علي, سارة. (2020). إسهام أساليب المعاملة الوالدية کما يُدرکها الأبناء في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 8(الثامن), 61-98. doi: 10.21608/dapt.2020.120529
سارة علي. "إسهام أساليب المعاملة الوالدية کما يُدرکها الأبناء في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 8, الثامن, 2020, 61-98. doi: 10.21608/dapt.2020.120529
علي, سارة. (2020). 'إسهام أساليب المعاملة الوالدية کما يُدرکها الأبناء في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 8(الثامن), pp. 61-98. doi: 10.21608/dapt.2020.120529
علي, سارة. إسهام أساليب المعاملة الوالدية کما يُدرکها الأبناء في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2020; 8(الثامن): 61-98. doi: 10.21608/dapt.2020.120529
إسهام أساليب المعاملة الوالدية کما يُدرکها الأبناء في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة
هدفت الدراسة الحالية إلى تَعرُّف طبيعة العلاقة بين أساليب المعاملة الوالدية کما يدرکها الأبناء (التفرقة - التحکم والسيطرة – التذبذب - الحماية الزائدة - الأساليب السوية), وبين الانتماء الوطني, وأيضا تَعرُّف إسهام أساليب المعاملة هذه, في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة, وتکونت عينة الدراسة من (400) طالب وطالبة من جامعتي أسيوط والوادي الجديد. طبق عليهم مقياس أساليب المعاملة الوالدية (أمانى عبد المقصود, 1999), ومقياس الانتماء الوطني لدى طلاب وطالبات الجامعة (منال إسماعيل, 2014), أما أساليب المعالجة الإحصائية, فقد استخدم معامل إرتباط بيرسون، وتحليل الانحدار الخطي المتعدد بطريقة Stepwise, للتحقق من فرضي الدراسة. وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين أساليب المعاملة الوالدية السوية (للأب والأم) وبين الانتماء الوطني, وعلاقة ارتباطية سلبية بين الأساليب غير السوية (التفرقة والتذبذب لکل من الأب والأم, والتحکم والسيطرة للأم) وبين الانتماء الوطني, ولا توجد علاقة ارتباطية دالة بين التحکم والسيطرة, والحماية الزائدة للأب, والحماية الزائدة للأم, وبين الانتماء الوطني. وأن لأساليب المعاملة الوالدية التالية: الأساليب السوية (لکل من الأب والأم), والتذبذب (للأم), إسهام في التنبؤ بالانتماء الوطني لدى طلاب الجامعة. وقد فسرت النتائج في إطار نظرية التعلم الإجرائي لـ"سکنر", ونظرية التحليل النفسي.
یمکن القول بأن لعملیة التنشئة الاجتماعیة Socialization دور مهم فی الحفاظ على بقاء المجتمع واستمراره, من خلال تعلیم أفراده الالتزام بمجموعة من المعاییر والضوابط والعادات والقیم والمعتقدات والاتجاهات والمحافظة علیها ونقلها من جیل إلى جیل. ویسند المجتمع القیام بعملیة التنشئة الاجتماعیة لعدد من المؤسسات والجماعات کالأسرة وجماعة الأقران والمؤسسات التعلیمیة والدینیة وجماعات العمل والجمعیات التی یشترک الفرد فی عضویتها (طه أحمد المستکاوی, 2007: 135). ویکاد کافة علماء النفس "أن یجمعوا على أن العادات والتقالید والقیم واتجاهات الرأی العام وما إلى ذلک، أقرب إلى أن تکون أمورا
یکتسبها المرء من بیئته الاجتماعیة. بمعنى أن المجتمع یقوم أشبه شیء بعملیة تعلیم لأفراده، یعلمهم خلالها ما یود غرسه فیهم من عادات وتقالید وقیم واتجاهات, وما إلى ذلک". (قدری محمود حفنی، 2002: 93).
وتشیر دراسات متعددة, إلى أن الدور الذی تقوم به الأسرة, هو دور محوری فی عملیة التنشئة الاجتماعیة بالمقارنة بغیرها من مؤسسات المجتمع الأخرى, "ففی الأسرة یتلقى الطفل من الخبرات ما یعده للإستجابة بطریقة إیجابیة أو سلبیة للخبرات القادمة فی حیاته, حیث یتم تدریبه منذ وقت مبکر مثلا على تنظیم بعض وظائفه الحیویة, ویصحب هذا التدریب جو وجدانی خاص یغلب علیه الحب والتقبل أو التهدید بفقدان الحب أو فقدانه فعلا. ویتعلم الطفل من هذه الخبرات أنه "ممتاز" یستطیع السیطرة على وظائفه, أو یشعر أنه سیء لا یستطیع إنجاز هذه السیطرة" (عبد الحلیم محمود السید, 1980: 8).
إضافة لما سبق, فإنه یمکن القول بأن الأسرة قد نالت جانبا کبیرا من اهتمام الباحثین والمفکرین فی مختلف الثقافات؛ فهی الخلیة الاجتماعیة الأولى التی تقوم علیها سلامة وبناء المجتمع, فکلما کانت الأسرة على قدر کبیر من الاستقامة والتماسک, صلحت شئون المجتمع واستقامت أموره, کما أن استقامة وتماسک الأسرة لا یکون إلا بعملیة التنشئة الاجتماعیة الصحیحة, التی یعتبرها بعض الباحثین من أهم العملیات تأثیرًا على الأبناء فی مختلف مراحلهم العمریة، لما لها من دور أساسی فی تکوین شخصیاتهم وتکاملها، کما تؤثر الأسالیب الوالدیة التى یتبعها الوالدان فی تعاملهما مع أبنائهم تأثیراً کبیراً على صحتهم النفسیة, وتحدد مدى تکیفهم النفسی والاجتماعی مع بیئتهم المحیطة بهم, کما تعتبر نوعیة العلاقات بین الوالدین أحد أهم العوامل التی تحدد نوع سلوکیات واتجاهات الأبناء (عزت مرزوق عبد الحفیظ ، 2001، 4).
فأسلوب معاملة الوالدین للأبناء یؤثر بشکل فعّال على النواحی المختلفة فی شخصیتهم، فنجد أن أسلوب المعاملة الذی یتسم بالحب والتقبل والسماحة والدیمقراطیة من شأنه أن یؤثر إیجابیًا على شخصیة الأبناء، کذلک أسلوب المعاملة الذی یتسم بالنبذ، والرفض، والتشدد من شأنه أن یؤثر سلبیًا على شخصیة الأبناء، ویظهر بعض أشکال السلوک غیر المرغوب فیه. ویختلف أسلوب معاملة الوالدین من شخص لآخر، ومن بیئة لأخرى ومن ثقافة لأخرى، ومن مجتمع لآخر؛ فقد یتبع البعض أسلوب التشدد والصرامة الزائدة ظنًا أن هذا الأسلوب هو الأمثل فی تنشئة الأبناء والبعض الآخر قد یتبع أسلوب العطف والحمایة الزائدة والتدلیل ظنًا أن هذا الأسلوب هو الأمثل، کذلک یتوقف أسلوب العطف فی معاملة الوالدین للأبناء على عوامل خاصة بالوالدین، فأسلوب التنشئة الذی نشأ فیه أحد الوالدین یؤثر فی أسلوب معاملته لأبنائه، کذلک الثقافة التی نشأ فیها کلاً من الوالدین، وکذلک العلاقة بین الزوجین تؤثر أیضًا على أسلوب معاملتهما للأبناء. (إسماعیل عید الهلول ,2015، 112) .
وبالتالى فإن أسالیب المعاملة الوالدیة, تُعد من العوامل المؤثرة فی تکوین الهویة النفسیة، فإذا کانت هذه الأسالیب تثیر مشاعر الخوف، وفقدان الشعور بالأمان فإنه من المحتمل أن یؤدی ذلک إلى اضطراب نفسی واجتماعی لدى الأبناء، وبالتالی عدم القدرة على استکشاف البدائل ومعالجتها والالتزام بها، أما إذا کانت أسالیب معاملتهم هادفة وبناءة یسودها الحب، والتفاهم، والتشجیع على الاستقلالیة، واستکشاف البدائل ومعالجتها والالتزام بها فإن ذلک سیؤدی إلى تکوین هویة نفسیة إیجابیة (هبة خلیل حسن, 2008, 11). فالإبن الذى یُدرک أن والدیه یتقبلانه ویتعاملان معه بصوره إیجابیة تصبح نظرته عن نفسه إیجابیة, ویظهر علیها نضج الشخصیة والاتزان الانفعالی والشعور بالرضا والسعادة, والقدرة على إقامة علاقات اجتماعیة سویة (Morvitz, & Motta, 1992, 79)
وتُجدر الإشارة هنا إلى أن الحاجة إلى الانتماء وتقدیر ذات الفرد وهویته والاعتراف بها، تعتبر من الحاجات الإنسانیة التی تتطلب الإشباع مثلها مثل الحاجات الفسیولوجیة، وأن الاهتمام ببناء الإنسان یعتبر الاستراتیجیة الُمثلى لتحقیق الاستثمار البشری، کما ینظر للانتماء على أنه حاجة نفسیة واجتماعیة وله أهمیة بالغة فى المجتمع الانسانى فلا یمکن للفرد النهوض بحیاتة وإعمار الأرض وتحقیق الذات على قواعد العدالة فى غیاب الشعور السلیم بالانتماء(السعید سلیمان عواشریة, 2015).وبالتالى فإن الانتماء یُعد أحد المتغیرات النفسیة المهمة الجدیرة بالبحث, وذلک لکون معظم التصرفات والسلوکیات الإنسانیة والتفاعلات الاجتماعیة والتواصل مع الآخرین والحرکات السیاسیة والإصلاحیة لها صلة بالانتماء,وهو یمثل أحد الاتجاهات التى یستشعر من خلالها الفرد ارتباطه بالمجتمع, وتمثله لقیمه وعاداته وتقالیده, ویکون جزءاً مقبولا منه,وهو نقیض للوحدة أو العزلة الاجتماعیة أو الشعور بالاغتراب(علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013، 21).
ومن الملاحظ فی الآونة الأخیرة, شیوع أنماط من السلوک والتفاعلات الاجتماعیة التی تتسم بالعنف داخل محیط الأسرة والمدرسة والجامعة وسائر المؤسسات الاجتماعیة والمهنیة, نتیجة تدهور العلاقات الاجتماعیة بین الفرد وأسرته من جهة, وبین الفرد والمجتمع من جهة أخرى, وهناک الکثیر من الظواهر والدلائل على ذلک فیما نراه وما نسمع عنه وما تخبرنا به الصحف کل یوم من جرائم قتل وتخریب وحرق المنشآت, وملء عقول الشباب بالخرافات, وهذه الظواهر ترجع بصفة رئیسیة إلى ضعف الشعور بالانتماء, وعدم الإحساس بالمسئولیة الاجتماعیة تجاه أسرهم بصفة خاصة, وتجاه مجتمعهم بصفة عامة, ومما لا شک فیه أن إحساس الشباب بعدم الانتماء یؤثر على کثیر من مظاهر السلوک الیومی لدیهم. من هنا تتضح أهمیة الأسرة, ففی محیط الأسره یتعلم الطفل النماذج الأولیة لمختلف الاتجاهات, کما تتولد لدیه بذور الحب والکراهیة والغیرة والتعاون والتنافس, لذلک فالأسرة هی التی تمنح أبنائها الشعور بالانتماء. والإحساس بالانتماء للوطن هو أسمى ما تعطیه الأسره للفرد, حیث یؤدی فقدانه إلى الإحساس بمرارة الغربة والضیاع (السید أحمد السید, 1996، 66).
مشکلة الدراسة:
على الرغم من کثرة عدد الدراسات التی تناولت بالبحث موضوع الانتماء بشکل عام والانتماء الوطنی بشکل خاص, إلا أنه یمکن القول بأن هناک ندرة فی الدراسات التی اهتمت بدراسة علاقة الانتماء الوطنی بأسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء. ومع ذلک تشیر نتائج بعض الدراسات – وهی قلیلة العدد – أن هناک علاقة بین کل من أسالیب التنشئة الاجتماعیة وبین الانتماء؛ ففی دراسة (طارق محمد المرسی, 1996) على عینة من تلامیذ الصف الثانى الثانوی, توصل إلى أنه توجود علاقة إرتباطیة موجبة بین أسالیب التنشئة الاجتماعیة للأباء والأمهات کما یدرکها الأبناء, وبین الولاء للوطن لدى المراهقین من الجنسین. کما توجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الاختلافات الوالدیة فی أسالیب (التبعیة – الاستقلال), و(التفرقة – المساواة), کما یدرکها الأبناء, وبین الولاء للوطن.کما توصلت دراسة (أنور إبراهیم أحمد, 2002), على تلامیذ المرحلة الاعدادیة, أنه توجد علاقة ارتباطیة موجبة بین درجات أسالیب المعاملة الوالدیة وبین درجات الانتماء للمدرسة, والانتماء للأسرة, والانتماء للأصدقاء, والانتماء للقریة. کما انتهت دراسة (زینب محمد مرزوق, 2018) على تلامیذ المرحلة الثانویة، إلى وجود علاقة ارتباطیه موجبة بین الأسالیب الوالدیة الإیجابیة المدرکة, وبین الانتماء للأسرة.
کما تشیر نتائج عدد من الدراسات السابقة المتعلقة بالفروق بین الجنسین, فی مجال الانتماء, إلى أن الذکور أکثر انتماء من الإناث, وقد ظهرت هذه النتیجة فی دراسات منها دراسة (مرزوق عبد المجید مرزوق, 1992), على طلاب الإعدادیة والثانویة؛ فالذکور أکثر انتماء من الإناث فی کل من الانتماء للوالدین, والانتماء للأقران, کما أظهرت دراسة (بهاء الدین محمود فایز, 1994), على طلاب مدارس اللغات الثانویة, أن الطلاب الذکور أکثر انتماء للوطن, وذلک بمقارنتهم بالإناث. وفی دراسة (أنور إبراهیم أحمد, 2002), على تلامیذ المرحلة الاعدادیة, توصلت لوجود فروق بین الذکور والإناث فی الانتماء للمدرسة فی اتجاه الذکور, وفی دراسة (صفاء صدیق خریبة, 2011), على طلبة الجامعة, توصلت لوجود فروق دالة إحصائیا بین الجنسین فی الشعور بالانتماء الأسری والانتماء الوطنی, فی اتجاه الذکور, وهذا ما أیدته أیضا نتائج دراسة (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), على متغیر الانتماء للجامعة. کما أظهرت دراسة (منال محمود عبد الظاهر, 2014) على طلبة وطالبات الجامعة, وجود فروق فی الانتماء الوطنی, باختلاف متغیر الجنس فى اتجاه الذکور.
ومع ذلک توصلت دراسات أخرى, إلى أن الإناث أکثر انتماء من الذکور, وقد ظهرت هذه النتیجة فی دراسات منها دراسة دراسة (مرزوق عبد المجید مرزوق, 1992), والتی توصلت إلى أن طلاب الإعدادیة والثانویة الإناث أکثر انتماء من الذکور فی الشعور بالانتماء المدرسی, وهذا ما توصلت إلیه أیضا دراسة (Aerts, et al., 2012) على طلبة المدارس الثانویة, فالإناث أکثر شعوراً بالانتماء المدرسی وذلک بمقارنتهن بالذکور.
کما توصلت دراسة (عبد الحمید عبد العظیم رجیعة, 2007) على طلبة الجامعة, وجود فروق دالة إحصائیا فی الانتماء الوطنی بین الجنسین فی اتجاه الإناث. وانتهت دراسة (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), على طلبة وطالبات الجامعة, أن الإناث أکثر انتماء من الذکور فی الانتماء للأسرة, کما توصلت دراسة (هشام عبدالرحمن الخولی, 2014) على عینة من الراشدین, إلى أن الإناث أکثر انتماء من الذکور.
وهناک فی مجال دراسات الفروق بین الجنسین فی الانتماء, دراسات توصلت إلى أنه لا توجد فروق فی الانتماء ترجع لاختلاف متغیر الجنس؛ فقد توصلت دراسة (طارق محمد المرسی, 1996) على تلامیذ الصف الثانى الثانوی, أنه لا توجد فروق دالة إحصائیاً بین الجنسین فی الولاء للوطن بجوانبه المختلفة, کما انتهت دراسة (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), إلى أنه لا توجد فروق فی الانتماء للوطن, والانتماء للمجتمع, والدرجة الکلیة للشعور بالانتماء بین الذکور والإناث من طلاب الجامعة, وهذا ما توصلت إلیه أیضا نتائد دراسة (صمؤیل بشرى خلیل, 2001), على طلاب الجامعة, سواء فیما یتعلق بالانتماء للأسرة, أو الانتماء للوطن, کما انتهت دراسة (أنور إبراهیم أحمد, 2002), على تلامیذ المرحلة الاعدادیة أنه لا توجد فروق بین الجنسین فی الانتماء للأصدقاء والأسرة, ودراسة ( زینب محمد مرزوق2018) على تلامیذ المرحلة الثانویة، حیث لا توجد فروق بین الذکور والإناث فی الانتماء الأسری. وفی مجال الانتماء الاجتماعی توصلت دراسة (صفاء صدیق خریبة, 2011), أنه لا توجد فروق بین الجنسین لدى طلاب الجامعة. کما توصلت دراسة (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), على طلبة وطالبات الجامعة إلى عدم وجود فروق فی الانتماء للوطن, والانتماء للمجتمع, والدرجة الکلیة للشعور بالانتماء, بناء على اختلاف متغیر الجنس (ذکور / إناث).
وفی مجال دراسة الفروق فی الانتماء وفقا لاختلاف متغیر المستوى الاقتصادی الاجتماعی الثقافی للأسرة, أظهرت دراسة (بهاء الدین محمود فایز, 1994), على طلاب مدارس اللغات الثانویة, أن الانتماء للوطن یختلف باختلاف المستوى الاجتماعی الاقتصادی للأسرة, فی اتجاه المستوى الأدنى, وتتفق هذه النتیجة مع النتیجة التی توصلت لها دراسة (عبد الحمید عبد العظیم رجیعة, 2007) على طلبة الجامعة, والتی انتهت إلى وجود فروق فی الانتماء الوطنی, وفقا لاختلاف المستوى الثقافی, فی اتجاه المستوى الثقافی المنخفض. ومع ذلک اختلفت نتائجهاتین الدراستین, مع نتائج دراسة (منال محمود عبد الظاهر, 2014) على طلبة وطالبات الجامعة, حیث توصلت إلى أن الطلاب ذوی المستوى الاجتماعی الاقتصادی الثقافی المتوسط أکثر انتماء للوطن, وذلک بمقارنتهم بالطلاب ذوی المستوى الاجتماعی الاقتصادی الثقافی الأعلى والأدنى.
وفی مجال الفروق فی الانتماء بناء على اختلاف التخصص الدراسی (الأدبی – العلمی), توصلت بعض الدراسات إلى أن طلاب الأقسام الأدبیة أکثر انتماء من طلاب الأقسام العلمیة فی الجامعة, وقد توصلت لهذه النتیجة دراسة (عبد العال محمد عبدالله, 1991), کما توصلت دراسة (منال محمود عبد الظاهر, 2014) لهذه النتیجة أیضا, حیث انتهت إلى أن طلاب الجامعة فی الشعبة الأدبیة أعلى فی الانتماء الوطنی الوطنی وذلک بمقارنتهم بطلاب الجامعة فی الشعبة العلمیة, وعلى الرغم من ذلک توصلت دراسة (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), إلى نتیجة مختلفة, فقد توصلت إلى وجود فروق دالة إحصائیاً لدى طلبة وطالبات الجامعة فی الانتماء للأسرة فی اتجاه التخصص العلمی, بمعنى أن طلاب التخصص العلمی أکثر انتماء للأسرة وذلک بمقارنتهم بطلاب الجامعة ذوی التخصص الأدبی. کما أن هناک دراسات انتهت إلى أن الانتماء الوطنی لا یختلف لدى طلبة وطالبات الجامعة, بناء على اختلاف التخصص الدراسی (أدبی – علمی), منها دراسة (عبد الحمید عبد العظیم رجیعة, 2007), والتی توصلت إلى عدم وجود فروق دالة فی الانتماء الوطنی, ترجع لاختلاف متغیر التخصص الدراسی, کما اتفقت مع هذه النتیجة دراسة (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), التی انتهت إلى عدم وجود فروق بین طلاب الجامعة فی کل من الانتماء للوطن, والانتماء للمجتمع, والانتماء للجامعة, والدرجة الکلیة للشعور بالانتماء, بناء على اختلاف التخصص الدراسی (أدبی - علمی).
إلى جانب ما سبق, فقد توصلت دراسات لوجود علاقة بین الانتماء وبین بعض المتغیرات الشخصیة, حیث انتهت دراسة (بهاء الدین محمود فایز, 1994), على طلاب مدارس اللغات الثانویة, لوجود علاقة إرتباطیة بین الشعور بالاغتراب وبین الانتماء للوطن, کما توصلت دراسة (صفاء صدیق خریبة, 2011), على طلبة الجامعة لوجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الشعور بالانتماء وبین العنف, فکلما ارتفع مستوى الانتماء لدى طلبة وطالبات الجامعة, کلما انخفض مستوى العنف لدیهم, وکلما انخفض مستوى الانتماء لدیهم, کلما زاد مستوى العنف لدیهم.
مما سبق, یمکن بلورة مشکلة الدراسة الحالیة, فی التساؤلین التالیین:
1ـ هل توجد علاقة بین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء (التفرقة - التحکم والسیطرة – التذبذب - الحمایة الزائدة - الأسالیب السویة), وبین الانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة؟.
تهدف الدراسة الحالیة إلى تعرف شکل العلاقة بین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء (التفرقة - التحکم والسیطرة – التذبذب - الحمایة الزائدة - الأسالیب السویة), وبین الانتماء الوطنی, وتَعرُّف إسهام أسالیب المعاملة الوالدیة تلک، فی التنبؤ بالانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة.
أهمیة الدراسة :
تتضح أهمیة الدراسة من الناحیتین النظریة والتطبیقیة فیما یلى :
_ الأهمیة النظریة :
·أن موضوع أسالیب المعاملة الوالدیة والانتماء بأشکاله المختلفة من الظواهر الاجتماعیة والنفسیة القدیمة التى وجدت بوجود الانسان وتلک الموضوعات لیس بالموضوعات الجدیدة فى مجال دراسة العلوم الانسانیة , ولکنها من الموضوعات المتطورة والمتغیرة والمتجددة بحکم ارتباطها بالظروف الاجتماعیة والثقافیة للمجتمعات فهى من الموضوعات الجدیرة بالبحث العلمى .
· أن ما شاهده المجتمع المصرى من أحداث سیاسیة واجتماعیة خلال السنوات القلیلة الماضیة, أحدث ما یشبه صدمة نفسیة واجتماعیة وسیاسیة لدى الشباب المصری, مما جعل موضوع الانتماء سواء للأسره أو المدرسة أو الجامعة أو للوطن من الموضوعات التى فرضت نفسها على ساحة البحث الاجتماعى والنفسى مجدداً.
·ندرة الدراسات والبحوث العربیة التى تناولت الشعور بالانتماء بأنواعه المختلفة فى علاقته بأسالیب المعاملة الوالدیة کمفاتیح للشخصیة فى التعامل مع مواقف الحیاة المختلفة .
الأهمیة التطبیقیة:
·إمکانیة توظیف نتائج الدراسة فى البرامج الإرشادیة المختصة للوالدین والأبناء وتقدیم المقترحات والحلول التى یمکن الاستفادة منها فی الارشاد النفسی والأسری.
· یمکن أن تسهم نتائج الدراسة الحالیة فی التعرف إلى الأسالیب الوالدیة التى تؤثر على الانتماء الوطنی, ومن ثم وضع البرامج والاستراتیجیات والأسالیب التى یمکن من خلالها تدعیم هذا الشعور لدى الشباب.
·تناولت الدراسة الحالیة فئة مهمة من فئات المجتمع وهم طلبة الجامعة الذین یمثلون فئة الشباب, والذین یقع على عاتقهم المشارکة فی بناء الأسره والمجتمع والوطن, فهم المصدر الأساسی للتقدم وأداة التغییر فیه, وأن التعرف إلى درجة شعورهم بالانتماء سیکشف عن مدى حاجتهم لبرامج إرشادیة, تسهم فی تنمیة هذا الانتماء وتعزیزه لدیهم.
·یمکن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة فى مساعدة کافة القائمین على عملیة التنشئة الاجتماعیة للطلاب فى المؤسسات التربویة الرسمیة وأهمها المدرسة والجامعة أو غیر الرسمیة وأهمها الأسرة فى معرفة أهم العوامل التى تحول دون تحقیق الانتماء لدى الطلاب, سواء أکان ذلک متعلقاً بأسلوب تنشئة الفرد داخل الأسرة, أم بالمناهج الدراسیة والأسلوب التعلیمى المستخدم فی المدارس والجامعات, أو ارتبط بعوامل نفسیة وبیئیة واجتماعیة أخرى.
الإطار النظری ومفاهیم الدراسة:
تتناول هذه الدراسة مفهومین رئیسین, هما: أسالیب المعاملة الوالدیة, والانتماء الوطنی, ونعرض لهما فیما یلی.
1ـ مفهوم أسالیب المعاملة الوالدیة:
مفهوم أسالیب المعاملة الوالدیة, مثله مثل مفاهیم علم النفس الأخرى, لم یتفق علماء النفس على وضع تعریف شامل جامع له حتى الآن, وذلک لاختلاف المدارس والنظریات التی ینتمی لها هؤلاء العلماء, وهذا الاختلاف فی الرؤى والمداخل النظریة لمثل هذه المفاهیم لیس ضارا, بل یسهم فی ثراء العلم وتطوره.
من هذا المنطلق, تعددت التعریفات التى تناولت مفهوم أسالیب المعاملة الوالدیة فهناک من یعرفها بأنها "الأسالیب والإجراءات التی یتبعها الوالدان فی تطبیع وتنشئة أبنائهما اجتماعیاً, أى تحویلهم من مجرد کائنات بیولوجیة إلى کائنات اجتماعیة" (هدى محمد قناوی, 1988, 83). وهی إلى جانب ذلک "مجموعة الأسالیب التی تمثل العملیات النفسیة والتربویة, التی تتم بین الوالدین والأبناء خلال مراحل العمر المختلفة, ولا سیما المراحل المبکرة. وتحدد من خلال ثلاثة أسالیب کما یراها الأبناء, وهی التسلط، والتذبذب، والسواء ( سمیر سعد خطاب, 1993, 21).
کما یعرف "مفیز" و"روس أسالیب المعاملة الوالدیة, بأنها "الأسالیب العدیدة التی یأخذها الآباء بعین الاعتبار, بهدف تنمیة السلوک الاجتماعی الإیجابی لأبنائهم (Mavis, & Ross, 1993, 425). ویرى "عسکر" بأن أسالیب المعاملة الوالدیة, تتمثل فی "مدى إدراک الطفل للمعاملة من والدیه فی إطار التنشئة الاجتماعیة, فی اتجاه القبول الذی یتمثل فی إدراک الطفل للدفء والمحبة والعطف والاهتمام والاستحسان بصورة لفظیة, أو فی اتجاه الرفض الذی یتمثل فی إدراک الطفل لعدوان الوالدین وغضبهم علیه واستیائهم منه, أو شعورهم بالمرارة, وخیبة الأمل, والانتقاد والتجریح, والتقلیل من شأنه, وتعمد إهانته وتأنیبه, من خلال سلوک الضرب والسب والسخریة واللامبالاه والإهمال, ورفضه رفضاً غیر محدد وبصورة غامضة" (عبدالله السید عسکر, 1996, 25).
کما تعرف بأنها "الأسالیب التى یتبعها الآباء مع الأبناء, سواء إیجابیة وصحیحة لتأمین نمو الطفل فی الاتجاه السلیم, ووقایته من الانحراف, أو سلبیة وغیر صحیحة تعیق نموه عن الاتجاه الصحیح, بحیث تؤدی إلى الانحراف فی مختلف جوانب حیاته, وبذلک لا یکون لدیه القدرة على التوافق الشخصی والاجتماعی" (عابد عبد الله النفیعی, 1997, 52). وتعرف عبیر زاید " أسالیب المعاملة الوالدیة " بأنها مجموعة الأسالیب التی یتبعها الآباء مع الأبناء فی مراحل العمر المختلفة، والتی تعمل على تشکیل سلوک هؤلاء الأبناء سواء کان هذا السلوک إیجابیاً أو سلبیاً(عبیر محمود زاید , 1999, 33).
أما "کفافی" فیذکر أن أسالیب المعاملة الوالدیة, هی "إحدى وکالات التنشئة الاجتماعیة أو التطبیع الاجتماعی, ونعنی بها کل سلوک یصدر عن الأب أو الأم أو کلیهما معاً، ویؤثر على الطفل وعلى نمو شخصیته, سواء قصد بهذا السلوک التوجیه والتربیة أم لا" (علاء الدین أحمد کفافی, 1999, 45). ویعرف "حمزة", أسالیب المعاملة الوالدیة بأنها "الطرق التى یعامل بها الوالدان أبنائهم کما یدرکونها فی مواقف الحیاة الیومیة, وقد حددها بالأسالیب التالیة: المساندة الاجتماعیة, والقسوة, وأسلوب بث القلق, والشعور بالذنب (جمال مختار حمزة, 2005, 8). کما یعرفها "شحاته" بأنها "أسالیب وطرق یتبعها الآباء والأمهات فی تفاعلهم مع أبنائهم, بغرض تنشئتهم اجتماعیاً, وذلک کما یدرکها الأبناء, ویعبرون عنها من خلال استجاباتهم على مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة, الذى یتضمن الأبعاد التالیة "الرفض, والإهمال, والحمایة الزائدة, والتبعیة, وإثارة الشعور بالنقص, والسواء" (أیمن السید شحاتة, 2006, 23).
ویرى "الشربینی" و"صادق" أنه من خلال عملیة "تنشئة الأبناء وتفاعلهم مع والدیهم خلال مواقف الحیاة الیومیة, فإنهم یتعرضون إلى أحد الأسالیب التی یتبعها الوالدان، فیمکن أن تکون إیجابیة وصحیحة, تساعد على تحقیق التوافق السوی للأبناء، وقد تکون سلبیة وخاطئة تترک آثار سیئة على شخصیتهم، وتحول دون توافقهم (زکریا أحمد الشربینی، یسریة صادق, 2006, 83). إضافة لما سبق, فهناک من یعرفها بأنها "مجموعة من الأسالیب التی یتبعها الآباء فی تنشئة الطفل وتربیته, ویکون لها أثرها فی تشکیل شخصیته, وهی تنقسم إلى نوعین: أسالیب سویة, وأسالیب غیر سویة" (سهیر کامل أحمد, شحاته سلیمان محمد، 2001, 12) .
ویتبنى الباحثون فی هذه الدراسة, تعریف "أمانی عبد المقصود", لمفهوم أسالیب المعاملة الوالدیة, الذی وضعته معدة مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء – المستخدم فی هذه الدراسة – حیث تعرفها بأنها "الطریقة أو الطرق التی یتبعها الوالدان فی معاملة الطفل, أثناء تفاعلهم معه فی المواقف الحیاتیة المختلفة, وکما یدرکها الطفل, وتتمثل هذه الأسالیب فی التفرقة, والتحکم والسیطرة, والتذبذب, والحمایة الزائدة, وبعض الأسالیب السویة". (أمانى عبد المقصود, 1999).
أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء:
بمراجعة الأطر النظریة التی تناولت أسالیب المعاملة الوالدیة المدرکة من جانب الأبناء, یمکن الخروج بأن أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, متعددة وتختلف من حیث نوعیتها من باحث لآخر, کما تختلف من حیث الآثار التی تترکها فی عملیة التنشئة الاجتماعیة للأبناء؛ فمنها أسالیب سویة تسهم فی النمو السلیم للأبناء, ومنها أسالیب غیر سویة تعرقل النمو النفسی لهم.وفی ذلک یمکن القول بأن دراسة(محمد عماد الدین إسماعیل, وآخرون, 1967) تعد أول دراسة اهتمت بتصنیف أسالیب المعاملة الوالدیة لمجموعة من الأسالیب منها الأسالیب غیر السویة ومنها الأسالیب السویة؛ کالتسلط، والحمایة الزائدة، والإهمال، والتدلیل، والتساهل، والقسوة، والتفرقة، والتذبذب، والأسالیب السویة)، وفی دراسة عاملیة قام بها "عبد الحلیم محمود السید" عام(1980), توصل لوجود ثلاثة عوامل قطبیة لأسالیب المعاملة الوالدیة هی: "التقبل-مقابل الرفض",و"العدوان والإکراه وتلقین القلق – مقابل الضبط والإکراه", و"عدم الإکراه والاستقلال – مقابل الضبط والإکراه".
ولأن الدراسة الحالیة, تستخدم مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة إعداد (أمانى عبد المقصود, 1999), والذی یتکون من خمسة أسالیب للمعاملة الوالدیة هی: التفرقة, والتحکم والسیطرة, والتذبذب, والحمایة الزائدة, وأسالیب المعاملة السویة, فیمکن عرض تعریف مختصر لکل أسلوب من هذه الأسالیب, کما یلی:
1ـ التفرقة:
فی هذا الأسلوب, یظهر الوالدان عدم المساواة بین الأبناء والتفضیل بینهم على أساس الترتیب أو النوع أو السن أو أى سبب آخرشعر , کأن یقوم الوالدان أو أحدهما, بإجراء مقارنة بین الأبناء یعبرون فیها عن سمات أو صفات یتصف بها أحدهم, ولا یتصف بها آخر غیره, ویؤدی هذا الأسلوب إلى شعور الأول بالسعادة والفرح, على حین ینتاب الطفل الآخر بالحزن والغیرة والکراهیة من أخیه. مما یؤثر سلبا على بناءه النفسی مستقبلا.
2ـ التحکم والسیطرة:
وأسلوب التحکم والسیطرة یظهر عندما یفرط الوالدین أو أحدهما فی استخدام القسوة فی فرض آرائهما على الأبناء, مع غیاب علاقة الحب بین الوالدین والأبناء، واستبدالها بالجمود العاطفی تجاههم، ومنعهم من تحقیق رغباتهم حتى لو کانت مشروعة، وقد یطلب الوالدان من الأبناء أن یسلکوا وفق معاییر لا تناسب عمرهم أو نموهم, منتظرین منهم الطاعة, مع إجبارهم على التصرف بما یتوافق مع رغباتهما( عبد المطلب أمین القریطی, 2005, 447).
3ـ التذبذب:
ویقصد به التقلب وعدم الثبات فی المعاملة الوالدیة, ویتمثل هذا التقلب فی استخدام أسالیب الثواب والعقاب؛ کأن یثاب الطفل على سلوک معین ویعاقب علیه مرة أخرى, أو تتأرجح معاملة الوالدین بین اللین والشدة, أو القبول والرفض, أو التناقض بین القول والفعل, وعدم التطابق بینهما, أو التباعد بین اتجاه کلا من الأب والأم فی تربیة الطفل وتطبیعه اجتماعیاً, کأن یقسو الأب وتتساهل الأم, فالتذبذب فی المعاملة یعد من أشد الأمور خطراً على تکوین شخصیة الناشئ وعلى صحته النفسیة, ویترتب على استخدام هذا الأسلوب تکوین شخصیة متقلبة ازدواجیة منقسمة على نفسها, وقد یؤدی بالطفل إلى استخدام الکذب والحیل الدفاعیة (جابر نصر الدین, 2000, 70).
4ـ الحمایة الزائدة:
فی هذا الأسلوب یحرص الوالدان أو أحدهما على حمایة الطفل, والتدخل فی کل شئونه, لدرجة إنجاز الواجبات والمسئولیات التی یستطیع القیام بها, فلا یتاح له فرصة اتخاذ قراره بنفسه, فضلا عن متابعة کل حرکاته وتصرفاته. ومن مظاهر أسلوب الحمایة الزائدة, الاهتمام بالطفل الوحید فی الأسرة, أو أن یکون ولداً واحداً وسط عدد من البنات, فیبالغ الوالدان فى تربیته ورعایته.. فالحمایة الزائدة تجعل الطفل اتکالیاً, معتمداً على الغیر, لا یستطیع تحمل المسئولیة, ویصبح عاجزاً فی تفاعلاته مع الجماعة التی ینتمی إلیها, وغیر قادر على مواجهة مواقف الحیاة (المرجع السابق, ص 95).
5ـ أسالیب المعاملة السویة:
وفی هذا النوع من أسالیب المعاملة الوالدیة, یستخدم الأباء أسالیب تربویة سویة فی تنشئة أطفالهم, وبوجه عام فإن الأسالیب السویة تجعل الطفل یشعر بأنه موضع قبول وتقدیر وسعادة واحترام, وأن له قیمة, وتؤصل فیه الثقة بالنفس, وتنمى مشاعره بالأمن, وتربى فیه المسئولیة الاجتماعیة, والانتماء للجماعة, وتحقق النضج الخلقی الذى یعد أحد أرکان الشخصیة السویة, فالأسالیب التربویة السویة فی معاملة الأطفال هی التی تنظر إلى الطفل فی الأسرة على أنه عضو مهم, ویجب إشراکه فی کل ما تحتاجه الأسرة, بما یتناسب مع سنه وقدراته, وهی التی تکسب الأطفال الثقة بالنفس, والقدرة على تحمل المسئولیة, والتوافق النفسی والاجتماعی (طلعت منصور, حلیم بشای, 1994, 141).
2ـ مفهوم الانتماء الوطنی:
فی تعریف مفهوم الانتماء, یرى "حافظ" أنه "شعور الفرد بأنه جزء أساسی من جماعة مرتبط بها, وکذلک شعوره بالمسئولیة تجاهها مع توفر المقومات الأساسیة للمجتمع أو الجماعة لدى الفرد, وشعوره بأنه ذو خصائص معینة مختلفة عن الجماعات أو المجتمعات الأخرى" (أحمد خیرى حافظ ,12,1980 ). على حین یعرفه "حفنی", بأنه "حاجة نفسیة طبیعیة لدى الفرد, ولکنها شأن غیرها من الحاجات النفسیة الطبیعیة لا تتحقق تلقائیاً فى کل الظروف, کما أنها لا تتخذ نمطاً سلوکیاً واحداً للتعبیر عن نفسها, بل تتعدد تلک الأنماط اتساعاً وضیقاً, وکذلک تنافراً وتکاملاً" (قدرى حفنى, 1986 ,61).
وفی معجم "علم النفس والتحلیل النفسی", فإن الانتماء Belonging عبارة عن انتساب الفرد إلى جماعة معینة أو حزب معین أو ناد معین أو وزارة معینة أو مؤسسة عمل معینة.. بمعنى کونه عضواً فیها أو واحداً منها، له ما لأفرادها من حقوق وعلیه ما علیهم من واجبات. وواضح أن الانتماء یعنى بالمستوى الشکلى أکثر من عنایته بالمضمون الجوهرى التلقائى. بمعنى أن الفرد قد یکون عضواً فى جماعة، ومحسوباً علیها إلا أنه لا یرتضى معاییرها ولا یتوحد بها ولا یشارکها میولها واهتماماتها، فهو ینتمى إلیها شکلاً ولیس قلباً. وفى هذه الحالة یصبح منتمیاً إلى هذه الجماعة، بینما یکون ولاؤه (انظر: الولاء) لجماعة أخرى أو لزعیم آخر أو لمبدأ مغایر للجماعة المنتمى إلیها" (فرج عبد القادر طه, 2009: 126 – 127).
وللانتماء صور أو أشکال متعددة, منها الانتماء الوطنی, والانتماء للأسرة, والانتماء لدین من الأدیان, والانتماء لإحدى المؤسسات التی یکون الفرد عضوا فیها, وهذه الدراسة تهتم بدراسة الانتماء الوطنی.
الانتماء الوطنی:
یعتبر انتماء الفرد إلى وطنه, دلالة على الانتساب والارتباط المکانی والقلبی بالوطن الذی یُولد وینشأ وینمو ویتطور فیه, وتتضح أهم المظاهر الإیجابیة للانتماء للوطن فی توحد الفرد بوطنه واندماجه فیه, والشعور بالاعتزاز والفخر به, والوعی بمشکلاته وقضایاه الداخلیة والخارجیة, والإسهام فى تحقیق إنجازاته, والثقة فی مقدرة وطنه على تجاوز سلبیاته, والسعی الدائم للعمل فی إطار الجماعة بحب وإخلاص, وتفضیل مصلحة الجماعة على مصلحته الشخصیة, فبتحقیقها یحقق الفرد ذاته, ویشعر بالرضا والاستقرار العاطفی والوجدانی (إیمان محمود السید, 2010, 35).
إن الانتماء للوطن یعنى حب الوطن والدخول إلیه, والحفاظ على خیراته وسلامة ممتلکاته؛ ذلک أن کل خیر فی الوطن یشترک الجمیع فی منافعه, وتقوى روح الانتماء للوطن عندما یقلب الفرد نظره ذات الیمین وذات الیسار فی واقع کثیر من الناس الیوم فی أوطانهم, فیرى أنهم یعیشون مشاکل معقدة من ضعف دین, وفساد أخلاق, وتفکک وانقسامات وحروب بینهم, فیقوی فى نفسه حب وطنه والانتماء له والمحافظة علیه. کما لن یشعر المواطن بالانتماء لوطنه, إلا من خلال معرفته بأنه لا یتم التجاوز عن حقوقه المشروعه, فالوطن هو هویة المواطن وشخصیته ( سناء محمد سلیمان, 2013, 152).
ویرى "بیزون" أن الانتماء "هو معرفة الإنسان لصورة بلد من خلال إیمانه بالوطن وأفراده" (Payson, 1980, 38). ویتعلم الفرد الانتماء الوطنی, من خلال عدد من المؤسسات والوسائط الرسمیة وغیر الرسمیة, مثل الأسرة, والبیئة المحلیة, والمدرسة, وبیئة العمل, والمؤسسات الدینیة, والإعلام, کما أن ازدهار الوطن والمجتمع مرهوناً بالتفاعل الإیجابی الواعی بین عقول وإرادات الأفراد وبین عقل وإرادة المجتمع (سمیح محمود الکراسنة وآخرون, 2009, 29-30). کما ینظر إلى الانتماء للوطن, بأنه عبارة عن شحنة وجدانیة کامنة داخل الفرد, تظهر فی المواقف المتعلقة بالوطن, حیث یشعر الفرد بالفخر والولاء تجاه الوطن, ویعتز بهویته, ویکون منشغلاً بقضایاه, ویلتزم بالمعاییر والقیم التی تعلی من شأنه وتنهض به, ویظهر ذلک من خلال الظواهر السلوکیة الصادرة عن الفرد (تغرید محمد عبد الحمید, 2007, 10).
وهناک من یعرف الانتماء الوطنی, بأنه "شعور المواطن بأنه جزء من تراب الوطن, ویتضح ذلک من التزامه بدینه وقیمه, وتقدیم الصالح العام على مصلحته الشخصیة, واندماجه فی أحداثه, وأنه السلوک المعبر عن امتثال الفرد للقیم الوطنیة السائدة فی مجتمعه؛ کالاعتزاز بالرموز الوطنیة, والالتزام بالقوانین والأنظمة السائدة, والمحافظة على ثروات الوطن وممتلکاته, وتشجیع المنتجات الوطنیة, والتمسک بالعادات والتقالید, والمشارکة فى الأعمال التطوعیة والمناسبات الوطنیة, والاستعداد للتضحیة دفاعاً عن الوطن ( فاطمة محسن جیاش, 2012, 43).
دراسات سابقة:
أجرى (عبد العال محمد عبدالله, 1991), دراسة هدفت إلى التعرف إلى علاقة الانتماء وبعض المتغیرات النفسیة والدیموجرافیة لدى طلاب الجامعة, وتکونت عینة الدراسة من (540) من طلاب جامعة سوهاج, وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة بین طلاب الأقسام النظریة وطلاب الأقسام العلمیة على أبعاد مقیاس الانتماء, فی اتجاه طلاب الأقسام النظریة, کما توجد علاقة ارتباطیة سالبة بین مکونات الانتماء ومقیاس القلق.
وفی دراسة (مرزوق عبد المجید مرزوق, 1992), هدفت إلى الکشف عن الفروق فى الانتماء إلى الوالدین والمدرسة والأقران, نتیجة اختلاف متغیرات الجنس, والصف الدراسی, ومستوى التحصیل الدراسی, وتکونت عینة الدراسة من (265) من طلبة وطالبات المرحلة الإعدادیة والثانویة. وتوصلت الدراسة إلى نتائج منهاأن الطلاب الذکور أکثر انتماء من الإناث فی کل من الانتماء للوالدین والانتماء للأقران, وأن الإناث أکثر انتماء من الذکور فی الشعور بالانتماء المدرسی.
وهدفت دراسة (بهاء الدین محمود فایز, 1994), إلى معرفة العلاقة بین الشعور بالإغتراب والانتماء للوطن لدى طلاب مدارس اللغات الثانویة, ودراسة الفروق فی الشعور بالاغتراب والانتماء للوطن بین الجنسین وبین المستویات الاجتماعیة العلیا والمستویات الاجتماعیة الدنیا, وتکونت عینة الدراسة من (720) طالباً, طبق علیهم مقیاس الشعور بالاغتراب, ومقیاس الانتماء للوطن, واستمارة تحدید المستوى الاجتماعی الاقتصادی للأسرة, وتوصلت الدراسة لنتائج منها وجود علاقة إرتباطیة بین الشعور بالإغتراب والانتماء للوطن, ووجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطات درجات الطلاب الذکور والإناث, على مقیاس الانتماء للوطن, فی اتجاه مجموعة الذکور, کما یختلف الانتماء للوطن, نتیجة اختلاف المستوى الاجتماعی الاقتصادی للأسرة, فی اتجاه المستوى الأدنى.
أجرى (طارق محمد المرسی, 1996) دراسة هدفت إلى التعرف إلى العلاقة بین أسالیب التنشئة الإجتماعیة (کما یدرکها الأبناء) والولاء للوطن, وکذلک العلاقة بین الاختلافات الوالدیة فى أسالیب التنشئة الاجتماعیة (کما یدرکها الأبناء), والولاء للوطن, والتعرف إلى الفروق بین الجنسین فی أسالیب التنشئة الاجتماعیة (کما یدرکها الأبناء) والاختلافات الوالدیة فى التنشئة الاجتماعیة (کما یدرکها الأبناء) وأبعاد الولاء للوطن, وذلک على عینة قوامها (200) طالب وطالبة من طلاب الصف الثانى الثانوی بمدینة شبین الکوم, مقسمة إلى (100) ذکور, و(100) إناث, واستخدم الباحث أدوات عدیدة منها مقیاس الولاء للوطن, ومقیاس أسالیب التنشئة الاجتماعیة واستمارة المستوى الاجتماعی الاقتصادی, وأسفرت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة إرتباطیة دالة موجبة بین أسالیب التنشئة الاجتماعیة للآباء والأمهات (کما یدرکها الأبناء) والولاء للوطن لدى المراهقین من الجنسین, ووجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الاختلافات الوالدیة فی أسالیب (التبعیة – الاستقلال) و(التفرقة – المساواة) کما یدرکها الأبناء, وبین الولاء للوطن, کما أثبتت نتائج الدراسة أنه لا توجد فروق دالة إحصائیاً بین الجنسین فی الولاء للوطن بجوانبه المختلفة.
کما هدفت دراسة (صموئیل بشرى خلیل, 2001), إلى الکشف عن العلاقة بین الانتماء للأسرة والانتماء للوطن, وتکونت عینة الدراسة من (352) طالباً وطالبة من جامعة جامعة أسیوط, طبق علیهم مقیاس الانتماء للأسرة, ومقیاس الانتماء للوطن, ومقیاس الحاجات. وتوصلت الدراسة لنتائج منها وجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیاً بین الانتماء للأسرة والانتماء للوطن, ولا توجد فروق بین الذکور والإناث فی الانتماء للأسرة, والانتماء للوطن.
کما هدفت دراسة (أنور إبراهیم أحمد, 2002), إلى الکشف عن العلاقة بین أسالیب المعاملة الوالدیة, وبین الانتماء لدى تلامیذ المرحلة الاعدادیة بمحافظة أسوان, وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیاً بین الذکور والإناث فی الانتماء للمدرسة فی اتجاه الذکور, على حین لا توجد فروق بین الجنسین فی الانتماء للأصدقاء والأسرة, کما توجد علاقة ارتباطیة موجبة بین درجات أسالیب المعاملة الوالدیة وبین درجات الانتماء للمدرسة, والانتماء للأسرة, والانتماء للأصدقاء, والانتماء للقریة.
کما أجرى (عبد الحمید عبد العظیم رجیعة, 2007) دراسة هدفت إلى الکشف عن الفروق فى الانتماء الوطنی لدى طلبة الجامعة, وفقا لمتغیر الجنس (ذکور/ إناث), والتخصص الدراسی (علمی / أدبی), والمستوى الثقافى والاجتماعی (مرتفع / منخفض), وتکونت العینة من (632) طالباً وطالبة بالفرقة الرابعة بکلیة التربیة بجامعة السویس. وتوصلت الدراسة لنتائج منها وجود فروق دالة إحصائیا فی الانتماء الوطنی بین الجنسین فی اتجاه الإناث, وبین المستوى الثقافی المرتفع والمنخفض فی اتجاه المستوى الثقافی المنخفض, وعدم وجود فروق دالة فی الانتماء الوطنی, ترجع لاختلاف متغیر التخصص الدراسی.
وهدفت دراسة (صفاء صدیق خریبة, 2011), إلى بحث العلاقة بین الشعور بالانتماء وبین العنف, وتعرف الفروق بین الجنسین فی الشعور بالانتماء, وتکونت عینة الدراسة من (350) من طلبة جامعة الزقازیق. وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها وجود علاقة ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیا بین الشعور بالانتماء وبین العنف, ووجود فروق دالة إحصائیا بین الجنسین فی الشعور بالانتماء الأسری والانتماء الوطنی, فی اتجاه الذکور, وعدم وجود فروق فی الانتماء الاجتماعی بین الجنسین.
وقام "آرتس" وآخرون بدراسة (Aerts, et al., 2012) بهدف التعرف إلى الفروق بین الجنسین فی الانتماء المدرسى, وتکونت العینة من (1745) من طلبة المدارس الثانویة, وتوصلت الدراسة لنتائج منها وجود فروق بین الذکور والإناث فی الانتماء المدرسی, فی اتجاه الإناث, فالإناث کن أکثر شعوراً بالانتماء المدرسی وذلک بمقارنتهن بالذکور.
وقام کل من (علاء الدین السعید النجار, حسنى زکریا النجار, 2013), بإجراء دراسة هدفت إلى معرفة طبیعة العلاقة بین الشعور بالانتماء, وبین کل من أسالیب التفکیر وفعالیة التعلم لدى طلبة الجامعة, ودراسة الفروق فی الشعور بالانتماء, بناء على اختلاف متغیرات الجنس (ذکور / إناث), والتخصص الدراسی (علمی – أدبی), والفرقة الدراسیة (الثانیة – الرابعة), وتکونت عینة الدراسة من (224) من طالب وطالبة جامعة کفر الشیخ. وتوصلت الدراسة لتائج منها عدم وجود فروق فی الانتماء للوطن والانتماء للمجتمع والدرجة الکلیة للشعور بالانتماء, بناء على اختلاف الجنس (ذکور / إناث), ووجود فروق دالة إحصائیاً فى الانتماء للأسرة فی اتجاه الإناث, ووجود فروق فی الانتماء للجامعة فی اتجاه الذکور, وعدم وجود فروق بحسب التخصص (علمی – أدبی) فی کل من الانتماء للوطن, والانتماء للمجتمع, والانتماء للجامعة, والدرجة الکلیة للشعور بالانتماء, ووجود فروق دالة إحصائیاً فى الانتماء للأسرة فی اتجاه التخصص العلمی.
واهتمت دراسة (منال محمود عبد الظاهر, 2014) ببحث مدى الاختلاف بین کل من الحب والانتماء وأحادیة الرؤیة لدى طالبات الجامعة, وتکونت عینة الدراسة من (360) من طلاب الجامعة, طبقت علیهم مقیاس الانتماء (الانتماء الوطنی, والانتماء الدینی, والانتماء الأسری, والانتماء الجامعی), وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق الانتماء الوطنی, باختلاف متغیر الجنس فى اتجاه الذکور, وباختلاف التخصص (علمی – أدبی) فی اتجاه طلاب وطالبات الشعبة الأدبیة, وباختلاف المستوى الاجتماعی الاقتصادی الثقافی فی اتجاه ذوی المستوى الاجتماعی الاقتصادی الثقافی المتوسط.
کما قام (هشام عبدالرحمن الخولی, 2014) بدراسة الفروق فی الانتماء لدى عینة من الراشدین, وفقا للفروق فی بعض المتغیرات الدیموجرافیة مثل (الجنس, والمستوى الاجتماعی الاقتصادی الثقافی, والمستوى التعلیمی), وتوصلت الدراسة لنتائج منها وجود فروق بین الذکور والإناث فی الانتماء فی اتجاه الإناث, ووجود فروق فی الانتماء بین الحاصلین على البکالوریوس والحاصلین على الماجستیر, وذلک فی اتجاه الحاصلین على الماجستیر.
هدفت دراسة (السعید سلیمان عواشریة, 2015) لتعرف أثر الأسرة فی الانتماء للوطن، وتکونت عینة الدراسة من (٣٠٠) طفل جزائری یتیم، منهم ١٢٠ یتیم ممن أشبعت حاجته إلى الانتماء الأسری، و١٨٠ یتیم من المحرومین من إشباع تلک الحاجة، والمتواجدین بمراکز رعایة الطفول.طبق علیهم مقیاس لقیاس الشعور بالانتماء للوطن, وتوصلت الدراسة إلى أن إشباع الحاجة للانتماء الأسری للطفل الیتیم یؤثر إیجابیا فی تعمیق الشعور بالانتماء للوطن لدیه، وهذا ما یؤکد الأثر الایجابی للأسرة فی تعزیز الانتماء للوطن من خلال تفعیل وظائفها المختلفة.
وأجرت ( زینب محمد مرزوق, 2018) درسة هدفت إلى توضیح العلاقة بین الأسالیب الوالدیة کما یدرکها الأبناء، وبین الانتماء، والتحکم الذاتی لدى طلاب الصف الأول الثانوی, وتکونت عینة الدراسة من (305) طالباً وطالبة بالصف الأول الثانوی، طبق علیهم مقیاس الأسالیب الوالدیة فی التنشئة الاجتماعیة، ومقیاس الانتماء للأسرة، ومقیاس التحکم الذاتی. وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها وجود علاقة ارتباطیه دالة وموجبة عند مستوى (0.01) بین أبعاد الأسالیب الوالدیة الإیجابیة المدرکة والدرجة الکلیة له وأبعاد الانتماء للأسرة والدرجة الکلیة له. وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الذکور والإناث فی الانتماء الأسری.
بمراجعة الدراسات التی عرض لها فی الجزء السابق, یمکن الخروج بنتیجة عامة, مفادها أن هناک ندرة فی الدراسات التی اهتمت بدراسة العلاقة بین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, وبین الانتماء الوطنی, وندرة الدراسات أیضا التی اهتمت بدراسة إسهام أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, فی التنبؤ بالانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة.
فرضا الدراسة:
الفرض الأول: "توجد علاقة بین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, وبین الانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة".
اعتمدت الدراسة الحالیة, على المنهج الوصفی الارتباطی, تحقیقاً لأهداف وتساؤلات الدراسة.
ب ) العینة:
جرى التخطیط لهذه الدراسة, أن یکون لها عینتین: الأولى استطلاعیة, والثانیة عینة الدراسة الأساسیة, وقد تکونت العینة الاستطلاعیة من (40) من الطلبة والطالبات, بنفس مواصفات العینة الأساسیة, واستخدمت نتائج العینة الاستطلاعیة للتحقق من ثبات وصدق أدوات الدراسة, على حین استخدمت نتائج العینة الأساسیة لاستخراج نتائج التحقق من فرضی الدراسة. وتکونت العینة الأساسیة للدراسة, من (400) من طلبة وطالبات جامعتی أسیوط والوادی الجدید, منهم (200) من جامعة أسیوط, و (200) من جامعة الوادی الجدید, من الفرقتین الثانیة والثالثة من کُلیتّی الآداب والتربیة الریاضیة. وقد کانت جامعة الوادی الجدید فرعا من جامعة أسیوط فی بدایة إجراء الدراسة, ثم انفصلت عن جامعة أسیوط لتکون جامعة جدیدة سمیت جامعة الوادی الجدید. وتنقسم عینة کل جامعة من الجامعتین على متغیر الجنس إلى (100) من الذکور, و (100) من الإناث, کما تنقسم وفقا لمتغیر الفرقة الدراسیة إلى (100) من الفرقة الثانیة, و (100) من الفرقة الثالثة. وتراوحت أعمار العینة الکلیة ما بین 19 إلى 21 عاماً. والجدول (1) یعرض لمواصفات عینة الدراسة.
جدول (1) مواصفات عینة الدراسة على متغیرات: الجامعة (أسیوط - الوادی الجدید)،
أدوات الدراسة عبارة عن: 1ـ مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة (إعداد أمانى عبد المقصود 1999م), و 2ـ مقیاس الانتماء لدى طلاب وطالبات الجامعة (إعداد منال محمود إسماعیل عبد الظاهر 2014 م), وتعدیل طه المستکاوى, وسناء خلیل 2016م).
1ـ مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة:
أَعدته "أمانى عبد المقصود عام (1999م), ویشتمل على صورتین: الصورة (أ) للأب, والصورة (ب) للأم, وهى نفس عبارات الصورة (أ) ولکن تم صیاغة العبارات بصیغة التأنیث, وکل صورة تتضمن خمسة مقاییس فرعیة, وکل مقیاس فرعى یتکون من (10) عبارات, ما عدا الأسلوب الخامس فیتکون من (20) عبارة. أما المقاییس الفرعیة فی کل صورة من الصورتین, فتقیس خمس أسالیب من أسالیب المعاملة الوالدیة, هی: التفرقة, والتحکم والسیطرة, والتذبذب, والحمایة الزائدة, وأسالیب المعاملة السویة. ویطلب من المستجیب أن یقرأ کل بند من بنود المقیاس, ثم یقوم باختیار واحدة من إحدى البدائل الموجودة أمام کل بند, وهى (نعم) وتصحح بدرجتین, أو (لا) وتصحح بدرجة واحدة, وبذلک تتراوح الدرجة على کل مقیاس فرعی من المقاییس الأربعة الأولى من ( 10-20) درجة , أما بالنسبة للمقیاس الفرعى الخامس فتتراوح درجاته ما بین (20-40) درجة.
الخصائص السیکومتریة للمقیاس:
1-ثبات المقیاس :
إستخدمت "أمانی عبد المقصود للتحقق من ثبات المقیاس, طریقة إعادة التطبیق, بفاصل زمنی قدره أسبوعین على مجموعة قوامها (100) تلمیذ وتلمیذة من تلامیذ وتلمیذات الصف الخامس الإبتدائی, وکانت جمیع معاملات الثبات مرتفعة ومطمئنة.
ثبات المقیاس فى الدراسة الحالیة:
وفی الدراسة الحالیة, تم التحقق من ثبات کل صورة من صورتی المقیاس, بحساب معامل ثبات إعادة التطبیق, ومعامل ألفا کرونباخ، ومعامل ثبات التجزئة النصفیة.
الثبات بإعادة التطبیق ومعامل ألف اکرونباخ:
تم حساب معاملات ثبات کل أسلوب من أسالیب المعاملة الوالدیة (صورة الأب - صورة الأم) باستخدام طریقتی إعادة التطبیق، ومعامل ألفا کرونباخ، وذلک على عینة استطلاعیة تتکون من (40) من الطلاب (20) من الذکور و (20) من الإناث، وجدول (2) یوضح ذلک.
یتضح من الجدول (2) أن معاملات الثبات أغلبها مقبولة، حیث تراوحت معاملات الثبات لطریقة إعادة التطبیق ما بین(214,0- 667,0) لصورة الأب، وتراوحت ما بین (403,0- 554,0) لصورة الأم، کما تراوحت معاملات ألفاکروباخ ما بین(495,0- 737,0) لصورة الأب، وتراوحت ما بین(436,0- 755,0) لصورة الأم، مما یشیر إلى ما تتمتع به الأبعاد الفرعیة لمقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة من قدر مقبول من الثبات.
3- الثبات بطریقة التجزئة النصفیة:
تم حساب معاملات ثبات المقیاس بطریقة القسمة النصفیة ( زوجی - فردی), مع استخدام معادلة "سبیرمان - براون" لتصحیح الطول, (ن= 40), والنتائج بجدول (3).
معامل الثبات بعد تصحیح الطول بمعادلة "سبیرمان بروان"
صورة الأب
صورة الأم
صورة الأب
صورة الأم
1ـ التفرقة
0,371
0,470
0,542
0,639
2ـ التحکم
0,067
0,297
0,126
0,458
3ـ التذبذب
0,274
0,412
0,430
0,583
4ـ الحمایة
0,437
0,514
0,609
0,679
5. الأسالیب السویة
0,494
0,634
0,661
0,776
وبمراجعة جدول (3) یمکن ملاحظة أن معاملات الثبات أغلبها مقبولة، حیث تراوحت معاملات الثبات ما بین(126,0- 661,0) لصورة الأب، وتراوحت ما بین (458,0- 776,0) لصورة الأم، مما یشیر إلى ما تتمتع به الأبعاد الفرعیة لمقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة بقدر مقبول من الثبات, فیما عدا أسلوب التحکم فی صورة الأب فکان ضعیفا.
2 – صدق المقیاس :
قامت معدة المقیاس "أمانى عبد المقصود 1999م", بالتحقق من صدق المقیاس, بعدة طرق, هی: الصدق المنطقی, والصدق الظاهری, بعرضه على مجموعة من المحکمین المتخصصین, هذا إلى جانب استخدام صدق البناء أو التکوین, أی حساب الاتساق الداخلی بینمکونات المقیاس, والدرجة الکلیة للمقیاس, هذا إضافة إلى حساب الاتساق الداخلی للفقرة مع الدرجة الکلیة للمقیاس الفرعی الذی تنتمی إلیه, وذلک على عینة من ( 100) من التلامیذ والتلمیذات, وقد أستخدمت الباحثة هذا الإجراء على مستویین : أولهما یتمثل فى حساب معاملات الاتساق الداخلى بین کل عبارة من العبارات المتضمنة فى الأبعاد الرئیسیة الخمس والدرجة الکلیة للبعد, أما الثانى فیتمثل فى حساب معاملات الإرتباط بین الدرجة على کل من الأبعاد الرئیسیة الخمس والدرجة الکلیة للمقیاس ککل, وجاءت جمیع معاملات الارتباط دالة عند مستوى (0.01), مما یشیر إلى الاتساق الداخلی للمقیاس, وإن کان الباحثون فی الدراسة الحالیة یرون أن الاتساق الداخلی نوع من الثبات ولیس الصدق.
صدق المقیاس فى البحث الحالی :
على الرغم من أن المقاییس التی سبق التحقق من صدقها فی عدد من الدراسات السابقة, لا تحتاج إلى إعادة التحقق من صدقها, فقد تم التحقق من صدق مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة (صورة الأب - صورة الأم), باستخدام التحلیل العاملی، کما یلی:
1- صورة الأب:
حیث تم إدخال نتائج عینة الدراسة الکلیة (ن= 400) على کل فقرة من فقرات صورة الأب, فی دراسة عاملیة, بطریقة المکونات الرئیسة لـ"هوتلنج", ولم یتم تدویر عوامل المصفوفة العاملیة, واعتبر العامل الأول قبل التدویر عاملاً عاماً, فإذا تشبعت على هذا العامل, کل أو الغالبیة العظمى من عبارات المقیاس, دل ذلک على أن المقیاس یتمتع بصدق عاملی, والجدول (4) یوضح هذه النتائج.
على العامل الأول قبل التدویر (العامل العام) فی المصفوفة العاملیة (ن= 400)
العبارة
التشبع
العبارة
التشبع
العبارة
التشبع
العبارة
التشبع
1-
0,104
16-
0,478
31-
-0,024
46-
0,134
2-
-0,152
17-
-0.306
32-
0,536
47-
0,231
3-
0,594
18-
0,293
33-
-0,094
48-
-0,357
4-
-0,220
19-
0,245
34-
0,084
49-
0,340
5-
0,374
20-
0,656
35-
0,095
50-
-0,235
6-
0,543
21-
0,626
36-
-0,323
51-
0,470
7-
0,291
22-
-0,302
37-
0,542
52-
-0,314
8-
0,491
23-
-0,134
38-
0,472
53-
-0,201
9-
0,500
24-
0,508
39-
-0,188
54-
0,371
10-
-0,270
25-
0,522
40-
0,140
55-
-0,070
11-
0,631
26-
0,608
41-
0,593
56-
0,294
12-
0,510
27-
0,305
42-
-0,236
57-
0,429
13-
-0,062
28-
-0,216
43-
-0,078
58-
0,048
14-
-0,060
29-
0,614
44-
0,576
59-
0,033
15-
0,658
30-
-0,415
45-
0,414
60-
-0,195
بمراجعة نتائج الجدول (4) یمکن ملاحظة أن قیمة الجذر الکامن للعامل الأول بلغ (695,8), واستحوز على نسبة تباین قدره (492,14%) من حجم التباین الارتباطی للمصفوفة العاملیة. ولأن محک جیلفورد (0,3) لیس المحک الوحید لتعرف دلالة التشبع على العامل, حیث یمکن تحدید مستوى الدلالة للتشبعات فی ضوء محک الخطأ المعیاری من خلال حجم العینة المستخدمة فی الدراسة العاملیة, وبالرجوع لجدول مستویات الدلالة لمعاملات الارتباط (بیرسون) فی المصدر التالی (صفوت فرج, 1980: 419), وبالتعویض فی معادلة الخطأ المعیاری لـ"بیرت وبانکس" Burt - Banks (المرجع السابق, ص 151), یمکن الخروج بأن تشبع المتغیر على العامل الأول یکون ذا دلالة عند مستوى (0,01) إذا وصل هذا التشبع إلى (0,128) على الأقل. وبتطبیق هذه القاعدة على التشبعات الموجودة بالجدول (4), یمکن الخروج بنتیجة أن جمیع فقرات المقیاس وعددها (60) فقرة, قد تشبعت تشبعا جوهریا على العامل الأول قبل التدویر وهو العامل العام, وذلک فیما عدا (10) فقرات کانت تشبعاتها غیر دالة. مما یشیر إلى أن مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة (صورة الأب) صادق بشکل عام.
2- صورة الأم:
تم التحقق من صدق مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة (صورة الأم) فی الدراسة الحالیة بنفس الطریقة التی اتبعت عند التحقق من صدق صورة الأب, وذلک على عینة البحث الأساسیة (ن= 400), حیث تم إجراء تحلیل عاملی بطریقة المکونات الرئیسة لـ"هوتلنج", ولم یتم تدویر عوامل المصفوفة العاملیة, واعتبر العامل الأول قبل التدویر عاملاً عاماً, وبلغ قیمة الجذر الکامن للعامل الأول (063,9), واستحوز على نسبة تباین قدره (105,15%) من حجم التباین الارتباطی, والجدول (5) یوضح هذه النتائج.
على العامل الأول قبل التدویر (العامل العام) فی المصفوفة العاملیة (ن= 400)
العبارة
التشبع
العبارة
التشبع
العبارة
التشبع
العبارة
التشبع
1-
0,064
16-
0,588
31-
-0,018
46-
0,096
2-
-0,150
17-
-0,361
32-
0,635
47-
0,297
3-
0,495
18-
0,418
33-
-0,137
48-
-0,332
4-
-0,322
19-
0,161
34-
0,110
49-
0,383
5-
0,468
20-
0,597
35-
0,148
50-
-0,306
6-
0,605
21-
0,605
36-
-0,387
51-
0,466
7-
-0,014
22-
-0,350
37-
0,493
52-
-0,219
8-
0,515
23-
-0,089
38-
0,503
53-
-0,228
9-
0,583
24-
0,443
39-
-0,335
54-
0,407
10-
-0,337
25-
0,565
40-
0,070
55-
-0,224
11-
0,566
26-
0,631
41-
0,478
56-
0,322
12-
0,582
27-
0,236
42-
-0,290
57-
0,467
13-
-0,163
28-
-0,344
43-
-0,088
58-
0,015
14-
-0,291
29-
0,408
44-
0,624
59-
-0,065
15-
0,548
30-
-0,419
45-
0,219
60-
-0,268
بمراجعة نتائج الجدول (5) یمکن ملاحظة أن عبارات المقیاس وعددها (60) عبارة, قد تشبعت على العامل الأول قبل التدویر, والذی یمثل العام العام, مع استخدام القیمة (0,128) کحد أدنى لجوهریة التشبعات, وذلک فیما عدا (9) عبارات فقط, لم یصل تشبع کل منها إلى مستوى الدلالة, مما یشیر إلى أن مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة (صورة الأم) صادق بشکل عام.
ثانیاً : مقیاس الانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة:
مقیاس الانتماء الوطنی هو أحد أربعة مقاییس فرعیة تکون مقیاسا عاما یسمى مقیاس الانتماء لدى طلبة وطالبات الجامعة, أعدته "منال محمود إسماعیل" عام (2014), ویتکون مقیاس الانتماء ککل من (139) عبارة موزعة على أربعة أبعاد هی: 1ـ الانتماء الوطنی ویتکون من (35) عبارة (الفقرات من 1- 35 ), و2ـ الانتماء الدینی ویتکون من ( 28) عبارة (الفقرات من 36 – 63), و3ـ الانتماء الأسری, والذی یتکون من (41) عبارة (الفقرات من 64 – 104), ثم 4ـ الانتماء الجامعی ویتکون من (35) عبارة (الفقرات من 105 – 139). وقد استخدم الباحثون فی هذه الدراسة مقیاس الانتماء الوطنی وحده والذی یتکون من (35) فقرة.
أما الإجابة على کل فقرة, فیکون باستخدام ثلاثة بدائل, هی: (دائماً – نادرا - أحیانا), وتعطى الدرجات (3 – 2 - 1) على التوالی للعبارات الموجبة, والدرجات (1 – 2 - 3) للعبارات المصاغة سلبیا. کما یتم إستخراج درجة کلیة للمقیاس, وتتراوح ما بین الدرجة (35 - 105), وکلما ارتفعت درجة الفرد على المقیاس, کان هذا مؤشرا على ارتفاع مستوى انتماءه الوطنی.
ج) الخصائص السیکومتریة للمقیاس :
1 – ثبات المقیاس :
قامت معدة المقیاس "منال محمود إسماعیل" عام (2014), بالتحقق من ثباته, بعدة طرق, هی: الاتساق الداخلی, وطریقة التجزئة النصفیة للمقیاس, إلى جانب حساب معامل ألفا کرونباخ. وقد توصلت إلى أن معاملات الاتساق الداخلی للمقیاس مرتفعة, کما أن معاملات ثبات المقیاس بالتجزئة النصفیة مع تصحیح الطول باستخدام معادلة "سبیرمان - بروان" تتراوح ما بین (0,981 : 0,987), وبلغت معاملات الثبات لأبعاد المقیاس ما بین (0,869 : 0,975), بإستخدام طریقة التجزئة النصفیة بإستخدام معادلة "سبیرمان – بروان". وتراوحت معاملات الثبات بإستخدام طریقة ألفا کرونباخ ما بین ( 0,923 : 0,969), مما یشیر إلى أن المقیاس یتمتع بمعدلات ثبات عالیة, وکذلک أبعادها الفرعیة.
ثبات المقیاس فى الدراسة الحالیة:
تم التحقق من ثبات مقیاس الانتماء الوطنی, باستخدام ثلاث طرق هی: إعادة التطبیق، ومعامل ألفا کرونباخ، وثبات التجزئة النصفیة مع تصحیح الطول باستخدام معادلة "جتمان", وذلک على عینة استطلاعیة تتکون من (40) من الطلاب من الذکور والإناث، وجدول (6) یوضح ذلک.
معامل ثبات التجزئة النصفیة بعد تصحیح الطول بمعادلة جتمان
الانتماء الوطنی
0,853
0,873
0,819
وتظهر نتائج الجدول (6) أن معاملات الثبات جمیعها مقبولة، حیث بلغت فی طریقة إعادة التطبیق (853,0)، کما بلغ معامل ألفا کروباخ (873,0), وبلغ معامل ثبات التجزئة النصفیة بعد تصحیح الطول بمعادلة جتمان (0,819) مما یشیر إلى تمتع مقیاس الانتماء الوطنی بقدر مقبول من الثبات.
2 – صدق المقیاس :
قامت معدة المقیاس (منال محمود إسماعیل, 2014), بالتحقق من صدق مقیاس الانتماء ومکوناته الأربعة (ومنها الانتماء الوطنی), على مجموعة من طلبة وطالبات الجامعة (ن= 120) باستخدام طریقتین, هما صدق البناء, وصدق التمییز, وتشیر النتائج إلى أن مقیاس الانتماء الوطنی یتمتع بمستوى مقبول من الصدق.
صدق المقیاس فى الدراسة الحالیة:
تم التحقق من صدق المقیاس فی الدراسة الحالیة, باستخدام الصدق المرتبط بالمحک وذلک بحساب معامل الارتباط بین مقیاس الانتماء الوطنی المستخدم فی هذه الدراسة, وبین مقیاس الانتماء الوطنی, المشتق من مقیاس الشعور بالانتماء (إعداد علاء الدین النجار, وحسنی زکریا النجار، 2013)، وذلک على العینة الاستطلاعیة (ن= 40), والجدول (7) یوضح هذه النتائج.
جدول (7) صدق مقیاس الانتماء الوطنی من خلال الارتباط بالمحک (ن= 40)
المقیاس
الانتماء الوطنی
(علاء النجار وحسنی النجار)
الانتماء الوطنی (منال محمود)
0,751
وبمراجعة جدول (7) یمکن ملاحظة أن معامل الارتباط بین مقیاس الانتماء الوطنی (منال محمود), وبین مقیاس الانتماء الوطنی (المحک)، بلغ (0,75), مما یشیر إلى تمتع مقیاس الانتماء الوطنی المستخدم فی هذه الدراسة بمعامل صدق مقبول.
الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:
تم استخدام الإحصاء الوصفی (التکرارات, والنسب المئویة), فی وصف العینة, إلى جانب استخدام معامل إرتباط بیرسون للتحقق من صحة الفرض الأول، والتحقق من الشروط السیکومتریة لأدوات الدراسة, واستخدم التحلیل العاملى Factor Analysis بطریقة المکونات الرئیسیة لـ"هوتلنج", للتحقق من الصدق العاملی, واستخدم تحلیل الإنحدار الخطی المتعدد Regresstion Analysis بطریقة Stepwise, للتحقق من صحة الفرض الثانی.
نتائج الدراسة:
أولا: الإحصاء الوصفی لمتغیرات الدراسة:
أمکن استخراج نتائج الإحصاء الوصفی لمتغیرات الدراسة, بهدف التحقق من شکل التوزیع التکراری ومدى اعتدالیة توزیع درجات أفراد العینة لکل متغیر من متغیرات الدراسة, والجدول (8) یعرض لقیم المتوسطات, والخطأ المعیاری للمتوسط, والانحراف المعیاری, وأصغر وأکبر قیمة, ومعامل الالتواء, ومعامل التفلطح وذلک لعینة الدراسة الکلیة (ن= 400).
جدول (8) المتوسطات الحسابیة والخطأ المعیاری للمتوسطات والانحرافات المعیاریة ومعاملات الالتواء والتفلطح لدرجات أفراد عینة الدراسة على مقاییس الدراسة
(ن= 400)
المقاییس
المتوسط الحسابی
معامل الالتواء
معامل التفلطح
أصغر قیمة
أکبر
قیمة
القیمة
خطأ معیاری
انحراف معیاری
1ـ أسالیب المعاملة (الأب)
1ـ التفرقة
63,12
125,
491,2
896,
056,
10
20
2ـالتحکم والسیطرة
75,13
120,
402,2
615,
-475,
10
20
3ـ التذبذب
66,14
104,
084,2
106,
-170,
10
20
4ـالحمایة الزائدة
73,15
105,
090,2
-232,
-490,
10
20
5ـأسالیب سویة
28,34
176,
516,3
-927,
109,1
21
40
2ـ أسالیب المعاملة (الأم)
1ـ التفرقة
24,13
144,
873,2
606,
-730,
10
20
2ـالتحکم والسیطرة
44,14
126,
513,2
305,
-812,
10
20
3ـ التذبذب
04,15
111,
223,2
-147,
-322,
10
20
4ـالحمایة الزائدة
25,16
107,
135,2
-260,
-347,
10
20
5ـأسالیب سویة
89,34
179,
571,3
-817,
451,
22
40
3ـ الانتماء
انتماء وطنی
81,76
574,
472,11
-099,
360,
35
103
(*) معامل الالتواء یکون دالاً عند مستوى 05,0 إذا بلغ (96,1), وعند مستوى 01,0 إذا بلغ (58,2)
وتشیر نتائج الجدول (8) إلى أن جمیع قیم الالتواء والتفلطح الخاصة بجمیع مقاییس الدراسة غیر دالة، مما یعنی أن أداء الأفراد على المقاییس یتبع التوزیع الاعتدالی، لذا یمکن استخدام الأسالیب الإحصائیة البارامتریة, للتحقق من فرضی الدراسة.
ثانیا: نتائج فروض الدراسة:
1ـ نتائج الفرض الأول: "
ینص الفرض الأول على أنه "توجد علاقة ارتباطیة دالة بین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, وبین الانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة". وللتحقق من صحة هذا الفرض, أمکن حساب معامل ارتباط "بیرسون" بین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, وبین الانتماء الوطنی, لدى عینة الدراسة الکلیة (ن= 400). والجدول (9) یوضح هذه النتائج.
جدول (9) معاملات الإرتباط بین مقیاس أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء، وبین الانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة (ن= 400).
صورة
المقاییس
الانتماء الوطنی
الدلالة
1ـ الأب
1ـ التفرقة
-134,0
0,01
2ـ التحکم والسیطرة
-066,0
لا توجد
3ـ التذبذب
-100,0
0,05
4ـ الحمایة الزائدة
081,0
لا توجد
5ـ أسالیب سویة
229,0
0,001
2ـ الأم
1ـ التفرقة
-208,0
0,001
2ـ التحکم والسیطرة
-126,0
0,05
3ـ التذبذب
-182,0
0,001
4ـ الحمایة الزائدة
-026,0
لا توجد
5ـ أسالیب سویة
208,0
0,001
وتشیر نتائج الجدول (9) إلى ما یلی:
1ـ توجد علاقة ارتباطیة موجبة ولها دلالة إحصائیة, بین الانتماء الوطنی, وبین الأسالیب السویة, سواء لصورة الأب (0,229), أو لصورة الأم (0,208). وجاءت هذه النتائج فی الاتجاه المؤید لصحة الفرض الأول من الدراسة.
2ـ توجد علاقة ارتباطیة سالبة ولها دلالة إحصائیة, بین الانتماء الوطنی, وبین أسالیب المعاملة الوالدیة غیر السویة کما یدرکها الأبناء, کما یلی:
أ ـ بالنسبة للأب: أسلوبان هما أسلوب التفرقة (-0,134), وأسلوب التذبذب (-0,100).
ب ـ بالنسبة للأم: ثلاثة أسالیب, هی: أسلوب التفرقة (-0,208), وأسلوب التذبذب (-0,182), وأسلوب التحکم والسیطرة (-0,126), وجاءت هذه النتائج فی الاتجاه المؤید لصحة الفرض الأول من الدراسة.
3ـ لا توجد علاقة ارتباطیة بین الانتماء الوطنی, وبین أسلوب المعاملة الوالدیة "الحمایة الزائدة", (سواء لصورة الأب, أو لصورة الأم), کما لا توجد علاقة ارتباطیة بین الانتماء الوطنی, وبین أسلوب التحکم والسیطرة (صورة الأب فقط). وجاءت هذه النتائج فی الاتجاه غیر المؤید لصحة الفرض الأول من الدراسة.
وبمراجعة قیم معاملات الارتباط بالجدول (9) یمکن ملاحظة أن أعلى الارتباطات بین الانتماء الوطنی وبین أسالیب المعاملة الوالدیة, کانت للأسالیب السویة (0,229 للأب, و 0,208 للأم), یلی ذلک أسلوب التفرقة للأم (-0,208), وأسلوب التذبذب للأم (-0,182), وکلاهما من الأسالیب غیر السویة.
وقد جاءت النتائج مؤیدة لصحة الفرض الأول بشکل عام, کما جاءت متفقة مع نتائج بعض الدراسات السابقة, کدراسة ( رانیا رضا الهلباوی, 2018), والتی توصلت إلى وجود علاقة إرتباطیة إیجابیة بین أسالیب المعاملة الوالدیة الإیجابیة والهویة. کما اتفقت مع نتائج دراسة (أنور إبراهیم أحمد, 2002), حیث توصلت لوجود علاقة ارتباطیة موجبة بین درجات أسالیب المعاملة الوالدیة ودرجات الانتماء للمدرسة والانتماء للأسرة والانتماء للأصدقاء, وأنه لا توجد علاقة بین أسلوبی التحکم والسیطرة, والحمایة الزائدة للأب, وبین الانتماء الوطنی.
یرى أصحاب نظریة التعلم أن ما یحدد شخصیة الفرد المستقبلیة سویة کانت أم مضطربة یتوقف فى جزء کبیر منها على نوع التدعیمات التى یتلقاها الفرد من بیئته، حیث ینشأ اضطراب الشخصیة نتیجة سوء توافق المثیر والاستجابة, ویأتى دور البیئة فی تدعیم تلک الاستجابة’ وخاصة دور الوالدین, وذلک من خلال الأحداث والمواقف البیئیة المعززة أو المنفرة لتلک الاستجابة (Pervin, 1975, 86).
وتشید نظریة الذات بأهمیة ما یمارسه الآباء من أسالیب واتجاهات فی تنشئة الأبناء ، وأثرها على تکوین ذاتهم وهویتهم، إما بصورة إیجابیة أو سلبیة, حیث أن الذات تتکون من خلال التفاعل المستمر بین الأبناء وبیئتهم، وأهم ما فی البیئة هما الوالدان، وما یتبع ذلک من تقویم وتکوین لمفهوم الذات, وقد أوضح روجرز أن الذات محصلة لخبرات الفرد، وذلک من وجهة نظره، ومن وجهة نظر الأسرة, فالتقویم الموجب ضروری للأبناء لأنهم فی حاجة إلیه حتى ولو وجدت بعض الجوانب غیر المقبولة فی سلوکهم، لأن ذلک یدفع الأبناء إلى تحقیق ذواتهم (مایسة أحمد النیال, 2002, 67).
2ـ نتائج الفرض الثانی:
ینص الفرض الثانی على أنه "یوجد إسهام لأسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء (التفرقة - التحکم والسیطرة – التذبذب - الحمایة الزائدة - السواء)، فی التنبؤ بالانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة". وللتحقق من صحة هذا الفرض, تم استخدام تحلیل الانحدار Regresstion Analysis الخطی المتعدد بطریقة Stepwise والجدول (10) یوضح هذه النتائج.
·أظهرت نتائج الفرض الثانی (النموذج الخامس), أنه یوجد إسهام لبعض أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء، فی التنبؤ بالانتماء الوطنی لدى طلاب الجامعة، فقد بلغت قیمة "ت" الانحداریة مستوى الدلالة الإحصائیة لثلاثة متغیرات (کل على حدة) من جملة المتغیرات المستقلة، کما بلغ معامل الارتباط المتعدد فی حالة النموذج الذی یحتوی على هذه المتغیرات الثلاثة (323,0)، وبلغ معامل التقدیر التمییزی (أی مربع معمل الارتباط المتعدد) له (105,0)، وهذا یعنى أن هذه المتغیرات المستقلة الثلاثة (الأسالیب السویة للأب، والأسالیب السویة للأم، والتذبذب للأم) تفسر مجتمعة (5,10%) من التباین الکلی فی درجات متغیر الانتماء الوطنی. وتأتی هذه النتیجة فی الاتجاه المؤید – جزئیا) لصحة الفرض الثانی.
وتتفق هذه النتیجة, مع نتائج بعض الدراسات السابقة, کدراسة (طارق محمد المرسی, 1996), والتی توصلت إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین أسالیب التنشئة الاجتماعیة للآباء والأمهات کما یدرکها الأبناء, وبین الولاء للوطن لدى المراهقین من الجنسین, ووجود علاقة ارتباطیة سالبة بین الاختلافات الوالدیة فی أسلوب (التبعیة – الاستقلال), وأسلوب (التفرقة – المساواة), وبین الولاء للوطن. کما تتفق مع نتائج دراسة (رانیا رضا الهلباوی, 2018), والتی توصلت إلى وجود علاقة إرتباطیة موجبة بین أسالیب المعاملة الوالدیة الإیجابیة وبین الهویة, ووجود علاقة ارتباطیة سالبة بین أسالیب المعاملة الوالدیة السلبیة وبین الهویة, کما تتفق مع نتائج دراسة (آمال عبد السمیع باظة, 2011).
تفسیر نتائج الدراسة:
یمکن القول بأن هناک اتفاقا فی نتائج الفرضین الأول والثانی بالدراسة الحالیة؛ فقد أظهرت نتائج الفرض الأول (جدول 9), أن أعلى الارتباطات ذات الدلالة بین الانتماء الوطنی وبین أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, کانت للأسالیب السویة (0,229 للأب, و 0,208 للأم), یلی ذلک أسلوب التفرقة للأم (-0,208), وأسلوب التذبذب للأم (-0,182), وکلاهما من الأسالیب غیر السویة, على حین توصلت نتائج الفرض الثانی أن أکثر أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء, إسهاما فی التنبؤ بالانتماء الوطنی, هی: الأسالیب السویة للأب، والأسالیب السویة للأم، والتذبذب للأم). وتشیر هذه النتیجة إلى الدور المهم لأسالیب المعاملة الوالدیة السویة – أکثر من الأسالیب غیر السویة - فی تنشئة الأطفال على الانتماء للوطن, هذه الأسالیب السویة التی تعتمد على الإثابة أکثر من العقوبة فی تربیة الأطفال.
ویمکن تفسیر نتائج الدراسة الحالیة, فی إطار نظریات التعلم, خاصة النظریات التی تعتمد على التدعیم الموجب (الإثابة), وتقلل من دور التدعیم السالب (العقوبة) فی عملیة تعلم السلوک لدى الأطفال, کنظریة سکنر والتی یطلق علیها نظریة الشرطیة الإجرائیة, وفیها ینظر إلى التدعیم الإیجابی على أنه إثابة, وهو نقیض التدعیم السلبی, کما ینظر إلى التدعیم السلبی على أنه نوع من العقاب. وترى هذه النظریة, أن الإثابة مفیدة فی تعلم السلوک المرغوب فیه کالانتماء للأسرة والانتماء للوطن, وأن أسلوب العقاب نتائجه غیر مضمونة (طه أحمد المستکاوی, 2010), وفی ذلک یذکر "سکنر": "إن الحالة البغیضة التی تنجم عن العقاب.. لها آثار خطیرة بکثیر, وبکل بساطة, یمکن أن یتجه سلوک الشخص المعاقب فیما بعد إلى تجنب العقاب. وبمقدوره أن یفعل ذلک بتجنب السلوک الذی یعاقب علیه. لکن هناک احتمالات أخرى, وبعض الاحتمالات ذات طابع تدمیری أو عصابی أو مؤدیة للتکیف السیء" (سکنر, 1980: 64 – 65).
وقد أوضحت نتائج الدراسات التی أجراها سکنر, أن العقاب یؤدی دورا کبیرا فی تغییر السلوک, إلا أنه مع ذلک, فإنه إجراء غیر مرغوب فیه, ولا ینصح باستخدامه فی عملیة التعلم. ذلک أن "فعالیة العقاب (وفقا لسکنر) لا تعنی التوصیة به باعتباره إجراء لتغییر السلوک.. وهناک مشکلة رئیسة تتمثل فی أن استخدام المثیرات المنفردة کعوامل عقاب.. لها أیضا آثار جانبیة مثل استدعاء السلوک المعادی.. فتکرار عقاب الطفل من قبل والدته أو والده, قد یؤدی إلى نفور الطفل منهما, ومن المنزل ککل, إلى الحد الذی قد یؤدی إلى أن یتعلم الطفل تجنب والدیه, وإلى تجنب المنزل أیضا.. ومثل هذه النتائج التی ذکرناها, قد تکون مبررا کافیا, للقول بأن العقاب أمر غیر مرغوب فیه" (آی شارلز کاتانا, 1983: 175 – 176).
کما یمکن تفسیر هذه النتیجة فی إطار نظریة التحلیل النفسی؛ فالطفل عبر نموه, یمر عبر مراحل یطلق علیها مراحل النمو النفسی الجنسی, والتی تبدأ بالمرحلة الفمیة, ثم الشرجیة, ثم فترة الکمون, فالمرحلة الأودییة. وفی السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل, تکون للعلاقات الوالدیة – خاصة الأم – الدور المحوری فی تربیة الطفل. وفی هذه السنوات الباکرة من عمر الطفل, تکون الأم هی موضوع الحب, فهی التی ترضعه, ویکون صدرها مصدرا للشعور بالأمن واستمرار الحیاة. وإذا کان تعامل الأم سویا, ینشأ الطفل فی جو من الحب, الأمر الذی یجعله ینتقل بسلاسة من مرحلة إلى المرحلة التالیة بنجاح. أما إذا کانت الأم تتعامل مع الطفل بقسوة شدیدة أو بتساهل شدید, فإن الطفل یحدث له نوع من التثبیت على هذه المرحلة التی اضطرب فیها. ثم ینتقل الطفل من الشعور بالأمان والحب والطمأنینة بوجوده مع والدته – مصدر الغذاء والشعور بالأمن – إلى الشعور بالأمان والحب والطمأنینة بوجوده مع أفراد أسرته, هذا فی حالة المعاملة الوالدیة السویة له, وبالتدریج, عندما یکبر فإنه یعکس هذا الحب ومشاعر الأمان والطمأنینة نحو المجتمع الأکبر, ویکون الانتماء للمجتمع ککل, ویزداد وفقا لذلک الانتماء للوطن. أما الطفل الذی لم یجد الحب والأمن والأمان والطمأنینة مع والدته, ومع أسرته, فإن إحساسه بالانتماء سواء للأسرة أو للمجتمع بشکل عام یکون ناقصا, من هنا ینشأ لدى الفرد عدم انتماء لوطنه, کانعکاس لعدم إحساسه للانتماء لأسرته. وقد دعمت نتائج بعض الدراسات ذلک, ومنها دراسة (السعید سلیمان عواشریة, 2015), والتی انتهت إلى أن إشباع الحاجة للانتماء الأسری للطفل, یؤثر إیجابیا فی تعمیق الشعور بالانتماء للوطن لدیه. کما توصلت دراسة (أنور إبراهیم أحمد, 2002), على تلامیذ المرحلة الاعدادیة, إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین درجات أسالیب المعاملة الوالدیة, وبین درجات الانتماء للأسرة, وللمدرسة, وللأصدقاء, بل والانتماء للقریة التی تمثل وطنا أصغر للوطن الکبیر.
توصیات الدراسة وبحوث مقترحة:
1ـ توصیات الدراسة:
وفقاً لما توصل إلیه البحث الحالی من نتائج توصى الدراسة الحالیة, بما یلی:
· تشجیع الآباء على استخدام أسالیب المعاملة الوالدیة السویة أثناء التعامل مع أطفالهم, والبعد عن استخدام أسالیب المعاملة غیر السویة, التی تعتمد على استخدام الشدة, أو العقاب الشدید, أو التساهل الشدید, لما لذلک من آثار سلبیة على نفسیة الطفل, وعلى انتماؤه للأسرة وللوطن بشکل عام.
1ـ ضرورة التحاور الحر بین أفراد الأسرة والبعد عن التسلط الوالدى وتضاؤل العقاب وحث الآباء لأبنائهم على النقاش وإبداء الرأى فیما یخصهم.
2ـ ضرورة فهم الآباء والأمهات لأبنائهم واهتمامهم بهم والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم ودعمهم وتوفیر کل المشاعر الإیجابیة اتجاههم.
3ـ بث الوعى والاهتمام بأسالیب المعاملة الوالدیة الایجابیة من خلال وسائل الإعلام المختلفة, وعبر برامج متخصصة, وعقد دورات تثقیفیة للتوعیة بأسالیب التربیة السلیمة.
4ـ عمل برامج توعویة لدور کلاً من الأسرة والجامعة والمجتمع فی کیفیة تلقین الأبناء المفاهیم والمبادئ والقیم التی تعزز من عملیة الانتماء الأسری والجامعی والوطنی لدیهم.
2ـ بحوث مقترحة:
بناءً على نتائج الدراسة الحالیة, فإن هناک مجموعة مقترحة من الدراسات التی یمکن إجراؤها مستقبلا, منها:
أ. إجراء دراسة عن علاقة أسالیب المعاملة الوالدیة کما یُدرکها الأبناء, وعلاقتها بقلق المستقبل لدى تلامیذ الثانویة العامة.
ب. دراسة علاقة التفکک الأسری بالضغوط النفسیة والتحصیل الدراسی على مراحل عمریة مختلفة لدى کلاً من الذکور والإناث.
جـ ـ فعالیة برنامج إرشادی لتنمیة الشعور بالانتماء الوطنی لدى طلبة وطالبات الجامعة.
د ـ علاقة الانتماء الوطنی ببعض سمات الشخصیة؛ دراسة مقارنة بین الآباء وأبنائهم.
ه ـ نمو مشاعر الانتماء الوطنی من الطفولة إلى المراهقة.
المراجع
المراجع:
أحمد خیرى حافظ (1980). سیکولوجیة الاغتراب لدى طلاب الجامعة "دراسة میدانیة". رسالة دکتوراة غیر منشورة, کلیة الآداب, جامعة عین شمس.
إسماعیل عید الهلول (2015). أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء فی النرجسیة العصابیة وعلاقتها بمستوى تقدیر الذات. مجلة جامعة الأقصى (سلسلة العلوم الإنسانیة), 19 (1), 110- 153.
آمال عبد السمیع باظة (2011). الشعور بالانتماء الوطنی والقومی العربی وعلاقته بصلابة الشخصیة لدى طلاب وطالبات کلیة التربیة "دراسة سیکومتریة کلینیکیة". بحث مقدم إلى المؤتمر السنوی السادس عشر حول الإرشاد النفسی وإرادة التغییر مصر بعد 25 ینایر, مرکز الإرشاد النفسی بجامعة عین شمس, 1 (16), 39-79.
أمیرة محمد إمام محمد (2016). أسالیب المعاملة الوالدیة وعلاقتها بالمرونة الإیجابیة لدى عینة من المراهقین "دراسة سیکومتریة – کلینیکیة". رسالة ماجستیر غیر منشورة, قسم الصحة النفسیة والإرشاد النفسی, کلیة التربیة, جامعة عین شمس.
أنور إبراهیم أحمد (2002). أسالیب المعاملة الوالدیة وعلاقتها بالسلوک الانتمائى لدى الأطفال النوبیین. رسالة ماجستیر غیر منشورة, قسم الدراسات النفسیة والاجتماعیة, معهد الدراسات العلیا للطفولة, جامعة عین شمس.
إیمان محمود السید حسین (2010). أثر برنامج أنشطة حرکیة فى تنمیة بعض عناصر الانتماء لدى أطفال الروضة. رسالة دکتوراه غیر منشورة, معهد الدراسات والبحوث التربویة, جامعة القاهرة.
أیمن محمد السید محمد شحاتة (2006). أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بتقدیر الشخصیة لدى عینة من المکفوفین. رسالة ماجستیر غیر منشورة, معهد الدراسات العلیا للطفولة, قسم الدراسات النفسیة والاجتماعیة, جامعة عین شمس.
بهاء الدین محمود محمد فایز (1994). العلاقة بین الإحساس بالإغتراب وضعف الانتماء . رسالة ماجستیر غیر منشورة, قسم الدراسات النفسیة والاجتماعیة, معهد الدراسات العلیا للطفولة, جامعة عین شمس.
تغرید محمد عبد الحمید محمد (2007). فعّالیة إستخدام مصادر تعلم متعددة فى تدریس التاریخ لتنمیة قیم الانتماء الوطنی لدى تلامیذ الصف الأول الإعدادی. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة عین شمس.
جابر نصر الدین (2000). العوامل المؤثرة فى طبیعة التنشئة الأسریة للأبناء. مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانیة والتربویة, المجلد (16), العدد (3), دمشق, سوریا, 70.
جمال مختار حمزة (2005). بعض أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الآبناء وعلاقتها بالأمن النفسى لذاتهم . مجلة العلوم التربویة , العدد الثالث , جامعة القاهرة .
رانیا رضا إبراهیم الهلباوی (2018)ی. أسالیب المعاملة الوالدیة المدرکة وعلاقتها بالهویة لدى عینة من المراهقین المعاقین سمعیاً. رسالة ماجستیر غیر منشورة, قسم الصحة النفسیة, کلیة التربیة, جامعة بنها.
زکریا أحمد الشربینی, یسریة صادق (2006). تنشئة الطفل وسبل الوالدین فى معاملته ومواجهة مشکلاته. القاهرة: دار الفکر العربی.
زینب محمد حسین مرزوق (2018). الأسالیب الوالدیة کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بکلاً من الانتماء والتحکم الذاتى لدى طلاب الصف الأول الثانوی. رسالة ماجستیر غیر منشورة, قسم علم النفس التربوی, کلیة التربیة, جامعة عین شمس.
سارة مصطفى علی (2020). أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بالانتماء لدى طلاب الجامعة. رسالة ماجستیر مقدمة إلى قسم علم النفس بکلیة الآداب جامعة الوادی الجدید.
سامیة إبریعم (2011). أسالیب معاملة الأب کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بالشعور بالأمن النفسی لدى عینة من طلاب المرحلة الثانویة فى مدینة تبسة. مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانیة), 25 (7), 117- 194.
السعید سلیمان عواشریة (2015). الأسره وأثرها فى تعزیز الانتماء للوطن دراسة میدانیة بولایة باتنا بالجزائر. رسالة ماجستیر, قسم العلوم الاجتماعیة, جامعة باتنا, الجزائر.
سکنر ـ ترجمة عبد القادر یوسف (1980). تکنولوجیا السلوک الإنسانی. سلسلة عالم المعرفة، العدد 32 ، أغسطس 1980. الکویت: المجلس الوطنی للثقافة والفنون والآداب.
سمیح محمود الکراسنة, على محمد جبران, ولید أحمد مساعدة (2009). دور الجامعة فی بناء الشخصیة الجامعیة القادرة على تعظیم الانتماء الوطنی من خلال المدخل الأخلاقی ومدخل ثقافة الحوار. مجلة کلیة التربیة بجامعة الاسکندریة "الجزء الأول", 19 (2), 21-79.
سمیر سعد حامد خطاب (1993). تباین أسالیب التنشئة الوالدیة وعلاقتها بسمات الشخصیة. مجلة علم النفس, 8 (30), صــ 154.
سناء محمد سلیمان (2013). سیکولوجیة الحب والانتماء. القاهرة: عالم الکتب.
سهیر کامل أحمد, شحاته محمد سلیمان (2001). تنشئة الطفل وحاجاته بین النظریة والتطبیق. الاسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
السید أحمد السید محمد (1996). الانتماء للوطن وعلاقته بالترابط الأسری لدى تلامیذ الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی. رسالة ماجستیر غیر منشوره, معهد الدراسات العلیا للطفولة, جامعة عین شمس.
شیدلنجر سول (1970). التحلیل النفسى والسلوک الجماعی "ترجمة سامی محمود علی . القاهرة: دار المعارف.
صفاء صدیق محمد أحمد خریبة (2011). العلاقة بین العنف والانتماء لدى طلبة الجامعة. مجلة دراسات عربیة فى علم النفس ــ رابطة الاخصائیین النفسیین المصریة (رانم), 10 (4), 461.
صفوت إرنست فرج (1980). التحلیل العاملی فی العلوم السلوکیة. القاهرة: دار الفکر العربی.
صموئیل تامر بشرى خلیل (2001). دراسة سیکومتریة تحلیلیة لعوامل الانتماء للأسره وللوطن لدى بعض طلاب الجامعة فی ضوء نظریة إریک فروم. رسالة ماجستیر فی الصحة النفسیة غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة أسیوط.
طارق محمد المرسى علی (1996). أسالیب التنشئة الاجتماعیة کما یدرکها الأبناء وعلاقتها بالولاء للوطن لدى المراهقین من الجنسین . رسالة ماجستیر غیر منشورة , معهد الدراسات العلیا للطفولة , جامعة عین شمس.
طلعت منصور, حلیم بشای (1994). دراسات میدانیة فی النضج الخلقی عند الناشئة فی الکویت. مجلة العلوم الاجتماعیة, جامعة الکویت.
طه أحمد المستکاوی (2007). صورة الذات والآخر بین العرب وإسرائیل. القاهرة: عین للدراسات والبحوث الإنسانیة والاجتماعیة.
عابد عبدالله النفیعى (1997). العلاقة بین أسالیب المعاملة الوالدیة ووجهة الضبط لدى عینة من طلاب وطالبات جامعة أم القرى. مجلة کلیة التربیة, 1 (66), 52.
عبد الحلیم محمود السید (1980). الأسرة وإبداع الأبناء. القاهرة: دار المعارف.
عبد الحمید عبد العظیم رجیعة (2007). الانتماء الوطنی لطلبة الجامعة فی ضوء بعض المتغیرات النفسیة والاجتماعیة والأکادیمیة. مجلة کلیة التربیة جامعة بنها, 17 (72), صـ65- 130.
عبد العال محمد عبدالله (1991). دراسة لبعض جوانب الانتماء وعلاقتها ببعض المتغیرات النفسیة لدى عینة من طلاب الجامعة. رسالة دکتوراة غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة أسیوط.
عبد الله السید السید أحمد عسکر (1996). دراسة ثقافیة مقارنة للفروق بین عینة الاطفال المصریین والیمنیین فى ادراکهم للقبول والرفض الوالدی. مجلة دراسات عربیة نفسیة فی علم النفس ــ رابطة الاخصائیین النفسیین (رانم), 6 (2), صــ25ــ 285 .
عبد المطلب أمین القریطی (2005). الموهوبون والمتفوقون " خصائصهم واکتشافهم ورعایتهم " . القاهرة: دار الفکر العربی.
عبیر محمود محمد زاید (1999). المعاملة الوالدیة وعلاقتها بالنمو الاجتماعی لدى تلامیذ وتلمیذات المرحلة الإعدادیة فی المرحلة العمریی (11 - 14) سنة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, معهد الدراسات العلیا للطفولة, جامعة عین شمس.
عزت مرزوق فهیم عبد الحفیظ (2001). أسالیب التنشئة الإجتماعیة وعلاقتها بالسلوک الانحرافی دراسة میدانیة فی إحدى المناطق العشوائیة بمدینة أسیوط. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة الآداب, جامعة أسیوط.
علاء الدین أحمد کفافی (1999). الارشاد والعلاج النفسى الأسرى " المنظور النسقى الاتصالی " . القاهرة: دار الفکر العربی.
علاء الدین السعید النجار, حسنی زکریا السید النجار (2013). أسالیب التفکیر وفعالیة التعلم کمنبئات للشعور بالانتماء لدى طلبة الجامعة. مجلة الدراسات التربویة والإنسانیة, کلیة التربیة, جامعة دمنهور, 4 (2), 1-80.
فاطمة محسن على جیاش (2012). دراسة تحلیلة لمضمون أدب الأطفال فی إطار مفهوم الانتماء الوطنی للطفل. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة البنات, جامعة عین شمس.
فرج عبد القادر طه (2009). موسوعة علم النفس والتحلیل النفسی. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
فرید س. کیللر ـ ترجمة محمد عماد الدین إسماعیل ـ (1978). التعلم؛ نظریة التدعیم. القاهرة: مکتبة النهضة المصریة.
قدرى محمود حفنى (1986). التنشئة السیاسیة للطفل العربى بین الوحدة والتعدد. مجلة النیل, العدد الثانی, ص 62.
قدری محمود حفنی (2002). الطفل العربی والانتماء القومی. جامعة الدول العربیة، مجلس وزراء الشئون الاجتماعیة العرب، اللجنة الفنیة الاستشاریة للطفولة العربیة.
مایسه أحمد النیال (2002). التنشئة الاجتماعیة مبحث فی علم النفس الاجتماعی. الاسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
محمد عماد الدین إسماعیل, وآخرون (1967). کیف نربی أطفالنا: التنشئة الاجتماعیة للطفل فی الأسرة العربیة. القاهرة: دار النهضة العربیة.
مرزوق عبد المجید مغاوری (1992). تغیر درجة الانتماء إلى الوالدین, المدرسة, الأقران فی ضوء اختلاف الجنس, والصف الدراسی, والقدرة على التحصیل. مجلة علم النفس, الهیئة المصریة للکتاب, 6 (22), 38-52.
منال محمود إسماعیل عبد الظاهر (2014) . تنمیة مهارات الحب والانتماء لخفض أحادیة الرؤیة لدى طالبات الجامعة . رسالة دکتوراة غیر منشورة , قسم علم النفس , کلیة البنات للآداب والعلوم والتربیة , جامعة عین شمس .
نیرمین نبیل محمد محمود (2019). الضغوط النفسیة وعلاقتها ببعض أنواع الانتماء لدى المراهقین فی المرحلة العمریة من (14-18) سنة. رسالة دکتوراة غیر منشورة, قسم الدراسات النفسیة للأطفال, کلیة الدراسات العلیا للطفولة, جامعة عین شمس.
هبة خلیل حسن (2008). أسالیب المعاملة الوالدیة کما یدرکها المراهقون وعلاقتها بمستویات الهویة النفسیة فی قضاء عکا بفلسطین. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة الدراسات التربویة العلیا, جامعة عمان العربیة, الأردن.
هشام عبد الرحمن الخولى (2014) . دراسة لبعض جوانب الانتماء فى علاقتها ببعض المتغیرات الدیموجرافیة لدى عینة من الراشدین . مجلة کلیة التربیة بجامعة بنها " الجزء الثالث ", 25 (19), 199 - 219.
Aerts, S., Van Houtte ,M., Dewaele ,A., Cox , N., & Vincke, J. (2012). Sense of belonging in secondary schools : A Survey of LGB and Hetrosexual students in flanders. Journal of Homosex,59 (1), 90- 113.
Capps ,M. (2003).Characteristics of a sense of belonging and its relationships to academic achievement of studdents in selected middle schools in region iv and vi educational service centersal, Texas. Un Published Doctor , Submitted to Texas A & M University.
Mavis, Hetherington, & Ross, D. Parke, (1993). Child Psycology a contemporary Viewpoint, (Fourth Edition), New York: McGraw Hill.
Morvitz, E., & Motta, R.W. (1992). Predictos of Self - esteem. The Roles of Parent Child Perception, Achievement, and class placement, Journal of Learning Disabilities, 25 (1), 72.
Payson, Edward (1984). A Methodological Approach to the study of National Images: Perceptions of Modern and Traditional China and Japan. University of Washington.
Pervin ,l.A. (1975). Personality theory, assessment and research. John Wiley and Sons Inc, 2th Edition.