نوع المستند : بحوث نشر لدرجة الماجستیر والدکتوراه
المؤلفون
1 باحثة ماجستير) صحة نفسية(
2 أستاذ علم النفس التربوي كلية التربية - جامعة اسيوط
3 مدرس الصحة النفسية كلية التربية - جامعة اسيوط
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مركزأ. د. أحمد المنشاوى
للنشر العلمى والتميز البحثى
مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي
======
الصمود النفسي وعلاقته بالإلكسيثميا لدى تلاميذ المرحلة الثانوية
إعداد
ا.د/ خضر مخيمر أبو زيد د/نـورا محمد حلمي
أستاذ علم النفس التربوي مدرس الصحة النفسية
كلية التربية - جامعة اسيوط كلية التربية - جامعة اسيوط
ا/ رحاب عبد العظيم أحمد مصطفى
باحثة ماجستير) صحة نفسية(
} المجلد الثامن – العدد الثالث – يوليو 2025م {
Your username is: ali_salah790@yahoo.com
Your password is: ztu6y8qupw
مستخلص:
هدف البحث الحالي إلى التعرف على العلاقة الارتباطية بين الصمود النفسي والإلكسيثميا لدى تلاميذ المرحلة الثانوية، وذلك في ضوء ما يشير إليه ضعف الصمود النفسي من قابلية أعلى للتعرض لصعوبات في تنظيم المشاعر والتعبير عنها، وقد اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي الارتباطي، وتكونت العينة من تلاميذ المرحلة الثانوية بمدرسة السلام المشتركة بمحافظة أسيوط ، حيث شملت الدراسة (100) طالب وطالبة بمتوسط عمري 16.62 عامًا وانحراف معياري 2.41، خلال العام الدراسي 2024/2025م، وقد استخدمت الباحثة مقياس الصمود النفسي ومقياس تورنتو للإلكسيثميا، وتم تحليل البيانات باستخدام معامل بيرسون، واختبار "ت" للفروق بين المتوسطات، بالإضافة إلى معادلة ألفا كرونباخ ومعامل ارتباط سبيرمان للتحقق من صدق وثبات الأدوات، وقد كشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيًا بين درجات التلاميذ في الصمود النفسي ودرجاتهم في الإلكسيثميا، مما يشير إلى أن انخفاض الصمود النفسي يرتبط بارتفاع مستويات الإلكسيثميا، ويوصي البحث الحالي بأهمية تعزيز الصمود النفسي لدى طلاب المرحلة الثانوية، لما له من دور وقائي ضد اضطرابات المشاعر وصعوبات التعبير الانفعالي.
الكلمات المفتاحية : الصمود النفسي ، الإلكسيثميا.
Psychological resilience and its relationship to alexithymia among secondary school students
Prof. Khader Mukhaimer Abu Zaid
Professor of Educational Psychology
Faculty of Education, Assiut University
Dr. Nora Mohamed Helmy Instructor of Mental Health
Faculty of Education, Assiut University
Rehab Abdel-Azim Ahmed Mustafa
Abstract:
The current study aimed to examine the correlational relationship between psychological resilience and alexithymia among secondary school students, in light of the notion that diminished resilience may increase vulnerability to emotional regulation difficulties and impaired affective expression. The study employed a descriptive correlational design. The sample consisted of 100 male and female students enrolled at Al-Salam Secondary School in Assiut Governorate, Their ages ranged between (15 - 18) years, with an arithmetic mean of chronological age of 16.62 years and a standard deviation of 2.41, during the academic year 2024/2025, The researcher utilized the Psychological Resilience Scale and the Toronto Alexithymia Scale (TAS-20), Data were analyzed using Pearson’s correlation coefficient, independent samples t-test, Cronbach’s alpha, and Spearman-Brown correlation to verify the reliability and validity of the instruments. The results of the study resulted a statistically significant negative correlation between students’ scores in psychological resilience and their levels of alexithymia, indicating that lower resilience is associated with higher levels of alexithymia. The study recommends fostering psychological resilience in secondary school students as a preventive factor against affective dysregulation and difficulties in emotional expression.
Keywords: Psychological resilience, Alexithymia.
مقدمة:
تُعد مرحلة المراهقة من أهم المراحل النمائية في حياة الإنسان، إذ تشهد تحولات عميقة على المستوى الجسمي والانفعالي والمعرفي والاجتماعي، حيث تتبلور خلالها معالم الهوية الذاتية والشخصية الراشدة، وتتشكل خلالها آليات التكيف النفسي والاجتماعي التي تساعد الفرد على اجتياز تحديات الحياة اللاحقة. وفي ضوء ما تحمله هذه المرحلة من صراعات داخلية وضغوط بيئية متزايدة، تزداد أهمية المتغيرات النفسية الإيجابية التي تمكّن المراهق من التكيّف والتجاوز، ويأتي على رأسها الصمود النفسي، الذي يُعد قوة نفسية داخلية تُمكّن الفرد من مواجهة الشدائد والمحن بفعالية واتزان (Masten, 2014).
فالصمود النفسي لا يُعنى بمجرد القدرة على التحمل أو المقاومة، بل يرتبط بما يُعرف في علم النفس المعاصر بالازدهار تحت الضغط" (Thriving Under Pressure)، وهو مفهوم يعكس قدرة الفرد ليس فقط على النجاة من المواقف الضاغطة، بل أيضًا على النمو الشخصي في ظلّها (Matthews, 2017). وقد أشار مصطفى خليل الشرقاوي (1993) إلى أن الشخص الصامد هو من يمتلك قدرة مرنة على التحكم في انفعالاته، وتنظيم ردود فعله وفق طبيعة المواقف، مما يعزز من قدرته على التكيف والتعامل مع المشكلات دون انهيار أو اضطراب.
وفي المقابل، يمثل ضعف الصمود النفسي أحد العوامل المهيئة لظهور أنماط من العجز الانفعالي، ومنها "الإلكسيثميا" (Alexithymia)، وهو اضطراب يتسم بصعوبة في التعرف على المشاعر الذاتية ووصفها، إضافة إلى نمط من التفكير الخارجي وانخفاض في مستوى التعاطف (Taylor, Bagby & Parker, 1997). ويُعد هذا الاضطراب أحد المؤشرات المبكرة لضعف التنظيم الانفعالي، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بضعف مهارات التكيف، والانخراط في أساليب دفاعية غير فعالة (Hosseini & Besharat, 2010).
وتشير بعض الأدبيات النفسية إلى أن الأفراد منخفضي الصمود النفسي غالبًا ما يعانون من ارتفاع في مستويات الإلكسيثميا، مما يُضعف قدرتهم على استخدام استراتيجيات المواجهة الملائمة، ويجعلهم أكثر عرضة للمعاناة النفسية والانغلاق الانفعالي، وفقدان البصيرة الذاتيةVanheule et al., 2007) ؛ Besharat, 2007 ) ، ويُلاحظ لدى هؤلاء الأفراد ميل إلى تجنب المواقف الضاغطة، واللجوء إلى أساليب مواجهة سلبية كالانسحاب أو التفكير التسلطي، مما ينعكس سلبًا على علاقاتهم الاجتماعية والصورة الذاتية لديهم.
كما تشير دراسات متعددة إلى أن الصمود النفسي يسهم في خفض حدة الأعراض المرتبطة بالإلكسيثميا، حيث يساعد الأفراد على تطوير مهارات إدراك المشاعر وتفسيرها والتعبير عنها بصورة أكثر وعيًا واتزانًا( Gillham et al., 2006؛ إيناس جوهر، 2014(. فالأشخاص الصامدون عادة ما يظهرون مستويات عالية من الثقة بالنفس، والفاعلية الذاتية، والمرونة المعرفية، وقدرة أفضل على حل المشكلات واتخاذ القرارات في المواقف الصعبة (باسل محمد عاشور، 2017).
وتعد فئة المراهقين من الفئات الأكثر عرضة للإلكسيثميا في حال غياب المقومات النفسية الوقائية كالصمود، وذلك لعدم اكتمال نضجهم الانفعالي والمعرفي، ولقابليتهم للتأثر بالضغوط الاجتماعية والأسرية والمدرسية، مما يجعل من دراسة العلاقة بين هذين المتغيرين أمرًا ذا دلالة بالغة على المستويين الوقائي والإرشادي. وقد أظهرت نتائج دراسة (Grab et (2010., al وجود علاقة قوية بين الإلكسيثميا وضعف استراتيجيات التعامل مع المهام الموجهة، كما أكدت دراسات أخرى وجود صعوبات تعاطفية واضحة لدى الأفراد الذين يعانون من الإلكسيثميا، تنعكس في انخفاض جودة العلاقات الاجتماعية والتعاطف والاتصال العاطفي (Spitzer et al., 2007).
وفي ضوء ما سبق، فإن فهم طبيعة العلاقة بين الصمود النفسي والإلكسيثميا لدى المراهقين، ولا سيما طلاب المرحلة الثانوية، يمثل مدخلاً علميًا نحو تطوير برامج تربوية ونفسية وقائية، تهدف إلى تعزيز مواردهم النفسية، وتقليل قابليتهم للاضطرابات الانفعالية. ومن هنا تنبع أهمية الدراسة الحالية، التي تسعى إلى بحث هذه العلاقة لدى عينة من تلاميذ المرحلة الثانوية، بما يسهم في تقديم صورة أكثر دقة لطبيعة التفاعل بين هذين المتغيرين في البيئة العربية.
مشكلة البحث:
برزت مشكلة البحث الحالي بملاحظة الباحثة لضرورة الحاجة الماسّة إلى فحص العلاقة بين الصمود النفسي والألكسيثميا، باعتبار أن تراجع أحدهما قد يكون مؤشرًا على خلل في التكيف النفسي العام، خاصة في ظل تسارع وتيرة الضغوط البيئية والنفسية في المجتمع المدرسي.
إذ تتفاقم أهمية هذه المتغيرات لدى تلاميذ المرحلة الثانوية، الذين يواجهون تحديات تعليمية وضغوطًا أسرية ومجتمعية متزايدة، قد تضعف من قدرتهم على التكيف الانفعالي ما لم تتوافر لديهم موارد نفسية داخلية كالصمود النفسي)منى الزهراني، 2020؛ Compas et al., 2017 ).
حيث أن مرحلةُ المراهقة تُعَد إحدى أكثر المراحل النمائية حساسية، إذ يواجه الفرد خلالها تغيرات بيولوجية ونفسية ومعرفية واجتماعية تؤثر بعمق في تكوينه النفسي وانفعالاته (محمود عبد الحميد، 2022). وتُعد قدرة الفرد على الصمود النفسي إحدى أهم آليات التكيف التي تمكّنه من مواجهة التحديات الحياتية، خصوصًا في المواقف الضاغطة والانفعالية التي تتطلب وعيًا بالمشاعر وتعبيرًا صحيًا عنها ) سارة المليجي، 2020؛ Ungar, 2012.)
في هذا السياق، تشير الدراسات إلى أن الصمود النفسي لا يُمثل فقط بُعدًا وقائيًا ضد الاضطرابات النفسية، بل يعد مؤشرًا للصحة النفسية الإيجابية، نظراً لارتباطه بالمرونة الانفعالية، والقدرة على حل المشكلات، والانخراط الإيجابي في الحياة Masten, 2014)؛ دعاء حميدة، 2021(وعلى النقيض من ذلك، تظهر الألكسيثميا (Alexithymia) بوصفها نمطًا نفسيًا يتميز بصعوبة التعرف على المشاعر الذاتية والتعبير عنها، مع ضعف في التفكير التأملي والانتباه للخبرة الانفعالية الداخلية (Taylor, Bagby, & Parker, 2016). وقد أظهرت نتائج عدة بحوث أن الألكسيثميا ترتبط باضطرابات انفعالية متعددة، كالاكتئاب والقلق والتوجهات السلوكية السلبية Luminet et al., 2018)؛ كامليا عابدين، 2023.)
وبالرغم من تعدد الدراسات التي تناولت كل من الصمود النفسي والألكسيثميا بشكل مستقل، إلا أن الدراسات التي بحثت العلاقة التفاعلية بين هذين المتغيرين في البيئة العربية، وبخاصة في أوساط المراهقين، تظل محدودة، مما يترك فجوة بحثية تستوجب التقصي العلمي الدقيق. كما أن أغلب هذه الدراسات لم تُسلط الضوء الكافي على شريحة تلاميذ المرحلة الثانوية، الذين يتسمون بخصوصية نمائية تستدعي اهتمامًا خاصًا في السياسات التربوية والدعم النفسي.
من هنا، تنبع مشكلة البحث الحالي في محاولة استكشاف العلاقة الارتباطية بين الصمود النفسي والألكسيثميا لدى تلاميذ المرحلة الثانوية، بما يساهم في إغناء الأدبيات النفسية والتربوية، وتقديم نتائج ذات طابع تطبيقي تسهم في دعم الصحة النفسية لهذه الفئة، وعلى هذا الأساس فإن مشكلة البحث الحالي تتلخص في السؤال الرئيس التالي:
ما العلاقة الارتباطية بين الصمود النفسي والإلكسيثميا لدى تلاميذ المرحلة الثانوية؟
هدف البحث:
تمثل الهدف الرئيس للبحث الحالي في تحديد العلاقة الارتباطية بين الصمود النفسي والإلكسيثميا لدى تلاميذ المرحلة الثانوية.
أهمية البحث :
تتجلى أهمية البحث الحالي فيما يلي:
محددات البحث:
تتحدد نتائج البحث الحالي بتلاميذ المرحلة الثانوية المشاركين بالبحث من تلاميذ مدرسة السلام المشتركة بمحافظة أسيوط وعددهم (100) طالبًا وطالبة لتحديد طبيعة العلاقة الارتباطية بين متغيري البحث الحالي وهما الصمود النفسي كمتغير مستقل والإلكسيثميا كمتغير تابع، وباستخدام المنهج الوصفي الارتباطي، وبأدوات البحث المتمثلة في: مقياس الصمود النفسي، ومقياس تورنتو للإلكسيثميا، وبالأساليب الإحصائية التي استخدمت للتحقق من كفاءة المقاييس واستخلاص النتائج.
الخلفية النظرية والدراسات ذات الصلة:
يُعَد الصمود النفسي ركيزة أساسية للصحة النفسية الشاملة، حيث يساهم في تعزيز الرفاهية النفسية من خلال عدة أبعاد: الرضا عن الذات، القدرة على بناء علاقات إيجابية، التكيف مع التغيرات، والنظرة الإيجابية للحياة. كما يعزز الشعور بالهدف والمعنى في الحياة والشعور بالنضج الانفعالي والسعادة والرضا وتقبل الفرد نفسه ومن حوله وإدراك قيمته الاجتماعية والتعامل مع الآخرين دون الاصطدام بهم وإقامة علاقة إنسانية فعالة وتفهم وجهة نظر الآخر ومضاعفة المتعة بالأشياء المحيطة، فالأشخاص الصامدين يتمتعون بصحة نفسية أفضل، حيث يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط، وبناء علاقات إيجابية ، وتحقيق أهدافهم ولا يعرفون الملل ويواصلون عملهم بهمّة وحماس، ودائما في عطاء متجدد (ريم سليمون، 2015).
وقد ورد في تعريفات الصمود النفسي أنه: القدرة على التكيف بنجاح مع الصعوبات والتحديات التي تواجهنا في الحياة. إنها عملية ديناميكية تتضمن تكييفًا عقليًا وعاطفيًا وسلوكيًا مع المتغيرات الداخلية والخارجية. وقدرة الفرد على التكيف تتأثر بعوامل متعددة، منها نظرته للعالم، ودعم المحيط الاجتماعي، والمهارات التي يتعلمها لمواجهة الصعاب (American Psychological Association, 2023 ).
وقد أشارت صفاء الأعسر (2011، 9) أن مفهوم الصمود النفسي يجمع في طياته مجموعة من الصفات التي تمكن الفرد من مواجهة التحديات والتغلب عليها. فحرف ص الصلابة يرمز إلى قوة التحمل والاستمرار، بينما يجسد حرف م المرونة القدرة على التكيف والتغيير. وحرف و الوقاية يشير إلى أهمية العوامل المحمية التي تحيط بالفرد، وحرف د الدافعية يمثل القوة الدافعة التي تدفعه إلى الأمام. وبالتالي، فإن الصمود هو مزيج من هذه الصفات التي تجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة بكل تحدياتها." وهكذا تم اختيار مصطلح «الصمود» ترجمة لمفهوم Resilience وهذا مايؤيده محمد السعيد أبو حلاوة (2013، 9) .
ويعزى ( محمد الدسوقي، ٢٠١٣, ص164 ) الصمود النفسي على أنه "مركب سيكولوجي من مجموعة من العوامل النفسية المتفاعلة والتي تُمكن الطالب من عدم الانهيار والانكسار أمام الضغوطات والتهديدات والمحن، بل تجعله قادراً علي التعامل معها بكل صلابة ومرونة ومستوى عالي من الدافعية التي تُمكنه من الانجاز والتقدم والنجاح في الحياة".
وعرف (Luthar, 2006) الصمود انه "ظاهرة أو عملية تعكس التكيف الإيجابي نسبيًا على الرغم من تجارب الشدائد أو الصدمات" .
كما اشار (Hiebel ,2021 ) الصمود النفسي عملية ديناميكية يتعافى الناس من خلالها من الشدائد والمحن، بالإضافة أنهم ينمون مع الوقت بشكل مثالي من خلال التجارب التي يمرون بها.
وقد حددت الجمعية الأمريكية لعلم النفس American Psychological مجموعة من العوامل التي تُشكل مكونات الصمود النفسي، وتشمل هذه العوامل :مهارات المواجهة الإيجابية وحلّ المشكلات، والمثابرة، والوعي بالذات، وتقدير الذات، والتفاؤل، والشعور بالأمل، والمساندة الاجتماعية من العائلة والأصدقاء، والمهارات الاجتماعية .
كما توصلت ( إيمان السرميني2015 ؛ جيهان حسن 2022) إلى أن مكونات الصمود النفسي تتألف من عدة جوانب رئيسية تشمل الكفاءة الشخصية، مهارات حل المشكلات، المرونة، القدرة على إدارة العواطف، التفاؤل، وجودة العلاقات الاجتماعية .
ووفقًا لدراسة Zhang et al. (2023) ، فإن هناك علاقة بين الإلكسيثميا، والوحدة، والصمود النفسي، والإيذاء الذاتي غير الانتحاري لدى المراهقين المصابين بالاكتئاب. حيث شملت عينة الدراسة المرضى الداخليين والخارجيين من 12 مستشفى عبر الصين، والمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب وفقًا لمعايير DSM-5. تم استخدام مقاييس مختلفة، منها مقياس التقييم الوظيفي للإيذاء الذاتي، ومقياس الإلكسيثميا في تورونتو، ومقياس الوحدة لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ومقياس الصمود لكونور ودافيدسون.
واسفرت النتائج: انها وجدت الدراسة أن نسبة انتشار NSSI بين المراهقين المصابين بالاكتئاب كانت 76.06%. أظهرت التحليلات وجود علاقة معنوية بين الإلكسيثميا، الوحدة، والصمود النفسي مع NSSI. كما أظهرت نتائج الانحدار اللوجستي أن الإلكسيثميا والاكتئاب هما من عوامل الخطر لـ NSSI، بينما يُعتبر الصمود عاملاً وقائيًا. تم تحديد أن الإلكسيثميا تتنبأ بشكل مباشر بـ NSSI، وتؤثر أيضًا بشكل غير مباشر من خلال التأثير الوسيط للصمود، حيث تلعب الوحدة دورًا معتدلاً في هذا النموذج.واخيرا تقدم الدراسة دليلًا على وجود تأثير وسطي للصمود بين الإلكسيثميا وNSSI، بالإضافة إلى دور الوحدة في تعزيز المسار في النموذج الوسيط المعدل. تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة للبحث والتدخلات النفسية المستقبلية.
كما وتناولت دراسة (Zhang et al.,2023 ) العلاقة بين الإلكسيثميا والتوتر لدى الطلاب الطبيين، مع التركيز على دور الصمود النفسي كوسيط في هذه العلاقة خلال فترة جائحة COVID-19.
تم جمع البيانات من 475 طالبًا طبيًا، حيث تم استخدام مقاييس موثوقة لتقييم الإلكسيثميا، الصمود، والتوتر.
وجدت الدراسة ارتباطًا سلبيًا بين الإلكسيثميا والصمود النفسي، مما يعني أن الطلاب الذين يعانون من الإلكسيثميا يميلون إلى مستويات أعلى من التوتر. أثبتت النتائج أن الصمود النفسي يعمل كوسيط فعال، حيث يساعد في تقليل التوتر الناتج عن الإلكسيثميا. تشير الدراسة إلى أهمية تعزيز الصمود النفسي بين الطلاب الطبيين لمساعدتهم في التعامل مع الضغوط النفسية، خصوصًا في أوقات الأزمات.وتستخلص الباحثة مما سبق أن بعض التعريفات على الرغم من قوتها النظرية إلا أنها كانت تحتاج إلى توحيد في السياق بين "المرونة" و"الصمود"، فليس كل مرونة هي صمود بالضرورة، خصوصًا حين يغيب عنصر الاستدامة والتحول الإيجابي بعد الشدة، ومع ذلك، يبقى التأصيل ناجحًا في إظهار الصمود كـ"قوة مانعة ومحركة في آنٍ معًا".
تُعد الإلكسيثميا (Alexithymia) حالة نفسية تتسم بصعوبة في التعرف على المشاعر والتعبير عنها لفظيًا، وهي تبرز بشكل خاص خلال مرحلة المراهقة التي تمثل فترة حرجة في التطور الانفعالي (Nicolo et al., 2020)، وقد أظهرت الدراسات ارتفاع معدلات انتشار الإلكسيثميا بين المراهقين عالميًا، حيث قدرت إحدى الدراسات نسبتها بـ18.2%، مع ارتباطها بمشكلات نفسية وسلوكية متعددة كالاكتئاب، والقلق، واضطراب الهوية، والإدمان، والاندفاعية Parling et al., 2010)؛ نهى مكرم، 2023) ، ويرجع هذا الاضطراب إلى خلل في الربط بين الخبرة الانفعالية والأحاسيس الجسدية، ما يؤدي إلى غموض المشاعر، وتبلد وجداني، وانخفاض القدرة على التأمل والخيال. كما تشير دراسات حديثة إلى وجود فروق جوهرية في شدة الإلكسيثميا بين الجنسين، تميل غالبًا لصالح الإناث في شدتها وتأثيرها على الهوية الانفعالية.
ويُعزى الاهتمام الأكاديمي بالإلكسيثميا إلى بدايات ظهرت في منتصف القرن العشرين، انطلاقًا من ملاحظات كلينيكية لأطباء نفسانيين كـ Reusch وFranz Alexander، إلى أن بلور Sifneos المفهوم بصورة منهجية عام 1972، معرفًا إياها بأنها عجز في القدرة على وصف الانفعالات نتيجة قصور في العمليات الرمزية (محمد أحمد الصباغ، 2025، 17).
وقد تطورت الدراسة النظرية والتجريبية لهذا المفهوم في العقود التالية، عبر إسهامات باحثين مثل Taylor وBagby وLuminet، الذين عمّقوا الفهم حول طبيعة الاضطراب وأبعاده الأربعة، وهي: صعوبة تمييز المشاعر، صعوبة التعبير عنها، تفكير موجه خارجيًا، وضعف الخيال. ويُعد هذا الاضطراب جزءًا من الاضطرابات النفسجسمية، إذ يُلاحظ بكثرة لدى المصابين بها، ممن يعانون مشكلات في المعالجة الانفعالية الداخلية( Müller, 2000؛ فيصل يونس وأميمة أنور، 2014؛ محمد أحمد الصباغ، 2025، 18).
وتعتبر الألكسيثيميا من المفاهيم الحديثة نسبيًا في علم النفس، حيث يشتق مفهوم الألكسيثيميا من الأصل اليوناني Alexithymia وهو مفهوم مكون من ثلاثة مقاطع هي (A) بمعنى فقدان أو نقص، ومصطلح (Lexis) بمعنى كلمات، بينما مصطلح (Thymia) انفعال، ومن هنا عرفت بأنها غياب الكلمات المعبرة عن الانفعال(Sifneos, 1973: 256).
كما وعُرِفت الإلكسيثميا بأنها بناء مفهوم خاص بالشخصية ينتج عنه قصور فى المعالجة المعرفية الانفعالية ( Graham, James & Foy,2017, 19).
وتعددت أسباب الإلكسيثميا بين عوامل وراثية وبيئية، حيث تشير دراسات التوائم إلى دور الجينات في تكوين هذه السمة النفسية (Heiberg, 1976)، غير أن التوجهات الحديثة تُرجّح تفاعلاً معقّدًا بين العوامل البيولوجية والبيئية (Valera & Berenbaum, 2011). وتُعد الأسرة البيئة الأولى التي تتشكل فيها البنية الانفعالية للطفل، لذا فإن أنماط التنشئة الوالدية، خاصة القائمة على الحماية الزائدة أو القسوة أو ضعف القبول، تسهم في تبلور الإلكسيثميا لاحقًا Kooiman, 2004)؛ نسيمة داود، 2016( .
وتُظهر الأدبيات النفسية أن التعرض المبكر للصدمات النفسية، كالرفض، أو الإساءة الجسدية والانفعالية، يُعيق النمو الانفعالي ويضعف قدرة الفرد على التعرف على مشاعره أو التعبير عنها( (Barchetta et al., 2021؛ Brown et al., 2018). ) كما يتأثر هذا الاضطراب بالحرمان من الدعم العاطفي أو التعلق غير الآمن مع الوالدين، وهو ما أكدته دراسة Sechi et al. (2020) التي أظهرت دور الإلكسيثميا الوسيط في العلاقة بين أنماط التعلق ومشكلات الصحة النفسية لدى المراهقين.
ولم تغب العوامل النفسية والاجتماعية الأخرى عن مشهد التفسير، إذ يرتبط انخفاض مستوى التعليم، وتدني جودة الحياة، واضطرابات النوم، بارتفاع مؤشرات الإلكسيثميا (Basta, 2018). كما توضح دراسة Merlo et al. (2024) أن المراهقين المصابين بأمراض مزمنة كداء السكري من النوع الأول يعانون من مستويات مرتفعة من الإلكسيثميا، ما يُبرز تداخل هذه السمة مع الاضطرابات الجسدية والانفعالية، ويعزز ضرورة التدخل المبكر الداعم في البيئات التربوية والصحية.
وقد أشارت دراسة (إسلام جمال 2023) إلي التعرف على العلاقة بين تقدير الذات والألكسيثيميا لدى طلاب المرحلة الثانوية، كما هدف إلى الكشف عن الفروق في تقدير الذات لدى طلاب المرحلة الثانوية وفقًا للخلفية الثقافية ( ريف حضر)، وكذلك هدف إلى الكشف عن الفروق في الألكسيثيميا لدى طلاب المرحلة الثانوية وفقًا للخلفية الثقافية ( ريف حضر) ، وتكونت عينة الدراسة من (130) طالب وطالبة (67– حضر) و (63 – ريف) من طلاب المرحلة الثانوية العامة والأزهرية بمحافظتي الجيزة والمنيا، والذين تتراوح أعمارهم بين (16- 18) عاما، بمتوسط عمري (17.22) وانحراف معياري قدره (0.780) ، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي والإرتباطي وذلك لأنه الأنسب للدراسة الحالية، وطبق عليهم مقياس تقدير الذات إعداد جميلة بن عمور، (2018) ومقياس 20-Toronto Alexithymia Scale تورونتو للألكسيثيميا المكون من (20) بندا، إعداد تايلور وباجبي (1994) ، وترجمة علاء الدين كفافي وفؤاد الدواش (2011)، واسفرت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين درجة كل من تقدير الذات والألكسيثيميا لدى طلاب المرحلة الثانوية، ووجود فروق في تقدير الذات وفقا للخلفية الثقافية( ريف /حضر ) وذلك لصالح طلاب الريف، وعدم وجود فروق في الألكسيثيميا وفقا للخلفية الثقافية (ريف / حضر).
وتُعد الإلكسيثميا ظاهرة نفسية معقدة تتجلى عبر ثلاثة أبعاد رئيسية: أولها صعوبة تحديد المشاعر، حيث يواجه الفرد ارتباكًا في التعرف على حالته الانفعالية أو تسميتها بدقة؛ وثانيها العجز عن التعبير الانفعالي، وهو ما يُفضي إلى صعوبات في التفاعل الاجتماعي وإرسال الإشارات العاطفية المناسبة؛ أما البُعد الثالث فيتجلى في التفكير الموجه نحو الخارج، حيث يطغى التركيز على التفاصيل المادية والظاهرية مقابل تراجع القدرة على التأمل الذاتي والشعور الداخلي (عمرو رمضان، 2021).
وفي ضوء المدخل التكاملي، يشير كل من علاء كفافي، فؤاد الدواش، ومصطفى الحديبي (2020) إلى تداخل ثلاثة نظم تفسيرية لهذا الاضطراب: نظام التشفير الانفعالي الاجتماعي، ونظام الاستجابة المعرفية، ثم النظام الفسيولوجي، بما يعكس تعقيد الظاهرة وتداخل مستوياتها العصبية والنفسية.
أما على مستوى البنية المكونة للإلكسيثميا، فتُقسم إلى مكونين: معرفي ووجداني. يتمثل الخلل المعرفي في ضعف بالقدرات التنفيذية، كتخطيط السلوك وتنظيم المشاعر، وهو ما يرتبط بوظائف الفص الجبهي للدماغ (Freund, 2012). بينما يظهر المكون الوجداني في العجز عن التمييز بين الاستجابات الجسدية والانفعالية، مما يُفضي إلى تداخل مربك في تفسير المشاعر، ويؤثر سلبًا على جودة العلاقات الاجتماعية والتفاعل الانفعالي السليم (هشام الخولي، محمد عبد الجواد، و سمير رفعت، 2013). هذه المكونات، بتكاملها، تسهم في بناء صورة أكثر اتساعًا لاضطراب الإلكسيثميا، وتدعو إلى ضرورة معالجته بتوجه تكاملي متعدد الأبعاد.
إجراءات البحث :
1-منهج البحث :
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي؛ لملاءمته لطبيعة وأهدف البحث الحالي.
2-المشاركون بالبحث :
بلغ عدد المشاركون بالبحث (100) طالبًا وطالبة من طلاب المرحلة الثانوية بمدرسة السلام المشتركة بأسيوط، وتراوحت أعمارهم بين (15-18) عامًا، بمتوسط عمري 16.62 عامًا وانحراف معياري 2.41، خلال العام الدراسي 2024/2025م .
وللتحقق من وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات الطلاب عينة الدراسة في التطبيق القبلي لأدوات الدراسة تم استخدام اختبار (ت) للعينات البارامترية للأزواج المستقلة من خلال البرنامج الإحصائي Spss V23، وجداول (1، 2) توضح ذلك.
جدول (1)
نتائج اختبار "T" لدلالة الفروق بين متوسطي درجات
الطلاب عينة الدراسة في التطبيق القبلي لمقياس تورنتو للأليكسيثيميا (ن= 100)
|
الأبعاد |
الجنس |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
قيمة " T" |
الدلالة الإحصائية Sig0.05 |
|
صعوبة تحديد المشاعر |
ذكور |
44 |
17.86 |
4.90 |
1.53 |
غير دال |
|
إناث |
56 |
16.38 |
4.77 |
|||
|
صعوبة وصف المشاعر |
ذكور |
44 |
12.86 |
3.90 |
1.12 |
غير دال |
|
إناث |
56 |
11.93 |
3.77 |
|||
|
التفكير الموجه خارجيا |
ذكور |
44 |
19.25 |
5.15 |
1.15 |
غير دال |
|
إناث |
56 |
18.13 |
4.56 |
|||
|
الدرجة الكلية |
ذكور |
44 |
49.98 |
11.69 |
1.54 |
غير دال |
|
إناث |
56 |
46.43 |
11.18 |
يتضح من جدول (1) ما يلي:
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات ذكور وإناث عينة الدراسة في التطبيق القبلي لمقياس تورنتو للأليكسيثيميا وذلك عند مستوى دلالة 0.05.
رسم بياني يوضح المتوسطات الحسابية
لدرجات ذكور وإناث عينة الدراسة في التطبيق القبلي لمقياس تورنتو للأليكسيثيميا
شكل (1)
جدول (2)
نتائج اختبار "T" لدلالة الفروق بين متوسطي درجات
الطلاب عينة الدراسة في التطبيق القبلي لمقياس الصمود النفسي (ن= 100)
|
الأبعاد |
الجنس |
العدد |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
قيمة " T" |
الدلالة الإحصائية Sig0.05 |
|
الكفاءة الشخصية |
ذكور |
44 |
37.27 |
5.30 |
1.55 |
غير دال |
|
إناث |
56 |
38.84 |
4.77 |
|||
|
الصلابة |
ذكور |
44 |
21.80 |
4.99 |
2.78 |
دال |
|
إناث |
56 |
24.38 |
4.26 |
|||
|
الضبط والسيطرة |
ذكور |
44 |
21.14 |
4.65 |
3.58 |
دال |
|
إناث |
56 |
24.36 |
4.30 |
|||
|
التفاؤل |
ذكور |
44 |
14.77 |
3.33 |
3.25 |
دال |
|
إناث |
56 |
16.80 |
2.89 |
|||
|
الدرجة الكلية |
ذكور |
44 |
94.98 |
13.03 |
3.66 |
دال |
|
إناث |
56 |
104.38 |
12.50 |
يتضح من جدول (2) ما يلي:-
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات ذكور وإناث عينة الدراسة في التطبيق القبلي لبعد الكفاءة الشخصية بمقياس الصمود النفسي وذلك عند مستوى دلالة 0.05.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات ذكور وإناث عينة الدراسة في التطبيق القبلي لأبعاد (الصلابة، الضبط والسيطرة، التفاؤل، الدرجة الكلية) بمقياس الصمود النفسي وذلك عند مستوى دلالة 0.05 لصالح متوسط درجات الاناث.
رسم بياني يوضح المتوسطات الحسابية
لدرجات ذكور وإناث عينة الدراسة في التطبيق القبلي لمقياس الصمود النفسي
شكل (2)
تمثلت أدوات البحث الحالي في: مقياس الصمود النفسي لـ (Conner& Davidson, 2003) ترجمة وتعريب/ شيماء عبد المعطي خضرجي الوكيل، ومقياس تورنتو للإلكسيثميا لـ(Taylor, Bagby & Parker, 1997) تعريب/ علاء الدين كفافي، فؤاد محمد الدواش، ومصطفى عبد المحسن الحديبي:-
(ا)- مقياس الصمود النفسي ( إعداد :Conner&Davidson2003 ترجمة وتعريب شيماء الوكيل2023)
يتكون المقياس من 25مفردة وهو يقيس قدرة الطالب على التكيف الايجابى فى مواجهة الضغوط النفسية والقدرة على استعادة التوازن بعد التعرض للازمات والصدمات والمحن التىتواجهه.
(1) الكفاءة الشخصية" (9) مفردات
(2) الصلابة النفسية" (6) مفردات
(3) الضبط والسيطرة" (6) مفردات
(4) التفاؤل" (4) مفردات
اعتمدت الباحثة ما قامت به معدة المقياس الأصلي (تعريب شيماء الوكيل، 2023) من طرق للتحقق من صدق وثبات المقياس تمثلت في الاتساق الداخلي والصدق التمييزي وصدق المحكات وألفا كرونباك للثبات
أما بالنسبة لعينة البحث الحالي فقد استخدمت الباحثة عدة طرق للتحقق من صدق وثبات المقياس تمثلت في: الاتساق الداخلي، والصدق التمييزي، ومعامل ثبات ألفا كرونباخ، وثبات التجزئة النصفية لسبيرمان برااون.
استخدمت الباحثة مقياس الإلكسيثميا لقياس اضطراب الأداء الانفعالي والمعرفي وصعوبة التعبير عن المشاعر الذاتية لدى تلاميذ المرحلة الثانوية، حيث تكون المقياس من (20) عبارة تقيس البلادة الوجدانية، وقد صيغت البنود على شكل عبارات إيجابية وأخرى سلبية، بواقع (١٥) عبارة إيجابية و (٥) عبارات سلبية ، توزع على ثلاث أبعاد فرعية ،هي :-
(1) صعوبة تحديد المشاعر Difficulty Identifying Feelings :
يشير هذا البعد إلى نقص كفاءة الشخص في التحديد أو التعرف على أحاسيسه ، ويتكون البعد من (۷) عبارات إيجابية ، ويعبر الحد الأعلى للدرجة (٣٥) على هذا المقياس عن ارتفاع صعوبة تحديد المشاعر الداخلية بينما الحد الأدنى للدرجة (۷) يعبر عن انخفاض الصعوبة في تحديد المشاعر.
(2)- صعوبة وصف المشاعر Difficulty Describing Feelings :
يشير هذا البعد إلى نقص الكفاءة فيما يتعلق بالتعبير اللغوي عن المشاعر ، ويتكون البعد من (٥) عبارات بواقع (٤) عبارات إيجابية و (۱) عبارة سلبية ، ويعبر الحد الأعلى للدرجة (٢٥) عن ارتفاع صعوبة وصف المشاعر، بينما يعبر الحد الأدنى للدرجة (٥) درجات عن انخفاض صعوبة وصف المشاعر.
(3)- التفكير المتوجه نحو الخارج Externally - Oriented thinking :
يشير هذا المقياس إلى نقص الكفاءة التأملية لدى الشخص ، ويتكون المقياس من (۸) عبارات بواقع (٤) عبارات إيجابية و (٤) عبارات سلبية ، ويعبر الحد الأعلى للدرجة ( 40) عن ارتفاع التفكير المتوجه نحو الخارج ، بينما يعبر الحد الأدنى للدرجة (۸) عن انخفاض التفكير المتوجه نحو الخارج.
اعتمدت الباحثة ما قامت به معدو المقياس الأصلي من طرق للتحقق من صدق وثبات المقياس تمثلت في الاتساق الداخلي والصدق التمييزي وصدق المحكات وألفا كرونباك للثبات.
أما بالنسبة لعينة البحث الحالي فقد استخدمت الباحثة عدة طرق للتحقق من صدق وثبات المقياس تمثلت في الاتساق الداخلي، والصدق التمييزي، ومعامل ثبات ألفا كرونباخ، وحساب التجزئة النصفية لسبيرمان براون.
نتائج البحث :
ينص فرض البحث على أنه: " توجد علاقة ارتباطية دالة احصائياً بين درجات الطلاب في كل من أبعاد مقياس الصمود النفسي وأبعاد مقياس تورنتو للأليكسيثيميا " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحـثة باستخدام معامل ارتباط بيرسون من خلال البرنامج الإحصائي Spss V23، وجدول (3) يوضح ذلك.
جدول (3)
معاملات ارتباط بيرسون بين درجات الطلاب عينة الدراسة النهائية
|
الابعـــاد |
صعوبة تحديد المشاعر |
صعوبة وصف المشاعر |
التفكير الموجه خارجيا |
الدرجة الكلية لمقياس تورنتو للأليكسيثيميا |
|
الكفاءة الشخصية |
-0.737** |
-0.756** |
-0.676** |
-0.734** |
|
الصلابة |
-0.730** |
-0.752** |
-0.678** |
-0.786** |
|
الضبط والسيطرة |
-0.633** |
-0.745** |
-0.761** |
-0.780** |
|
التفاؤل |
-0.739** |
-0.744** |
-0.6771** |
-0.785** |
|
الدرجة الكلية للصمود النفسي |
-0.633** |
-0.678** |
-0.598** |
-0.686** |
لكل من أبعاد مقياس الصمود النفسي وأبعاد مقياس تورنتو للأليكسيثيميا (ن= 100)
يتضح من جدول (10) ما يلي:-
- توجد علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة إحصائية بين درجات الطلاب في كلا من أبعاد مقياس الصمود النفسي وأبعاد مقياس تورنتو للأليكسيثيميا.
التفسير:
توجد علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة إحصائية بين درجات الطلاب بين كلا من الصمود النفسي وصعوبة تحديد المشاعر عند مستوى دلالة 0,01
توجد علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة إحصائية بين درجات الطلاب بين كلا من الصمود النفسي وصعوبة وصف المشاعر عند مستوى دلالة عند مستوى دلالة 0,01
توجد علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة إحصائية بين درجات الطلاب بين كلا من الصمود النفسي والتفكير الموجه خارجيا عند مستوى دلالة 0,01.
ويمكن تفسير هذه العلاقة في ضوء الطبيعة التكوينية للصمود النفسي بوصفه آلية نفسية دفاعية تكيفية تعين الفرد على التعامل الإيجابي مع الضغوط، وتدعمه في إعادة التوازن الانفعالي أثناء المواقف الصادمة أو المحبطة. فكلما امتلك الطالب أدوات نفسية داعمة من قبيل المرونة الانفعالية، والتقدير الإيجابي للذات، والقدرة على التأقلم، كان أكثر قدرة على تنظيم مشاعره والتعبير عنها بوعي، مما يحدّ من مظاهر الإلكسيثميا.
كما أن المرحلة الثانوية تمثل ذروة التغيرات الانفعالية والاجتماعية، وهي تتطلب مستويات مرتفعة من الصمود للتكيف مع تحديات الهوية والانتماء والإنجاز الدراسي. وحين يتسم المراهق بالصلابة النفسية والقدرة على تحمل الضغوط، فإن ذلك ينعكس بشكل مباشر على مستوى وعيه الانفعالي وتفاعله مع ذاته والآخرين بطريقة أكثر توازناً ونضجاً.
هذا الاتجاه في النتائج يتفق مع العديد من الدراسات الحديثة التي كشفت عن دور الصمود النفسي بوصفه عاملاً وقائيًا يُسهم في خفض الاضطرابات الانفعالية ومن بينها الألكسيثميا. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أمل جمعة (2019) فعالية برنامج إرشادي في تنمية الصمود النفسي وخفض الألكسيثميا لدى طلبة الجامعات. وبيّنت دراسة Gilles (2018) وMagnano (2017) وMax (2011) أن القدرة على التعبير عن المشاعر ترتبط إيجابياً بالمرونة النفسية.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة Ryou et al. (2022) التي أوضحت أن الأفراد ذوي الصمود النفسي المرتفع يتمتعون بقدرة أعلى على التنظيم الانفعالي والتعبير عن مشاعرهم، مما يقلل من مؤشرات الإلكسيثميا.
كما كشفت دراسة Taylor & Bagby (2014) أن الألكسيثميا تظهر بمعدلات أقل لدى الأفراد ذوي التكيف النفسي المرتفع.
وفي السياق ذاته، أكدت دراسة Zhang et al. (2023) أن طلاب المرحلة الثانوية الذين يمتلكون مستويات مرتفعة من الصمود النفسي يُظهرون وعيًا أعلى بالذات الانفعالية، ومهارات تعبيرية أكثر نضجًا. بينما أشارت دراسة Khodabakhshi-Koolaee et al. (2021) إلى أن الصمود النفسي يُخفف من حدة الإلكسيثميا لدى المراهقين في البيئات التعليمية المضغوطة.
كما بيّنت دراسة Paivio & McCulloch (2015) العلاقة العكسية بين الألكسيثميا والدعم النفسي الداخلي الذي يقدمه الصمود النفسي للفرد في مواجهة التحديات، وهي نتيجة متسقة مع الاتجاه العام للدراسة الحالية.
التعقيب على نتائج البحث :
في ضوء ما توصلت إليه الباحثة من استنتاجات لفرضية البحث الحالي ترى أنه يمكن الإشارة إلى أن بناء برامج تدريبية تستهدف تعزيز الصمود النفسي لدى طلاب المرحلة الثانوية قد يُسهم بشكل مباشر في تقليل مظاهر الألكسيثميا، وتحسين مهاراتهم في التعبير الانفعالي، الأمر الذي من شأنه أن يُعزز الصحة النفسية العامة لهؤلاء الطلاب.
وبناءً على ذلك، فإن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تتفق بدرجة كبيرة مع أدبيات البحث في البيئتين العربية والأجنبية الحديثة، وتُضيف إلى المعرفة التربوية والنفسية بُعدًا جديدًا يربط بين المرونة النفسية والتعبير الانفعالي لدى تلاميذ المرحلة الثانوية.
توصيات البحث:
المراجع :
المراجع العربية :
إسلام جمال.(2023). تقدير الذات وعلاقته بالألكسيثيميا لدى طلاب المرحلة الثانوية في ضوء الخلفية الثقافية (ريف / حضر). مجلة البحوث النفسية والتربوية، 384) 61 - 89.
إيمان محمد السرميني(2015).. الصمود النفسي وعلاقته بجودة الحياة لدى عينة من الأطفال ذوي الإعاقة الحركية. مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، 39(4)، 331-380.
إيناس جوهر. (2014). الصمود النفسي لدى المراهقين وعلاقته بأساليب مواجهة الضغوط. مجلة كلية التربية – جامعة عين شمس، 38(3).، 293-314.
باسل محمد عاشور. (2017). فاعلية برنامج إرشادي في تنمية الصمود النفسي وخفض الضغوط النفسية لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية. مجلة دراسات تربوية ونفسية – سلطنة عمان، 8(2)، 189–2055.
جيهان حسن عبد الفتاح. (2022). فاعلية برنامج إرشادي لتنمية الصمود النفسي وخفض مشاعر الوحدة النفسية لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة البصرية. مجلة دراسات تربوية ونفسية، جامعة الزقازيق، 119(2)، 1-55.
دعاء حميدة. (2021). أثر الصمود النفسي في خفض القلق المدرسي لدى المراهقين. المجلة التربوية لجامعة سوهاج، 45(3)، 220-247
ريم سليمون. (2015). الصمود النفسي ومعنى الحياة والتدفق من وجهة نظر علم النفس الإيجابي. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية. 4(3): 89-105.
سارة المليجي. (2020). الصمود النفسي وعلاقته بأساليب مواجهة الضغوط لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة علم النفس التربوي، 34(2)، 113-145.
علاء الدين كفافي، فؤاد الدواش، مصطفى الحديبي. (2020). مقياس تورونتو للأليكسيثيميا "البلادة الوجدانية"، ط2. مكتبة الانجلو المصرية. (5 – 6).
عمرو رمضان (2021 ) الدوجماتية والألكسيثيميا كعوامل منبئة بالطلاق العاطفي لدى المتزوجين. مجلة التربية، 40(19)، 223–294.
فيصل يونس، وأميمة أنور. (2014). الاضطرابات النفسجسمية وعلاقتها بصعوبات التعبير الانفعالي لدى طلاب الجامعة. مجلة العلوم النفسية، 22(3)، 91–120.
كاميليا عابدين. (2023). العلاقة بين الألكسيثميا والاكتئاب لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة العلوم النفسية، 29(1)، 55–76.
محمد أحمد الصباغ. (2025). أثر برنامج إرشادي ميتا-انفعالي في خفض بعض أعراض الإلكسيثيميا لدى طلاب الجامعة المعاقين بصريًا. رسالة دكتوراه. كلية التربية. جامعة أسيوط.
محمد الدسوقي عبد العال. (2013). الصمود النفسي وعلاقته ببعض المتغيرات النفسية لدى عينة من طلاب الجامعة. مجلة كلية التربية، جامعة بنها، 24(95)، 149–178.
محمود عبد الحميد. (2022). التحولات النفسية لدى المراهقين. القاهرة: دار الفكر العربي.
مصطفى السعيد، وسومة سالم. (2021). المناخ الأسري المدرك وعلاقته بالبلادة العاطفية لدى طلاب الجامعة. مجلة كلية التربية – جامعة دمياط، 34(2)، 177–209.
مصطفى خليل الشرقاوي. (1993). الصحة النفسية. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
منى الزهراني. (2020). الألكسيثميا وعلاقتها بالتكيف النفسي لدى الطالبات المراهقات. مجلة دراسات تربوية ونفسية، 17(1)، 89–114.
نسيمة علي داود. (2016). الألكسيثيميا وعلاقتها بأنماط التنشئة الوالدية والوضع الاقتصادي الاجتماعي والجنس لدى طلبة الجامعة الأردنية. مجلة دراسات – العلوم التربوية، 43(3)، 981–1004.
نهى مكرم. (2023). الإلكسيثميا لدى المراهقين وعلاقتها ببعض الاضطرابات النفسية. مجلة البحوث التربوية والنفسية، 39(2)، 201–230.
هبة عبد الله. (2019). مؤشرات الصمود النفسي في البيئة المدرسية. مجلة التربية الحديثة، 11(4)، 130–151.
هشام الخولي، محمد عبد الجواد، وسمير رفعت. (2013). الإلكسيثميا وتشوهات الاستجابة الوجدانية لدى الشباب الجامعي. مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، 37(1)، 45–69.
المراجع الأجنبية :
American Psychological Association. (2014). The road to resilience. https://www.apa.org/topics/resilience/guide
American Psychological Association. (2023). Publication manual of the American Psychological Association (7th ed.). American Psychological Association.
Barchetta, S., Bileviciute-Ljungar, I., & Taylor, G. J. (2021). Childhood maltreatment and alexithymia: A meta-analytic review. Journal of Psychosomatic Research, 145, 110473. https://doi.org/10.1016/j.jpsychores.2021.110473
Basta, F. (2018). Sleep disorders, quality of life and alexithymia: A review. Neuropsychiatric Disease and Treatment, 14, 203–212. https://doi.org/10.2147/NDT.S152015
Besharat, M. A. (2007). Reliability and factorial validity of a Farsi version of the Toronto Alexithymia Scale with a sample of Iranian students. Psychological Reports, 101(1), 209–220. https://doi.org/10.2466/pr0.101.1.209-220 .
Brown, R. J., Danquah, A. N., & David, A. S. (2018). Childhood trauma and alexithymia: A meta-analysis and review. Psychological Trauma, 10(2), 159–168.
Compas, B. E., Jaser, S. S., Bettis, A. H., Watson, K. H., Gruhn, M. A., Dunbar, J. P., ... & Thigpen, J. C. (2017). Coping, Emotion Regulation, and Psychopathology in Childhood and Adolescence: A Meta-Analysis and Narrative Review. Psychological Bulletin, 143(9), 939 –991.
Freund, P. (2012). Neuropsychological perspectives on alexithymia: Executive dysfunction and emotional processing. Journal of Neuropsychology, 6(1), 45–58.
https://doi.org/10.1111/j.1748-6653.2011.02020.x
Gillham, J. E., Shatté, A. J., Reivich, K. J., & Seligman, M. E. P. (2006). Building resilience in children and youth: The Penn Resiliency Program. Annals of the American Academy of Political and Social Science, 591(1), 140–155. https://doi.org/10.1177/0002716203260095 .
Grabe, H., Spitzer, C., & Freyberger, H. J. (2010). Alexithymia and personality in relation to mental health. Journal of Personality Disorders, 14(1), 35–49.
Graham, S., James, J. E., & Foy, D. W. (2017). Alexithymia: Psychological and neuroscientific perspectives. New York: Springer.
Heiberg, A. (1976). Genetic and environmental factors in alexithymia: A twin study. Scandinavian Journal of Psychology, 17(1), 11–19.
Hosseini, S. A., & Besharat, M. A. (2010). Relation of alexithymia with coping styles and psychological symptoms. Procedia - Social and Behavioral Sciences, 5, 163–167. https://doi.org/10.1016/j.sbspro.2010.07.073 .
Isabelle Hiebel. (2021). Understanding psychological resilience: A dynamic and developmental perspective. Journal of Human Psychology, 42(2), 101–117. https://doi.org/10.1177/0894439321991800
Kooiman, C. G. (2004). Childhood adversities and alexithymia: A study in a general population. Comprehensive Psychiatry, 45(4), 286–293. 33
Luminet, O., Bagby, R. M., Wagner, H., Taylor, G. J., & Parker, J. D. A. (2018). Alexithymia and Emotional Regulation: A Review of Recent Literature. Journal of Psychosomatic Research, 110, 104–112.
Masten, A. S. (2014). Ordinary magic: Resilience in development. Guilford Press.
Masten, A. S. (2014). Ordinary Magic: Resilience in Development. Guilford Press.
Matthews, G. (2017). Emotional Intelligence, Resilience and Thriving under Pressure. Routledge.
Merlo, E. M., Tutino, R., Myles, L. A. M., Lia, M. C., & Minasi, D. (2024). Alexithymia, intolerance of uncertainty and mental health difficulties in adolescents with type 1 diabetes mellitus. Pediatric Diabetes, 25(1), 33 – 45. https://doi.org/10.1111/pedi.13470
Müller, J. (2000). Alexithymia, psychosomatic disorders and psychotherapy. Psychotherapy and Psychosomatics, 69(1), 19–24. https://doi.org/10.1159/000012371
Nicolo, G., Semerari, A., Dimaggio, G., Procacci, M., & Carcione, A. (2020). Alexithymia and adolescents: Emotional awareness and mentalization. Journal of Adolescence, 80, 25–34. https://doi.org/10.1016/j.adolescence.2020.01.002
Parling, T., Mortazavi, M., Ghaderi, A., & Holmgren, S. (2010). Alexithymia and emotional awareness in adolescents: A population-based study. Personality and Individual Differences, 49(5), 491– 496. 7
Sechi, C., Dessì, S., & Cubeddu, A. (2020). The mediating role of alexithymia in the relationship between attachment and mental health problems in adolescence. Child and Adolescent Mental Health, 25(3), 165–172. https://doi.org/10.1111/camh.12373
Sifneos, P. E. (1973). The prevalence of ‘alexithymic’ characteristics in psychosomatic patients. Psychotherapy and Psychosomatics, 22(2), 255–262.9
Southwick, S. M., Bonanno, G. A., Masten, A. S., Panter‐Brick, C., & Yehuda, R. (2014). Resilience Definitions, Theory, and Challenges: Interdisciplinary Perspectives. European Journal of Psychotraumatology, 5(1), 25338.
Spitzer, C., Siebel-Jurges, U., Barnow, S., Grabe, H. J., & Freyberger, H. J. (2007). Alexithymia and interpersonal problems. Psychotherapy and Psychosomatics, 76(5), 272–280.
Suniya S. Luthar. (2006). Resilience in development: A synthesis of research across five decades. In D. Cicchetti & D. J. Cohen (Eds.), Developmental Psychopathology: Risk, Disorder, and Adaptation (2nd ed., Vol. 3, pp. 739–795). Wiley.
Taylor, G. J., Bagby, R. M., & Parker, J. D. (2016). The 20-Year Review of Alexithymia: Concept, Measurement, and Implications for Treatment. Journal of Psychosomatic Research, 79(4), 367–378.
Taylor, G. J., Bagby, R. M., & Parker, J. D. A. (1997). Disorders of Affect Regulation: Alexithymia in Medical and Psychiatric Illness. Cambridge University Press.
Ungar, M. (2012). The Social Ecology of Resilience: A Handbook of Theory and Practice. Springer.
Valera, E. M., & Berenbaum, H. (2011). A twin study on the heritability of alexithymia. Journal of Personality Disorders, 25(4), 427– 437.
Vanheule, S., Desmet, M., Meganck, R., & Bogaerts, S. (2007). Alexithymia and interpersonal problems. Journal of Clinical Psychology, 63(1), 109–117.
Zhang, Liying, Liu, Xueqin, & Wang, Yiran. (2023).
Alexithymia and nonsuicidal self-injury among depressed adolescents: The mediating role of resilience and the moderating role of loneliness. Frontiers in Psychiatry, 14, Article 1090827. 7