نوع المستند : بحوث نشر لدرجة الماجستیر والدکتوراه
المؤلفون
1 کلية التربية جامعة أسيوط
2 قسم علم النفس التربوي/ کلية التربية/ جامعة أسيوط
3 البرنامج الخاص تربية أسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
اولا مقدمة الدراسة ومشکلتها:
یعد میدان التربیة الخاصة من المیادین المهمة التی نالت أهمیة بالغة فی الدول المتقدمة والدول النامیة على السواء وتعد مصر من الدول التی بدأ الاهتمام فیها بهذا المیدان منذ السنوات الأخیرة من القرن العشرین، سواء الموهوبین أو المعاقین، والتربیة فی سعیها لتحقیق ذلک ینبغی ألا تمیز بین الأفراد سواء کانوا معاقین أم أسویاء، فالفرد المعاق له الحق فی أن تشمله التربیة الدیمقراطیة بالرعایة التی تمکنه من الاستمتاع بحیاته مثل أقرانه الأسویاء، فی حدود قدراته بما یقدم له من خدمات تعلیمیة أو تأهیلیة.
تضم فئة ذوی الاحتیاجات الخاصة الأفراد المنحرفین عقلیًا وانفعالیًا ولغویًا وحرکیًا وحسیًا بالمقارنة بغیرهم من العادیین، کما یشتمل مصطلح ذوی الاحتیاجات الخاصة على فئة الموهوبین، والمالکین للإعاقات العقلیة والسمعیة والبصریة والحرکیة، حیث تشکل هذه الفئات من ذوی الاحتیاجات الخاصة نسبة لا یستهان بها فی کل مجتمع من المجتمعات، مما أدى إلى ظهور الحاجة من قبل هذه الفئة إلى البرامج التربویة المختصة والتی تساعدهم على تطویر قدراتهم، وتنمیة استقلالیتهم، وتوفیر فرص لتدریبهم وتشغیلهم، والاهتمام بحمایة حقوقهم وذلک عن طریق سن التشریعات التی تضمن لهذه الفئة کافة الحقوق، وتوفر لهم قدرًا من المساواة مع غیرهم من الأفراد العادیین داخل المجتمع الواحد (تیسیر مفلح وعمر فواز، 2012،. 1).
وأشارت منظمة الصحة العالمیة بتعریف للإعاقة، حیث أکدت بأنه کل ما یشیر إلى وجود عجز أو صعوبة فی النشاط، أی وجود مشکلة فی وظیفة الجسم أو هیکله، حیث تعکس الإعاقة صور للتفاعل المتبادل بین مظاهر الشخص المعاق، ومظاهر المجتمع الذی یندمج فیه الشخص المعاق، فالشخص المعاق هو کل من یعانی من آثار خلفتها بعض العوامل الوراثیة أو الخلقیة أو عوامل بیئیة کالقصور الجسمی والعقلی، مما ینتج عنها آثار اجتماعیة أو نفسیة، وتقف الإعاقة بین الفرد وبین تعلمه أو قیامه ببعض الأعمال والأنشطة الفکریة والجسمیة التی یقوم بها الفرد العادی بکل سهولة، کما یمکن أن یعانی الفرد المعاق من أکثر من إعاقة، وتتوقف الإعاقة على العضو العاجز وتأثیره على نشاطات الشخص ( June, M. 2008,12 ).
وتعد الإعاقة من أهم المشکلات التی تواجه المجتمع وتهدد أمنه واستقراره، فهی مشکلة متعددة الجوانب والأبعاد، فلها أبعادها الصحیة والنفسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والتعلیمیة، التی تتداخل مع بعضها البعض، ولقد اهتمت المجتمعات بذوی الإعاقة ولاسیما فی عالمنا المعاصر فلقد ازدادت العنایة بالمعاقین سمعیاً وبصریاً، ومحاولة مساعدتهم للتخفیف من المعاناة التی هم فیها ومحاولة مسایرة ذویهم من الأفراد العادیین والوقوف على مشکلاتهم ومواجهة ضغوط الحیاة وإیجاد طرق للتواصل معهم.
واستعرضت مشکلة البحث اهتمام الدول والمنظمات بالإعاقة والمعاقین، وأشارت إلى أن فقدان حاستی السمع أو البصر یؤدی إلى السلوک غیر التکیفی الذی یتمثل فی ضعف التواصل مع الآخرین أو التعامل معهم بشکل إیجابی، ومن خلال عملها مع الطلاب بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع ومدرسة النور للمکفوفین، رصدت الباحثة صعوبة فی التواصل بین الطلاب ذوی الإعاقة السمعیة والطلاب ذوی الإعاقة البصریة وذلک أثناء الأنشطة الاجتماعیة المشترکة وأیضًا الزیارات المیدانیة بین المدرستین، الأمر الذی أوجب ضرورة البحث عن وسیلة ملائمة للتواصل بین المعاقین سمعیًا والمعاقین بصریًا، وبخاصة مع الأخذ بعین الاعتبار أن الوسائل التکنولوجیة الحدیثة التی تم ابتکارها للتواصل مع هاتین الفئتین باهظة التکلفة، ومن ثم کان لابد من التوصل إلى أسلوب تواصل حسی لا یفرض متطلبات مادیة إضافیة على الأسرة، وعلیه یمکن بلورة مشکلة الدراسة الحالیة فی التعرف على أثر الاستعانة بمدخل التواصل اللمسی لتنمیة بعض المهارات البینشخصیة لدى الطلاب ذوی الإعاقة السمعیة والبصریة بمدینة أسیوط.
أهداف البحث:
هدف البحث الحالی إلى:
أهمیة البحث:
تظهر أهمیة البحث الحالی فیما یلی:
مصطلحات البحث:
التکامل الحسی ویعرف إجرائیاً بأنه هو مصطلح یستخدم لوصف الأسلوب الذی یصنف به المخ و ینٌظم الأحساس المتعددة التی یسبقها، فهو یسٌمح بترکیب الأجزاء معاً لنکون صورة کلیة ویرٌبط المعنى بالإحساس من خلال مقارنتها بالخبرات السابقة ویحٌقق مستویات عالیةًٌ من التآزر الحرکی لذا یعٌد التکامل الحسی أساس الإدراک.
المهارات البینشخصیة وتعرف إجرائیاً بأنها عباره عن تبادل للمعلومات والآراء والتعبیر عن المشاعر وذلک عن طریق لفظی او غیر لفظی.
الإعاقة السمعیة وتعرف إجرائیاً بأنها خلل وظیفی فی عملیةٌ السمع نتیجٌة للأمراض أو لأی أسباب أخرى یمٌکن قیاسها عن طریقٌ أجهزة طبیةٌ، ولذلک فهی تعوق اکتساب اللغة بالطریقٌة العادیةٌ.
الإعاقة البصریة وتعرف إجرائیا بأنها هًی خلل وظیفی فی الرؤیة نتیجٌة للأمراض الوراثة أو اسباب عارضة یمکن قیاس القدرة على الابصار عن طر قٌ أجهزة طبیة حیث إن تلک الاعاقة تعوق عن رؤیة الفرد لما حولة وعدم قدرته على التواصل معهم .
عینة الدراسة:
مجموعة من طالبات مدرسة النور للمکفوفین بمدینة اسیوط ومدرسة الصم بنات بمدینة اسیوط وعدد الطالبات ثمانیة من کل مدرسة.
الأطار النظری للدراسة :
یعد التواصل أحد أهم العملیات الاجتماعیة التی یقوم بها الإنسان، فالتواصل هو عملیة نقل المعانی من فرد إلى آخر من خلال استخدام العلامات والرموز والقواعد شبه المفهومة بشکل متبادل. وقد تواجه بعض الفئات فی المجتمع صعوبة فی التواصل مع الآخرین کنتیجة للإصابة بإعاقة ما، وبالتالی فقد توالت الجهود البحثیة التی رکزت على تطویر حلول علمیة لتلک المشکلة، ولعل برامج التکامل الحسی هی أحد أبرز الاستراتیجیات العلاجیة التی تم تطویرها بهدف تنظیم حواس الفرد الذی یواجه صعوبة فی استیعاب المعلومات بطریقة صحیحة.
وقد ظهرت برامج التکامل الحسی لتقدیم حلول علمیة للأطفال الذین یعانون من مشکلات فی الاستیعاب والتواصل مع الآخرین؛ وهو ما أشار إلیه (رشا محمود، 2016،. 285) بأن برامج التکامل الحسی هی بمثابة برامج وقائیة تسهم فی حمایة الطلاب من الصعوبات التی قد تحدث لهم أثناء النمو، کما تساعد على التحکم فی الذات عاطفیاً وجسدیاً على حد السواء، وبالتالی یتطور لدیهم الثقة بالنفس وتکوین علاقات مع الأقران، فالتربیة الحسیة هی إعادة التعلم فی مجالات متعددة منها الصورة الجسمیة والفراغ والجاذبیة والزمن والنغمة العضلیة والتآزر، وهذه المجالات تهیئ الطفل المعاق لإدراک قیمة جسده واکتشاف ذاته ووعیه بنفسه وبالتالی اکتشافه للبیئة المحیطة به وتکوین علاقة مع الأشیاء المحیطة والتفاعل معها، ویسهم ذلک فی معرفته بالعالم والاتصال به.
ومن ثم فقد تطور مفهوم التواصل بمرور السنین وتنوعت أوجه دراسته والحلول العلمیة المستحدثة لمواجهة صعوبات التواصل؛ وهو ما أشار إلیه (منال أحمد، 2013،. 41) بأن التواصل بین الکائنات الحیة تطور على مدار إلى أن أصبح على ما هو علیه الآن لدى الإنسان، فالطفل بعد ولادته یتواصل مع أمه بإشارات وتعبیرات وحرکات وبواسطة الحواس الخمس، ثم یبدأ التواصل اللغوی بالتشکل تدریجیاً وبالاعتماد على التواصل الحسی اللمسی الذی یعد هو أساس التواصل بین الإنسان والواقع بکافة مجالاته. ویبقی التواصل الحسی هو الأساس فی کل تواصل مباشر مع الآخرین، ولهذا التواصل عناصره وأسسه وآلیاته والتی تقرر نتیجة هذا التواصل.
نظریة التکامل الحسی:
تناولت العدید من الأدبیات السابقة مفهوم التکامل الحسی، وفیما یلی استعراض موجز لأبرز تلک الأدبیات:
عرفت (نعمات عبد المجید، 2013،. 6) التکامل الحسی بأنه "هو عملیة تنظیم المدخلات (المثیرات) الداخلة للمخ من أجل استعمالها وإعطاء معنى للأشیاء".
هذا وعرف (محمد موسى وأنور عیسى، 2015،. 3) التکامل الحسی بأنه "هو استثارة الطفل بمدخلات حسیة (سمعیة، بصریة، لمسیة، شمیة، ذوقیة،...) بحسب حاجة الطفل للتخفیف من فرط حساسیة مثیر معین".
فی حین عرفت (رشا بدوی، 2016،. 291) التکامل الحسی بأنه "هو عملیة عصبیة لتنظیم المعلومات التی نحصل علیها من الحواس البعیدة والقریبة، وعندما یعالج المخ المعلومات الحسیة بشکل مناسب فإننا سوف نستجیب على نحو ملائم، وأنه آلیة التنظیم الحسی للإحساسات الواردة إلى الدماغ من خلال المستقبلات الحسیة المختلفة، وتقوم الدماغ بتصنیف وترتیب وتنظیم المعلومات وإضفاء معنى علیها لاستخدامها".
الخلفیة النظریة للتکامل الحسی:
تعتمد فلسفة نظریة التکامل الحسی على أن یقوم الجهاز العصبی بربط وتکامل جمیع الأحاسیس الصادرة من الجسم وتعمل الأحاسیس مع بعضها لتشکیل صورة مرکبة عن وجودنا فی الکون، ویحدث التکامل الحسی بصورة آلیة لاشعوریة، وبالتالی فإن أی خلل فی هذا التجانس یؤدی إلى أعراض ومشکلات، وحین تضطرب هذه العملیة یکون العلاج عن طریق العمل على توازن تلک الأحاسیس وتکیفها، ویعد تکیفها هو الرمز الأکثر أهمیة للتکامل الحسی واستجابة التکیف هی تحقیق الهدف (رشا محمود، 2016، 292).
کما تبحث نظریة التکامل الحسی فی تفسیر المشاکل الخاصة بالتعلم والسلوک والتی ترجع إلى تلف فی الجهاز العصبی المرکزی. وأول من وضع أسس نظریة التکامل الحسی العصبی هی المعالجة الوظیفیة الأمریکیة (جین آیرس) وقد أضافت إلى الحواس الخمس المعروفة لدینا حواساً خفیة أخرى، وهی الحاسة الدهلیزیة المرتبطة بالأذن الداخلیة والتی توفر معلومات عن الجاذبیة (الفراغ، التوازن، الحرکة) والأحاسیس العمیقة المستقبلة والمرتبطة بالعضلات والمفاصل (نسیبة عبد الحفیظ، 2017،. 88).
حیث تعمل هذه الحواس مع بعضها البعض لتشکیل صورة متکاملة عما نحن علیه جسدیاً، فالتنبیهات اللمسیة البصریة تثیر فی الطفل إحساسات عضلیة لمسیة بصریة تصل إلى المراکز العصبیة فی المخ، تترابط مع إحساسات الطفل السمعیة والشمیة والذوقیة التی تصل هی الأخرى إلى المخ. وعن طریق هذه الأخیرة یدرک الطفل معانی هذه الإحساسات، وهذا ما یعرف بالتکامل الحسی، حیث یعد هذا الأخیر غذاء للمخ.
مفهوم التواصل اللمسی:
تناولت العدید من الأدبیات السابقة مفهوم التواصل اللمسی وفیما یلی استعراض موجز لأبرز تلک الأدبیات:
یشیر "ونشمان وفورنی" (Wolfgang Wunschmann & David Fourney, 2005. 7) فی تعریفهما للتواصل اللمسی على أنه "شکل من أشکال التفاعل بین الأفراد من خلال الاعتماد على حاسة اللمس متضمنة فی ذلک توظیف عدد من العملیات العقلیة لفهم بعض الرسائل المشفرة التی تتضمنها عملیة توصیل الرسالة".
کما یمکن تعریف التواصل اللمسی على أنه "شکل من أشکال التواصل الذی یتم من خلال الاعتماد على حاسة اللمس. وتجدر الإشارة هنا إلى أمر على قدر کبیر من الأهمیة ألا وهو أن التواصل اللمسی یعد الشکل الأساسی للتواصل وبخاصة بین فئة الأطفال الرضع الذین یعتمدون على حاسة اللمس کشکل أساسی للتواصل، حیث تساعدهم حاسة اللمس فی هذه الحالة على تحسین مستویات الوعی بالبیئة من حولهم" (Konstantinos Vasilopoulos, 2010. 13).
ویعرف "توفیسوفا" (Tövišová, 2012. 38) التواصل اللمسی على أنه "المعنى الذی یرید الفرد إیصاله للآخرین من خلال اللمس، أو المعنى الذی یریده الآخرین توصیله للفرد بالاعتماد على حاسة اللمس".
کما یمکن تعریف التواصل اللمسی على أنه الاعتماد على حاسة اللمس فی عملیة الاتصال بین الأفراد (Jabulani Moyo, 2013,. 8). ویتفق التعریف السابق ذکره مع التعریف الذی أورده "توریک وهارجی" (Dennis Tourish & Owen Hargie, 2004. 11) واللذان عرف التواصل اللمسی على أنه استخدام اللمس والاتصال الجسدی مثل المصافحات والعناق أثناء عملیة الاتصال.
أهداف التواصل اللمسی:
یتمثل الهدف الرئیسی لحاسة اللمس فی کفل القدرة للأفراد بوجه عام والمعاقین على نحو خاص من أجل التواصل والتعلم والإدراک الحسی والمعرفی، وهو ما أشار إلیه (حمزة الجبالی، 2016، 30) حینما أکد على أن الإدراک اللمسی یطور الوعی والانتباه للمثیر الحسی تبعاً لطبیعته، فالفرد یستوعب شکل الشیء الملموس عندما تمسک یداه به، والهدف من ذلک هو مساعدة الفرد على اکتشاف وتمییز العناصر، ویعتبر ذلک تمهیداً لتعلیم ذوی الإعاقة مهارات التواصل وتعلم القراءة والکتابة، فمعرفة الفرد للأشیاء عن طریق اللمس تعد مهارة معقدة ترتبط بالناحیة التجریدیة من الإدراک المعرفی، حیث یحتاج الفرد فیها إلی الإلمام بالأشیاء إلی مستوى من الإدراک اللمسی مقارباً لمستوى الإدراک اللمسی للأفراد العادیین.
المهارات البینشخصیة:
تناولت الأدبیات السابقة مجال المهارات البشریة بشکل مکثف ورکزت بعض تلک الأدبیات على أحد أنواع المهارات بشکل محدد وهی المهارات الاجتماعیة أو ما یعرف باسم المهارات البینشخصیة؛ وهو ما أشار إلیه (عزیزة عنو، 2013، 219) بأن موضوع العلاقات البینشخصیة من أکثر الجوانب أهمیة فی التفاعل الإنسانی وفی تماسک الجماعة والمجتمع على حد سواء، ولاشک أن العلاقات البینشخصیة تأتی فی مقدمة المجالات البحثیة والتنظیریة التی یتعین الاهتمام بها من جانب الباحثین فی عدید من میادین علم النفس نظراً لما یمکن أن تؤدی إلیه أو یترتب علیها من نتائج وآثار تسهم فی أن یعیش الإنسان حیاة مثمرة ومشبعة یشعر فیها بأهلیته. الأمر الذی ینعکس إیجابیاً على صحته النفسیة، مما یؤدی إلى حسن استثمار ما لدیه من قدرات وإمکانات خلاقة، وبالتالی یمکن القول بأن العلاقات الوثیقة والمتبادلة بین الأشخاص بما تتضمنه من مشاعر ونشاطات وأفکار تکون ذات تأثیر قوی وملموس لکل من طرفیها.
مفهوم المهارات البینشخصیة:
تناولت العدید من الأدبیات السابقة مفهوم المهارات البینشخصیة، وفیما یلی استعراض موجز لأبرز تلک الأدبیات:
عرف "برکات" (N. G Barakat, 2007, 152) المهارات البینشخصیة أنها المهارات الأساسیة المتضمنة فی التعامل مع والارتباط بالأشخاص الآخرین على أساس المواجهة المباشرة بشکل کبیر.
وعرفت (نوال محمد، 2009، 56) مفهوم المهارات البینشخصیة بأنها "هی العلاقات الشخصیة فی العمل التی ترکز على إشباع حاجات الفرد وإثارة دوافعه للعمل، فهی علاقات إنسانیة محورها الإنسان تسعى لتحقیق الأهداف التنظیمیة".
خصائص الصم والمکفوفین منخفضی المهارات البینشخصیة:
تتمثل خصائص الصم والمکفوفین فی عدم امتلاکهم للمهارات التفاعلیة والاجتماعیة والتعلیمیة، وهو ما أشار إلیه کابروسو (Nicholas Caporusso, 2008, 1) حینما أکد على أن الأفراد الصم والمکفوفین یتسموا بعدد من الخصائص التی تتمثل فی انعزالهم حسیاً عن العالم الخارجی، بسبب وجود إعاقة لدیهم سمعیاً أو بصریاً ، لذا فإن خصائصهم التفاعلیة تتسم بالاضمحلال والتضاؤل داخل السیاقات الاجتماعیة، بالإضافة إلى تأثیر تلک الإعاقة على نشاطات حیاتهم الیومیة الجسدیة من ناحیة، والتفاعلیة من ناحیة أخرى.
هذا ویتسم الأفراد الصم والمکفوفین بضعف قدرتهم على تنمیة اللغة الخاصة بهم، وکذلک تبنیهم لمعدلات ضئیلة من الاستقلالیة والاعتماد على النفس، وهو ما أشار إلیه وولسی (Wolsey, 2017, 2067) حینما أکد على أن الصم والمکفوفین یتسموا بتعرضهم للعدید من المعوقات والتحدیات التی تشتمل على ضعف فی التواصل مع الآخرین، وعدم القدرة على تکوین وتطویر اللغات وتنمیتها على النحو المطلوب، وافتقارهم لإمکانیة الوصول إلى المعلومات المختلفة، وتبدد خِصال الاعتماد على الذات والاستقلال بالنفس، بالإضافة إلى اضمحلال القدرة على الحرکة والتنقل من مکان إلى آخر فی المجتمع.
هذا وتتمثل خصائص الأفراد الصم والمکفوفین فی عدم قدرتهم على تکوین المهارات البینشخصیة التی تتضمن التفاعل الاجتماعی وتکوین القدرة على التواصل اللغوی، وهو ما أشار إلیه نورز وفیرفلود ودین بوم (H. Knoors, M.P.J. Vervloed, & Hoevenaars-Van den Boom, 2009, 550) حینما أکد على أن الأشخاص الصم والمکفوفین یتسمون بعدة خصائص یمکن تناولها على النحو التالی:
تعلیق على الدراسات السابقة:
من خلال عرض الدراسات السابقة التی أجریت فی هذا الموضوع استعرض الباحث عدداً من الدراسات العربیة والأجنبیة ورغم أن هذه الدراسات أجریت فی بیئات، وأنظمة تعلیمیة مختلفة إلا أنها مشابهة لمجتمع دراسة الباحث - خاصة الدراسات العربیة - ومن خلال تحلیل الدراسات السابقة ثم رصد أوجه الشبه، وأوجه الاختلاف بین البحث الحالی، والدراسات السابقة، وتمیز البحث الحالی عن الدراسات السابقة، وأوجه استفادة البحث الحالی من الدراسات السابقة؛ والتی کان لها أثر فی بناء الدراسة الحالیة.
أولاً: أوجه الشبه بین البحث الحالی والدراسات السابقة:
- اتفق البحث الحالی فی هدفه وهو تناول إستراتیجیة التواصل اللمسی لذوی الإعاقة السمعیة والبصریة مع العدید من الدراسات السابقة مثل: دراسة "دامییر وآخرین" (Jesper Dammeyer et al., 2015)، ودراسة (حنان هایل، 2016)، ودراسة "لارسین" (Larsen, 2016)، ودراسة "کاریرا وآخرین" (Albano Carrera et al., 2017)، ودراسة (شاهیناز محمد ویارا إبراهیم وحنان عثمان، 2017)، دراسة "جونج وآخرین (Jaehong Jung et al., 2018)، دراسة "میسش" (Johanna Mesch, 2013)، دراسة "أوبرتینوفا" (Souzana Obretenova et al., 2010).
- واتفق البحث الحالی فی هدفه وهو تناول المهارات البینشخصیة لذوی الإعاقة السمعیة والبصریة مع العدید من الدراسات السابقة مثل: دراسة (نادر أحمد، 2005)، ودراسة (انتصار حجازی، 2008)، ودراسة "بروس وآخرین" (Susan M. Bruce et al., 2016)، ودراسة (خالد سعد، 2016)، ودراسة (ماریان میلاد، 2017)، ودراسة "یفنیک وأولغا" (Klopota Yevheniі & Klopota Olga, 2017)، ودراسة "إدریسوبادزیس" (Rabiu Garba & Mastura Badzis, 2017)، ودراسة "الینکار وجاسبارتو" (Alencar & Gasparetto, 2019)، ودراسة "فیغیریدو وآخرین" (Marilia Zannon et al., 2013).
- یتمیز البحث الحالی بأنه تناول أثر استخدام استراتیجیة التواصل اللمسی لتنمیة بعض المهارات البینشخصیة لدى الطلاب ذوی الإعاقة السمعیةٌ والبصریة وهو ما یمیز البحث الحالی ویسلط الضوء نحو إجراء المزید من الدراسات العربیة والأجنبیة حول هذا الموضوع، نظراً لقلة الدراسات العربیة والأجنبیة التی تستهدف هذا الموضوع الهام.
تعقیب على الدراسات السابقة:
استفادت الباحثة منالدراساتالسابقةفیعدةأمورمنأهمها:
- عرض الإطار النظری وفی المراجع المستخدمة.
- تدعیم الإطار النظری بنتائج دراسات وأبحاث حول أثر استخدام استراتیجیة التواصل اللمسی لتنمیة بعض المهارات البینشخصیة لدى الطلاب ذوی الإعاقة السمعیةٌ والبصریة.
- بناء مشکلة البحث من خلال اطلاع الباحثة على العدید من الدراسات المشابهة للدراسات السابقة بشکل ملائم.
- اختیار منهج البحث وبناء أداة البحث.
فروض الدراسة:
1. توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیا بین رتب درجات الطلاب ذوى الاعاقة السمعیة وطلاب الاعاقة البصریة فی کلا من التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة.
2. توجد فروق ذات دلاله إحصائیة بین رتب متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین سمعیاً".
3. توجد فروق ذات دلاله إحصائیة بین رتب متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین بصریاً"
عینة الدراسة:
مجموعة من طالبات مدرسة النور للمکفوفین بمدینة اسیوط ومدرسة الصم بنات بمدینة اسیوط وعدد الطالبات ثمانیة من کل مدرسة.
أدوات الدراسة:
تتمثل أدوات الدراسة فیما یلی:
1. استمارة جمع البیانات والمتابعة النفسیة عن العینة (إعداد التوجیه النفسی التابع لإدارة التربیة الخاصة بوزارة التربیة والتعلیم بأسیوط) وقد تم جمع هذه البیانات بمساعدة الاخصائیات النفسیین بالمدرستین وذلک لفحص الحالة والتاریخ التعلیمی والحالیة الصحیة ونسبة الذکاء والتاریخ التطوری للنمو والتأکد من خلو الحالات من الأمراض والاضطرابات السلوکیة والانفعالیة .
2. مقیاس ذکاء ستانفورد بنیة لقیاس الذکاء للطالبات.
3. استمارة استبیان للطلاب ذوی الإعاقة السمعیة، واستمارة استبیان للطلاب ذوی الإعاقة البصریة والغرض منها الوقوف على مدى عمق المشکلة فی فقدان التواصل بین الفئتین لتحدید العینة.
4. مقیاس التواصل اللمسی وتنمیة بعض المهارات البینشخصیة للصم والمکفوفین (إعداد الباحثة).
5. برنامج التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة بین الفئتین (إعداد الباحثة).
نتائج الدراسة:
لتحقیق أهداف الدراسة وفی ضوء منهج وعینة الدراسة وعلى ضوء ما أسفرت عنه المعالجات الإحصائیة، تعرض الصفحات القادمة ما تم من نتائج تقوم الباحثة بعرضها على النحو التالی:
الفرض الأول:
للتحقق من صحة الفرض الذی ینص على أنه " توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیا بین رتب درجات الطلاب ذوى الاعاقة السمعیة وطلاب الاعاقة البصریة فی کلا من التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة". تم استخدام معامل ارتباط سبیرمان للعینات اللابارامتریة من خلال البرنامج الإحصائی Spss، وجدول (1) یوضح ذلک.
جدول(1)
معاملات ارتباط سبیرمان بین رتب درجات الطلاب ذوى الاعاقة السمعیة
وطلاب الاعاقة البصریة فی کلا من التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة
|
الطلاب |
الإعاقة البصریة |
||||
|
الإعاقة السمعیة |
الأبعاد |
التواصل اللمسی |
المهارات البینشخصیة |
التعرف على حرکة الاصبع |
المجموع |
|
التواصل اللمسی |
0.568** |
0.677** |
0.834** |
0.720** |
|
|
المهارات البینشخصیة |
0.678** |
0.678** |
0.712** |
0.689** |
|
|
المجموع |
0.689** |
0.698** |
0.789** |
0.652** |
|
یتضح من جدول (1) أن هناک علاقة ذات إحصائیة بین درجات الطلاب ذوی الاعاقة السمعیة وذوى الاعاقة البصریة فی کلا من بعد التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة عند مستوى دلالة 0.01، وذلک بعد تطبیق البرنامج مقارنة بدرجاتهم قبل تطبیق البرنامج مما یؤکد فعالیة استراتیجیة التواصل اللمسی المستخدمة للتواصل بین الطرفین وبهذه النتیجة یتم قبول الفرض الأول.
الفرض الثانی:
للتحقق من صحة الفرض الذی ینص على أنه " توجد فروق ذات دلاله احصائیه بین رتب متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین سمعیاً" تم استخدام اختبار ویلکوکسون للعینات اللابارامتریة للأزواج المرتبطة من خلال البرنامج الإحصائی Spss، وجدول (2) یوضح ذلک.
جدول(2)
المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری ومتوسط
الرتب ومستوى الدلالة للفروق بین درجات القیاسین القبلی والبعدی على
مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین سمعیاً
|
المهارات |
القیاس القبلی |
القیاس البعدی |
الرتب |
قیمة (z) |
حجم التأثیر |
مستوى الدلالة |
|||||
|
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
العدد |
متوسط الموجبة |
العدد |
متوسط السالبة |
||||
|
التواصل اللمسی |
18.25 |
1.18 |
51.25 |
1.43 |
1 |
1.00 |
7 |
4.25 |
2.56 |
0.907 |
0.05 |
|
المهارات البینشخصیة |
26.88 |
2.80 |
38.13 |
2.32 |
2 |
2.25 |
6 |
3.78 |
2.45 |
0.866 |
0.05 |
|
المجموع |
45.13 |
3.09 |
86.00 |
3.72 |
1 |
1.00 |
7 |
4.45 |
2.62 |
0.926 |
0.05 |
یتضح من جدول (2) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین رتب متوسطی درجات الطلاب عینة الدراسة فی القیاسین القبلی والبعدی لمقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین سمعیاً، وذلک عند مستوى دلالة 0.05، لصالح رتب متوسط القیاس البعدی،، ویتراوح حجم الاثر لأبعاد ومجموع مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین سمعیاً بین 0.866 و 0.926 وهی قیم کبیرة تؤکد على تأثیر استخدام استراتیجیة التواصل اللمسی لتنمیة بعض المهارات البینشخصیة لدى الطلاب ذوی الإعاقة السمعیة بمدینة أسیوط.
الفرض الثالث:
للتحقق من صحة الفرض الذی ینص على أنه " توجد فروق ذات دلاله احصائیه بین رتب متوسطات درجات القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین بصریاً". تم استخدام اختبار ویلکوکسون للعینات اللابارامتریة للأزواج المرتبطة من خلال البرنامج الإحصائی Spss، وجدول (3) یوضح ذلک.
جدول(3)
المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری ومتوسط
الرتب ومستوى الدلالة للفروق بین درجات القیاسین القبلی والبعدی على
مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین بصریاً
|
المهارات |
القیاس القبلی |
القیاس البعدی |
الرتب |
قیمة (z) |
حجم التأثیر |
مستوى الدلالة |
|||||
|
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
العدد |
متوسط الموجبة |
العدد |
متوسط السالبة |
||||
|
التواصل اللمسی |
13.63 |
1.89 |
23.75 |
1.08 |
1 |
1.00 |
7 |
4.36 |
2.61 |
0.922 |
0.05 |
|
المهارات البینشخصیة |
16.88 |
1.90 |
24.38 |
1.01 |
2 |
2.31 |
6 |
3.92 |
2.51 |
0.887 |
0.05 |
|
التعرف على حرکة الاصبع |
21.75 |
1.87 |
43.00 |
1.25 |
1 |
1.00 |
7 |
4.53 |
2.67 |
0.943 |
0.05 |
|
المجموع |
51.00 |
3.21 |
91.13 |
3.91 |
1 |
1.00 |
7 |
4.61 |
2.69 |
0.951 |
0.05 |
یتضح من جدول (3) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین رتب متوسطی درجات الطلاب عینة الدراسة فی القیاسین القبلی والبعدی لمقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین بصریاً، وذلک عند مستوى دلالة 0.05، لصالح رتب متوسط القیاس البعدی، یتراوح حجم الاثر لأبعاد ومجموع مقیاس مهارات التواصل اللمسی والمهارات البینشخصیة للطلاب المعاقین بصریاً بین 0.887 و 0.951 وهی قیم کبیرة تؤکد على تأثیر استخدام استراتیجیة التواصل اللمسی لتنمیة بعض المهارات البینشخصیة لدى الطلاب ذوی الإعاقة البصریة بمدینة أسیوط.
توصیات البحث: