hayes، حیث یعد علاجًا إمبریقیًا یستعمل المبادىء الواقعیة والإمبریقیة فى مداخلاته التى تعتمد على البدء بقبول وإثراء العقل جنبًا إلى جنب مع الالتزام، وذلک بهدف تدعیم المرونة النفسیة أساسًا، وهو یوصى بأنه بدلا من التحکم فى أفکارک علیک أن تبدأ بأن تلاحظ وترصد وتعانق الأحداث، فتکون فى علاقة مباشرة مع النفس کسیاق، وهو یساعد أن تقبل تفاعلاتک حاضرة ثم تتخذ توجها حالًا یتفق مع توجیهاتک القیمیة، وأن تفعل وتبادر ولا تستغرق فى التفکیر التجریدی أو بتعبیر آخر لا تفکر فى أفکارک (Hayes, Luoma, Bond, Masuda & Lillis, 2006: 8)، فاستخدام التلامیذ المعاقین بصریًا ذوى الشعور بالوحدة النفسیة لفنیات العلاج بالقبول والإلتزام سیجعلهم أکثر مرونة وقبولًا لإعاقاتهم.
ونظرًا لأن المعاقین بصریًا یعانون من کثیر من المشکلات ومن بین أکثر مشکلات المعاقین بصریًا هو الشعور بالوحدة النفسیة ذات صلة بعدم الرغبة فى قبول الأحداث الداخلیة الخاصة، وقلة المرونة النفسیة لدیهم، فإن هناک ضرورة إلى التدخل التجریبی بتصمیم برنامج علاجى یعمل على زیادة المرونة النفسیة، کما تم اختیار العلاج بالقبول والالتزام لتحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من المعاقین بصریًا، لأنه مدخل للعلاج الوظیفى الذى یعتبر مشکلات الإنسان ناتجة من المرونة النفسیة الذین یعانون من الشعور بالوحدة النفسیة.
مشکلة الدراسة:
ظهرت مشکلة الدراسة من ملاحظة الباحثین للمشکلات التى یعانى منها المعاقین بصریًا وکان من أکثر المشکلات شعورهم بالوحدة النفسیة، ووجود فجوة بینهم وبین الآخرین والانسحاب فى العلاقات الاجتماعیة وافتقادهم للود والحب والانسجام، من هنا ظهرت الحاجة إلى تدخل علاجى یسهم فى تخفیف الشعور بالوحدة النفسیة وزیادة المرونة النفسیة، وهذا ما حدا بالباحثة إلى تناول أحد العلاجات النفسیة وهو العلاج بالقبول والالتزام. حیث نجد أن بعض الدراسات عززت مدى فعالیة العلاج بالقبول والالتزام حیث أشارت نتائج العدید من الدراسات إلى فعالیة العلاج بالقبول والالتزام فى علاج کثیر من الاضطرابات النفسیة مثل دراسة (الزغبى، 2017) والتی هدفت إلى التعرف على أثر برنامج قائم على المرونة النفسیة فى تحسین فاعلیة الذات الانفعالیة وخفض قلق المستقبل المهنى لدى ذوی صعوبات التعلم الأکادیمیة، وکذلک دراسة سید (2018) والتی هدفت إلى التعرف على فاعلیة برنامج للعلاج بالقبول والالتزام فى خفض کرب ما بعد الصدمة لدى المراهقین المعاقین بصریًا، ومن جانب آخر نجد أن بعض الدراسات اهتمت بتحسین المرونة النفسیة من خلال بعض البرامج العلاجیة الأخرى مثل: دراسة کمال (2013) التی حاولت التحقق من مدى فاعلیة برنامج إرشادى انتقائی فی تحسین المرونة النفسیة الأسریة لدى أمهات أطفال الأوتیزم، وکذلک دراسة المغربى (2017) التی حاولت تنمیة المرونة النفسیة لدى عینة من الأطفال ذوى صعوبات تعلم القراءة، کما حاولت دراسة القحطانى (2018) التحقق من فعالیة برنامج إرشادى لتنمیة المرونة الأسریة وتخفیف حدة الضغوط النفسیة لدى عینة من أمهات الأطفال ذو الشلل الدماغى المصحوب بالإعاقة الفکریة. فی حین نجد الدراسات التی اهتمت باستخدام العلاج بالقبول والالتزام محدودة وخاصة لدى المعاقین بصریًا، وبهذا لم تجد الباحثین سوى دراسة واحدة فقط اهتمت بالمعاقین بصریًا حیث تناولت فعالیة العلاج بالقبول والالتزام مع المعاقین بصریًا وکان هدفها تخفیف حدة اضطراب ما بعد الصدمة وهى دراسة سید (2018) مما یجعل الدراسة الحالیة هی دراسة مهمة للاهتمام بالعلاج بالقبول والالتزام فی تحسین المرونة النفسیة لدى ذوی الشعور بالوحدة النفسیة من المعاقین بصریًا، واستنادًا لما سبق فقد تبلورت مشکلة الدراسة الحالیة فی التحقق من:" مدى فعالیة العلاج بالقبول والالتزام فى تنمیة المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا"، وتثیر مشکلة الدراسة التساؤلات الآتیة:
1- ما مدى فعالیة برنامج قائم على العلاج بالقبول والالتزام فى تحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا؟
2- ما مدى فعالیة برنامج قائم على العلاج بالقبول والالتزام فى استمراریة تحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا؟
أهداف الدراسة: تتخلص فیما یأتى:
- تنمیة المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا.
- التعرف على مدى فعالیة استمراریة برنامج قائم على العلاج بالقبول والالتزام فى تحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا.
أهمیة الدراسة: تتمثل أهمیة للدراسة فیما یلى:
الأهمیة النظریة:
1- استثمار طاقة التلامیذ المعاقین بصریًا، ومساعدتهم على تحدید قیمهم وأهدافهم فی ضوء الأولویات.
2- الدراسة الحالیة تتطرق إلى أحد الموضوعات المهمة، وهى المرونة النفسیة والتى یحتاجها ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من المراهقین المعاقین بصریًا إلى حد کبیر لما یتضمنه من مساعدتهم فی زیادة وعیهم ببدائل المواقف، والقدرة على تکییف وتوظیف الاستراتیجیات الملائمة.
3- تقدم الدراسة الحالیة برنامجًا علاجیًا یتسم بالشمولیة فى تقنیاته واستراتیجیاته التى تستهدف الجوانب الفکریة والسلوکیة والانفعالیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا.
الأهمیة التطبیقیة:
1- إعداد برنامج العلاج بالقبول والالتزام لتحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا.
2- ما تسفر عنه الدراسة الحالیة من نتائج عن تحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من المعاقین بصریًا، یمکن أن یساعد فی تقدیم الخدمات النفسیة والاجتماعیة والتأهیلیة لمجتمع المعاقین بصفة عامة ، والمعاقین بصریًا بصفة خاصة.
3- إذا ما اتسقت النتائج الدراسة مع الإطار النظری لها، فإن هذا یفتح مجالًا للباحثین فی إعداد برامج علاجیة للمراهقین ذوی الشعور بالوحدة النفسیة من ذوى الاحتیاجات الخاصة عامة، وذوی الإعاقة البصریة خاصة فی محاولة معرفة الصعوبات التى تقف عقبة فی سبیل تقدمهم، وتقدیم الإرشادات والبرامج اللازمة لتخفیف حدة هذه الصعوبات، وتنمیة الجوانب الإیجابیة لدیهم، حتى تصبح علاقاتهم الاجتماعیة إیجابیة وفی الاتجاه السوی.
الإطار النظرى:
أولًا- العلاج بالقبول والإلتزام :
یعرفه (Hayes, Luoma, Bond, Masuda, & Lillis (2006, 6 "هو مدخل للعلاج الوظیفى السیاقى، یعتبر مشکلات الإنسان ناتجة عن عدم المرونة النفسیة، التى یسببها التعبئة المعرفیة، وتجنب الخبرات، والهدف الرئیسى للعقل هو زیادة المرونة النفسیة، والقدرة على التواصل مع اللحظة الراهنة بشکل واعى، وأن تداوم على السلوک أو تغیره إذا کان ذلک یحقق أهدافک کفرد"، کما یعرفه کلًا من (Hayes & Fletcher, 2005, 382) بأنه "علاج نفسى سلوکى یعتمد على نظریة إطار العلاقات التى تستخدم عملیات الذهن وتغییر السلوک لإنشاء أکبر قدر من المرونة النفسیة"، کما یعرفه أیضًا محمد (2010، 48) بأنه" فرع من العلاج المعرفى السلوکى، وهو نموذج للتدخل المهنى، یستند على التقبل واستراتیجیات الذهن مع الالتزام باستراتیجیات تغییر السلوک، بهدف تحسین المرونة النفسیة"، کذلک یعرفه الرخاوى (2008، 1362) بأنه" علاج إمبریقى (عملی خبراتی) یستخدم مبادئ الواقعیة فی مداخلاته التی تعتمد على البدء بقبول الخبرات والمشاعر والأفکار، جنبا إلى جنب مع الالتزام.
من التعریفات السابقة یعرف الباحثون العلاج بالقبول والالتزام إجرائیًا على أنه : " مجموعة من الخدمات المتخصصة تهدف إلى زیادة المرونة النفسیة لدى المعاقین بصریًا معتمدة فی ذلک على استخدام فنیات: المناقشة والحوار، إزالة الاندماج المعرفى، القبول، التواصل مع اللحظة الراهنة، الذات کسیاق، توضیح القیم، التصرف الالتزامى".
العملیات الأساسیة فى العلاج بالقبول والالتزام:
یعد العلاج بالقبول والالتزام (Act) أحد العلاجات النفسیة التى تقوم على أساس علم النفس السلوکى الحدیث، وتتضمن نظریة الحالة الذهنیة الاتصالیة والتى تستخدم عملیات القبول والالتزام وتغیر السلوک من أجل تحقیق المرونة النفسیة، ومن خلال العقل یتم تحقیق المرونة النفسیة وذلک بالترکیز على ست عملیات هى: القبول، عدم الاندماج المعرفى، الذات کسیاق، التواصل مع الحاضر، القیم، الالتزام .
1- القبول :Acceptanceیعد القبول کبدیل للتجنب التجریبى، یتضمن القبول الاعتناق الفعال والواعى للأحداث الداخلیة المؤلمة وغیر المرغوب فیها. على سبیل المثال مرضى القلق یتم تعلیمهم أن یشعروا بالقلق کشعور بشکل کامل دون الدفاع، الإحباط یکون محاولة لصنع تغییر فى تردد أو شکل الأحداث الداخلیة غیر المرغوب فیها. .(Kowalkowski, 2012, 12)
2- إزالة الاندماج المعرفى :Cognitive Defusion تهدف فنیة الإزالة أو التقلیل من الخطر المعرفى تحاول أن تغیر وتبدل فى الوظائف غیر المرغوبة فیها للأفکار والأحداث الأخرى الخاصة، بدلًا من محاولة تغیر شکلها، أو تکرارها أو تغیر حساسیتها الموقفیة. (Harris, 2007, 2)
3- التواصل مع الحاضر :Being Present هى عملیة الاتصال باللحظة الحالیة بشکل کامل وتستخدم لمساعدة الناس تبدأ من أین هم، للحصول على اهتمامهم للترکیز علنا على ما یحدث من حولهم فى هنا و الآن. وغالبًا ما یتم ذلک من خلال استخدام العدید من تقنیات الذهن.
4- الذات کسیاق Self as Context: تعتبر شکلًا من أشکال تعبیر أنا –أنت، الآن –آنذاک، غیرها هو الذى یؤدى لفکرة المنظور، وقد نشأت عن هذه الفکرة مفاهیم عدیدة مثل التعاطف، نظریة العقل، الإحساس بالذات وغیرها، وتتم عملیة التفریغ المعرفى والقبول فى ذات الوقت وذلک من خلال تدریبات العقلانیة والتشبیهات والعملیات الخیریة.( حامد، عامر، حسانین، هاشم، 2013، 181)
5- القیم Values: هى صفات مختارة لتصرفات هادفة، والتى لا یمکن الحصول علیها کشىء، ولکن یمکن إنشاء مثیل لها لحظة بلحظة. ویقوم العقل بتدریبات عدیدة لمساعدة الأفراد على اختیار اتجاهاتهم فى الحیاة.
6- الفعل الالتزامى :Committed Actionینطوى على اختیار أنماط من السلوکیات الفعالة و المرتبطة بالقیم المختارة للفرد. وفى هذه النقطة هو یشبه العلاج السلوکى التقلیدى، وهکذا یتم دمج إجراءات تغییر السلوک التقلیدیة مثل وضع الأهداف فى العلاج ، والحواجز(فى شکل أفکار صعبة، وردود الفعل العاطفیة، وغیرها من الصعوبات). ویعرف إجرائیًا بأنه البرنامج العلاجى المستخدم فى الدراسة الحالیة، وتقاس من خلال الأنشطة والأدوات والفنیات المستخدمة فی برنامج الدراسة الحالیة.
شکل (1) المکونات الأساسیة للعلاج بالقبول والإلتزام
Hayes, Luoma, Bond, Masuda & Lillis, 2006, 25))
ثانیًا- المرونة النفسیة:
تعرف الرابطة الأمریکیة للصحة النفسیة (2009، 4) "بأنها عملیة التوافق الجید والمواجهة الإیجابیة للشدائد، الصدمات، الضغوط النفسیة العادیة التى یواجها البشر، مثل المشکلات الأسریة، والمشکلات الصحیة، والمشکلات المالیة، ومشکلات العلاقات الاجتماعیة مع الآخرین، وضغوط العمل، کما تعنى قدرة على التعافى من التأثیرات السلبیة لهذه الشدائد أو الأحداث الضاغطة والقدرة على تخطیها أو تجاوزها بشکل إیجابی ومواصلة الحیاة بفعالیة واقتدار"، کما ترى الفقى (2016، 99) "بأنها عملیة إعادة صیاغة للأحداث السلبیة بالبحث عن أسالیب تفکیر إیجابیة تساعد الفرد على الوعى الذاتى والتفاؤل والاستثمار الفعال للموارد النفسیة والمادیة المتاحة له، والتغلب على ضغوط الحیاة الناجمة عن وجود طفل ذوى إعاقة فى الـأسرة، وانسحاب أثر ذلک على التعامل مع المجتمع ککل وصولًا لتحقیق الأهداف النابعة من قیمه وأولیاته"، کما یعرفها البحیرى(2010، 1) "هى قدرة الفرد على التکیف بنجاح مع المحن التى تواجهه والنهوض من تعثره عن تعرضه للمشکلات والتعامل معها بقوة وذکاء، وهى مهارة فطریة لدى الفرد تتجاوز الصمود أمام المحن إلى استخدام استراتیجیات إیجابیة للتعامل معها".
ویستخلص الباحثون مما سبق تعریف المرونة النفسیة بأنها "حسن استغلال المعاق بصریًا لمکامن القوة لدیهم وتوظیف المصادر النفسیة والاجتماعیة لتولید الطاقة الإیجابیة أو هى إعادة صیاغة الأحداث السلبیة والبحث عن أسالیب إیجابیة التغلب على ضغوط الحیاة الناجمة عن الإعاقة، وانسحاب ذلک إلى التعامل مع المجتمع ککل وصولًا إلى تحقیق أهدافه"
أ- أهمیة المرونة النفسیة:
ویمکن عرض أهمیة المرونة النفسیة کما أشار إلیها الزغبی (2017، 260) من خلال عدد من النقاط وهی:-
1- المساعدة على تغییر وتنویع طرق التعامل مع الصعوبات التى تواجههم.
2- التولید الذاتى للمعرفة فی ضوء خبراتهم السابقة بما یتناسب مع الموقف المشکل.
3- تغییر نظرتهم لذواتهم من أفراد سلبیین اعتمادیین إلى أفراد مرنین متفاعلین.
4- تحریر مصادر معرفتهم للمراقف للتکیف مع المواقف الجدیدة
5- تنظیم معارفهم وخبراتهم وتعدیلها من أجل تحقیق النتائج المتوقعة.
6- زیادة معتقداتهم حول قدراتهم على فهم انفعالاتهم والتحکم فیها فی مواجهة عوامل الإحباط والفشل.
7- إعادة تشکیل نظرتهم لمکانتهم الاجتماعیة فی الحیاة وتوقعهم لقیامهم بأدوارهم فی بیئتهم بطریقة مناسبة.
ب- مؤشرات المرونة النفسیة:
کما أوضح أبو حلاوة (2013: 23) عددًا من المؤشرات المتعلقة بالمرونة النفسیة وهی:
1- أن یظهر الأفراد المعرضون للظروف الضاغطة أو المخاطر نواتج أفضل من المتوقع.
2- التکیف والمواجهة الإیجابیة على الرغم من التعرض للخبرات الضاغطة والمحن.
3-سرعة التعافى من التأثیرات السلبیة للظروف الضاغطة والمحن.
ج- خصائص الشخصیة المرنة:
کما أوضحت الخشت (2018، 47) عددًا من خصائص الشخصیة المرنة کما یلی:-
وقد أشار عامر (2015، 591) بأن الجمعیة الأمریکیة لعلم النفس قدمت عشر طرق للمرونة النفسیة هى:
1- العلاقات الاجتماعیة الإیجابیة مع الآخرین بصفة عامة وأعضاء الأسرة والأصدقاء بصفة خاصة.
2- تجنب الاعتقاد بأن الأحداث الضاغطة والأزمات مشکلات لایمکن تجنبها.
3- وضع أهداف واقعیة والاندفاع الإیجابى تجاه تحقیقها.
4- اتخاذ إجراءات حاسمة فى المواقف العصیبة.
5- تطلع الفرد لفرص استکشاف الذات بعض الصراع مع الخسارة.
6- الحفاظ على روح التفاؤل وتوقع الأفضل.
7- رعایة المرء لعقله وجسده وممارسة التدریبات المنتظمة مع الانتباه لحاجاته ومشاعره فضلًا عن الاندماج فى أنشطة الاسترخاء والترفیه والتأسیس لحیاة مرنة ومتوازنة.
وبهذا یمکن تعریف المرونة النفسیة إجرائیًا بأنها تقاس من الدرجات التى یحصل علیها أفراد العینة على مقیاس المرونة النفسیة المستخدم فی الدراسة.
ثالثًا- الشعور بالوحدة النفسیة:
ویعرف (الدسوقى، 1997، 7) المرونة النفسیة بأنها" حالة تنشأ نتیجة حدوث خلل فى شبکة العلاقات الاجتماعیة للفرد سواء کان ذلک فى صورة کمیة(لا یوجد عدد کاف من الأصدقاء) أو فى صورة کیفیة (افتقاد المحبة والألفة والتواد مع الآخرین)"، کما یعرفه البحیرى (1985، 13)" بأنها خبرة غیرة سعیدة تحدث عندما تکون علاقات الفرد الاجتماعیة غیر کاملة فى مسارها الطبیعى إما من ناحیة الکمیة أو الکیفیة"، ویرى (Rokach & Bauer (2003, 135 بأنها" شعور مؤلم ونتاج تجربة ذاتیة، وهذا الشعور ناتج من شدة الحساسیة والفجوة وشعور الفرد بأنه وحید بعید عن الجمیع، والشعور بأنه غیر مرغوب فیه ومنفصل عن الآخرین ومقهور بالألم الشدید"، کما یذهب (2003, 21) Findlay بأن الشعور بالوحدة النفسیة " هى تجربة ذاتیة وسلبیة للفرد ونقص تصور نوعى وکمى فى العلاقات الاجتماعیة وکذلک عدم الرضا عن الاتصالات والعلاقات الاجتماعیة مع الآخرین".
یتضح من خلال استقراء التعریفات السابقة یمکن للباحثین الخروج بمجموعة من سمات للشعور بالوحدة النفسیة هى:
-هى خبرة ذاتیة تولد الشعور بالأسى والحزن.
-خلل فى شبکة العلاقات الاجتماعیة.
-إحساس مؤلم یعیشه الفرد نتیجة فقدانه أو انفصاله عن أشخاص یحبهم.
وبناء على تلک السمات یمکن للباحثة تعریف الشعور بالوحدة النفسیة هى خبرة غیر سارة، الشعور بالانعزال، والبعد عن المشارکة والتفاعل الاجتماعى، وبالتالى انعدام الثقة فى الآخرین.
تؤثر حاسة البصر فى الحالة النفسیة والسلوک الاجتماعى للفرد تأثیرًا سلبیًا، فقدان البصر یؤدى إلى تأثیرات سلبیة على مفهوم الفرد لذاته وعلى صحته النفسیة وربما یقوده إلى سوء التکیف الشخصى والاجتماعى نتیجة الشعور بالعجز والدونیة والتوتر والإحباط وفقدان الشعور بالأمن والطمأنینة (عیسى، 2008، 128). فیواجه ذوى الإعاقة البصریة العدید من المشکلات التى من شأنها أن تجعل الفرد أکثر عرضة للإصابة بالوحدة النفسیة مما ینعکس سلبًا على خصائصهم. الإعاقة البصریة تجعل الفرد أکثر عرضة للتوتر العصبی ویعانى بدرجة کبیرة من عدم طمأنینة، وأکثر عرضة للإحباط، مما یترتب علیه الشعور بالوحدة النفسیة الناتجة عن حدوث اضطراب فى العلاقات الاجتماعیة، وفى التوافق مع البیئة المحیطة (الطالب،2015،107 -108)
ویذکر الضبع (2008، 42) أن المرهق الکفیف یعانى من العدید من المشکلات التفسیة والاجتماعیة تفرضها مرحلة المراهقة بالإضافة إلى المشکلات الناتجة عن الإعاقة البصریة، فى تلک المرحلة یشعر المراهق الکفیف بقسوة الإعاقة البصریة، ویبدأ فى الشعور بالعجز، ویزداد إدراکه بالقیود التى تفرضها الإعاقة، فمرحلة المرحلة المراهقة مرحلة یسعى فیها الفرد إلى الاستقلال عن الآخرین والاعتماد على النفس، إلا أن المرهق الکفیف یجد نفسه أمام إعاقة تفرض علیه الاعتماد على الآخرین فى معظم متطلباته، مما یؤثر سلبیًا علیه فیفقد ثقته بنفسه ویشعر بالإحباط ویبدأ العزلة عن الآخرین. ویرى عرابى (2018، 26) أن معاناة الشعور بالوحدة النفسیة من الممکن أن ترجع إلى أسباب عدیدة منها: اختلاف المعاملة الوالدیة، سوء معاملة أحد الوالدین أو کلاهما، وهذا یؤدى إلى معاناة الکفیف من صراع وألم نفسى یؤدى به إلى أعراض مرضیة نفسیة، وذلک المرض النفسى یرجع إلى مرحلة الطفولة واهتمام الوالدین بأحد الأبناء أو إهمال من قبل الأسرة، أو الأشخاص المسئولین عن رعایته وتربیته.
وتعرف الشعور بالوحدة النفسیة إجرائیًا وتقاس من خلال الدرجة التى یحصل علیها أفراد العینة على مقیاس الشعور بالوحدة النفسیة .
الدراسات السابقة:
من خلال الإطلاع على التراث البحثی المرتبط بموضوع الدراسة وجد الباحثین أن هناک دراسات کثیرة أجریت على فعالیة العلاج بالقبول والالتزام، وأن هناک أیضا دراسات کثیرة أجریت على المرونة النفسیة، ولکن فی المقابل نجد هناک ندرة فى الدراسات التی تناولت العلاج بالقبول والالتزام لدى عینة الدراسة الحالیة أو فی تحسین المرونة النفسیة، ومن هنا یمکن عرض التراث البحثی من خلال محورین، المحور الأول: دراسات تناولت مدى فعالیة العلاج بالقبول والالتزام فی تحسین المرونة النفسیة، والمحور الثانی دراسات تناولت تحسین المرونة النفسیة بأسالیب علاجیة مختلفة، ویمکن عرض الدراسات کما یلی:-
المحور الأول: دراسات تناولت مدى فعالیة العلاج بالقبول والالتزام فی تحسین المرونة النفسیة
هدفت دراسة Kowalkowski (2012) إلى التعرف على مدى فعالیة العلاج بالقبول والالتزام على تحسین بعض الجوانب النفسیة کالمرونة والتخلص من الضیق والأفکار التلقائیة السلبیة لدى عینة من أمهات الأطفال المصابین بالأوتیزم، وتکونت عینة الدراسة من 13 من أمهات الاطفال المصابین بالأوتیزم، وتمثلت أدوات الدراسة فى: استمارة البیانات الدیموغرافیة، استبیان الأفکار التلقائیة، مقیاس الجوانب الإیجابیة لمقدم الرعایة، برنامج العلاج بالقبول والالتزام، وقد أسفرت الدراسة عن وجود فاعلیة للعلاج بالقبول والالتزام فى التخلص من مشاعر الضیق وزیادة المرونة النفسیة لدى أمهات اطفال الأوتیزم.
وتناولت دراسة الفقى (2016) فعالیة العلاج بالقبول والالتزام فى تنمیة المرونة النفسیة لدى أمهات أطفال الأوتیزم، والتعرف على استمراریة فعالیة البرنامج، وتکونت عینة الدراسة من 10 أمهات خضعن لتطبیق البرنامج، وتراوحت أعمارهم ما بین 25-40 عامًا، وتم تطبیق مقیاس المرونة النفسیة لأمهات أطفال اللأوتیزم، وبرنامج العلاج بالقبول والالتزام، وکشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطى رتب درجات أمهات الأطفال الأوتیزم قبل تطبیق البرنامج وبعده على مقیاس المرونة النفسیة وأبعاده، لصالح القیاس البعدى، وعدم وجود فروق دالة إحصائیًا بین متوسطى رتب درجات أمهات أطفال الأوتیزم فى القیاسین البعدى والتتبعى على مقیاس المرونة النفسیة وأبعاده.
کما هدفت دراسة الخشت (2018) إلى التعرف على فاعلیة العلاج بالقبول والالتزام فى خفض الاکتئاب وتحسین المرونة النفسیة لدى عینة من طلبة کلیة التربیة بأسیوط، وبلغت العینة العلاجیة (3 طلاب، 3 طالبات)، وتمثلت أدوات الدراسة فى: مقیاس الاکتئاب، مقیاس المرونة النفسیة، وبرنامج العلاج بالقبول والالتزام، وأسفرت عن عدد من النتائج المهمة من بینها أن هناک فاعلیة للبرنامج العلاجى القائم على القبول والالتزام فى تحسین المرونة النفسیة وخفض الاکتئاب واستمراریة هذه الفاعلیة أثناء فترة المتابعة.
وهدفت دراسة أرنوط (2019) إلى إعداد برنامج إرشادى قائم على القبول والالتزام لتنمیة کل من مقومات الشخصیة القویة والهناء النفسى (من الجدیر بالذکر أن الشخصیة القویة والهناء النفسی من ضمن السمات الأساسیة للشخصیة التی تتمتع بالمرونة النفسیة)، وکما أمکن تطبیق البرنامج بطریقتین هما الطریقة التقلیدیة وجهًا لوجه والطریقة الثانیة عبر الإنترنت، وأمکن استخدام کل طریقة لدى عینة مستقلة من معلمات المرحلة الثانویة، وللتحقق من فعالیة البرنامج والتعرف على بقاء أثره من خلال نتائج القیاس التتبعى بعد مرور شهر من تطبیقه بالطریقتین التقلیدیة وعبر الإنترنت، وتکونت عینة الدراسة من 205 معلمة، تم اختیار80 معلمة تراوحت أعمارهم ما بین 35- 52 عام، تم تقسیمهم إلى مجموعتین تجریبیتین، أحدهما مجموعة التطبیق التقلیدى والأخرى مجموعة التطبیق عبر الإنترنت، طبقت علیهم: استمارة البیانات الدیموجرافیة، ومقیاس قوة الشخصیة، ومقیاس الهناء النفسى للمعلمین، والبرنامج القائم على العلاج بالقبول والالتزام (مکون من 9 جلسات)، أسفرت النتائج عن فعالیة البرنامج لکل من التطبیقین التقلیدى وعبر الإنترنت، وکما أشارت النتائج إلى جود فروق دالة إحصائیًا بین التطبیقین القبلى والبعدى فى کل من مقومات الشخصیة القویة والهناء النفسى وأبعاده الفرعیة.
المحور الثانی: دراسات تناولت مدى فعالیة برامج إرشادیة أخرى فی تحسین المرونة النفسیة
تناولت دراسة کمال (2013) التحقق من مدى فاعلیة برنامج إرشادى انتقائی فی تحسین المرونة النفسیة الأسریة لدى أمهات أطفال الأوتیزم، وتمثلت عینة الدراسة 18 من أمهات أطفال الاوتیزم، تم تقسیمهم إلى مجموعتین: ضابطة وتجریبیة، وتمثلت أدوات الدراسة فى: مقیاس المرونة الأسریة، برنامج إرشادى انتقائی، وأظهرت النتائج تحسنًا واضحًا فی جوانب المرونة الأسریة لدى أمهات أطفال الأوتیزم.
وهدفت دراسة المغربى (2017) إلى تنمیة المرونة النفسیة لدى عینة من الأطفال ذوى صعوبات تعلم القراءة، وتکونت عینة الدراسة من 20 طفلًا من ذوى صعوبات تعلم القراءة، مقسمین إلى مجموعتین: 10 أطفال للمجموعة التجریبیة، وکذلک 10 أطفال للمجموعة الضابطة، تراوحت أعمارهم ما بین 9-12 عامًا، طبق علیهم: استمارة البیانات الأولیة، مقیاس المرونة النفسیة لذوى صعوبات تعلم القراءة، برنامج المرونة النفسیة للأطفال ذوى صعوبات تعلم القراءة، ومقیاس ستنافورد بینیه الصورة الخامسة، ومقیاس المستوى الاقتصادى الاجتماعى الثقافى، ومقیاس عسر القراءة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى فاعلیة البرنامج فى تنمیة المرونة النفسیة (الکفاءة الاجتماعیة، الثقة بالنفس، المثابرة، البنیة القیمیة والروحیة) لدى المجموعة التجریبیة من عینة الدراسة من ذوى صعوبات تعلم القراءة.
کما أجرى القحطانى (2018) دراسة للتحقق من فعالیة برنامج إرشادى لتنمیة المرونة الأسریة لدى عینة من أمهات الأطفال ذو الشلل الدماغى المصحوب بالإعاقة الفکریة، إلى التعرف على فاعلیته وأثره فى خفض الضغوط النفسیة، وتکونت عینة الدراسة من 40 من أمهات الأطفال من ذوى الشلل الدماغى المصحوب بالإعاقة العقلیة، وتمثلت أدوات الدراسة فى: مقیاس المرونة النفسیة، مقیاس الضغوط النفسیة، وکشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطى درجات القیاسین القبلى والبعدى للمجموعة التجریبیة لصالح التطبیق البعدى فى متغیرى المرونة الأسریة والضغوط النفسیة، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطى درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة فى القیاس البعدى فى متغیرى المرونة الأسریة والضغوط النفسیة لصالح المجموعة التجریبیة.
التعقیب على الدراسات السابقة:
تختلف الدراسة الحالیة مع الدراسات السابقة فی الهدف منها، وهو تحسین المرونة النفسیة لدى ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من المعاقین بصریًا، کما تختلف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة من حیث عینة الدراسة، حیث ترکز الدراسة الحالیة على ذوى الشعور بالوحدة النفسیة من المعاقین بصریًا فی حین أغلب الدراسات السابقة اهتمت بأمهات أطفال التوحد أو ذوی صعوبات التعلم. کما یتضح أیضّا اختلاف الدراسة الحالیة عن الدراسات السابقة من حیث أدوات الدراسة وهما: مقیاس المرونة النفسیة، مقیاس الشعور بالوحدة النفسیة، برنامج العلاج بالقبول والإلتزام
منهج الدراسة وإجراءتها:
منهج الدراسة:
تتطلب طبیعة البحث الحالى استخدام المنهج شبه التجریبى واستخدمت التصمیم التجریبی ذو المجموعتین (التجریبیة - الضابطة)، التصمیم التجریبى ذو المجموعة الواحدة لیلائم مع أهداف الدراسة.
عینة الدراسة:
بالبحث عن المشکلات التى یعانى منها المعاقین بصریًا، أن أکثر المشکلات هى الشعور بالوحدة النفسیة، قام الباحثون بتطبیق مقیاس الشعور بالوحدة النفسیة للمراهقین المعاقین بصریًا على عینة أساسیة عددهم 100 تلمیذا معاقًا بصریًا، وتراوحت أعمارهم ما بین 12-21 عامًا بمتوسط عمرى قدره 17.38 عامًا، وانحراف معیارى 2.987 عامًا، تم اختیار أکثرهم شعورًا بالوحدة النفسیة وبلغ عددهم 35 ونظرًا لکثرة عدد وصعوبة تطبیق على هذه العینة، تم اختیار منهم 20 تلمیذًا معاقًا بصریًا وتراوحت أعمارهم ما بین 13 - 18 عامًا لتنمیة المرونة النفسیة ممن لدیهم الجدیة واستعداد لحضور جلسات البرنامج بمتوسط عمرى قدره 16.35 عامًا، وانحراف معیارى 1.47 عامًا، انقسمت إلى مجموعتین: مجموعة ضابطة (10)، وأخرى تجریبیة (10)، طبق علیهم: مقیاس المرونة النفسیة، وبرنامج العلاج بالقبول والالتزام لتنمیة المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا.
أدوات الدراسة:
1- مقیاس المرونة النفسیة
مقیاس المرونة النفسیة من إعداد الخشت (2018)، ویتکون مقیاس المرونة النفسیة من 18 بند موزعة على ثلاثة أبعاد هى: البعد الأول الیقظة العقلیة، البعد الثانى السمات الشخصیة، البعد الثالث الدعم الاجتماعى، ویتم الإجابة على کل بند من بنود المقیاس بخمسة بدائل هى: (دائمًا- غالبًا – أحیانًا – نادرًا - أبدًا)، ویتم تصحیح المقیاس على أن تکون درجة کل فقرة على الترتیب (1- 2- 3- 4- 5) للعبارات الإیجابیة، و(5-4 – 3-2-1) للعبارات السلبیة، ویتسم المقیاس بخصائصه سیکومتریة جیدة على عینة من طلبة وطالبات کلیة التربیة جامعة أسیوط، حیث أمکن حساب الاتساق الداخلی بین کل بعد بالدرجة الکلیة حیث بلغت معاملات الارتباط (0.81، 0.93، 0.82) لبعد الیقظة العقلیة، السمات الشخصیة، الدعم الاجتماعى لمقیاس المرونة النفسیة، وهى قیم جمیعها دالة عند مستوى 0.01، کما بلغت معاملات ثبات الفا کرونباخ للبعد الأول (0.77)، وللبعد الثانى (0.74)، وللبعد الثالث (0.79)، وکذلک بلغ ثبات الفاکرونباخ للدرجة الکلیة للمقیاس (0.83)، کذلک بلغ ثبات التجزئة النصفیة (0.90) وهى قیمة عالیة دالة عند مستوى 0.001، کما بلغت معاملات ارتباط الصدق التکوینى بین أبعاد المقیاس دالة عند مستوى (0.01).
کفاءة مقیاس المرونة النفسیة فی الدراسة الحالیة وللتحقق من خصائص السیکومتریة لمقیاس المرونة النفسیة أمکن حساب الثبات بطریقتى معامل ألفاکرونباخ، التجزئة النصفیة، ولحساب صدق المقیاس تم استخدام الاتساق الداخلى، وجدول (1) معاملات الثبات والصدق.
جدول (1) معاملات ثبات الفاکرونباخ والاتساق الداخلی والتجزئة النصفیة لمقیاس المرونة النفسیة لدى عینة الدراسة من المعاقین بصریًا (ن= 44)
المتغیرات
الفاکرونباخ
الاتساق الداخلی
ثبات التجزئة النصفیة
معامل الارتباط
سبیرمان براون
الیقظة العقلیة
0.70
0.592**
0.634
0.776
السمات الشخصیة
0.71
0.904**
0.802
0.890
الدعم الاجتماعى
0.75
0.716**
0.833
0.909
الدرجة الکلیة لمرونة النفسیة
0.79
0.842
0.914
یتضح من جدول (1) أن مقیاس المرونة النفسیة یتمتع بدرجة جیدة من الثبات ویمکن الثقة بنتائجه، أن قیم معامل ثبات ألفا کرونباخ مرتفعة، حیث بلغ معامل الثبات لبعد الیقظة العقلیة 0.70، 0.71 لبعد السمات الشخصیة، 0.75 لبعد الدعم الاجتماعى، کما بلغ معامل ثبات المقیاس ککل 0.79، تم التحقق من الاتساق الداخلى للمقیاس، وکانت معاملات الارتباط الخاصة بجمیع الفقرات حققت دلالة عند مستوى (0.01، 0.05)، وتراوحت الارتباطات بین الفقرات والدرجة الکلیة لبعد الیقظة العقلیة بین 0.329 إلى 0.618، بینما تراوحت الارتباطات بین الفقرات والدرجة الکلیة لبعد السمات الشخصیة (0.414، 0.636)، کذلک تراوحت الارتباطات بین الفقرات والدرجة الکلیة لبعد الدعم الاجتماعى، یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بین کل بعد والدرجة الکلیة بلغت (0.592، 0.904، 0.716) للأبعاد التالیة وهی: الیقظة العقلیة، السمات الشخصیة، الدعم الاجتماعى لمقیاس المرونة النفسیة وهی قیم جمیعها دالة عند مستوى 0.01، مما یدل على أن المقیاس على درجة عالیة من الصدق، کذلک تم حساب ثبات التجزئة النصفیة حیث بلغ معامل الثبات لمقیاس المرونة النفسیة ککل (0.914)، بینما بلغت معاملات ثبات بطریقة التجزئة النصفیة حیث أمکن تصحیح أثر الطول باستخدام سبیرمان براون وبلغت معاملات الثبات (0.776، 0.890، 0.909) للأبعاد الیقظة العقلیة، الصفات الشخصیة، الدعم الاجتماعى على التوالی لمقیاس المرونة النفسیة.
2- مقیاس الشعور بالوحدة النفسیة:
مقیاس الشعور بالوحدة النفسیة من إعداد الحدیبی (2011)، تم استخدامه کأداة تشخیصیة، ویتکون المقیاس من الشعور بالوحدة النفسیة للمراهقین المعاقین بصریّا من 38 عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد، البعد الأول افتقار المهارات الاجتماعیة، البعد الثانى الشعور بالعزلة عن الآخرین، البعد الثالث افتقار الحمیمیة فى العلاقة بالآخرین، لها ثلاث بدائل: (غالبًا – أحیانّا – نادرّا)، ویتم تصحیح المقیاس بإعطاء درجات کل فقرة على الترتیب (3 - 2 - 1) للعبارات الإیجابیة، (1 - 2 - 3) للعبارات السلبیة.
3- برنامج العلاج بالقبول والالتزام:
اشتمل برنامج العلاج بالقبول والالتزام (16) جلسة استغرق تطبیق البرنامج شهرین تقریبًا باستخدام طریقة العلاج الجماعى، بواقع ثلاثة جلسات أسبوعیًا مدة الجلسة تتراوح ما بین 30-90 دقیقة، وأمکن استخدام أکثر من أسلوب لتقییم مدى فعالیة البرنامج مثل: أسلوب إعادة تقییم الجلسة بعد تنفیذها: حیث أمکن عقب إنتهاء کل جلسة بتقییمها لمعرفة مدى استفادة أفراد المجموعة العلاجیة من کل جلسة، وایجابیات وسلبیات کل جلسة کما أمکن استخدام استمارة تقییم أفراد المجموعة العلاجیة للجلسة: وذلک بعد یتم بالتطبیق على أفراد المجموعة العلاجیة لتقییم آدائهم فى الجلسة، ویتضمن البرنامج مجموعة من الأهداف المتعلقة بعلاج القبول والالتزام: ویشمل البرنامج مجموعة من الأهداف تنقسم إلى أهداف عامة وأهداف فرعیة وأهداف إجرائیة، ویمکن عرض هذه الأهداف کما یلی:
أ - الهدف العام لبرنامج العلاج بالقبول والالتزام :یهدف برنامج الدراسة الحالیة إلى تخفیف الشعور بالوحدة النفسیة لدى المراهقین المعاقین بصریًا، باستخدام العلاج بالقبول والالتزام، ویندرج من هذا الهدف عدة أهداف فرعیة وهی:
ب - الأهداف الفرعیة لبرنامج العلاج بالقبول والالتزام:
1- تعریف أفراد العینة العلاجیة بمفهوم العلاج بالقبول والالتزام، وذکر أهمیته وأهدافه، ومکوناته وأسسه، وسبب اختیاره.
2- مساعدة أفراد العینة العلاجیة على فهم سمات ذوى الشعور بالوحدة النفسیة وآثارها النفسیة الناتجة عنها، مع بیان أسبابها لدى ذوى الإعاقة البصریة.
3- تمکین أفراد العینة العلاجیة استخدام أسالیب علاجیة للتخفیف من الشعور بالوحدة النفسیة باستخدام فنیات العلاج بالقبول والالتزام.
4- مساعدة التلامیذ المعاقین بصریًا على زیادة المرونة النفسیة لدیهم من خلال فنیات العلاج بالقبول والالتزام.
5- مساعدة التلامیذ المعاقین بصریًا على الملاحظة الذاتیة للأفکار والمشاعر.
6- مساعدة المراهقین المعاقین بصریًا فى الحد من تأثیر الشعور بالوحدة النفسیة ولیس إنهائه، لأن محاولة إنهائه هدف یستحیل تحقیقه.
7- مساعدة التلامیذ المعاقین بصریًا على تبنى القیم فى حیاتهم، على أن تکون أفعالعهم متفقة مع تلک القیم.
8-مساعدة التلامیذ المعاقین بصریّا على تحدید أهدافهم فى الحیاة.
ب- الهدف الإجرائی لبرنامج العلاج بالقبول والالتزام :
تطبیق برنامج العلاج بالقبول والالتزام لتخفیف درجات أفراد المجموعة العلاجیة على مقیاس الشعور بالوحدة النفسیة للمراهقین المعاقین بصریًا المستخدم فى هذه الدراسة.
نتائج الدراسة:
نتائج الفرض الأول: وینص على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلى والبعدى بین المجموعتین التجریبیة والضابطة فى القیاس البعدى لصالح المجموعة التجریبیة على تحسین المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا"، وللتحقق من هذا الفرض أمکن استخدام اختبار مان ویتنى للکشف عن دلالة الفروق بین المجموعتین التجریبیة والضابطة بعد تطبیق البرنامج لتحسین المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا، کما هى موضحة فی جدول (2).
جدول (2) اختبار مان ویتنی بین القیاس البعدى للمجموعة التجریبیة والضابطة على مقیاس المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا (ن= 20)
المتغیرات
المجموعة التجریبیة
المجموعة الضابطة
قیمة
"z"
مستوى الدلالة
اتجاه الفروق
متوسط الرتب
مجموع الرتب
متوسط الرتب
مجموع الرتب
الیقظة العقلیة
قبلى
8.15
81.50
12.85
128.50
1.78
0.075
-
بعدى
14.50
145.00
6.50
65.00
3.05
0.01
المجموعة التجریبیة
السمات الشخصیة
قبلى
8.10
81.00
12.90
129.00
1.82
0.068
-
بعدى
13.80
138.00
7.20
72.00
2.51
0.05
المجموعة التجریبیة
الدعم الاجتماعى
قبلى
8.20
82.00
12.80
128.00
1.75
0.080
-
بعدى
13.60
136.00
7.40
74.00
2.35
0.05
المجموعة التجریبیة
الدرجة الکلیة
قبلى
7.95
79.50
13.05
130.50
1.93
0.053
-
بعدى
14.50
145.00
6.50
65.00
3.03
0.01
المجموعة التجریبیة
قیمة "z": أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001
یتضح من الجدول (2) وجود فروق بین المجموعتین (التجریبیة – الضابطة) على مقیاس المرونة النفسیة لصالح المجموعة التجریبیة، ویمکن تفسیر ذلک بان استخدام فنیات العلاج بالقبول والالتزام أسهمت فى زیادة المرونة النفسیة لأفراد المجموعة التجریبیة، کما یمکن تفسیر ذلک بأن أفراد المجموعتین کان بینهما تجانس وتکافؤ على مقیاس المرونة النفسیة قبل تطبیق برنامج العلاج بالقبول والالتزام، ولکن تعرض أفراد المجموعة التجریبیة لبرنامج العلاج بالقبول والالتزام ساعد فى تطویر سلوکیات أفراد المجموعة التجریبیة وإشباع حاجاتهم النفسیة، کل ذلک أدى إلى زیادة مستوى المرونة النفسیة لدى أفراد المجموعة التجریبیة بعد تطبیق البرنامج، بینما لم تمر المجموعة الضابطة بتلک الاجراءات
یمکن تفسیر ذلک بأن التدریبات المقدمة من خلال البرنامج العلاجى لأفراد المجموعة العلاجیة قد أسهمت فى زیادة المرونة النفسیة لأفراد المجموعة التجریبیة، وساهم البرنامج فى معرفة المعاقین أن قلة المرونة النفسیة تنتج عن سیطرة المخاوف الماضیة والمستقبلیة وضعف المعرفة الذاتیة، الأمر الذی یؤدی إلی حدوث التجنب المعرفی، مما یترتب علیه فقدان الشعور باللحظة الحالیة والتعلق بالذات، ونقص القیم، مما ینتج عنه عدم القیام بالفعل والاندفاعیة والتجنب، کیفیة بناء المرونة النفسیة لدیهم، والتعرض للمشکلة بشکل سریع حتى تنتهى وتقبلهم للخبرات المؤلمة والتعامل مع اللحظة الراهنة بمرونة وإیجابیة واستیضاح قیمهم ووضع بعض أهداف الواقعیة یسعى لتحقیقها، وزیادة فعالیتهم نحو تحرک تجاه تلک القیم والأهداف. وتتفق تلک النتیجة مع نتائج دراسة Kowalkowski (2012)، دراسة الفقى (2016)، سید (2018)، الخشت (2018)، أرنوط (2019)
نتائج الفرض الثانى: وینص على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس القبلى والبعدى لدى المجموعة التجریبیة على تحسین المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا"، وللتحقق من هذا الفرض أمکن استخدام اختبار ویلکوکسون بهدف التحقق من الفروق ودلالتها بین القیاس القبلى والبعدى لدى المجموعة التجریبیة على تحسین المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا، کما هی موضحة بجدول (3).
جدول (3) اختبار ویلکوکسون بین القیاس القبلى والبعدى لدى المجموعة التجریبیة على مقیاس المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا (ن= 10)
المتغیرات
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قیمة
"z"
مستوى الدلالة
اتجاه الفروق
الیقظة العقلیة
الرتب السالبة
0.00
0.00
2.80
0.01
القیاس البعدى
الرتب الموجبة
5.50
55.00
السمات الشخصیة
الرتب السالبة
5.00
5.00
2.30
0.05
القیاس البعدى
الرتب الموجبة
5.56
50.00
الدعم الاجتماعى
الرتب السالبة
0.00
0.00
2.67
0.01
القیاس البعدى
الرتب الموجبة
5.00
45.00
الدرجة الکلیة
الرتب السالبة
0.00
0.00
2.81
0.01
القیاس البعدى
الرتب الموجبة
5.50
55.00
قیمة "z": أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001
یتضح من جدول (4) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین درجات المجموعة التجریبیة فى القیاسین القبلى والبعدى على مقیاس المرونة النفسیة لصالح القیاس البعدى، وتدل الفروق لصالح المجموعة التجریبیة على فعالیة برنامج العلاج بالقبول والالتزام فى تنمیة المرونة النفسیة، وکانت جمیعها فروق دالة عند مستوى (0.05،0.01)، وهذا یدل على أن العلاج بالقبول والالتزام ساعد أفراد المجموعة العلاجیة فى التخفیف من حدة وتکرار الانفعالات المحزنة التى تزید من شعورهم بالوحدة النفسیة وزیادة المرونة النفسیة لدیهم، وإمدادهم بأسالیب مواجهة المشکلات المستقبلیة التى تتعلق بإعاقتهم البصریة، کما یتفق هذا التفسیر مع ما أشارت إلیه دراسة الفقى (2016) عن فعالیة العلاج بالقبول والالتزام فى تنمیة المرونة النفسیة .
نتائج الفرض الثالث: وینص على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاس البعدى والتتبعى لدى المجموعة التجریبیة على تنمیة المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا"، وللتحقق من هذا الفرض أمکن استخدام اختبار ویلکوکسون للمقارنة بین القیاس البعدى والتتبعى لدى المجموعة التجریبیة على تنمیة المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا کما فی جدول (4).
جدول (4) اختبار ویلکوکسون بین القیاس البعدى والتتبعى لدى المجموعة التجریبیة على مقیاس المرونة النفسیة لذوى الشعور بالوحدة النفسیة من التلامیذ المعاقین بصریًا (ن= 10)
المتغیرات
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قیمة
"z"
مستوى الدلالة
اتجاه الفروق
الیقظة العقلیة
الرتب السالبة
4.90
24.50
0.237
0.812
غ د
الرتب الموجبة
5.13
20.50
السمات الشخصیة
الرتب السالبة
5.83
17.50
1.023
0.306
غ د
الرتب الموجبة
5.36
37.50
الدعم الاجتماعى
الرتب السالبة
6.00
18.00
0.534
0.539
غ د
الرتب الموجبة
4.50
27.00
الدرجة الکلیة
الرتب السالبة
5.00
15.00
1.28
0.200
غ د
الرتب الموجبة
5.71
40.00
قیمة "z": أقل من 1.96 غیر دال، من 1.96 : 2.58 دال عند 0.05، من 2.59 : 3.27 دال عند 0.01، من 3.28 فأکثر دال عند 0.001
یتضح من جدول (5) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین القیاسیین البعدى والتتبعى لدى المجموعة التجریبیة على مقیاس المرونة النفسیة وأبعادها الفرعیة حیث بلغت قیمة Z (0.812، 0.306، 0.539، 0.200) لمتغیرات الیقظة العقلیة والصفات الشخصیة والدعم الاجتماعی والدرجة الکلیة للمرونة النفسیة على التوالی، ویمکن تفسیر ذلک بأن التدریبات المقدمة من خلال البرنامج العلاج بالقبول والالتزام ساهمت فى منع حدوث الانتکاسة بعد انتهاء البرنامج، واستمرار أثره خلال فترة المتابعة، فالهدف الأساسی من العلاج بالقبول والالتزام هو تنمیة المرونة النفسیة، ومما یدعم ذلک وجود بعض الدراسات التى توصلت إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیًا بین القیاس البعدى والتتبعى لدى المجموعة التجریبیة، ومنها: دراسة حامد؛ عامر؛ حسانین؛ هاشم(2013)، ودراسة الفقى (2016) .
المراجع
قائمة المراجع:
ابو حلاوة، محمد السعید.(2013). المرونة النفسیة، ماهیتها ومحدداتها وقیمتها الوقائیة، اصدارات شبکة العلوم النفسیة العربیة الالکترونیة.
البحیرى، عبد الرقیب أحمد .(2010). المرونة النفسیة لدى الأطفال والشباب والموهوبین فى ضوء میکانیزم التقیم المعرفى، المؤتمر السنوى الخامس عشر، جامعة عین شمس.
حامد، نهال لطفى؛ عامر، عبد الناصر السید؛ حسانین، اعتدال عباس؛ هاشم، سامى محمد. (2013). أثر برنامج قائم على العلاج بالقبول والإلتزام فى تنمیة التجهیز الانفعالى لدى طلاب الجامعة. مجلة کلیة التربیة بالإسماعیلیة، جامعة قناة السویس، 25 ، 167 – 204 .
الحدیبى، مصطفى عبد المحسن. (2011). فعالیة العلاج بالمعنى فى خفض الشعور بالوحدة النفسیة لدى المراهقین المعاقین بصریًا. رسالة دکتوراه، قسم علم نفس، کلیة التربیة - جامعة أسیوط.
الخشت، هیام حسن. (2018). فاعلیة برنامج علاجى قائم على نظریة القبول والإلتزام لهایز فى خفض الاکتئاب لدى عینة من طلبة کلیة التربیة جامعة أسیوط. رسالة ماجستیر، قسم علم نفس التربوى، کلیة التربیة – جامعة أسیوط.
الدسوقى، مجدى محمد. (1997). دراسة للعلاقة بین الشعور بالوحدة النفسیة لدى عینة من طلاب وطالبات الجامعة بمصر، مجلة کلیة التربیة، کلیة التربیة - جامعة طنطا ، 224-282.
الرابطة الأمریکیة للصحة النفسیة. (2009). الطریق إلى المرونة النفسیة. ترجمة: محمد السعید أبو حلاوة، مراجعة : محمود فتحى عکاشة، کلیة التربیة بدمنهور، جامعة الإسکندریة، 1-5.
الرخاوى، یحیى. (2008). الفروق الثقافیة والعلاج النفسى، یومیًا الإنسان والتطور(إصدار إلکترونى)، مجلة شبکة العلوم الإنسانیة.
الزغبى، أمل عبد المحسن. (2017). أثر برنامج قائم على المرونة النفسیة فى تحسین فاعلیة الذات الانفعالیة وخفض قلق المستقبل المهنى لطالبات الجامعة ذوات صعوبات التعلم الأکادیمیة. مجلة البحث العلمى فى التربیة، کلیة البنات للآداب والعلوم التربویة، جامعة عین شمس، 12(8)، ة249-283.
سید، محمد عبد العظیم. (2018). فاعلیة برنامج للعلاج بالقبول والإلتزام فى خفض کرب ما بعد الصدمة لدى المراهقین المعاقین بصریًا: دراسة سیکومتریة- إکلینکیة. رسالة دکتوراه، قسم علم نفس التربوی ، کلیة التربیة - جامعة أسیوط.
الضبع، فتحى عبد الرحمن. (2008). المعاقون بصریًا رؤیة جدیدة للحیاة ودراسة فى البعد المعنوى للشخصیة الإنسانیة. الاسکندریة: دار العلم والإیمان0
الطالب، محمد عبد العزیز. (2015). الوحدة النفسیة لدى ذوى الإعاقة البصریة وعلاقتها ببعض المتغیرات الدیموجرافیة. مجلة التربیة الخاصة، تصدر عن مرکز المعلومات التربویة والنفسیة والبیئیة، کلیة التربیة، جامعة الزقازیق، (11)، 94 – 135.
عامر، نادیة فتحى. (2015) برنامج إرشادى لزیادة المرونة النفسیة وخفض العنف الأسرى لدى بعض الحالات المعنفة من النساء بالمملکة العربیة السعودیة. مجلة الإرشاد النفسى، جامعة عین شمس- مرکز الإرشاد النفسى، 42، 583-565.
عیسى، عبد العزیز محمد. (2008). المساندة المجتمعیة وتأهیل المعاقین اجتماعیًا. المؤتمر العلمى الدولى الحادة والعشرون للخدمة الاجتماعیة، 12، مصر.
القحطانى، هنادى حسین. (2018). فاعلیة برنامج إرشادى لتنمیة المرونة النفسیة وأثره فى خفض الضغوط النفسیة لدى أمهات الأطفال مزدوجى الإعاقة. مجلة البحوث التربویة والنفسیة، مرکز البحوث التربویة والنفسیة – جامعة بغداد، 57، 155- 182.
کمال، محمد أحمد. (2013). فاعلیة برنامج إرشادى فى تنمیة المرونة الأسریة لدى أمهات أطفال الأوتیزم، مجلة التربیة الخاصة، کلیة التربیة جامعة الزقازیق، 3، 12-75.
محمد، رأفت عبد الرحمن. (2010). برنامج مقترح من منظور العلاج بالتقبل والإلتزام فى خدمة الفرد لتحسین مشاعر التماسک لدى المرضى بامراض مزمنة، مجلة دراسات فى الخدمة الاجتماعیة والعلوم الانسانیة، 28(1)، 35 -86.
مغربى، أسماء السید. (2017). فاعلیة برنامج لتنمیة المرونة النفسیة لدى عینة من الأطفال ذوى صعوبات تعلم القراءة، مجلة البحث العلمى فى الآداب، کلیة البنات للآداب والعلوم التربویة- جامعة عین شمس، 15، 21-40.
Harris, R. (2007). Acceptance and Commitment Introductory Workshop Handout, 1-46, website:
www.actmindfully.com.au.
Hayes, S., Luoma, J., Bond, F., Masuda, A., & Lillis, J.(2006). Acceptance and Commitment Therapy: Model, processes, and outcomes, Behaviour Research and Therapy, 44, 1-25.
Flectcher, L & Hayes, S. (2005). Relation Frame Theory, Acceptance And commitment Therapy, And Functional Analytic Definition Of Mindfulness, Journal of Relational – Emotive & Cognitive- Behavior Therapy, 23(4), 316-336.
Findlay, R. A. (2003). Intervention to reduce social isolation amongst older people: where is the evidence? Ageing & Society, 23, 647-658
Kowalkowski, J.,(2012). The Impact of agroup Based Acceptance and commitment therapy Intervention on parents of children Diagnosed With an Autism Spectrum Disoder. Ph.D. Dissertation, Eastern Michigon University.
Rokach, A. & Bauer, R. & orzeck, T. (2003). The experience of Loneliness of Canadian and Czech youth. Journal of adolescents. 26, 267-282.