همام حسن عمر حسكي, محمد, زارع أحمد زارع, أحمد, عبد المحسن الحديبي, مصطفى. (2022). مهارات التواصـل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد " دراسة حالة ". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 5.2022(2), 77-102. doi: 10.21608/dapt.2022.285241
محمد همام حسن عمر حسكي; أحمد زارع أحمد زارع; مصطفى عبد المحسن الحديبي. "مهارات التواصـل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد " دراسة حالة "". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 5.2022, 2, 2022, 77-102. doi: 10.21608/dapt.2022.285241
همام حسن عمر حسكي, محمد, زارع أحمد زارع, أحمد, عبد المحسن الحديبي, مصطفى. (2022). 'مهارات التواصـل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد " دراسة حالة "', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 5.2022(2), pp. 77-102. doi: 10.21608/dapt.2022.285241
همام حسن عمر حسكي, محمد, زارع أحمد زارع, أحمد, عبد المحسن الحديبي, مصطفى. مهارات التواصـل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد " دراسة حالة ". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2022; 5.2022(2): 77-102. doi: 10.21608/dapt.2022.285241
مهارات التواصـل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد " دراسة حالة "
يمثل اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية المعقدة والمتداخلة التي تظهر في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وتستمر مدى الحياة، حيث يُظهر معظم الأطفال ذوي طيف التوحد علامات تدل على ذلك الاضطراب خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويؤثر اضطراب طيف التوحد بالسلب على جميع مظاهر النمو، منها : مظاهر النمو الاجتماعي، بالإضافة إلى شدة وغرابة سلوكه غير التكيفي؛ كونه حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها الخلل في التواصل بصفة عامة ، ومهارات التواصل البصري وغير اللفظي بصفة خاصة الذي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين ويُعد الخلل بالتواصل Communication Disorders عجزاً أساسياً في اضطراب طيف التوحد ، ويُعد من أبرز المشكلات الرئيسة التي يعاني منها ذوي اضطراب طيف التوحد ، ومن أبرز معايير التشخيص الأساسية له (Volkmar et al.,2005)، حيث يُظهر ذوو طيف التوحد (ASDs) عجزاً فى التواصل اللفظي وغير اللفظي، يؤدى هذا العجز إلى افتقار أطفال طيف التوحد لمهارات التفاعل والتواصل مع المحيطين ( حسام الدين جابر السيد أحمد ، شاديه أحمد عبد الخالق ، 2018) ، هذا بالإضافة إلى ما أشار إليه يزيد عبد المهدي الغصاونة، وائل محمد الشرمان (2013) بأن الخلل في التواصل يجعل اضطراب طيف التوحد يُشخص تشخيصاً تمييزاً عن الاضطرابات الأخرى إذا ظهرت أعراضها دون سن الثالثة من العمر؛ كون التواصل سلوكاً محورياً في حياة طفل طيف التوحد، تتشكل من خلاله العلاقات الاجتماعية، وقد يزد الأمر على ذلك، حيث أوضح عبد الرحمن سيد سليمان (2001) أن طفل طيف التوحد هو الطفل الذي فقد التواصل مع الآخرين، أو لم يحقق هذا التواصل .
Autism Spectrum Disorder is one of the complex and overlapping developmental disorders that appear at an early stage of a child's lifelong life, with most autistic children showing signs of it during the first three years of life, and autism spectrum disorder negatively affects all aspects of growth, including: manifestations of social development, as well as the severity and strangeness of his non-adaptive behavior, as it is characterized by a series of symptoms that are dominated by communication imbalances in general, visual and non-communication skills. Verbal in particular, which prevents it from constructive social interaction with the surroundings and communication disorders is a major deficit in autism spectrum disorder, and is one of the main problems suffered by people with autism spectrum disorder, and one of the most prominent basic diagnostic criteria (Volkmar et al., 2005), where autistic people (ASDs) show a lack ofverbal and non-verbal communication, this leads to Disability to the lack of skills of autistic spectrum children to interact andcommunicate with the surroundings (Hussam al-Din Jaber Al Sayed Ahmed, Shadia Ahmed Abdul Khaleq, 2018), in addition to what Yazid Abdul Mahdi Al-Ghasawneh and Wael Mohammed Al-Sharman (2013) pointed out that communication imbalance makes autism spectrum disorder diagnoses distinguishing from other disorders if their symptoms appear under the age of three; Social, and this may be more than that, where Abdul Rahman Sayed Suleiman (2001) explained that the child of the autism spectrum is a child who has lost or failed to communicate with others.
يمثل اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية المعقدة والمتداخلة التي تظهر في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وتستمر مدى الحياة، حيث يُظهر معظم الأطفال ذوي طيف التوحد علامات تدل على ذلك الاضطراب خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويؤثر اضطراب طيف التوحد بالسلب على جميع مظاهر النمو، منها : مظاهر النمو الاجتماعي، بالإضافة إلى شدة وغرابة سلوكه غير التكيفي؛ كونه حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها الخلل في التواصل بصفة عامة ، ومهارات التواصل البصري وغير اللفظي بصفة خاصة الذي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين ويُعد الخلل بالتواصل Communication Disorders عجزاً أساسياً في اضطراب طيف التوحد ، ويُعد من أبرز المشكلات الرئيسة التي يعاني منها ذوي اضطراب طيف التوحد ، ومن أبرز معايير التشخيص الأساسية له (Volkmar et al.,2005)، حيث يُظهر ذوو طيف التوحد (ASDs) عجزاً فى التواصل اللفظي وغير اللفظي، يؤدى هذا العجز إلى افتقار أطفال طيف التوحد لمهارات التفاعل والتواصل مع المحيطين ( حسام الدين جابر السيد أحمد ، شاديه أحمد عبد الخالق ، 2018) ، هذا بالإضافة إلى ما أشار إليه يزيد عبد المهدي الغصاونة، وائل محمد الشرمان (2013) بأن الخلل في التواصل يجعل اضطراب طيف التوحد يُشخص تشخيصاً تمييزاً عن الاضطرابات الأخرى إذا ظهرت أعراضها دون سن الثالثة من العمر؛ كون التواصل سلوكاً محورياً في حياة طفل طيف التوحد، تتشكل من خلاله العلاقات الاجتماعية، وقد يزد الأمر على ذلك، حيث أوضح عبد الرحمن سيد سليمان (2001) أن طفل طيف التوحد هو الطفل الذي فقد التواصل مع الآخرين، أو لم يحقق هذا التواصل .
الكلمات المفتاحية:
مهارات التواصـل البصري، طيف التوحد، دراسة حالة
summary:
Autism Spectrum Disorder is one of the complex and overlapping developmental disorders that appear at an early stage of a child's lifelong life, with most autistic children showing signs of it during the first three years of life, and autism spectrum disorder negatively affects all aspects of growth, including: manifestations of social development, as well as the severity and strangeness of his non-adaptive behavior, as it is characterized by a series of symptoms that are dominated by communication imbalances in general, visual and non-communication skills. Verbal in particular, which prevents it from constructive social interaction with the surroundings and communication disorders is a major deficit in autism spectrum disorder, and is one of the main problems suffered by people with autism spectrum disorder, and one of the most prominent basic diagnostic criteria (Volkmar et al., 2005), where autistic people (ASDs) show a lack ofverbal and non-verbal communication, this leads to Disability to the lack of skills of autistic spectrum children to interact andcommunicate with the surroundings (Hussam al-Din Jaber Al Sayed Ahmed, Shadia Ahmed Abdul Khaleq, 2018), in addition to what Yazid Abdul Mahdi Al-Ghasawneh and Wael Mohammed Al-Sharman (2013) pointed out that communication imbalance makes autism spectrum disorder diagnoses distinguishing from other disorders if their symptoms appear under the age of three; Social, and this may be more than that, where Abdul Rahman Sayed Suleiman (2001) explained that the child of the autism spectrum is a child who has lost or failed to communicate with others.
Keywords:
Visual communication skills, autism spectrum, case study
مقدمـة الدراسة :
يمثل اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية المعقدة والمتداخلة التي تظهر في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وتستمر مدى الحياة، حيث يُظهر معظم الأطفال ذوي طيف التوحد علامات تدل على ذلك الاضطراب خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويؤثر اضطراب طيف التوحد بالسلب على جميع مظاهر النمو، منها : مظاهر النمو الاجتماعي، بالإضافة إلى شدة وغرابة سلوكه غير التكيفي؛ كونه حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها الخلل في التواصل بصفة عامة ، ومهارات التواصل البصري وغير اللفظي بصفة خاصة الذي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي البناء مع المحيطين .
ويُعد الخلل بالتواصل Communication Disorders عجزاً أساسياً في اضطراب طيف التوحد ، ويُعد من أبرز المشكلات الرئيسة التي يعاني منها ذوي اضطراب طيف التوحد ، ومن أبرز معايير التشخيص الأساسية له (Volkmar et al.,2005)، حيث يُظهر ذوو طيف التوحد (ASDs) عجزاً فى التواصل اللفظي وغير اللفظي، يؤدى هذا العجز إلى افتقار أطفال طيف التوحد لمهارات التفاعل والتواصل مع المحيطين ( حسام الدين جابر السيد أحمد ، شاديه أحمد عبد الخالق ، 2018) ، هذا بالإضافة إلى ما أشار إليه يزيد عبد المهدي الغصاونة، وائل محمد الشرمان (2013) بأن الخلل في التواصل يجعل اضطراب طيف التوحد يُشخص تشخيصاً تمييزاً عن الاضطرابات الأخرى إذا ظهرت أعراضها دون سن الثالثة من العمر؛ كون التواصل سلوكاً محورياً في حياة طفل طيف التوحد، تتشكل من خلاله العلاقات الاجتماعية، وقد يزد الأمر على ذلك، حيث أوضح عبد الرحمن سيد سليمان (2001) أن طفل طيف التوحد هو الطفل الذي فقد التواصل مع الآخرين، أو لم يحقق هذا التواصل .
ويتسق ذلك مع ما أوضحه Osborne & Reed (2008) بأن تجنب التواصل بالعينين أحد المشكلات التي يواجهها والدي أطفال طيف التوحد ، وتحول دون تحقيق التفاعل الاجتماعي الفعال بين أطفال طيف التوحد والمحيطين، وما أشارت إليه نتائج دراسة Carpenturi & Morgan (1996) بأن أطفال طيف التوحد يعانون من قصور في التواصل البصري بالعينين ، والتواصل مع الأخرين مقارنة بالأطفال ذوي الإعاقة العقلية ، ومع ما أوضحه Rutter (1998 , 451) أن من السمات الأساسية التي تظهر على أطفال اضطراب طيف التوحد في نهاية العام الثاني من العمر: الخلل في مهارات التواصل ، والتي تلاحظ في عدم التواصل بالعين " التواصل البصري " Eye Contact.
ويؤدي العجز فى التواصل إلى ارتفاع مستويات السلوكيات المضطربة (Rutter, 2008)، ويتسق ذلك مع ما أشار إليه (Koegel et al., (2006 بأن مشاكل أطفال طيف التوحد في التفاعل الاجتماعي تظهر في تجنب التفاعل الاجتماعي، أو استخدام أنماط غير مناسبة من التواصل، وعلى هذا النحو فإن ضعف التواصل يؤثر على قدرة أطفال طيف التوحد في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
ومما يزيد من أهمية التركيز على تحسين التواصل البصري لذوي اضطراب طيف التوحد، ما ظهر بالدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الخامسةDSM-5 (APA ,2013) من دمج ثالوث الأعراض إلى ثنائي الأعراض، وهما : صعوبات فى التواصل والتفاعل الاجتماعي ، والأنشطة والاهتمامات والسلوكيات المقيدة التكرارية ، هذا بالإضافة إلى ما أوضحه Donna et al., (2008) بأن القدرة على التواصل البصرى تُعد أحد العناصر المبكرة لتطور الانتباه المشترك (JA)؛ وتتطلب القدرة على تتبع النظرة من الطفل أن يكون قادراً على الانتباه لكل الأشياء الموجودة فى المجال, وهذه المهارة تنقل الطفل من التفاعلات الثنائية (الطفل – الآخر) إلى التفاعلات الثلاثية (طفل - شيء - الآخر) ، ويتسق ذلك مع ما أشار إليه عادل عبد الله محمد (2011 ، 65) بأن أطفال طيف التوحد يواجهون مشكلات في التواصل بدقة وكفاءة مع الأخرين ، والقدرة على تحقيق التفاعل الاجتماعي يتطلب معالجة معرفية متقدمة للإشارات والرموز على المستوى الاجتماعي وتفسيرها ، والاستجابة لها بصورة مناسبة في ضوء السياق الاجتماعي ، ويرتبط ذلك بالقدرة على الانتباه المشترك .
ويشغل ذوو اضطراب طيف التوحد (ASDs) Autism Spectrum Disorders اهتمام المختصين في التربية الخاصة والقائمين برعـايتهم وتعليمهم؛ وقد ركزت الدراسات على تدريب والدى أطفال طيف التوحد على تعلم التدخلات التى تكسب أطفالهم مهارات التواصل (Koegel & Schreibman , 1996)، حيث يتم الاهتمام بتدريب الوالدين لتعليم أطفال طيف التوحد مهارات التواصل الاجتماعي غير اللفظية فى وقت مبكر من (Mahoney & Perales , 2003)، نظراً لوجود علاقة بين المهارات غير اللفظية والاتصالات الاجتماعية، وخاصة تحسين اللغة في وقت لاحق Schertz,2005)) ، حيث يكون للوالدين دوراً رئيساً في تطور التواصل غير اللفظي (McElreath & Eisenstad , 1994)، ونجاح العديد من التدخلات العلاجية الداعمة لمشاركة آباء وأمهات أطفال طيف التوحد في تحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي (Tonge et al., 2006).
كما تشير بعض الدراسات إلى أن الطفل التوحدي يبدو وكـأن حواسه أصبحت عاجزة عن نقل أي مثير خارجي إلى جهازه العصبي فيبدو وكأنه لم يرى أو يسمع أو يتذوق أي شيء ، حيث يبدو الطفل وكأنه أصماً أو يُظهر صمتاً متعمداً ( مصطفى عبد المحسن الحديبي وأخرون ، 2020) ، وهذا ما يعزز تناول بعض الدراسات الإدراك البصري على أنه كفاءة او قدرة الفرد على التعامل مع المعلومات أو المثيرات بطريقة بصرية ويرى مؤيدو هذه المدرسة ان هناك فروق إدراكية بين الافراد في التوظيف المعرفي للإدراك البصري وتعتبر فروقا من الدرجة اكثر منها (هشام محمد الخولي،2020) ؛ كون الإدراك Perception العملية التي تقوم عن طريقها تنظيم أنماط المنبهات وتفسيرها وإكسابها معنى . ويستخدم هذا المصطلح في علم النفس ويشير إلى المعرفة المباشر للعالم ولأجسامنا وذلك نتيجة الإشارات العصبية التي تأتينا من أعضاء الحس (العينين – الاذنين – الانف – اللسان – الجلد ) فضلا عن أعضاء التوازن في الآذن الداخلية (أحمد محمد عبد الخالق وعبدالفتاح دويدار ، 1999) ، ويتسق ذلك مع ما أوضحته نتائج بعض الدراسات إلى أن ما يربوا على 90% من معلوماتنا عن العالم الخارجي يأتينا عن طريق حاسة الإبصار لذا فلا غرابة أن قدرا كبيرا من الاهتمام يركز على دراسة هذه الحاسة ( ب . م . فوس ، ترجمة : فؤاد أبو حطب، 1982) .
إن المستقرئ لما سبق يتضح له مدى أهمية الإدراك البصري في فهم وتفسير المثيرات من العالم الخارجي وهذا ما يفتقر إليه طفل اضطراب طيف التوحد ، وهذا ما حدا بالباحثين إلى محاولة الكشف عن مهارات التواصل البصري لدى أطفال اضطراب طيف التوحد ، وهذا ما قد يتضح ويتبلور في مشكلة الدراسة .
مشكلة الدراسة :
أوصت نتائج عدد من الدراسات ذات الصلة بضرورة الاهتمام بفئة أطفال اضطراب طيف التوحد في مراحل مبكرة من العمر بتقديم برامج تدريبية لتحسين استجابات التواصل بصفة عامة ، والتواصل البصري بصفة خاصة ، حيث أوصت نتائج بعض الدراسات بإجراء بعض الدراسات البحثية في تحسين مهارات التواصل لدى أطفال طيف التوحد ( رانده موسى المومني،2011), وتقديم برنامج لتنمية مهارات التواصل لدى الاطفال التوحدين (عادل عبد الله،2000), وإكساب أطفال التوحد بعض مهارات السلوك الاجتماعي كمهارات التواصل البصري (هاله فؤاد كمال الدين، 2001 ؛ ومصطفى عبد المحسن الحديبي، 2020) ، وتحسين مهارات لتقليد, والمبادأة ( ياسمين محمد مصبح ، 2019) ، والتنبؤات الاستكشافية للعلاقات بين خمس أنواع من السلوكيات ومهارات التنمية ذات الصلة باللغة عند صغار أطفال التوحد (Bopp et al ., 2009) ، إضافة إلى ما تم استقراؤه بالأطُر التنظيرية والأدبيات البحثية حول أهمية الادراك البصري الذي يعرف بأنه كفاءة أو قدرة الفرد على التعامل مع المعلومات أو المثيرات بطريقة بصرية.
ويُظهر أطفال اضطراب نمطاً مضطرباً من تطور الاتصال يتضمن خللا في استخدام الأشكال غير اللفظية للتواصل وفهمها، إضافة إلى أنهم يظهرون بأنهم أقل استخداما للتواصل البصري، وبإظهار الأشياء أو الدلالة عليها، وفي توزيع انتباههم بين الأشخاص والمثيرات التي يتعاملون معها (Stone et al., 1997) ، حيث لا يفهمون أساليب التواصل غير المباشر كلغة الجسد، ونغمة الصوت وتعبيرات الوجه، وقد يرجع ذلك لأنهم يجدون صعوبة في تفسير الرسائل غير اللفظية (Olney , 2002).
ويتسق ذلك مع ما أشار إليه Simons & Oishi (1987) بأنه يلاحظ الوالدين أن أطفالهم ذوي اضطراب طيف التوحد ليس لديهم القدرة على التواصل عن طريق العين، ولا يظهرون رد فعل ملائم للإشارات اللفظية أو غير اللفظية، مثل: تعبيرات الوجه، ولا يظهرون استجابات انفعالية ملائمة، مثل البكاء ، أو الابتسامة ، أو الضحك، حيث يفتقرون القدرة على تمييز أنفسهم كأعضاء فى الأسرة ثم فى المجتمع ، وما أوضحه Brasnan et al ., (2004)، Mines et al ., (2010) بأن بروفيل طيف التوحد يمثل زملة أعراض تظهر في صعوبة عامة في التفاعل الاجتماعي ، والتواصل، والتخيل والاهتمامات النمطية التكرارية التي تحل محل اللعب الإبداعي Creative Play ، وفي هذا السياق أوضح Ivey et al ., (2004) أن طيف التوحد اضطراب يتم تشخيصه على المستوى السلوكي بناءً على الإعاقات التي تصيب الطفل في التواصل والمشاركة الاجتماعية والتخيل .
ويعد اكتساب مهارات التواصل بصفة عامة ، والتواصل البصري بصفة خاصة الهدف الأول والأساسي الذي تبنى عليه معظم البرامج التي تتناول رعاية وتأهيل أطفال طيف التوحد ؛ كون القصور في هذا الجانب هو الملمح الرئيس الذي يتصف به أطفال طيف التوحد باعتبارهم مجموعة من الأطفال يغلب عليهم البعد عن إقامة العلاقة والتفاعل الاجتماعي بالمحيطين لاسيما الوالدين والأخوة والأقران ، فمعظم أطفال طيف التوحد قليلو التواصل البصري ، ويوصفون بأنهم مفتقرون لمهارات التواصل البصري مع المحيطين به ، ولهذا يعد تنمية هذا الجانب لدى هؤلاء الأطفال منبئاً بحدوث بعض التغيرات السلوكية الإيجابية التي تساعد طفل طيف التوحد على بعض الاندماج في إطار المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه .
وللتغلب على تلك الصعوبات التي يعاني منها أطفال اضطراب طيف التوحد ، فإن عملية التدخل المبكر قد تكون ضرورية للعمل على تطوير قدرة هؤلاء الأطفال على التواصل بشكل تلقائي ، حيث أوضح Wehman et al ., (2016)أن اضطراب طيف التوحد إعاقة مزمنة مصحوبة بصعوبات اجتماعية وتواصلية فريدة من نوعها , لذلك فإن الغالبية العظمى من الأفراد الذين يتم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد يحتاجون إلى خدمات خاصة, وحاجة متزايدة لبرامج إعادة التأهيل ، فقد أكد ((2003 Siegel على أن البدء في تدريب أطفال اضطراب طيف التوحد الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين (4-9) سنوات له تأثير واضح على تعلّم هؤلاء الأطفال التواصل مع الآخرين وذلك بتدريبهم على كيفية التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم بأكثر من طريقة، ويتم ذلك من خلال توفير البيئة المناسبة ليتعلم فيها الطفل مهارات التواصل البصري، والإشارة إلى ما هو مرغوب فيه ، والإيماءات الجسدية، أو نبرة الصوت بصورة طبيعية.
وعلى الرغم من الاهتمام الواسع والاستحسان المتنامي للتدخلات العلاجية لأطفال اضطراب طيف التوحد لتنمية مهارات التواصل بصفة عامة، ومهارات التواصل البصري بصفة خاصة ، إلا أنه تتضح ندرة الدراسات – في ضوء ما تم اطلاع الباحث عليه – تناولت الكشف عن مهارات التواصل البصري لأطفال اضطراب طيف التوحد ، وهذا ما حدا بالباحثين إلى إجراء الدراسة الحالية للتعرف مهارات التواصل البصري لأطفال ذوي طيف التوحد .
هدف الدراسة:
تمثل الهدف الرئيس للدراسة الحالية الكشف عن مهارات التواصل البصري لأطفال ذوي طيف التوحد .
أهمية الدراسة
ترجع أهمية الدراسة الحالية إلى ما يلي :
1- الفئة التي تتناولها الدراسة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وهي اضطرابات طيف التوحد Autism Spectrum Disorders (ASDs) ؛ كونها أحد أكثر الإعاقات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل ، ووالديه ، وأفراد أسرته ، والقائمين على رعايته في ميدان التربية الخاصة ؛ فضلاً عما تحتاجه هذه الإعاقة من إشراف ومتابعة مستمرة ، الأمر الذي يستوجب توافر تدخلات علاجية متنوعة .
2- يمثل الخلل النوعي في التواصل البصري عائقاً لعملية تعليم وتعلم أطفال طيف التوحد واكتسابهم الخبرات التربوية المناسبة ؛ مما يترتب عليه انخفاض مستوى أدائهم للواجبات المطلوبة منهم في البيت أو المراكز الخاصة برعايتهم ، هذا ما يُظهر أهمية إعداد برنامج لمساعدة القائمين على رعايتهم على إكسابهم مهارات التواصل البصري ، والخبرات الأساسية اللازمة لهم .
3- يمكن الإفادة من نتائج الدراسة لكافة القائمين بالرعاية لذوي طيف التوحد سواء الإخصائيين والمعلمين، وكذلك أولياء أمورهم في التعامل معهم، وتنمية مهاراتهم بصورة أفضل، بالإضافة إلى زيادة فرص مشاركة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وتفاعلهم واندماجهم مع أقرانهم العاديين في مختلف الأنشطة .
الإطار النظري والمفاهيم الأساسية للدراسة :
1- اضطراب طيف التوحد Children of the Spectrum of Autism :
يُعرف أطفال طيف التوحد إجرائياً بأنهم: الأطفال الملتحقون بمدارس التعليم العام الدامجة لأطفال اضطراب طيف التوحد بمحافظة أسيوط، ممن تتراوح أعمارهم بين 6- 11 سنوات، ويظهرون خللاً نوعياً في التواصل البصري، ويتم تشخيصه من خلال الدرجة التي يحصل عليها طفل طيف التوحد على المقياس المستخدم في الدراسة الحالية .
2- التواصل البصري لأطفال طيف التوحد :
تعد اضطرابات التواصل لطفل اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات المركزية والأساسية التي تؤثر سلباً على مظاهر نموه الطبيعي والتفاعل الاجتماعي (سهى نصر، 2002)، ويتسق ذلك مع ما أوضحه Lovaas et al ., (2003) بأن المشكلات الأساسية في التواصل تمثل العجز الأساسي في اضطراب طيف التوحد، وما أشار إليه بارتيشيا بولين (1997) بأن اضطرابات التواصل تمثل الأعراض أكثر خطورة بين مجموعة الأعراض التي يتصف بها أطفال التوحد، وتعود خطورة اضطراب التواصل إلى أنها تؤثر بدورها على اضطرابات أخرى كالتفاعل الاجتماعي وغيره من الاضطرابات التي تتأثر باكتساب اللغة، وقد قاما Lord & Paul (2003) بتحليل وظائف التواصل للسلوك غير المقبول لدى أطفال التوحد، وتوصلا إلى أن بعض أنماط السلوك التي يمارسونها كإيذاء الذات والبكاء ما هي إلا سلوكيات ناتجة عن الصعوبات التي يواجهونها في التواصل مع الأخرين، حيث أوضح سايمون كوهين وباتريك بولين(2000) أن طفل اضطراب طيف التوحد غير قادر على فهم قيمة التواصل، ولا يستطيع فهم التعبيرات التواصلية، وينتج عن خلل التواصل سلوكيات سلبية، ولهذا أشار Siegel (2003) إلى أنه ينتج عن اضطرابات التواصل لدى ذوي طيف التوحد مجموعة من أنماط السلوك غير المرغوبة كموجات الغضب المستمر.
تعد مهارة التواصل البصري أحد مهارات التواصل غير اللفظي Non Verbal Communication Skills أساساً لنمو مهارات التواصل اللفظي، فنطق طفل طيف التوحد للكلمات يجب أن يكون مصحوباً لقيامه بالتواصل غير اللفظي (إبراهيم محمود بدر، 2004؛ حسام الدين جابر السيد أحمد، شادية أحمد عبد الخالق، 2018).
وتتصف الاستجابة البصرية لدى أطفال اضطراب طيف التوحد بالضعف، والتي تظهر من خلال النظرة الجانبية للأشياء، وتجنب التواصل البصري التي تعد من أبرز السمات والخصائص الاجتماعية لأطفال اضطراب طيف التوحد (Tomchek & Dunn, 2007, 190)، فيلاحظ على أطفال اضطراب طيف التوحد القصور في التواصل البصري, والتفاعل الاجتماعي، كالافتقار لتبادل الإيماءات وفهمها مع الآخرين، وقصور الإدراك والانتباه, وقصور في اللعب التخيلي, وتقليد الآخرين، وهذه السمات من المظاهر المبكرة لاضطراب طيف التوحد (Dereu et el., 2011؛ Zwaigenbaum et al., 2009), ومن أكثر الصعوبات التي تواجه أطفال اضطراب طيف التوحد هي تفسير الإشارات غير اللفظية, كما تعد أساليب التواصل غير اللفظي من الوسائل الأساسية التي يستخدمها الأفراد الذين لديهم قصور في التعبير عن أنفسهم باستخدام الكلمات (Scott et al., 2000,15), كما يلاحظ على الأطفال والمراهقين من ذوي اضطراب طيف التوحد, أنهم يعانون من مشكلات في تطور اللغة اللفظية وأشكال التواصل غير اللفظي كالتواصل البصري، ولغة الجسد, وتطور محدود في مهارات التواصل (Wigram & Gold, 2006, 535).
ويُعرف التواصل البصري لأطفال طيف التوحد إجرائياً بأنه: قدرة طفل اضطراب طيف التوحد على النظر للأخرين وتحريكهم للحصول على ما يريد باستخدام إشارات بسيطة بشكل تلقائي، وإبداء العديد من التعبيرات الوجهية، مع فهم الإشارات الاجتماعية للأخرين وتقييمه، ويقاس من خلال قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد المستخدمة في الدراسة الحالية .
أداة الدراسة :
قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد :
اعتمد الباحثين على قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال اضطراب طيف التوحد ( إعداد مصطفى عبد المحسن الحديبي، 2019) ؛ بهدف الحصول على أداة سيكومتريه تتناسب مع أهداف الدراسة وطبيعتها؛ وتلتي تتكون من أبعاد وعبارات ، وذلك في خمسة أقسام:
يتناول القسم الأول استمارة التعارف وصف عام للبيانات الأولية للطفل والقائم برعايته من حيث الاسم، والعنوان، والنوع، وتاريخ التقييم، وتاريخ ميلاد الطفل، وعمر الطفل، ومركز التأهيل الذي يتردد عليه الطفل، والقائم بعملية التشخيص " المُشخص".
يتمحور القسم الثاني في ملخص الدرجات للأبعاد الفرعية للقائمة من حيث الدرجة الخام، والدرجة المعيارية، ومعدل العجز %، والخطأ المعياري للقياس لكل بعد من أبعاد القائمة الأربعة، ومجموع الدرجات المعيارية للقائمة ككل، مما يُظهر معـدل الخلل في مهارات التواصل البصري.
يتناول القسم الثالث دليل تفسير النتائج من حيث احتمالية الخلل في مهارات التواصل البصري المدرك من أمهات أطفال طيف التوحد (مرتفع، متوسط، منخفض)، ومعدل درجات التواصل البصري لأطفال طيف التوحد.
يبرز القسم الرابع التعليمات، التي يسير وفقاً لها أمهات أطفال اضطراب طيف التوحد في تقييم طفلهم، ومستويات تلك التقييم التي تتراوح بين صفر حتى (3) ثلاث درجات، ومعنى كل مستوى من تلك المستويات.
ويرتكز القسم الخامس حول عدد من الفقرات تُظهر الخلل في مهارات التواصل البصري، والتي جاءت في خمسة أبعاد رئيسة، يحتوي كل بعد منها على 5 عبارات.
أ- كفاءة قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد :
§ الصدق Validity :
اعتمد الباحثين في حساب صدق القائمة على ما يلي :
- الصدق المنطقي (صدق المحكمين) Logical Validity
تم عرض الصورة الأولية لقائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية، والذين كانت لهم دراسات أو أبحاث في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، وأطفال طيف التوحد بصفة خاصة، أو أحد المتغيرات المرتبطة بالتواصل اللفظي وغير اللفظي لأطفال طيف التوحد (ملحق 1)، وقد اشتملت تلك الصورة على (100) عبارة بهدف: التأكد من مناسبة العبارات للمفهوم المراد قياسه، ومدى مناسبة العبارة للبعد الذي تندرج تحته ، وتحديد غموض بعض العبارات لتعديلها، وحذف بعض العبارات غير المرتبطة بمفهوم التواصل البصري، أو غير مناسبتها لطبيعة وخصائص أطفال طيف التوحد، ويوضح جدول (5) بعض العبارات التي تم تعديلها .
جدول (5)
العبارات التي تم تعديل صياغتها لقائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد
البعد
م
العبارة قبل التعديل
العبارة بعد التعديل
النظر للأخرين وتحريكهم بالأيدي للحصول على ما يريد
3
يحرك الأخرين تجاه ما يطلبه من أشياء بأصوات انفعالية معينة .
يحرك الأخرين تجاه ما يطلبه من أشياء بالحملقة تجاهها .
التواصل البصري باستخدام إشارات بسيطة
10
يلتفت للأشخاص عند محادثته لهم .
يلتفت للأشخاص عند محادثتهم له .
إبداء العديد من التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية
19
يشعر بالسعادة عندما يحقق له الأخرون ما يريد أو يثنون عليه .
يشعر بالسعادة عندما يحقق له الأخرون ما يريد .
- وفي ضوء آراء المحكمين تم تعديل (3) عبارات وأن جميع عبارات القائمة قد حظيت على نسبة اتفاق تتراوح بين (84.6 % - 100 %).
- أصبحت قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد بعد تعديل عباراتها طبقاً لآراء السادة المحكمين تتكون من 25 عبارة ، وتم تطبيقها على الأطفال المشاركين بالدراسة الاستطلاعية للاستقرار على الصورة النهائية للقائمة .
وللتأكد من اتساق القائمة داخلياً قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة من عبارات القائمة ودرجة البعد التي تندرج تحته، إضافة إلى حساب معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الكلية للقائمة بعد تطبيقها على الأطفال المشاركين بالدراسة الاستطلاعية ، ويوضح جدول (6) معاملات الارتباط .
جدول (6)
معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة من عبارات قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد ودرجة البعد التي تندرج تحته والدرجة الكلية للقائمة ، ودرجة البعد بالدرجة الكلية للقائمة ( ن = 57 )
البعد الأول
الفقرة
معامل الارتباط
البعد الثاني
الفقرة
معامل الارتباط
البعد الثالث
الفقرة
معامل الارتباط
بدرجة البعد
بالدرجة الكلية
بدرجة البعد
بالدرجة الكلية
بدرجة البعد
بالدرجة الكلية
النظر للأخرين وتحريكهم بالأيدي للحصول على ما يريد
1
0.80**
0.60**
التواصل البصري باستخدام إشارات بسيطة
1
0.81**
0.60**
تقليد الأخرين باستخدام إشارات بسيطة بشكل تلقائي
1
0.75**
0.69**
2
0.53**
0.84**
2
0.93**
0.84**
2
0.89**
0.82**
3
0.82**
0.58**
3
0.77**
0.58**
3
0.83**
0.79**
4
0.80**
0.53**
4
0.65**
0.53**
4
0.85**
0.81**
5
0.62**
0.46**
5
0.75**
0.46**
5
0.80**
0.78**
البعد الرابع
الفقرة
معامل الارتباط
البعد الخامس
الفقرة
معامل الارتباط
بدرجة البعد
بالدرجة الكلية
بدرجة البعد
بالدرجة الكلية
إبداء العديد من التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية
1
0.93**
0.89**
فهم الإشارات الاجتماعية للأخرين وتقييمها
1
0.82**
0.78**
2
0.86**
0.81**
2
0.85**
0.71**
3
0.87**
0.70**
3
0.96**
0.83**
4
0.66**
0.48**
4
0.91**
0.76**
5
0.82**
0.75**
5
0.93**
0.89**
** دال عند مستوى 0.01
يتضح من جدول (6) أن جميع معاملات الارتباط بين درجة كل عبارة ودرجة البعد الذي تندرج تحته لقائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأطفال طيف التوحد دالة عند مستوى 0.01، وبهذا تصبح القائمة في صورتها النهائية تتكون من (25) عبارة (ملحق 2) .
- الصدق التكويني :
قام الباحثين بحساب معامل صدق القائمة ، وذلك عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة الاستطلاعية على أبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد الخمسة،وذلك لاعتبار أن كل بعد من أبعاد القائمة يمكن أن يكون محكاً خارجياً للأبعاد الأخرى، ويوضح جدول(7) قيم معامل الارتباط بين أبعاد القائمة الخمسة.
جدول (7)
قيم معاملات الارتباط بين أبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد ( ن = 57 )
أبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد
النظر للأخرين وتحريكهم بالأيدي للحصول على ما يريد
التواصل البصري باستخدام إشارات بسيطة
تقليد الأخرين باستخدام إشارات بسيطة بشكل تلقائي
إبداء العديد من التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية
فهم الإشارات الاجتماعية للأخرين وتقييمها
النظر للأخرين وتحريكهم بالأيدي للحصول على ما يريد
.....
0.56**
0.43**
0.40**
0.33*
التواصل البصري باستخدام إشارات بسيطة
.....
0.79**
0.67**
0.65**
تقليد الأخرين باستخدام إشارات بسيطة بشكل تلقائي
.....
0.88**
0.92**
إبداء العديد من التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية
.....
0.85**
فهم الإشارات الاجتماعية للأخرين وتقييمها
.....
** دال عند مستوى 0.01
* دال عند مستوى 0.05
يتضح من جدول (7) أن جميع معاملات الارتباط بين أبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد الخمسة دالة عند مستوى 0.01 ومستوى 0.05؛ مما يدل على أن القائمة تقيس جانباً واحداً، وهو مهارات التواصل البصري لأطفال اضطراب طيف التوحد.
§ الثبات Reliability :
- طريقة ألفا كرونباك Alpha Cronbach Method :
استخدم الباحثين معادلة ألفا كرونباك(صفوت فرج ، 1989، 327) وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار، ويوضح جدول(8) قيم معامل ثبات ألفا كرونباك لقائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد وأبعادها الفرعية الخمسة.
- طريقة إعادة تطبيق الاختبار Test- Retest :
استخدم الباحثين طريقة إعادة الاختبار؛ لحساب ثبات القائمة بعد تطبيقها على أفراد الدراسة الاستطلاعية (ن = 57) ، بفاصل زمني أسبوعين بين التطبيق الأول والتطبيق الثاني، وتم حساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة الاستطلاعية في التطبيق الأول، ودرجاتهم في التطبيق الثاني على القائمة ككل وأبعادها الخمسة، ويوضح جدول (8) قيم معامل الثبات قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد وأبعادها الخمسة .
أبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد
قيم معامل الثبات
إعادة تطبيق الاختبار
ألفا كرونباك
البعد الأول : النظر للأخرين وتحريكهم بالأيدي للحصول على ما يريد
0.87
0.78
البعد الثاني : التواصل البصري باستخدام إشارات بسيطة
0.91
0.81
البعد الثالث : تقليد الأخرين باستخدام إشارات بسيطة بشكل تلقائي
0.84
0.81
البعد الرابع : إبداء العديد من التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية
0.89
0.81
البعد الخامس : فهم الإشارات الاجتماعية للأخرين وتقييمها
0.86
0.82
قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد
0.92
0.88
يتضح من جدول (8) ارتفاع قيم معامل ثبات قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد وأبعادها الفرعية بطريقتي ألفا كرونباك وإعادة تطبيق الاختبار؛ مما يشير إلى تمتع القائمة ككل وأبعادها الأربعة الفرعية بدلالات ثبات مناسبة .
نتائج الدراسة :
للتحقق من صحة فرض الدراسة ، والذي ينص على أنه : " يتحسن التواصل البصري المدرك من أمهات أطفال طيف التوحد عبر مراحل برنامج القائم على إدراك التواصل البصري" ، قام الباحثين باختيار حالة من أفراد المجموعة الإرشادية " أمهات أطفال طيف التوحد " لتطبيق استمارة المقابلة ؛ للوقوف على مظاهر الخلل في التواصل البصري المدرك من أمهات طفل طيف التوحد ، وتعرف مدى التحسن في التواصل البصري عبر جلسات برنامج قائم على الإداراك البصرى، ويوضح جدول (10) مواصفات حالة المقابلة لأمهات أطفال طيف التوحد .
جدول (10)
مواصفات حالة المقابلة لوالدين أطفال اضطراب طيف التوحد
الحالات
النوع
المرحلة العمرية
معدل طيف التوحد
مهارات التواصل البصري المدرك
منخفض
مرتفع
منخفض
مرتفع
الأولى
ذكر
6-11 سنة
a
a
ولتحقيق ذلك قام الباحث بالخطوات التالية :
1- تحديد الحالة التي ستجرى عليها المقابلة من أفراد المجموعة الإرشادية بعد تطبيق مقياس جيليام ، وقائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد.
2- إجراء المقابلة في جلسات فردية (سبع جلسات).
3- تحليل مضمون استجابات الحالة ؛ لتعرف مستوى التواصل لطفل طيف التوحد المدرك من أمهات أطفال طيف التوحد طبقاً للمشاركة في التدخل العلاجي باستخدام برنامج قائم على الإداراك البصرى .
الحالة ( م . أ . م) :
أ- درجات الحالة على المقاييس السيكومترية :
1- الدرجة على مقياس الطفل التوحدي 17
2- الدرجة على قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد 19
ب- تاريخ الحالة :
- السن : 9 سنوات .
- النوع : ذكر .
الحالة هي الابن الثالث ، رقم (3) بعد أخت وأخ ، ويليه أخ ، أعمارهم على التوالي : 19 عاماً ، 12 عاماً ، 9أعوام ، 3 أعوام .
الأبوان على قيد الحياة ، الأب 45 عاماً، معلم لغة عربية، ذو شخصية متذبذبة بين القسوة واللين، يبدو عليه السيطرة على جميع أفراد الأسرة، سريع الاستثارة والانفعال، عنيد في أوقات كثيرة، يفضل الجلوس أمام التلفاز كثيراً، الأم 43 عاماً ، معلمة لغة إنجليزية، تتميز بالحنان على أولادها كثيراً ، مشغولة بمقتضيات الحياة اليومية .
يعيش الطفل مع أفراد أسرته متأثراً بخصائص وسمات اضطراب طيف التوحد الذي يُلقي بظلاله عليه فيبدو عاجزاً في التواصل البصري مع المحيطين به ؛ كونه يحملق في الأشياء لفترة طويله ، والإشارة غير الوظيفية باستمرار بالأصبع على الأشياء التي يريد الحصول عليها دون النظر إليها ، والافتقار لحركة العينين تجاه الأشخاص أو أصواتهم ، وافتقاره للتعبيرات الوجهية المناسبة للمواقف الحياتية المختلفة مع المحيطين ، بالإضافة إلى عدم وعي أفراد أسرته بالأساليب والآليات التي تمكنهم من مساعدته على التواصل البصري بشكل سهل وبسيط ، حيث تذكر الأم أنها لا تفهم كيفية التعامل معه ؛ نتيجة عدم معرفتها بأساليب معاملة طفل طيف التوحد من حيث خصائصه وسماته ، إلا أنها تميل للمشاركة في برامج علاجية تساعدها في جعل طفلها ذوي طيف التوحد أكثر اندماجاً مع المحيطين " نفسي يكون زي أخواته " ، " عايزاه يشترك مع أخواته في اللعب " ، " ويا ريت يسمح لهم بالدخول في عالمه الخاص " الذي يجعله في حالة من العزلة والتقوقع حول الذات .
كما تذكر الأم أن لديها ميل للمشاركة في أي برنامج يساعد الطفل على التواصل بصفة عامة مع المحيطين بشكل مناسب ، والتواصل البصري أو تناوب النظر بصفة خاصة مع المحيطين ، حتى يحظى بالمرغوبية الاجتماعية ؛ حتى يتقبله الأخرين وأشعر بأنه مثل أخوته في اللعب مع الأطفال المحيطين به ، والتفاعل مع أخواته " وعايزه ما أشعرش بأني مكسوفه من تصرفاته وأنا ماشيه معه في الشارع " ، ويبدو وكأنه طبيعي زي أي حد ماشي في الشارع .
ج- اهتمامات ومحبذات طفل طيف التوحد :
تذكر الأم أن من الأنشطة والألعاب المفضلة لطفلها ذو طيف التوحد الجلوس أمام التلفاز، واللعب بالكرة ، والجلوس أمام الأشياء المستديرة كالمروحة، وأن من أبرز محبذات طفلها من الأطعمة المكرونة " يأكل المكرونة بكثرة "، ومن المشروبات المفضلة له عصير البرتقال، ومن الأصدقاء المقربين لطفلها ذوي طيف التوحد ابن خالته، ولكن يعبر عن الترحاب به بالضرب والإيذاء، وهذا ما يؤلمني، حيث يعبر بشكل غير مرغوب اجتماعياً عندما يراه، ويؤذيه، ويبدو عليه البهجة والسرور، مما يحدو بالمحيطين به بالبعد عنه خوفاً على أنفسهم من الإيذاء؛ كونهم لا يفهمون أن هذه طريقته للترحاب بهم .
د- بيانات تجهيز الغرفة العلاجية بالمنزل:
تذكر الأم أن لديها إمكانيات لتجهيز الغرفة العلاجية لاستخدام برنامج قائم على الإداراك البصرى بالمنزل، وأن أفراد الأسرة يهتمون بطفلها طيف التوحد أثناء التدخل العلاجي، وأهمهم الأب، وكذلك يتفاعل الطفل داخل الغرفة العلاجية مع ابن خالته أثناء تدريبه على الأنشطة بالغرفة العلاجية، هذا بالإضافة إلى أن طفلي يدعو ابن خالته، وذلك مرات كثيرة، للعب معه في الغرفة العلاجية، على الرغم من أنه لا يستطيع الاندماج في اللعب في المرة الواحدة فترة طويلة، ولكنه يشعر بالسعادة أثناء وجوده بالغرفة العلاجية؛ لتوافر بعض الألعاب التي يفضلها .
كما تذكر الأم أن طفلها يسمح بعد تدريبه بدخول الأخرين بالغرفة العلاجية مثل أخوته أو الأب ، وقد يقضي الطفل بعض الوقت في الغرفة العلاجية تصل إلى ساعتين في اليوم ، ثم يعود للغرفة مرة ثانية بعد خروجه منها، وأن الطفل يستجيب للتفاعل معها بصرياً في الغرفة العلاجية ؛ نظراً لوجود بعض المحبذات بالغرفة ، والتي تستخدمها الأم كمعززات بعد كل أداء مرغوب فيه من الطفل " تناوب النظر للأشخاص أو الأشياء المحيطة به " .
هـ- بيانات عن التقبل من المحيطين :
تذكر الأم أن أفراد أسرتها ، وخاصة الأب ، يقومون بتشجيعها على السعي لتأهيل الطفل على استخدام برنامج قائم على الإدراك البصرى حتى يستطيع التواصل مع الأخرين داخل المنزل وخارجه، وتذكر الأم أنها تواجه بعض المشكلات في التواصل مع طفلها ذو طيف التوحد مع المحيطين ، حيث يتضايق الجد أو الجدة من الطفل لكثرة حركته في المنزل وكسر بعض الأشياء، وأن علاقة الطفل بأخوته غير مرضية " علاقته بأخواته متوترة ، فأخوه الكبير بيتغاظ منه وبيضربه" فإنهم لا يستطيعون بل لا يدركون كيفية التواصل معه، وما يزيد من غضب أخوته أنه لم يلتفت إليهم أثناء الحديث معه، وأنه لا يتناوب النظر بما يلوحون له للنظر إليه، ويفتقر للتواصل البصري ، هذا بالإضافة إلى أن المحيطين يسيئون معاملتي بسبب إصابة طفلي باضطراب طيف التوحد، وبعض التصرفات غير الطبيعية التي تصدر عن الطفل.
كما تذكر الأم أنها تشعر في بعض المواقف بأن طفلها ذو طيف التوحد سبباً رئيساً في وجود خلافات أسرية وخاصة مع والده ، مما يحدو بوالده أن يكون داعماً لها في بعض الأحيان لمشاركتها في أي من التدخلات العلاجية التي تسهم بشكل كبير في تحسين التواصل البصري بين الطفل والمحيطين ، حتى يستطيع والده التغلب على صعوبات التواصل البصري وغير اللفظي مع طفله ذو طيف التوحد ، هذا بالإضافة إلى ما يتم ملاحظته على الطفل من رغبة شديدة في اللعب مع من هم في مثل عمره بالغرفة العلاجية وخاصة ابن خالته .
هـ- بيانات عن التدخل العلاجي باستخدام برنامج قائم على الإداراك البصرى :
تشعر الأم بالرضا لمشاركتها في برنامج قائم على الإداراك البصرى ؛ كونه يتيح لها الفرصة لتأهيل طفلها ذوي طيف التوحد ورعايته بالمنزل ، وتقضي معه أغلب الوقت ، وهي على وعي ودراية بكل ما تفعله ؛ لتحسين التواصل البصري وغير اللفظي بينه وبين المحيطين به وعلى الأخص والده وأخوته.
وتذكر الأم أنه لا توجد صعوبات في فهم أسس ومبادئ البرنامج ، أو عند تطبيق البرنامج بالمنزل ؛ حيث يُلاحظ أغلب المحيطين بطفلها ذو طيف التوحد التحسن على طفلها في التواصل البصري معهم سواء في المنزل أو خارجه ، كما أن من الفوائد التي عادت على الطفل بالإضافة إلى تحسن التواصل خفض بعض السلوكيات الاجتماعية والنمطية غير المرغوب فيها.
هـ- بيانات عن الخلل في التواصل البصري للطفل ذي اضطراب طيف التوحد :
تذكر الأم أنه من المشكلات التي أواجهها من قبل المحيطين سواء من الغرباء أم القرباء وهم يتعاملون معي في وجود طفلي ذوي طيف التوحد نظراتهم الدونية لي ؛ كونه لا يستطيع التعامل مع أخوته أو من هم في مثل عمره بشكل ملائم ؛ لافتقاره لمهارة تناوب النظر مع الأخرين ، وتجنب النظر للأخرين ، والعجز عن إبداء التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية ، والافتقار للقدرة على التصرف بشكل مناسب في عدد من المواقف الحياتية، بالإضافة إلى اللامبالاة التي يبديها الطفل أثناء تواصل المحيطين المحيطين معه ، حيث لا يبادلهم التعبيرات الوجهية الوظيفية بشكل طبيعي ، مما يجعلهم يرفضون التعامل معه ، على الرغم من شدة فرحه أثناء رؤيته للأخرين أو أثناء وجوده بينهم .
وتذكر الأم أن من أبرز مظاهر خلل التواصل التي يعاني منها طفلها ذوي طيف التوحد الافتقار إلى مبادأة النظر لمن يحدثه ، وإبداء التعبيرات الوجهية باستخدام الإشارات التلقائية البسيطة ، مع الرغم من حب الطفل وجوده بين الأخرين ، وهذا ما يشعرني بالضيق، فكثيراً "أشعر بأنه مختلف عن الأخرين " ؛ لافتقاره للعديد من مهارات التواصل غير اللفظي بصفة عامة ومهارات التواصل البصري بصفة خاصة ، وما يزيد من ضيقي أن أخوته ليس لهم دور في تحسين مهارات التواصل البصري لديه ، حيث يتململ أخوته؛ كونه يتجنب النظر إليهم أثناء تواجده بينهم في لعبة معينة؛ إضافة إلى عدم قدرتهم أو وعيهم بالدخول في عالمه الخاص.
إن المستقرئ للمقابلات مع الحالة ، يتضح له وجود اتفاق بين نتائج الدراسة السيكومترية وما أسفرت عنه المقابلة لأحد أمهات حالة طيف توحد ، وهذا يحقق صحة الفرض الأول ، حيث أسهمت في رسم صورة عن حالة الدراسة ؛ لتوضيح مدى معاناة حالة الدراسة من الخلل في مهارات التواصل البصري المدرك من الأمهات .
وللوقوف على وجهة نظر الحالة بالدراسة تجاه تحسن التواصل البصري المدرك من أمهات أطفال طيف التوحد عبر مراحل برنامج قائم على الإدراك البصرى ، قام الباحث بتحليل استجابات الحالة بالأجزاء ذات الصلة بأبعاد قائمة التواصل البصري المدرك من أمهات أطفال طيف التوحد عبر مراحل برنامج قائم على الإدراك البصرى باستخدام برنامج Atlas TI version 3.4 ، ويوضح شكل (8) تحليل استجابات حالة المقابلة لأحد أمهات طفل طيف توحد بالدراسة على الأجزاء ذات الصلة بأبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك لأمهات أطفال طيف التوحد، ومراحل برنامج قائم على الإدراك البصرى.
والمستقرئ لنتائج تحليل الحالة بالدراسة على الأجزاء ذات الصلة بأبعاد قائمة مهارات التواصل البصري المدرك من أمهات أطفال طيف التوحد عبر مراحل برنامج قائم على الإدراك البصرى يتضح له مدى الاتساق بين الوصف الإحصائي عن تحسن التواصل البصري المدرك عبر جلسات برنامج قائم على الإدراك البصرى
كما جاءت نتائج الدراسة الحالية في نفس سياق ما أسفرت عنه نتائج دراسة الحالة التي أجراها Kohler et al ., (2007) على طفلة طيف توحد لتنمية التفاعلات الاجتماعية بين الطفلة وأقرانها ، بأن طفل طيف التوحد وجه أيضاً طلبات أكثر إلى أقرانه بالرغم من عدم استقباله لدعم المعلم لذلك، وأن تفاعلات الأطفال أصبحت أطول، وأكثر تبادلية في فترة المتابعة، ، ومسوح الرأي الخاصة بالمتطوعين ، والتسجيلات الفيلمية (الفيديو) لجلسات اللعب لطفل يبلغ السابعة من عمره من ذوي طيف التوحد تحليلاً كيفياً وكمياً، وقد كانت جوانب التحسن التي أفاد بها المستجيبون وكما لوحظت من قبل جلسات اللعب المسجلة مرتبطة بالانخراط الاجتماعي مع الأخرين .
توصيات الدراسة :
بناء على ما أسفرت الدراسة عنه من نتائج ، صيغت التوصيات كما يلي :
1- في ضوء ما أسفرت عنه نتائج المقابلة بإدراك مظاهر خلل التواصل البصري، وتحسن مهارات التواصل البصري عبر جلسات برامج الرعاية والتأهيل؛ يمكن التوصية بضرورة الحاجة لمزيد من البحوث الكيفية في هذا المضمار ، والكشف عن أثار التدخلات الأسرية لبعض البرامج المنزلية المكثفة في تحسين مهارات التواصل البصري لأطفال اضطراب طيف التوحد .
2- في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة من تحسن مهارات التواصل البصري لأطفال اضطراب طيف التوحد عبر التدخلات العلاجية، يمكن التوصية بإعادة النظر في الأنشطة المدرسية الصفية واللا صفية التي تقدم لهم في البيئة التعليمية الدامجة؛ لتمكنهم من التواصل البصري بشكل فعال.
قائمة المراجع :
أحمد محمد عبد الخالق ، عبد الفتاح دويدار . (1999) . علم النفس أصوله ومبادئه ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية .
ب. م. فوس؛ ترجمة فؤاد أبو حطب . (1980) . أفاق جديدة في علم النفس ، القاهرة : عالم الكتب .
حسام الدين جابر السيد أحمد ، شاديه أحمد عبد الخالق . (2018) . تحسين التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال التوحديين باستخدام برنامج تدريبي للتواصل غير اللفظي ، مجلة البحث العلمي في التربية ، (19) ، 399 – 431
رانده موسى المومني . (2011) . بناء برنامج في التعزيز الرمزي وقياس أثره في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى أطفال التوحد، رسالة دكتوراه ، كلية العلوم التربوية والنفسية ، جامعة عمان العربية
عادل عبد الله محمد . (2000) . بعض أنماط الأداء السلوكي الاجتماعي للأطفال التوحديين وأقرانهم المعوقين عقلياً ، مجلة كلية التربية بالزقازيق ، جامعة الزقازيق ، مايو ، (35) ، 9 – 35 .
عادل عبد الله محمد . (2005) . مقياس الطفل التوحدي ، ط3 ، القاهرة : دار الرشاد .
عادل عبد الله محمد .(2011) . مدخل إلى اضطراب التوحد والاضطرابات السلوكية والانفعالية ، القاهرة : دار الرشاد للنشر والتوزيع
عمرو محمد إسماعيل محمد . (2015) . فاعلية برنامج تدريبي لأمهات الأطفال التوحديين لاستخدام برنامج PECS في تنمية بعض مهارات التواصل غير اللفظي لدى أطفالهن ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة دمياط .
محمود عبد العزيز حسين عليوه . (2014). فعالية برنامج للتدخل المبكر لتنمية الإدراك البصري لدى عينة من الأطفال التوحديين ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة بنها .
هشام محمد الخولي . (2020) . الأساليب المعرفية وضوابطها في علم النفس ، الإسكندرية : دار الكتاب الحديث .
Bopp , K ., Mirenda , P ., Zumbo , B . (2009) . Behavior Predictors of Language Development Over 2 Years in Children with Autism Spectrum Disorders , Journal of Speech , Language , and Hearing Research , 52 , 1106 – 1120 .
Brasnan , M ; Scot , F ; Fox , S & Pye , J . (2004) . Gestalt Processing in Autism : Failure to Process Perceptual Relationships and the Implication for Contextual Understanding , Journal of Child Psychology and Psychiatry , 45 (3) , 459 – 469 .
Carpenturi &Morgan (1996). Adaptive and Intellectual Functioning in Autistic and no Autistic Retarded Children , Journal of Autism and Developmental Disorders, 26 (6), 611-620.
Donna ,S;Murray, A; Geaghead, P; Paula, K; Shear, J; & Joanne , P. (2008). The Relationship Between Joint Attention and Language in Children With Autism Spectrum Disorders, Focus on Autism and Other Developmental Disabilities , 23, (1),1-5.
American Psychiatric Association .( 2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders: DSM-V, 5thed. American Psychiatric Association.
Ivey , M ; Heflin , L & Alberto , P . (2004) . The Use of Social Stories to Promote independent behaviors in novel events for Children With PDD-NOS , Focus on Autism and Other Developmental Disabilities , 19 (3) , 164 – 176 .
Johnstont , S ., Evans , E & Joanne , P . (2004) . The Use of Visual Support in Teaching Young Children with Autism Spectrum Disorder to Initiate Interactions , London : Powel Company .
Koegel , R. & Schreibman , L. (1996). Fostering Self-management: Parent- Directed Pivotal Response Training for Children with Autistic Disorder. Psychosocial Treatments for Child and Adolescent Disorders ,Washington, DC: American Psychological Association , 525–552.
Koegel, R;Openden, D;Fredeen, R &Koegel, L. (2006). The Basics of Pivotal Response Treatment . Pivotal response treatments for autism : Communication, Social, and Academic Development , Baltimore: Paul H Brooks .
Mahoney, G.& Perales , F. (2003). Using Relationship-focused Intervention to Enhance the Social- Emotional Functioning of Young Children with Autism Spectrum Disorders. Topics in Early Childhood Special Education, 23, 77–89 .
Mc Elreath , L & Eisenstadt , T. (1994). Child directed interaction: Family play therapy for developmentally delayed preschoolers , Family play therapy New Jersey : Aronson .
Oleny , M. (2002). Working with autism and other social- communication Disorders , Journal of Rehabilitation,66( 4), 51-57.
Osborne , L & Reed , P . (2008) . Parents' perceptions of communication with professionals during the diagnosis of autism , Autism , 12 (3) , 309- 324
Rutter , M . (1998) . Cognitive Deficits in the Pathogenesis of Autism , Journal of Child Psychology and Psychiatry , 24 , 513 – 531 .
Rutter, M. (2008) Diagnosis and Definition of Autism: A Reappraisal of Concepts of Treatment , New York :Plenum .
Schertz, H . (2005). joint attention Autism and pervasive developmental disorders dictionary , Baltimore : Brookes Publishing.
Siegel , B. (2003) . Helping Children With Autism Learn: Treatment Approaches For Parents And Professionals , London : Oxford University Press.
Simons, J & Oishi , S. (1987). The Hidden Child: The Linwood Method for Reaching the Autistic Child. Kensington, MD : Woodbine House .
Stone, L., Ousley, O. Yoder, J. Hogan, L. and Hepburn, L. (1997). Nonverbal communication in two and three –year- children with Autism , Journal of Autism and Developmental Disorders, 27(6), 677-696.
Tonge , B ; Brereton , A ; Kiomall , M ; Mackinnon, A ; King , N & Rinehart, N. (2006). Effects of parental mental health of an education and skills training program for parents of young children with autism: A randomized controlled trial , Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry,45(5), 561–569.
Volkmar, F;Chawarska, K &Klin, A. (2005). Autism in infancy and early childhood ,Annual Review of Psychology , 56 , 315-336.
Wehman , P. Brooke, V . Brooke, A. Ham, W. Schall, C. Donough , J . Lau, S. Seward, H & Avellone , L . (2016). Employment for Adults with Autism Spectrum Disorders : A retrospective Review of A customized Employment Approach. Journal of Research In Developmental Disabilities , 53 , 61- 72
المراجع
قائمة المراجع :
أحمد محمد عبد الخالق ، عبد الفتاح دويدار . (1999) . علم النفس أصوله ومبادئه ، الإسكندرية : دار المعرفة الجامعية .
ب. م. فوس؛ ترجمة فؤاد أبو حطب . (1980) . أفاق جديدة في علم النفس ، القاهرة : عالم الكتب .
حسام الدين جابر السيد أحمد ، شاديه أحمد عبد الخالق . (2018) . تحسين التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال التوحديين باستخدام برنامج تدريبي للتواصل غير اللفظي ، مجلة البحث العلمي في التربية ، (19) ، 399 – 431
رانده موسى المومني . (2011) . بناء برنامج في التعزيز الرمزي وقياس أثره في تحسين مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى أطفال التوحد، رسالة دكتوراه ، كلية العلوم التربوية والنفسية ، جامعة عمان العربية
عادل عبد الله محمد . (2000) . بعض أنماط الأداء السلوكي الاجتماعي للأطفال التوحديين وأقرانهم المعوقين عقلياً ، مجلة كلية التربية بالزقازيق ، جامعة الزقازيق ، مايو ، (35) ، 9 – 35 .
عادل عبد الله محمد . (2005) . مقياس الطفل التوحدي ، ط3 ، القاهرة : دار الرشاد .
عادل عبد الله محمد .(2011) . مدخل إلى اضطراب التوحد والاضطرابات السلوكية والانفعالية ، القاهرة : دار الرشاد للنشر والتوزيع
عمرو محمد إسماعيل محمد . (2015) . فاعلية برنامج تدريبي لأمهات الأطفال التوحديين لاستخدام برنامج PECS في تنمية بعض مهارات التواصل غير اللفظي لدى أطفالهن ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة دمياط .
محمود عبد العزيز حسين عليوه . (2014). فعالية برنامج للتدخل المبكر لتنمية الإدراك البصري لدى عينة من الأطفال التوحديين ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة بنها .
هشام محمد الخولي . (2020) . الأساليب المعرفية وضوابطها في علم النفس ، الإسكندرية : دار الكتاب الحديث .
Bopp , K ., Mirenda , P ., Zumbo , B . (2009) . Behavior Predictors of Language Development Over 2 Years in Children with Autism Spectrum Disorders , Journal of Speech , Language , and Hearing Research , 52 , 1106 – 1120 .
Brasnan , M ; Scot , F ; Fox , S & Pye , J . (2004) . Gestalt Processing in Autism : Failure to Process Perceptual Relationships and the Implication for Contextual Understanding , Journal of Child Psychology and Psychiatry , 45 (3) , 459 – 469 .
Carpenturi &Morgan (1996). Adaptive and Intellectual Functioning in Autistic and no Autistic Retarded Children , Journal of Autism and Developmental Disorders, 26 (6), 611-620.
Donna ,S;Murray, A; Geaghead, P; Paula, K; Shear, J; & Joanne , P. (2008). The Relationship Between Joint Attention and Language in Children With Autism Spectrum Disorders, Focus on Autism and Other Developmental Disabilities , 23, (1),1-5.
American Psychiatric Association .( 2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders: DSM-V, 5thed. American Psychiatric Association.
Ivey , M ; Heflin , L & Alberto , P . (2004) . The Use of Social Stories to Promote independent behaviors in novel events for Children With PDD-NOS , Focus on Autism and Other Developmental Disabilities , 19 (3) , 164 – 176 .
Johnstont , S ., Evans , E & Joanne , P . (2004) . The Use of Visual Support in Teaching Young Children with Autism Spectrum Disorder to Initiate Interactions , London : Powel Company .
Koegel , R. & Schreibman , L. (1996). Fostering Self-management: Parent- Directed Pivotal Response Training for Children with Autistic Disorder. Psychosocial Treatments for Child and Adolescent Disorders ,Washington, DC: American Psychological Association , 525–552.
Koegel, R;Openden, D;Fredeen, R &Koegel, L. (2006). The Basics of Pivotal Response Treatment . Pivotal response treatments for autism : Communication, Social, and Academic Development , Baltimore: Paul H Brooks .
Mahoney, G.& Perales , F. (2003). Using Relationship-focused Intervention to Enhance the Social- Emotional Functioning of Young Children with Autism Spectrum Disorders. Topics in Early Childhood Special Education, 23, 77–89 .
Mc Elreath , L & Eisenstadt , T. (1994). Child directed interaction: Family play therapy for developmentally delayed preschoolers , Family play therapy New Jersey : Aronson .
Oleny , M. (2002). Working with autism and other social- communication Disorders , Journal of Rehabilitation,66( 4), 51-57.
Osborne , L & Reed , P . (2008) . Parents' perceptions of communication with professionals during the diagnosis of autism , Autism , 12 (3) , 309- 324
Rutter , M . (1998) . Cognitive Deficits in the Pathogenesis of Autism , Journal of Child Psychology and Psychiatry , 24 , 513 – 531 .
Rutter, M. (2008) Diagnosis and Definition of Autism: A Reappraisal of Concepts of Treatment , New York :Plenum .
Schertz, H . (2005). joint attention Autism and pervasive developmental disorders dictionary , Baltimore : Brookes Publishing.
Siegel , B. (2003) . Helping Children With Autism Learn: Treatment Approaches For Parents And Professionals , London : Oxford University Press.
Simons, J & Oishi , S. (1987). The Hidden Child: The Linwood Method for Reaching the Autistic Child. Kensington, MD : Woodbine House .
Stone, L., Ousley, O. Yoder, J. Hogan, L. and Hepburn, L. (1997). Nonverbal communication in two and three –year- children with Autism , Journal of Autism and Developmental Disorders, 27(6), 677-696.
Tonge , B ; Brereton , A ; Kiomall , M ; Mackinnon, A ; King , N & Rinehart, N. (2006). Effects of parental mental health of an education and skills training program for parents of young children with autism: A randomized controlled trial , Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry,45(5), 561–569.
Volkmar, F;Chawarska, K &Klin, A. (2005). Autism in infancy and early childhood ,Annual Review of Psychology , 56 , 315-336.
Wehman , P. Brooke, V . Brooke, A. Ham, W. Schall, C. Donough , J . Lau, S. Seward, H & Avellone , L . (2016). Employment for Adults with Autism Spectrum Disorders : A retrospective Review of A customized Employment Approach. Journal of Research In Developmental Disabilities , 53 , 61- 72