محمود إبراهيم أصيل, أسماء, عبدالمحسن الحديبي, ا.د/ مصطفي, محمود سباق, د / أسماء. (2024). فاعلية برنامج قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 7.2024(2), 1-24. doi: 10.21608/dapt.2024.369098
أسماء محمود إبراهيم أصيل; ا.د/ مصطفي عبدالمحسن الحديبي; د / أسماء محمود سباق. "فاعلية برنامج قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 7.2024, 2, 2024, 1-24. doi: 10.21608/dapt.2024.369098
محمود إبراهيم أصيل, أسماء, عبدالمحسن الحديبي, ا.د/ مصطفي, محمود سباق, د / أسماء. (2024). 'فاعلية برنامج قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 7.2024(2), pp. 1-24. doi: 10.21608/dapt.2024.369098
محمود إبراهيم أصيل, أسماء, عبدالمحسن الحديبي, ا.د/ مصطفي, محمود سباق, د / أسماء. فاعلية برنامج قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2024; 7.2024(2): 1-24. doi: 10.21608/dapt.2024.369098
فاعلية برنامج قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد
1باحثة دكتوراه تخصص صحة نفسية كلية التربية بقنا - جامعة جنوب الوادي
2أستاذ الصحة النفسية كلية التربية جامعة اسيوط
3مدرس بقسم الصحة النفسية كلية التربية بقنا-جامعة جنوب الوادي
المستخلص
هدفت الدراسة الحالية إلي التعرف علي أثر العلاج القائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد (ذكور– إناث) وتمثل مجتمع الدراسة في عينة من 5 طفلاً(ذكور – أناث) من ذوي اضطراب طيف التوحد تتراوح اعمارهم من 6 سنوات- 12 سنة من ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من مشكلة في مهارات اللغة الاستقبالية, واستخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبي واعتمدت علي نظام المجموعة التجريبية الواحدة في الدراسة الحالية وهي العينة التي تم تطبيق البرنامج العلاجي عليها لتنمية مهارات اللغة الاستقبالية لديهم, وأسفرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة احصائية بين القياس القبلي والبعدي لمهارات اللغة الاستقبالية لصالح القياس البعدي وترجع للبرنامج العلاجي, واستمرار هذه الفعالية في فترة المتابعة , وقد فسرت الباحثة نتائج الدراسة في ضؤ معطيات الدراسة استناداً إلي الإطار النظري والدراسات ذات الصلة.
هدفت الدراسة الحالية إلي التعرف علي أثر العلاج القائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد (ذكور– إناث) وتمثل مجتمع الدراسة في عينة من 5 طفلاً(ذكور – أناث) من ذوي اضطراب طيف التوحد تتراوح اعمارهم من 6 سنوات- 12 سنة من ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من مشكلة في مهارات اللغة الاستقبالية, واستخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبي واعتمدت علي نظام المجموعة التجريبية الواحدة في الدراسة الحالية وهي العينة التي تم تطبيق البرنامج العلاجي عليها لتنمية مهارات اللغة الاستقبالية لديهم, وأسفرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة احصائية بين القياس القبلي والبعدي لمهارات اللغة الاستقبالية لصالح القياس البعدي وترجع للبرنامج العلاجي, واستمرار هذه الفعالية في فترة المتابعة , وقد فسرت الباحثة نتائج الدراسة في ضؤ معطيات الدراسة استناداً إلي الإطار النظري والدراسات ذات الصلة.
الكلمات المفتاحية : اضطراب طيف التوحد, اللغة الاستقبالية, نظرية الاطار العلائقي.
The Effect A program based on the relational framework theory in developing receptive language skills for children with autism spectrum disorder.
Prof. Dr. MustafaAbdEl , MohsenAl , Hudaibi
Professor of Mental Health Faculty of Education-Assiut University
Dr. AsmaMahmoudSibaq
Lecturer, Department of Mental Health, Faculty of Education, Qena, South Valley University
AsmaaMahmoudIbrahimAseel
PhD researcher specializing in mental health Faculty of Education in Qena - South Valley University
Abstract
The present study aims at identifying the effect of on the relational framework theory in improving and developing the problem of Receptive language in children with autism spectrum disorder (male and female) using an program prepared by the researcher. The community of the study is represented in an sample consists of 5 children (male - female) with Autism spectrum aging from 6 to 12 years diagnosis of autism spectrum disorder.The researcher used the semi-experimental method. She relied on the single experimental group system in the current study; which is the sample, on which the therapeutic program was applied to develop their receptive language. Results revealed that there are statistically significant differences between the pre and post measurement of receptive language skills in favor of the post measurement due to the therapeutic program, and the continuation of this effectiveness in the follow-up period. The researcher explained the results of the study in the light of the study data based on the theoretical framework and the relevant studies.
Keywords:
Autism Spectrum Disorder, receptive language skills, , the relational framework theory.
مقدمة البحث
يعد اضطراب التوحد من أشد وأعقد الاعاقات التى تصيب الأطفال قبل عمر ثلاث سنوات، حيث يمثل الاضطراب إحدى الاضطرابات المعوقة للمجال النمائى على نحو يشمل خلل وقصور الادراك الحسى واللغة مما سيؤدى إلي خلل فى التواصل مع الأخرين.
فهو اضطراب عصبي نمائي معقد غير متجانس لدرجة كبيرة يتميز بقصور واضح في التواصل والتفاعل الاجتماعي Terlouw, Kuipers, van 't Veer, Prins & Pierie,2021,p.1) مما ينعكس سلباَ علي جوانب مختلفة ومتعددة ويحد من المهارات الاجتماعية (Chen, Xiao, Hu, Ma, Zhang, Tao,2021,p.1) حيث يمثل الخلل في التواصل وضعف اللغة الاستقبالية والتعبيرية تحدياً اساسياً للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد وعجزاً رئيساً مميزاً للاضطراب وأحد أبرز معايير تشخيصيه الأساسية ويتضح ذلك في يواجه الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد مشكلة في عكس الضمائر وصعوبة الاستمرار في المحادثة (Bacon, Osuna, Courchesne & Pierce,2019). وكذلك قصور شديد في استخدام الكلمات صعوبة فى إيصال أفكاره ورغباته إلي من يحيط به، حيث ويتميز اضطراب طيف التوحد (ASD) بعجز واضح في التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك المتكرر (Donati et al,2019)ويجمع اضطراب طيف التوحد الأفتقار التطبيقي للحواس لدي الفرد , حيث يكون الفرد في الغالب إنعزالي ومنطوى على نفسه ولا يشعر بالأخرين وكأنه أصم ولا يميل إلي اللعب الابتكارى والجماعى, ويفتقر الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد إلي اللغة التي هي أهم الوسائل الاجتماعية بالنسبة للفرد والتي هي ووظيفتها إشباع رغباته وإتاحة الفرصة له للتعبير عن أفكاره ومشاعره فهي تظهر الفكرة الكامنة في نفس الفرد للآخرين وبالتالي فهي تتيح عملية الاتصال الاجتماعي واللغوي بين الأفراد(Forsyth et al,2020).
حيث يشير2021))Thomas, et al إلي أن من السمات التي تميز الطفل ذوي اضطراب طيف وجود عجز في مهارات التواصل واللغة في مرحلة ما قبل المدرسة للأطفال ذوي الأضطراب ما بين ( 24-63 شهرا ً) والسمات اللغوية أكثر تعقيدا ًحيث يعانون الأطفال ذوي أضطراب طيف التوحد من أضطراب في كلاً من اللغة الأستقبالية والتعبيرية وأضطراب المستوي المعرفي وتتفاوت درجات اضطراب اللغة لديهم وليست علي وتيرة واحدة.
ومنه فإن محاولات التدخل بالبرامج العلاجية بتنفيذ أساليب تدريبية أو تعليمية لمهارات الأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد تعد وسيلة إمداد لهم بحصيلة لغوية جديدة تساعدهم فى تعلم أشكال بديلة للتواصل، كما تساعدهم على تعلم بعض أنماط السلوك والمهارات التى تعمل على خفض الاضطرابات السلوكية واللغوية الموجودة لديهم (أحمد, 2001).
مشكلة البحث:
ضعف مهارات اللغة والتفاعل الاجتماعي يعد من الأعراض الاساسية لاضطراب طيف التوحد وأن وجود مشكلة في أحد هذه النجالات يؤثر علي تنمية المهارات في المجال الأخر , وذلك لان تنمية المهاارت اللغوية تتنبأ بتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وتسهل المزيد من المشاركات الاجتماعية كما أن الأهتمام والعمل علي تنمية مهارات(Oosting,2018, Paymon,2019)
كما تعد اضطرابات التواصل لدى الطفل التوحدى من الاضطرابات المركزية والاساسية التى تؤثر سلباً على مظاهر نموه الطبيعى والتفاعل الإجتماعي وتشمل اضطرابات اللغة والتواصل لدى أطفال التوحد كلا من اضطرابات اللغة الاستقبالية والتعبيرية، فقد أشارت دراسات إلي أن العديد من أطفال التوحد لا يملكون القدرة على الكلام، ولا يطورون مهاراتهم اللغوية ويواجهون تحديات كبيرة في اكتساب اللغة المنطوقة ويتحدثون بالحد الأدنى من الكلمات في نطاق قدراتهم اللغوية الاستقبالية, علاوة على ذلك اتسعت الفجوة اللغوية الاستقبالية لديهم مع تقدم العمر بشكل عام، أظهروا تحسناً في اللغة الاستقبالية أفضل بكثير من اللغة التعبيرية, وعلى المستوى الفردي، أظهر حوالي 25٪ من الأطفال والمراهقين من ذوي اضطراب طيف التوحد لغة استقبالية أفضل بكثير مقارنة بمستوياتهم في اللغة التعبيرية .(Chen, Y,2023)
حيث يعد تطوير مهارات اللغة من اهم العوامل التي تعمل علي تعمل علي تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي وهو من أكثر التدخلات التي يتم الوصول اليها شكل متكرر لدي ذوي اضطراب طيف التوحد والذي هو بدروه مؤشراً لعملية تخفيف حدة الاضطراب لدي الطفل ذوي اضطراب طيف التوحدBinns, A. 2021) ), ويكون تطور اللغة بطيئاً, وقد لا يتطور أبداً كما يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين, ويكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً من الكلمات, كما يكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة وذلك بالإضافة إلي وجود ضعف في التواصل اللغوي يتمثل في قصور حاد في التواصل وعجز لغوي في التحدث وإذا حدث فيكون الحديث قصر جدا, ويجد صعوبة في ربط اللفظ مع الفعل حيث يجد صعوبة في استخدام الضمائر, ويصدر أصوات وتعليقات غير مفهومة مع قلة في مفرداتها(مختار,2019).
ومن الجدير بالذكر أن مصاعب الفهم اللغوي لدي الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد تفوق مصاعبهم في التعبير فالأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد القادرون علي إصدار جمل طويلة للتعبير عما في أنفسهم يواجهون مصاعب في فهم اللغة اكثر مما يواجه الأشخاص غير ذوي اضطراب طيف التوحد حيث من المعروف عن الأشخاص غير ذوي اضطراب أنهم يفهمون الكلمات فهماً حرفياً, فإذا قلت سألقي بنفسي من النافذة فإنهم يفسرونها تفسيراً حرفياً فيظنون أن المتحدث قد يلقي بنفسه فعلاً (الحوامدة,2019).
في ضوء ما سبق تتحدد مشكلة البحث في الإجابة علي التساؤلات التالية:
1- ما الفرق بين القياسين القبلي والبعدي لمهارات اللغة الاستقبالية لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
2- ما مدي استمرارية برنامج علاجي قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية وتحسين مهارات اللغة الاستقبالية لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
ادبيات البحث:
يعد اضطراب طيف التوحد من أكثر الاضطرابات النمائية غموضاً لعدم الوصول إلي أسبابه الحقيقة علي وجه التحديد فهو يتسم بمجموعة أعراض يغلب عليها انشغال الطفل بذاته وتمركزه حول ذاته وإنسحابه من أي تفاعلات وعلاقات اجتماعية إضافة إلي عجز مهاراته الاجتماعية وقصور في التواصل وتكوين واللغة واستخدامها بشكل صحيح مما يحول بينه وبين المحيطين به (عبد اللله،2014) وهو اضطراب يتميز بقصور في عدة مجالات وهي الخصائص الأكثر شيوعاً (التواصل، التفاعل الاجتماعي، الاهتمامات والأنشطة)، وهو ما يمثلونه بثالوث القصور/ الضعف لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
وبناء عليه تتباين القدرات التواصلية لدي الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد فتتراوح من الضعف الشديد في كل من اللغة الاستقبالية (المفهومة) واللغة التعبيرية (المنطوقة) إلى الطلاقة اللفظية واللغوية المعقدة، وقد يظهرون غياباً أو تأخراً في استخدام اللغة (زارع،2017)، كونه يصيب الطفل خلال الثلاث سنوات الأولي من العمر محدثاً قصور واضح في مهارات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، والتكرار المرضي للكلام والاهتمامات والسلوكيات المضطربة. (الجارحي، 2004؛ زهران، 2005 ؛ Gomot, 2006 ، ربيع، 2009)
يرى البحيري، أمام (2019) أن هذا الاضطراب يقع في درجات تتفاوت ما بين شديدي اضطراب طيف التوحد و متوسط اضطراب طيف التوحد و طفيفي اضطراب طيف التوحد، فهناك طفل مصاب باضطراب طيف التوحد قد يقع أعلي هذا الطيف ويكون لديه قدرات خاصة قد تكون مصدراً للفخر من جانب أسرته ، وهناك من يقع أدني الطيف ويكون لديه سلوكيات صعب التعامل معها و إدارتها، وما بين هؤلاء وهؤلاء فئة من الأطفال يقعون في وسط الطيف ويمتلكون خليطاً من القدرات الخاصة والصعوبات المحيطة، غير أن هؤلاء الأطفال تجمعهم صفات مشتركة تتمثل في عدم القدرة علي التفاعل الاجتماعي، وجمودية السلوك وتختلف السمات لدي ذوي اضطراب طيف التوحد الاناث عن الذكور فاضطرابات اللغة عند الذكور أكثراً وضوحاً منها لدي الإناث والأنماط السلوكية الروتينية أكثر وضوحاً عند الإناث منها عند الذكور، وتركيز الانتباه عند الإناث أعلي من الذكور وعادة لا يمكن ملاحظة اضطراب طيف التوحد بشكل واضح حتي سن (24- 30) شهراً حيث يلاحظ تأخر في اللغة أو اللعب، أو التفاعل الاجتماعي.
وهو مايعانون منه ذوي اضطراب طيف التوحد فاللغة هي أداة أساسية نفسية لازمة لاكتساب السلوك والإدراك والعاطفة وبهذا تكون المهارات اللغوية عنصراً مهماً في التفاعل الاجتماعي الناجح، فهي أساس التواصل بين الأفراد والتعبير عن أنفسهم ومواكبة ما يدور من حولهم وأن العجز في اللغة سوف ينعكس علي الجوانب النفسية والحياتية للطفل ((Aro, et al, 2012, 395-39، وبالتالي فالأطفال الذين يعانون من ضعف في مهارات اللغة سوف يعانون من صعوبات في بناء علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين، ويساعد التطور اللغوي الأطفال علي انخفاض المشكلات السلوكية، ويساعد علي تنمية العلاقات الاجتماعية مع الآخرين. (Menting, 2012, 72), وتعد اللغة الاستقبالية والتعبيرية من العناصر الأساسية اللازمة لعملية التواصل، حيث ترتبط اللغة الاستقبالية بالقدرة علي الفهم وتفسير ومعرفة معني الكلام، اما اللغة التعبيرية فترتبط بالقدرة علي التعبير عن الأفكار والمشاعر والمعرفة، وهو ما يتصف بالعجز والقصور لدي ذوي اضطراب طيف التوحد حيث تتصف اللغة لديهم بوجود عجز وأن العجز في اللغة ينعكس علي الجوانب النفسية الأخرى (Vicker, 2009)
ويتسق ذلك مع ما أسفرت عنه نتائج دراسة Weiss, Jonathan (2007) بأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم صعوبة في إدراك معني الكلام وتتميز المعلومات، وتطور اللغة والكلام لديهم لا يكون تطوراً منتظما بمعني أنه يمكن أن يكون تطور سريع في الكلمات والمواضيع ذات الاهتمام الخاص به والعكس صحيح.
وقد كشفت الدراسات أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من عيوب محددة في اللغة الاستقبالية وأن هذه العيوب يتم تجاهلها إلى حد كبير في التدخلات حيث يتم توجيه التركيز إلى تطوير اللغة التعبيرية Hannant (2018)وقد أشارت نتائج دراسة Hudry et al,(2010) إلى أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد سجلوا درجات أقل بكثير في اللغة الاستقبالية من الأطفال العاديون، كما وجدت أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم نمط غير محدد من مفردات اللغة الاستقبالية، كما أشارت سابقاً نتائج دراسة Charman et al, (2003)والتي كانت عينتها مجموعة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تتراوح أعمارهم بين 2 و 3 سنوات حيث أشارت النتائج إلي لديهم تأخير شامل في المفردات وأن مفرداتهم الاستقبالية ضعيفة للغاية وكذلك وجود قصور في قدرات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال الرضع وأن عملية التشخيص قد تتنبأ بالنتائج اللغوية لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من ذوي اضطرابات طيف التوحد.
كما لاحظ Morris,P (2011) في دراسة له أن عددًا قليلاً فقط من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يتقنون المصطلحات العلائقية (الأفعال وحروف الجر) التي تعد جزءًا أساسيًا من الجملة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشكلة في فهم المفاهيم الأساسية لأن هذا يتطلب مهارات ومعرفة باللغويات بالإضافة إلى المتطلبات المعرفية. كشفت مراجعة الأدبيات أيضًا أن الأطفال المصابين بالتوحد أظهروا ضعفًا كبيرًا في التعرف على العناصر بشكل تقبلي حسب الميزة أو الوظيفة أو الفئة. علاوة على ذلك، لم يتمكنوا من مطابقة الكائنات والتصميمات والصور بعينة مما يشير إلى مشكلة في تكوين فئات من المفاهيم وفي فهم الارتباط بين الكائنات.
ومن الجدير بالذكر أن مراجعة الأدبيات كشفت عن أهمية بناء مهارات اللغة الاستقبالية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حتى يتمكنوا من ربط المعنى بالكلمات، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام الأنشطة التعليمية المختلفة التي تمثل مصطلحات ومفاهيم ومفردات جديدة من أجل تحديد المهارات اللغوية الاستقبالية التي يفتقر إليها ذوي اضطراب طيف التوحد، حيث كشفت الملاحظة عن ضعف كبير في مهارات اللغة المختلفة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
ومما سبق عرضه مجملاً وتفصيلا نجد أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من قصور في المهارات اللغوية الاستقبالية اللازمة للتفاعل الاجتماعي والتي قد تؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي لديهم مما يحول دون الاندماج في المجتمع وبهذا سُلط الضوء على الحاجة إلى استخدام أنشطة تعليمية مناسبة تركز حصريًا على تطوير هذه المهارات لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ومن ثم أصبح من الواضح أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد يعانون من مشاكل شديدة في المهارات اللغوية مما يبرز الحاجة إلى اكتساب فهم أفضل لمثل هذا الضعف اللغوي وبالتالي تصميم أنشطة تعليمية مناسبة لتطوير هذه المهارات والقضاء على التأخير من جانب الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
ووفقًا لنظرية الإطار العلائقي RFT)) تعد ذخيرة الاستجابة العلائقية المشتقة ضرورة لتطوير السلوك اللفظي البشري نتيجة لذلك قد تكون الآثار المترتبة على التأطير العلائقي لتعليم من هم ذوي الإعاقة النمائية هائلة حيث يساهم تأسيس الإدراك والتواصل في القدرة علي تحديد وإنشاء روابط علائقية بين المثيرات حيث ربط مفهوم بمفهوم أخر هو أساس تكوين اللغة سواء كانت اللغة (مكتوبة, لفظية, جسدية) ويتم تكوين اللغة هذه عن طريق أو من خلال تطوير ما يسميه الباحثون الأطر العلائقية أو العلاقات التي تشكلها بين المفاهيم القائمة علي التعزيز(Dunnel,2014).
وتفترض نظرية الإطار العلائقي أن أحد الجوانب الأساسية للإدراك البشري هو القدرة على تحديد العلاقات بين المثيرات والأحداث وبأن الاستجابة العلائقية المشتقة هي شكل من أشكال السلوك المعمم يمكن استخدامها لوصف مجموعة واسعة جدًا من العمليات الفكرية (Hayes,et al,2001).
حيث يذكر (Hayes, et al(2001 أن نظرية الاطار العلائقي RFT هي تحليل سلوكي للغة الهدف منها فهم العلاقة بين السلوك البشري والسلوك المقابل وهي الاطار المُقام عليه اللغة أي العملية التي تقوم عليها اللغة.
وتعرف نظرية الاطار العلائقي علي أنها قدرة البشر علي إنشاء ارتباطات بين الكلمات والأشياء والأحداث والأفكار ومنه فإن القدرة على التعلم لربط الأشياء والأحداث استنادًا إلى الخصائص التعسفية هي التي تسمح بتكوين الكم الهائل للغة في البشر.
ومن خلال نظرية الاطار العلائقي(R F T) تتكون العمليات اللفظية (مثل اكتساب اللغة) وذلك من خلال تكوين علاقات بسيطة بين أنواع مختلفة من المدخلات في وجود المثيرات كما تفسر نظرية الاطار العلائقيR F T) ) الظواهر اللفظية الأكثر تعقيداً مثل المقارنات والاستعارات من خلال الوصف والتحليلTörneke,N,2010)).
هدفالبحث :
هدفالبحثالحاليإلي:
1- التعرف علي الفرق بين القياسين القبلي والبعدي لمهارات اللغة الاستقبالية لدي الأطفال ذوي أضطراب طيف التوحد.
2- التعرف علي مدي استمرارية برنامج علاجي قائم علي نظرية الاطار العلائقي في تنمية وتحسين مهارات اللغة الاستقبالية لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
أهمية البحث:
1- يسهم البحث الحالي في القاء الضؤ علي مشكلة من المشكلات الهامة لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والتي تؤثر بشكل مباشر علي التفاعل والعلاقات الاجتماعية مع الأخرين .
2- تقديم برنامج علاجي يمكن للأخصائيين والقائمين علي رعاية الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد تعلمه وكيفية استخدامه لمساعدة الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد.
3- تقديم برنامج علاجي لمساعدة الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد في تحسين اللغة الاستقبالية لديه.
4- مساعدة الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في تحسين بعض مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لديهم من خلال تحسين مهارات اللغة الاستقبالية.
5- الاسهام في أدبيات التدخل العلاجي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.
مصطلحات البحث والمفاهيم الإجرائية:
1- اضطراب طيف التوحد:
اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorders هو اضطراب عصبي نمائي يتميز بالعجز المستمر في التواصل، التفاعل الاجتماعي، والسلوكيات أو الإهتمامات أوالأنشطة الضيقة والمتكررة(APA ,2013).
2- اللغة الاستقبالية: Receptive Language
يعرف اللغة الاستقبالية في البحث الحالية إجرائيا ًبأنه هو قدرة الطفل علي فهم الكلمات والافكار المنطوقة ومعالجة المعلومات السمعية وذلك عن تقديم استجابات غير لفظية سليمة ومناسبة.
3- نظرية الاطار العلائقي:
تعرف علي أنها قدرة الطفل علي إنشاء ارتباطات بين الكلمات والأشياء والأحداث والأفكار والذي يسمح بتكوين اللغة لديه.
فروض البحث:
1- توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمهارات اللغة الاستقبالية.
2- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية بين القياس البعدي والتتبعي في مهارات اللغة الاستقبالية.
إجراءات البحث:
أ- منهج البحث:
اعتمد البحث الحالي على المنهج شبه التجريبى باعتبارها دراسة شبه تجريبية تهدف للتعرف على فعالية برنامج تدريبى لتحسين مهارات اللغة الاستقبالية لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد واعتمد البحث الحالي على نوع واحد من التصميمات التجريبية هو: تصميم المجموعة الواحدة (التجريبية القبلية - البعدية).
ب- المشاركين بالبحث:
تم اختيار مجموعة البحث الحالية من الأطفال المترددين علي المراكز والمؤسسات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة اضطراب طيف التوحد بمحافظة اسيوط تكونت مجموعة البحث من(5) أطفال(ذكور- إناث) بناء علي إنخفاض درجاتهم علي مقياسGARS-3 لتشخيص اضطراب طيف التوحد وكذلك مقياس اللغة الاستقبالية.
الأدوات المستخدمة في البحث:
1- مقياس تشخيص اضطراب طيف التوحد وفقا لـ DSM-V تقنين عادل عبدالله, عبير أبو المجد.
2- مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب طيف التوحد GARS-3تقنين عادل عبدالله, عبير أبو المجد.
3- مقياس اللغة الاستقبالية لذوي اضطراب طيف التوحد/ إعداد الباحثة.
4- البرنامج الخاص بالدراسة الحالية /إعداد الباحثة.
نتائج البحث:
1- ينص الفرض الأول على أنه " توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمستوي مهارات اللغة الاستقبالية علي مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لصالح القياس البعدي"
وللتحقق من صحه هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام الاسلوب الاحصائى اللاباراميترى ويلكوكسون (Wilcoxon) للكشف عن الفروق بين القياسين القبلى والبعدى فيما يتعلق بمتوسطات رتب درجات اللغة الاستقبالية لدى الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد والجدول رقم (1) يوضح دلالة الفروق بين متوسطات رتب القياسين القبلى والبعدى لافراد العينة على مقياس اللغه الاستقبالية قبل وبعد تطبيق البرنامج:
جدول (1)
متوسط ومجموع رتب درجات المجموعة التجريبية وقيمه z ومستوى الدلالة للتطبيقين القبلى والبعدى لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية
المقياس
الرتب
ن
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قيمه z
مستوى الدلالة
اللغة الاستقبالية
الرتب السالبة
0
0.00
0.00
1.841
دالة احصائياً
الرتب الموجبة
4
2.50
10.00
الرتب المتساوية
1
_____
_____
يتضح من جدول (1) وجود فروق داله احصائيا بين متوسطات رتب درجات افراد العينة على مقياس اللغه الاستقبالية بين القياسين القبلى والبعدى حيث بلغت قمة z 1.841 وهى قيمه دالة احصائيا عند مستوى دلالة 0.05
وتشير نتائج هذا الفرض إلي أنه توجد فروق بين القياسين القبلى والبعدى في مهارات اللغة الاستقبالية لصالح القياس البعدى مما يؤكد على نجاح البرنامج فى تنمية مهارات اللغة الاستقبالية لدى الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد, ويمكن تفسير هذا الفرض في ضوء اشتراك وانتظام الأطفال المشاركين بالبرنامج في الجلسات المحددة للبرنامج وفق نظام زمني معين واتباع الأساليب والفنيات المحددة في إعداد البرنامج حيث كانت الفنيات والأساليب المستخدمة في البرنامج ذات معني ودلالة وذلك من سياق البحوث والدراسات السابقة التي اعتمدت علي تلك الفنيات والأساليب وكانت لها فاعلية في عملية تنمية مهارات اللغة الاستقبالية وتتفق هذه النتيجة مع نتائج بعض الدراسات ومنها دراسة Teres Mulhern,et al..(2018) والتي كان الهدف منها تقييم وتدريب الاطفال علي الإطارات العلائقية كالتصنيف حيث تم تقييم وتدريب مجموعة اطفال متوسط العمر الزمني لديهم(5 سنوات) علي اطار الإحتواء وفي تجربة أخري تم تقييم وتدريب مجموعة أطفال متوسط العمر الزمني لديهم(6 سنوات)علي اطار التسلسل الهرمي, وقد كانت نتائج الدراسة تشير إلي زيادة ونمو في الاستجابات الصحيحة عن مستوي الطفل قبل التدريب وكذلك تعميم الاستجابات, حيث أظهرت مجموعة التدريب أداء أفضل وزيادة في النمو اللغوي وتحسين وتنمية اللغة لديهم وهو ما اتفق مع دراسة Vacha,A.(2020) والتي هدفت إلي استخدام نظرية الإطار العلائقي لتعليم حروف الجر والأطر المكانية "قريب من" و "بعيد عن" للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حيث كانت عينة الدراسة مكونة من3 أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد, وكانت نتائج هذه الدراسة تشير إلي أنه اثنان من المشاركين قادرين على إثبات الاستجابة بالنسبة لمهارات اللغة الاستقبالية لكل من "قريب من, وبعيد عن" أثناء التدريب، بينما كان مشارك آخر قادرًا على إثبات وتعميم الاستجابة بالنسبة لمهارات اللغة الاستقبالية ولكن بعد التدريب الإضافي المطلوب بشدة وتكثيف أكثر ولكن في مجمله كانت نتائج هذه الدراسة تشير إلي أنه من خلال التدخل كان الأفراد المشاركين قادرين على التعلم والاستخدام بشكل صحيح حروف الجر والأطر المكانية، وتم الحفاظ على النتائج لمدة 8 أسابيع بعد توقف التدخل.
و كذلك دراسةKerry,C.(2015) التي كان الهدف منها تدريب الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد علي التعرف على مهارات المشاعر باستخدام الاستجابة العلائقية المشتقة وكانت عينة الدراسة تتكون من ثلاثة من ذوي اضطراب طيف التوحد تتراوح أعمارهم بين (12- 15 عامًا) حيث أشارت النتائج إلى أن إجراء التدريب على التعرف على المشاعر عن طريق اطار التنسيق والمطابقة كان كافياً لتحسين أداء المشاركين للتعرف على المشاعر وذلك بالنسبة للمشاركون الثلاثة بالإضافة إلى ذلك أظهر اثنان من المشاركين الثلاثة تعميمًا واضحًا لمهارات التعرف على المشاعر وذلك على المثيرات الجديدة, وذلك ما يؤكده رأيWang,F& Zhuohong,Z.(2017) الذي يشير إلي أنه يمكن تحسين اللغة لدى ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال التدريب على الاستجابة العلائقية المشتقة وقد أظهرت الأبحاث أن التدريب متعدد النماذج القائم على RFT يمكن أن يعمل علي تحسن مستوى الاستجابة العلائقية المستنتجة لدى ذوي اضطراب طيف التوحد وترتبط الاستجابة العلائقية ارتباطًا وثيقًا بتطور اللغة والوظيفة المعرفية حيث جاء ذلك متفقاً مع دراسة McHugh,L & Reed,P.(2008) والتي كان الهدف منها الكشف عن فعالية استخدام نظرية الإطار العلائقي في لتعليم قواعد اللغة للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.
وباستقراء ما سبق يتضح أن التدريب بواسطة الاطارات العلائقية تساعد في بناء وتنمية اللغة الاستقبالية لدي الأطفال ذوي اِضْطراب طَيْف التوحَّد في بيئات آمنة قابلة للتحكم والتكرار لما يحتويه من مثيرات سمعية وبصرية, أطر نظرية متمثلة في صور ورسوم متحركة توضح الأداء النموذجي الصحيح للمهارات والأنشطة المراد تعلمها, وذلك من خلًال نوع جديد من الاطارات التي لم يسبق لهم التدريب عليه )التنسيق- المعارضة- التمييز- التسلسل الهرمي- الاطار المكاني- الاطار الزماني) فضلاً عن ما قدمته التغذية الراجعة الفورية للأداء الصحيح من سرعة في الاستيعاب وزيادة في التركيز، بالإضافة إلي عدم الشعور بالملل ومن ثم تحقيق معدلات أداء عالية في المهارات المختلفة.
كذلك يعزو تقدم المجموعة التجريبية في القياس البعدي في مهارات اللغة الاستقبالية مقارنة بالقياس القبلي إلى اعتماد تطبيق الجلسات الخاصة بالبرنامج علي أسلوب تفريد التدريب والذي يسمح للطفل ذي اِضْطِراب طَيْف التوحَّد بالإنفراد بالمهارة أو النشاط -المراد تعلمه- المقدم أمامه خاص به دون مشتتات ذهنية أو بصرية أو سمعية، الأمر الذي يزيد من تركيزه واستيعابه ويسهم في اكتساب المهارة وتعميمها.
فضلاً عن ما سبق جاء التأثير الإيجابي للتسلسل والترتيب الوارد للاطارات المختلفة علي حسب مدي صعوبتها بحيث يكون التسلسل من الأسهل للأصعب بحيث لا يتم الانتقال لإطار جديد قبل اتقان الأطار المراد التدريب عليه وكذلك مراعاه الخصائص العقلية والادراكية للطفل ذوي اضطراب طيف التوحد.
كذلك يمكن إرجاع التحسن الملحوظ في مهارات اللغة الاستقبالية لأطفال المجموعة التجريبية المشاركين بالبرنامج إلي ما تضمنه البرنامج من مهارات وأنشطة مكثفة وشبه يومية مقسمة إلي مراحل مختلفة، كل مرحلة تمهد إلي المرحلة التي تليها، وتتدرج فيها المهارات من البسيطة الى المركبة ويتخللها تصحيح أو تعديل بعض الأخطاء وإعطاء التغذية الراجعة الفورية واعادة تطبيق الجلسات في الجواب المنزلي مع التدريب علي تعميم الاستجابات بالإضافة إلى اعتماد البرنامج على مجموعة كبيرة من الإجراءت والفنيات التي تتناسب مع قدرات وخصائص الأطفال ذوي اضْطِراب طَيْف التوحّد.
1- نتائج الفرض الثاني :
ينص الفرض الثانى على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة في مهارات اللغة الاستقبالية بين القياس البعدي و التتبعي"
وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام الاسلوب الاحصائى اللاباراميترى ويلكوكسون(Wilcoxon) للكشف عن الفروق بين القياسين البعدى التتبعى فيما يتعلق بمتوسطات رتب درجات مهارات اللغة الاستقبالية لدى الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد والجدول رقم (2) يوضح دلالة الفروق بين متوسطات رتب القياسين البعدى و التتبعى لأفراد العينة على مقياس مهارات اللغة الاستقبالية بعد تطبيق البرنامج وفترة المتابعة.
جدول (2)
متوسط ومجموع رتب درجات المجموعه التجريبية وقيمه z ومستوى الدلالة للتطبيقين البعدىو التتبعى لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية
المقياس
الرتب
ن
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قيمه z
مستوى الدلالة
مهارات اللغة الاستقبالية
الرتب السالبة
0
0.00
0.00
1.000
غير دالة احصائياً
الرتب الموجبة
1
1.00
1.00
الرتب المتساوية
4
___
____
يتضح من جدول (2) عدم وجود فروق داله احصائياً بين متوسطات رتب درجات افراد العينة على مقياس مهارات اللغة الاستقبالية بين القياسين البعدى والتتبعى حيث بلغت قمة z 1.00 وهى قيمه غير دالة احصائياً عند أى مستوى دلالة.
وتؤكد نتائج هذا الفرض على استمرارية تأثير البرنامج على الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأنهم مازالوا يستخدمون مهارات اللغة الاستقبالية وتفسر الباحثة هذه النتيجة في ضؤ نتائج دراسة كلا من دراسة Vacha,A.(2020) والتي هدفت إلي استخدام نظرية الإطار العلائقي لتعليم حروف الجر والأطر المكانية "قريب من" و "بعيد عن" للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حيث كانت عينة الدراسة مكونة من3 أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد, كانت نتائج هذه الدراسة تشير إلي أنه من خلال التدخل كان الأفراد المشاركين قادرين على التعلم والاستخدام بشكل صحيح حروف الجر والأطر المكانية، كما تم الحفاظ على النتائج لمدة 8 أسابيع بعد توقف التدخل.
ويؤكده نتائج دراسة Ranick et al.,(2013) والتي كان الهدف منها هو تعليم الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد فهم الكلمات والحيل الخداعية والرد عليها حيث كانت عين الدراسة مكونة من3 أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وقد اعتمدت الدراسة علي مجموعة من التدريبات متعددة النماذج، بما في ذلك القواعد و النمذجة ولعب الأدوار و ردود فعل فورية وقد أشارت النتائج إلى أن الإجراء كان فعالاً لجميع المشاركون بالإضافة إلى ذلك، تم إثبات التعميم على الحيل الجديدة وغير المدربة و ردود افعال مع أخرين لم يشاركوهم في التدريب.
ويرجع استمرار فعالية برنامج نظرية الاطار العلائقي في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية لأطفال المجموعة التجريبية ذوي اضطراب طَيْف التوحُّد إلى أن الخبرات التي مر بها هؤلاء الأطفال داخل بيئة العمل وتعلموها كانت خبرات شبه حقيقية ومرتبطة بالبيئة المحيطة بهم، وتم التدريب عليها وتكراراها عدة مرات سواء داخل الجلسة أو بعد انتهاء الجلسة, ومن ثم انتقلت هذه الخبرات الى المواقف الحقيقية في الحياة اليومية وتمكن هؤلاء الأطفال من أداء المهارات المختلفة دون مساعدة تذكر مما كان له الأثر الأكبر في ترسيخ تلك المهارات والاستفادة منها وتعميمها، وعدم زوال أثرها بمجرد انتهاء البرنامج .
المراجع:
البحيري, عبد الرقيب وإمام, محمود.(2019). اضطراب طيف التوحد الدليل التطبيقي للتشخيص و التدخل العلاجي. مكتبة الانجلو.
جارحي, السيد.(2004). فاعلية برنامج تدريبي في تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي وخفض سلوكياتهم المضطربة ]رسالة ماجستير[.جامعة عين شمس, كلية التربية.
الحوامدة, أحمد محمود.(2019).الأساليب التربوية والتعليمية للتعامل مع اضطراب التوحد, دار ابن النفيس للنشر والتوزيع.
ربيع, سحر.(2009). فاعلية برنامج تدريبي لتنمية بعض المهارات الاجتماعية وخفض سلوك إيذاء الذات لدي الأطفال التوحديين [رسالة ماجستير]. جامعة عين شمس, كلية التربية.
الزارع, نايف.(2018).المدخل إلى اضطرابالتوحدالمفاهيم الأساسية وطرق التدخل. دار الفكر للنشر والتوزيع.
زهران, حامد.(2005). علم نفس النمو الطفولة والمراهقة. عالم الكتب.
Aro, T., Eklund, K., Nurmi, J. E., & Poikkeus, A. M. (2012). Early language and behavioral regulation skills as predictors of social outcomes, Journal of Speech, Language, and Hearing Research,55(2),395-408.
Bacon, C. E., Osuna, S., Courchesne, E., & Pierce, K. (2019). Naturalistic language sampling to characterize the language abilities of 3-year-olds with autism spectrum disorder. Autism, 23 (3), 699-712.
Binns, A. (2021). Speech-Language Pathology Interventions and Ingredients that Support Social Communication and Language of Preschoolers with Autism (Doctoral dissertation, The University of Western Ontario (Canada)
Chen, Y., Siles, B., & Tager‐Flusberg, H. (2023). Receptive language and receptive‐expressive discrepancy in minimally verbal autistic children and adolescents. Autism Research.
Donati, M. A., Berrocal, C., Primi, C., Petracchi, G., Carpita, B., Cosci, F., & Dell'Osso, L. (2019). Measuring subthreshold autistic traits in the general population: Psychometric properties of the Adult Autism Subthreshold Spectrum (AdAS Spectrum) scale. Psychiatry research, 281, 112576.
Forsyth, A., Raslan, K., Lyashenko, C., Bona, S., Snow, M., Khor, B., & Machida, C. A. (2020). Children with autism spectrum disorder: Pilot studies examining the salivary microbiome and implications for gut metabolism and social behavior. Human Microbiome Journal, 15, 100066.
Gomot, M., Frederic, A., Davis, M., Belmonte, M., Edward,T., Ashwin, B.,& Simon, B. (2006). Change detection in children with autism: An auditory event0related FMRI study. Article Neuro Image, 27, (2), 475-484.
Hannant, P. (2018). Receptive language is associated with visual perception in typically developing children and sensorimotor skills in autism spectrum conditions. Human movement science, 58, 297-306.
Hayes, S. C., Barnes-Holmes, D., & Roche, B. (2001). Relational frame theory: A précis. Relational frame theory: A post-Skinnerian account of human language and cognition, 141-154.
Hudry, K., Leadbitter, K., Temple, K., Slonims, V., McConachie, H., Aldred, C., ... & Pact Consortium. (2010). Preschoolers with autism show greater impairment in receptive compared with expressive language abilities. International journal of language & communication disorders, 45(6), 681-690.
McHugh, L., & Reed, P. (2008). Using Relational Frame Theory to build grammar in children with Autistic Spectrum Conditions. The Journal of Speech and Language Pathology–Applied Behavior Analysis, 3(1), 60.
Menting, B., Van Lier, P. A., & Koot, H. M. (2011). Language skills, peer rejection, and the development of externalizing behavior from kindergarten to fourth grade. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 52(1), 72-79.
Mulhern, T., Stewart, I., & McElwee, J. (2018). Facilitating relational framing of classification in young children. Journal of contextual behavioral science, 8, 55-68.
Oosting, D. R. (2018). Reciprocal Associations Between Language Ability and Social Functioning Development over a Two-year Period in Young Preverbal Children with Autism Spectrum Disorder. University of Massachusetts Boston.
Paymon, H. (2019). Parental behaviors and child expressive language ability as predictors of peer social competence for young children with and without autism (Doctoral dissertation, University of North Carolina at Greensboro).
Ranick, J., Persicke, A., Tarbox, J., & Kornack, J. A. (2013). Teaching children with autism to detect and respond to deceptive statements. Research in Autism Spectrum Disorders, 7(4), 503-508.
Terlouw, G., Kuipers, D., van 't Veer, J., Prins, J. T., & Pierie, J. P. (2021). The development of an escape room-based serious game to trigger social interaction and communication between high-functioning children with autism and their peers: Iterative Design Approach. JMIR Serious Games, 9(1), 1-20.
Thomas, H. R., Rooney, T., Cohen, M., Bishop, S. L., Lord, C., & Kim, S. H. (2021). Spontaneous expressive language profiles in a clinically ascertained sample of children with autism spectrum disorder. Autism Research, 14(4), 720-732.
Torneke, N. (2010). Learning RFT: An introduction to relational frametheory and its clinical application. New Harbinger Publications.
Vacha, A. (2020). Using Relational Frame Theory to Teach Prepositions to Children with Autism (Doctoral dissertation, Northern Michigan University).
Vicker, B. (2009). Social communication and language characteristics associated with high functioning, verbal children and adults with autism spectrum disorder.
WANG, F., & ZHU, Z. (2017). Relational frame theory: It’s application in children with autism spectrum disorders. Advances in Psychological Science, 25(8), 1321.
Whiteman, K. C. (2015). Training Emotion Recognition Skills In Children On The Autism Spectrum Using Derived Relational Responding.
المراجع
المراجع:
البحيري, عبد الرقيب وإمام, محمود.(2019). اضطراب طيف التوحد الدليل التطبيقي للتشخيص و التدخل العلاجي. مكتبة الانجلو.
جارحي, السيد.(2004). فاعلية برنامج تدريبي في تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي وخفض سلوكياتهم المضطربة ]رسالة ماجستير[.جامعة عين شمس, كلية التربية.
الحوامدة, أحمد محمود.(2019).الأساليب التربوية والتعليمية للتعامل مع اضطراب التوحد, دار ابن النفيس للنشر والتوزيع.
ربيع, سحر.(2009). فاعلية برنامج تدريبي لتنمية بعض المهارات الاجتماعية وخفض سلوك إيذاء الذات لدي الأطفال التوحديين [رسالة ماجستير]. جامعة عين شمس, كلية التربية.
الزارع, نايف.(2018).المدخل إلى اضطرابالتوحدالمفاهيم الأساسية وطرق التدخل. دار الفكر للنشر والتوزيع.
زهران, حامد.(2005). علم نفس النمو الطفولة والمراهقة. عالم الكتب.
Aro, T., Eklund, K., Nurmi, J. E., & Poikkeus, A. M. (2012). Early language and behavioral regulation skills as predictors of social outcomes, Journal of Speech, Language, and Hearing Research,55(2),395-408.
Bacon, C. E., Osuna, S., Courchesne, E., & Pierce, K. (2019). Naturalistic language sampling to characterize the language abilities of 3-year-olds with autism spectrum disorder. Autism, 23 (3), 699-712.
Binns, A. (2021). Speech-Language Pathology Interventions and Ingredients that Support Social Communication and Language of Preschoolers with Autism (Doctoral dissertation, The University of Western Ontario (Canada)
Chen, Y., Siles, B., & Tager‐Flusberg, H. (2023). Receptive language and receptive‐expressive discrepancy in minimally verbal autistic children and adolescents. Autism Research.
Donati, M. A., Berrocal, C., Primi, C., Petracchi, G., Carpita, B., Cosci, F., & Dell'Osso, L. (2019). Measuring subthreshold autistic traits in the general population: Psychometric properties of the Adult Autism Subthreshold Spectrum (AdAS Spectrum) scale. Psychiatry research, 281, 112576.
Forsyth, A., Raslan, K., Lyashenko, C., Bona, S., Snow, M., Khor, B., & Machida, C. A. (2020). Children with autism spectrum disorder: Pilot studies examining the salivary microbiome and implications for gut metabolism and social behavior. Human Microbiome Journal, 15, 100066.
Gomot, M., Frederic, A., Davis, M., Belmonte, M., Edward,T., Ashwin, B.,& Simon, B. (2006). Change detection in children with autism: An auditory event0related FMRI study. Article Neuro Image, 27, (2), 475-484.
Hannant, P. (2018). Receptive language is associated with visual perception in typically developing children and sensorimotor skills in autism spectrum conditions. Human movement science, 58, 297-306.
Hayes, S. C., Barnes-Holmes, D., & Roche, B. (2001). Relational frame theory: A précis. Relational frame theory: A post-Skinnerian account of human language and cognition, 141-154.
Hudry, K., Leadbitter, K., Temple, K., Slonims, V., McConachie, H., Aldred, C., ... & Pact Consortium. (2010). Preschoolers with autism show greater impairment in receptive compared with expressive language abilities. International journal of language & communication disorders, 45(6), 681-690.
McHugh, L., & Reed, P. (2008). Using Relational Frame Theory to build grammar in children with Autistic Spectrum Conditions. The Journal of Speech and Language Pathology–Applied Behavior Analysis, 3(1), 60.
Menting, B., Van Lier, P. A., & Koot, H. M. (2011). Language skills, peer rejection, and the development of externalizing behavior from kindergarten to fourth grade. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 52(1), 72-79.
Mulhern, T., Stewart, I., & McElwee, J. (2018). Facilitating relational framing of classification in young children. Journal of contextual behavioral science, 8, 55-68.
Oosting, D. R. (2018). Reciprocal Associations Between Language Ability and Social Functioning Development over a Two-year Period in Young Preverbal Children with Autism Spectrum Disorder. University of Massachusetts Boston.
Paymon, H. (2019). Parental behaviors and child expressive language ability as predictors of peer social competence for young children with and without autism (Doctoral dissertation, University of North Carolina at Greensboro).
Ranick, J., Persicke, A., Tarbox, J., & Kornack, J. A. (2013). Teaching children with autism to detect and respond to deceptive statements. Research in Autism Spectrum Disorders, 7(4), 503-508.
Terlouw, G., Kuipers, D., van 't Veer, J., Prins, J. T., & Pierie, J. P. (2021). The development of an escape room-based serious game to trigger social interaction and communication between high-functioning children with autism and their peers: Iterative Design Approach. JMIR Serious Games, 9(1), 1-20.
Thomas, H. R., Rooney, T., Cohen, M., Bishop, S. L., Lord, C., & Kim, S. H. (2021). Spontaneous expressive language profiles in a clinically ascertained sample of children with autism spectrum disorder. Autism Research, 14(4), 720-732.
Torneke, N. (2010). Learning RFT: An introduction to relational frametheory and its clinical application. New Harbinger Publications.
Vacha, A. (2020). Using Relational Frame Theory to Teach Prepositions to Children with Autism (Doctoral dissertation, Northern Michigan University).
Vicker, B. (2009). Social communication and language characteristics associated with high functioning, verbal children and adults with autism spectrum disorder.
WANG, F., & ZHU, Z. (2017). Relational frame theory: It’s application in children with autism spectrum disorders. Advances in Psychological Science, 25(8), 1321.
Whiteman, K. C. (2015). Training Emotion Recognition Skills In Children On The Autism Spectrum Using Derived Relational Responding.