سالم, داليا. (2019). أثر برنامج إرشادي انتقائي في تنمية مهارات تقرير المصير لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 4(الرابع), 1-29. doi: 10.21608/dapt.2019.110629
داليا سالم. "أثر برنامج إرشادي انتقائي في تنمية مهارات تقرير المصير لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 4, الرابع, 2019, 1-29. doi: 10.21608/dapt.2019.110629
سالم, داليا. (2019). 'أثر برنامج إرشادي انتقائي في تنمية مهارات تقرير المصير لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 4(الرابع), pp. 1-29. doi: 10.21608/dapt.2019.110629
سالم, داليا. أثر برنامج إرشادي انتقائي في تنمية مهارات تقرير المصير لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2019; 4(الرابع): 1-29. doi: 10.21608/dapt.2019.110629
أثر برنامج إرشادي انتقائي في تنمية مهارات تقرير المصير لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم
هدفت الدراسة إلى: التعرف على أثر برنامج إرشادي انتقائي في تنمية مهارات تقرير المصير لدى عينة من المراهقين ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم بمدرسة التربية الفکرية بمحافظة بأسيوط، تکونت عينة الدراسة الحالية من (44) من المراهقين ذوي الاعاقة العقلية القابلين للتعلم بواقع(6)اناث(38) ذکور، وتراوحت نسبة ذکائهم مابين (50-70) وفقاً لمقياس وکسلر للذکاء إعداد وتقنين البحيري (2017)، و اعمارهم الزمنية ما بين (14-16سنة و11شهر ) ، وقد قامت الباحثة بتطبيق مقياس أرکس لمهارات تقرير المصير إعداد و ترجمة الباحثة وبرنامج الارشادي الانتقائي لتنمية مهارات تقرير المصير إعداد/ الباحثة وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالية:1) يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس مهارات تقرير المصير للمراهقين المعاقين عقلياً القابلين للتعلم في التطبيق القبلي ودرجاتهم في التطبيق البعدي بعد الانتهاء من برنامج الإرشاد الانتقائي لصالح القياس البعدي 2) ولا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس تقرير المصير للمراهقين المعاقين عقلياً القابلين للتعلم في التطبيق البعدي ودرجاتهم في التطبيق التتبعي بعد شهرين من تطبيق برنامج الإرشاد الانتقائي .
أثر برنامج إرشادی انتقائی فی تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم .
إعــــــــداد
*أ.د/عبد الرقیب أحمد البحیری ** د/ مصطفى عبد المحسن عبد التواب ***دالیا أحمد حامد عبید الله سالم
مستخلص البحث:
هدفت الدراسة إلى: التعرف على أثر برنامج إرشادی انتقائی فی تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم بمدرسة التربیة الفکریة بمحافظة بأسیوط، تکونت عینة الدراسة الحالیة من (44) من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم بواقع(6)اناث(38) ذکور، وتراوحت نسبة ذکائهم مابین (50-70) وفقاً لمقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین البحیری (2017)، و اعمارهم الزمنیة ما بین (14-16سنة و11شهر ) ، وقد قامت الباحثة بتطبیق مقیاس أرکس لمهارات تقریر المصیر إعداد و ترجمة الباحثة وبرنامج الارشادی الانتقائی لتنمیة مهارات تقریر المصیر إعداد/ الباحثة وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالیة:1) یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس مهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق القبلی ودرجاتهم فی التطبیق البعدی بعد الانتهاء من برنامج الإرشاد الانتقائی لصالح القیاس البعدی 2) ولا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق البعدی ودرجاتهم فی التطبیق التتبعی بعد شهرین من تطبیق برنامج الإرشاد الانتقائی .
ABSTRACT
The study aimed at investigating The effectiveness of eclective counseling program in developing Self-Determination skills among a sample of educable mentally disabled adolescents at school of intellectual education in Assiut Governorate, The sample of the study consisted of (44) educable mentally disabled adolescents (6) female and (38) male their ages ranged from (14-16years and 11 months)and their IQ ranged between(50-70) according to the Wechsler Intelligence Scale which prepared and codified by EL-Beheiry(2017), The researcher used the following Scales The Arc’s Self-Determination Scale prepared and codified by researcher and Eclective Counseling Program prepared by researcher, The Results of the Study were as follows: 1) There were statistically significant differences between the mean scores of students of the experimental group in the pre - post measurement The Arc’s Self-Determination Scale favoring the post measurement. 2) There were no statistically significant differences between the mean scores of the experimental group in the post and follow-up measurement The Arc’s Self-Determination Scale after two months of finishing the application.
* أستاذ الصحة النفسیة بکلیة التربیة - جامعة أسیوط
** استاذ الصحة النفسیة المساعد بکلیة التربیة - جامعة أسیوط
*** باحثة دکتوراه" ( علم نفس / صحة نفسیة ) بکلیة التربیة - جامعة أسیوط /وهذا البحث مشتق من رسالة دکتوراه للباحثة
مقدمــــــــــــــة:
یعد مجال الإعاقة العقلیة من أکثر المجالات الممیزة لمجال التربیة الخاصة بوجه عام والإعاقات النمائیة بوجه خاص، ویعد الاهتمام برعایة المعاقین عقلیاًأحد المعاییر التی یقاس بها تقدم المجتمع وتطوره.
وقد شهد مجال التخلف العقلی فی الآونة الأخیرة تغیراً جذریاً فی مجال التعریف والتصنیف وکان للجمعیة الأمریکیة للتخلف العقلی الدورالرائد فی تبنی وترویج هذه التغیرات، وقد شملت هذه التغیرات سیاسات إعداد معلمی التربیة الخاصة، فی ظل سیاسة دمج هؤلاء الأفراد فی البیئة المدرسیة والتعلیم العام، بالإضافة إلى التخطیط لانتقال الأفراد ذوی الإعاقة العقلیة من بیئة المدرسة إلى بیئة العمل، وترتب على التوسع فی فرص التعلیم، وانخراط ذوی الإعاقة فی العمل المنتج، والمشارکة فی الحیاة المجتمعیة، ضرورة مساعدتهم على اکتساب المهارات التی تمکنهم من اتخاذ القرار، والتنظیم الذاتی الموجه، وتحدید الهدف والوصول إلیه، والدعم الذاتی، ومهارات حل مشکلات والمبادرة والاختیار الشخصی والتحکم والمعرفة بالذات، والتقویم وهذه المهارات جمیعها تعرف بمهارات تقریر المصیر Self-Determination skills، (البحیری،2004) (*).
وقد أوضحت دراسةYuen (2001) أن الأفراد ذوی الإعاقة العقلیة یعانون من السیطرة المفرطة للآباء والمعلمین على بیئتهم لدرجة لاتمکنهم من الاختیار واتخاذ القرارات والتصرف بشکل مستقل فی البیئة الخاصة بهم؛ مما یؤدی بهم إلى الفشل فی تطویر قدرة داخلیة على الضبط والتحکم فی الظروف الشخصیة وبالتالی یفتقرون إلى تقریر المصیر. وعلى الجانب الآخر، فقد أوضحت نتائج دراسة Wehmeyer (2007) ودراسة Algozzine, Browder, Karvonen, Test, & Wood(2007) أن مهارات تقریر المصیر یمکن إکسابها وتنمیتها للأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة، وأوصت بضرورة تنمیتها لدیهم حتى یتمکنوا من الوعی باحتیاجاتهم الشخصیة و تحقیقأهدافهم، وضبط أدائهم، ویتمکنوا من حل المشاکلات التی تواجههم، کما أوضحت دراسة Wehmeyer & & Kelchner (1995) أن الأفراد ذوی الأعاقة العقلیة الذین یکتسبون مهارات تقریر المصیر تکون لدیهم فرصة أکبر لتحقیق نتائج إیجابیة بعد المدرسة من الطلاب الذین لا یکتسبون هذه المهارات. وقد أشارت بعض الدراسات منها دراسة (2004 Palmer, Wehmeyer, Gipson, & Agran ( ودراسة (Konrad &Test ( 2007 إلى أن البرامج الإرشادیة لتنمیة مهارات تقریر المصیر تکون أکثر فعالیة ونجاح عندما یتم استخدام استراتیجیات وفنیات علاجیة متنوعة مستمدة من طرق إرشادیة متعددة.
ویعد الإرشاد الانتقائی أحد مداخل الإرشاد النفسی التى لاتتقید بمدخل علاجی واحد ولکنه یشتمل على دمج فنیات متنوعة مما یؤدی إلى تحقیق أکبر قدر من الاستفادة منها ، وبالتالی فإن الباحثة تستخدم الارشاد الانتقائی حیث أنه یعتبر من أنسب الأسالیب الارشادیة الملائمة لطبیعة المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم لمایحققه من مراعاة لطبیعتهم ومراعاة الفروق الفردیة وتنوع مهارات تقریر المصیر؛ حیث یتم من خلال الارشاد الانتقائی تنویع الأسالیب العلاجیة بما یتناسب مع امکانیات وقدرات کل فرد کما أنه یمکن من خلاله الاستفادة من تطبیق فکرة التکامل بین الفنیات العلاجیة بما یحقق أکبر قدر من الکفاءة فی العملیة الإرشادیة.
ولهذا تسعى الدراسة الحالیة إلى مساعدة المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم على تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر حیث أنها لم تحظى بالاهتمام على المستویین النظری والإرشادی، وعلى الصعید العربی وخاصه وأن الباحثة لم تتوصل على-حد علمها- إلى دراسة عربیة تناولت تنمیة مهارات تقریرالمصیر لدى الأفراد ذوی الإعاقة العقلیة وذلک من خلال وضع برنامج قائم على فنیات الإرشاد الانتقائی لتنمیة هذه المهارات؛ وذلک لتحسین جودة حیاتهم لیس فقط فی الناحیة الأکادیمیة فقط، ولکن أیضاً من الناحیة الاجتماعیة حتى یتمکنوا من الوعی باحتیاجاتهم الشخصیة، واستخدام مهارات التأیید الذاتی لتحقیق أهدافهم، وضبط أدائهم، ویتمکنوا من حل المشکلات التی تواجههم، وزیادة الثقة بالنفس، واحترام الذات؛ مما یتیح لهم الفرص للعمل المنتج، والمشارکة فی الحیاة المجتمعیة على قدر امکانیاتهم.
ثانیاً: مشکلة البحث:
أصبح تقریر المصیر یحتل مکاناً مهماً بین أهداف الخدمات والدعم المقدمة للأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة، وخاصة الدعم التربوی والتعلیمی وتزایدت أهمیته نظراً لعدة عوامل ومنها (1): تغیر نظرة المجتمع للأشخاص ذوی الإعاقة والانتقال من وجهة النظرالقائمة على الترکیزعلى أوجه القصوروالضعف لدى المعاقین إلى النماذج القائمة على الترکیز على جوانب القوة لدیهم
(2): ظهور نماذج جدیدة لتقدیم الخدمات للأشخاص ذوی الإعاقة تقوم على أساس مبادئ التطبیع normalization، وعلى التأیید والمناصرة الذاتیة Self-advocacy، والسعی للاستقلال بالمعیشة Independent Living Movements والتی تؤکد على أولویة تنمیة مهارات تقریر المصیر للأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة (Gomez-Vela, Verdugo, Gonzalez, Corbella, Wehmeyer, 2012) وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة، هم أقل من أقرانهم غیر المعاقین فی مهارات تقریرالمصیر إلى حد کبیر لأن لدیهم فرص أقل لتحدید الاختیارات والتعبیرعن تفضیلاتهم فی أمورحیاتهم الیومیة المختلفة Chambers, Wehmeyer ,Saito, Lida, Lee, Singh & 2007)).
و قد أشارت دراسة Chadsey-Rusch, Rusch, & O'Reilly (1991) إلى أن المراهقین ذوی الإعاقة یعجزون عن تحقیق الأکتفاء الذاتی Self-sufficient فی بعض الأمور المهمة فی حیاتهم مثل التوظیف، والعیش المستقل والاندماج فی المجتمع، وقد أوضحت دراسة Martin, Marshall, Maxson, & Jerman (1993) ، ودراسةWehman, Brooke, & Inge (2001) أن أحد الأسباب الرئیسیة التی یعزو إلیها عدم قدرة ذوی الإعاقة على النجاح فی هذه الأمورعندما یغادرون المدرسة هی أن العملیة التربویة لم تتمکن من إعدادهم على نحو کاف واکسابهم مهارات تقریر المصیر؛ حیث أن خدمات التربیة الخاصة لم تمکنهم من تعلم کیفیة إدارة الذات، واتخاذ القرار، والتنظیم الذاتی الموجه، وتحدید الهدف والوصول إلیه، والدعم الذاتی والمبادرة والاختیار الشخصی، والتحکم والمعرفة بالذات، والتقویم وهذه المهارات جمیعها تعرف بمهارات تقریر المصیر.
وأشارت نتائج بعض من الدراسات التی قامت بتحلیل تأثیر المتغیرات الشخصیة والبیئیة على مستوى الشخص فی تقریر المصیر کدراسة( 2007) Chambers, et al., ودراسة Stancliffe, Abery, & Smith (2000) إلى أن القدرة العقلیة لیست هی العامل الأساسی المحدد لاکتساب وتنمیة مهارات تقریر المصیر، بینما العامل الذى یحدد اکتساب وتنمیة هذه المهارات هی تأثیر العوامل البیئیة و کیفیة تشکیل بیئة الأفراد ذوی الإعاقة والفرص المتاحة فیها لإجراء الاختیارmake choices واتخاذ القرارات make decisions، والتعبیر عن التفضیلات .
ویعزى الاهتمام بتنمیة مهارات تقریر المصیر لدى ذوی الاعاقة العقلیة إلى کونها سبباً فی تحسین جودة حیاتهم Quality of Life؛ لیس فقط فی المجال الأکادیمی، ولکن أیضا من حیث الحیاة الاجتماعیة(.(Fowler, Konrad, Walker, Test, & Wood, 2007
إن المستقرئ لما سبق یتضح له أنه -على الرغم- من أن تنمیة واکتساب مهارات تقریر المصیر لدى ذوی الإعاقة العقلیة أصبحت من أفضل الممارسات فی الخدمات والدعم المقدمة للأشخاص ذوی الإعاقة، وخاصة الدعم التربوی والتعلیمی فی أمریکا والدول الأوروبیة فإنها لم تحظى بالاهتمام على المستویین النظری والإرشادی على الصعید العربی وخاصه وأن الباحثة لم تتوصل على-حد علمها- إلى دراسة عربیة تناولت تنمیة مهارات تقریرالمصیر لدى الأفراد المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم ؛ وهذا ما حدا بالباحثة إلى أن تلقی الضوء على مفهوم تقریر المصیرمن جانب نظری حیث یتم التعریف بالمفهوم، وأهم مهارته التی یمکن تنمیتها لدی المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم، وتقدیم أهم نماذج تنمیة مهارات تقریر المصیر التی تم بنائها فی البیئة الأجنبیة؛ وبناء على ذلک یتم التخطیط لبرنامج إرشادى انتقائی یقوم على تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى عینة الدراسة، حیث أن الدراسات الأجنبیة قد أشارت إلى فاعلیته فی اکتساب وتنمیة مهارات تقریر المصیر لدى ذوی الاعاقات المختلفة ومنها الإعاقة العقلیة، فقد قامت دراسةAlgozzine et al.,(2007) بتحلیل 17 دراسة حول تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى فئات من المعاقین شملت: صعوبات التعلم، والتخلف العقلی، والشلل الدماغی فی الأعمارمن (5-50 سنة)، وأشارت نتائجها إلى ان البرامج الإرشادیة لتنمیة مهارات تقریر المصیر تکون أکثر فعالیة ونجاح عندما یتم استخدام استراتیجیات وفنیات علاجیة متنوعة مستمدة من طرق إرشادیة متعددة.
وتتحدد مشکلة البحث الحالیة فی التساؤلین التالیین:
ما أثر برنامج إرشادی انتقائی فی تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم؟
ما مدى استمراریة أثر برنامج إرشادی انتقائی فی تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم؟
ثانیاً: أهداف البحث:
تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم وذلک من خلال تصمیم برنامج إرشادی انتقائی یستخدم مجموعة انتقائیة من الفنیات الإرشادیة.
التحقق من أثر البرنامج الإرشادی الانتقائی المستخدم فی الدراسة فی تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى عینة الدراسة.
التعرف على مدى استمراریة أثر برنامج الإرشاد الانتقائی فی تنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى أفراد المجموعة العلاجیة بعد انتهاء جلسات البرنامج وخلال فترة المتابعة.
رابعاً: أهمیة البحث:
یلبی هذا البحث احتیاجات الآباء والمدرسین والأخصائیین النفسیین والاجتماعیین وجمیع المشتغلین فی مجال التخلف العقلی، فما تسفر عنه الدراسة الحالیة من نتائج یمکن أن یساعد فی تقدیم الخدمات النفسیة، والاجتماعیة، والتأهیلیة لمجتمع المعاقین بصفة عامة، والمعاقین عقلیاً بصفة خاصة فی تقدیم خدمات إرشادیة بناءة تتضمن مهارات وإستراتیجیات مناسبة تضمن لهم حیاة سعیدة – رغم اعاقتهم.
تقدیمها لأداه مقننة تفتقر إلیها مکتبة القیاس فی البیئة العربیة وذلک بترجمة إعداد أرکس لقیاس مهارات تقریرالمصیر Arc’s Self-Determination Scale الذی أعده (Wehmeyer & Kelchner,1995) على البیئة المصریة لدى المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم و ما له من أهمیة تطبیقیة فی مجال ذوی الإعاقة العقلیة حیث یمکن الإستفادة منه فی تحدید مستوى مهارات تقریر المصیر لدیهم.
تقدم الدراسة الحالیة إطاراً عملیاً للمتخصصین فی علم النفس الإرشادی والصحة النفسیة من خلال إعداد برنامج إرشادی انتقائی یستخدم لتنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم.
تسهم الدراسة الحالیة فی مساعدة المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم على اکتساب وتنمیة مهارات تقریر المصیر؛ وذلک لتحسین جودة حیاتهم لیس فقط من الناحیة الأکادیمیة، ولکن أیضاً من الناحیة الاجتماعیة مما یتیح لهم الفرص للعمل المنتج، والمشارکة فی الحیاة المجتمعیة.
تحددت نتائج البحث الحالی بعینة الدراسة الأساسیة ، والتی قوامها (44) من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم بواقع(6)اناث(38) ذکور، وتراوحت نسبة ذکائهم مابین (50-70) وفقاً لمقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین عبد الرقیب البحیری (2017)، و اعمارهم الزمنیة ما بین (14-16سنة و11شهر ) فی العام الجامعی 2018 / 2019 ، والتی اختیر منها أفراد الدراسة العلاجیة ، بناء على انخفاض درجاتهم على مقیاس مهارات تقریر المصیر إعدادو ترجمة الباحثة ، وبالمنهج شبه التجریبى المتبع بها ، وبأدوات الدراسة ، مقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین البحیری (2017)، ومقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر إعداد و ترجمة الباحثة وبرنامج الارشادی الانتقائی لتنمیة مهارات تقریر المصیر إعداد/ الباحثة. کما تحددت النتائج بالأسالیب الإحصائیة التی استخدمت للتحقق من کفاءة المقاییس وتقنینها، ولاختبار صحة الفروض ، واستخلاص النتائج.
مصطلحات البحث
الإعاقة العقلیة DisabilityIntellectual:
کما تعرفها الجمعیة الأمریکیة للإعاقات العقلیة والنمائیة فی الاصدار الخامس للدلیل التشخیصى والاحصائی للأمراض العقلیة "بأنها تتمیز بوجودإعاقة ملحوظه سواء فی الوظائف العقلیة أو السلوک التکیفی کماهو یظهر فی المهارات المفاهیمیة والاجتماعیة والعملیة، وتظهر هذه الإعاقة قبل بلوغ الفرد الثامنة عشر من عمره. ولابد من توافر خمسة شروط لتطبیق هذا التعریف: (1)لابد من ملاحظة الإعاقة الوظیفیة فی الوقت الحالی فی إطار البیئات الاجتماعیة ووفق المرحلة العمریة للفرد والاقران والثقافة، (2)تقییم ساری یوضح التنوع الثقافی واللغوی والاختلافات فی عوامل التواصل الحسیة والحرکیة والسلوکیة،(3)فی التشخیص الواحدغالبا ما تتواجد الإعاقات مع نقاط القوة ،(4)من أهم أهداف تحدید الاعاقات هو وضع تصور للدعم المطلوب(5)توفیر الدعم المناسب خلال مدة محددة، یؤدی إلى تحسن الوظائف الحیاتیة للفرد ذو الإعاقة العقلیة
,2013) Psychiatric American Association ).
2. المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلیم
AdolescentsMentally Disable Educable
یعرف المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلیم اجرائیا علی انهم المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة بمدرسة التربیة الفکریة بمحافظة بأسیوط، وتراوحت نسبة ذکائهم مابین (50-70) وفقاً لمقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین عبد الرقیب البحیری (2017)، و اعمارهم الزمنیة ما بین (14-16سنة و11شهر ) ، ویظهرون قصور فی مهارات تقریر المصیر وفقا لمقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر إعداد و ترجمة الباحثة لتعلیمهم وتدریبهم على مهارات تقریر المصیر .
وتعرف اجرائیاً بأداء الفرد المعاق عقلیاالقابل للتعلم علی مقیاس مهارات تقریر المصیر ل(Wehmeyer & Kelchner,1995) اعداد وترجمة الباحثة بابعاده الاربعة (1) تصرف الفرد بشکل مستقل (2) سلوکیات التنظیم الذاتی : (3) التمکین النفسی (4) إدراک الذات والدرجة التی یحصل علیه المعاق ذهنیا القابل للتعلم على هذا المقیاس .
برنامج الإرشاد الانتقائی :Eclective Counseling Program
یعرف الإرشاد الانتقائی إجرائیاً على" أنه مجموعة من الفنیات والانشطة والخبرات المنظمة التى تعتمد على التکامل بین فنیات العلاج السلوکی و المعرفی السلوکى المتمثلة فی (المحاضرة – المناقشة والحوار– التعزیز- الواجب المنزلی – التلقین اللفظی والجسدی – التشکیل- لعب الدور- ولعب الدور العکسی- الحدیث الذاتی الإیجابی - النمذجة الحیة -المرح والدعابة- تنطیق المشاعر- التاخیر الزمنى الثابت- التکرار-التنفیر- العصف الذهنی - الواجب المنزلی-حل المشکلات- العصف الذهنی- المراقبة الذاتیة) وبعض فنیات العلاج بالمعنى المتمثلة فی(تعدیل الاتجاهات- تحسین الذات التعویضى- القصة الرمزیة) والعلاج بالفن (الرسم) والعلاج باللعب. وتم تقدیمها لمجموعة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم (عینه الدراسة) فی صورة جلسات ارشادیة مع توضیح الهدف العام والأهداف الفرعیة لکل جلسة بهدف اکسابهم مهارات تقریر المصیر.
الإطار النظری:
أولاً: الإعاقة العقلیة DisabilityIntellectual:
ویعرفها البحیری (2002،ص8) بأنها "إعاقة تظهر فی سن مبکر، وینتج عنها قصور فی المهارات التکیفیة الیومیة، وتقاس الإعاقة العقلیة فی الأساس بالأداء الوظیفی العقلی متمثلاً فی نسبة الذکاء والتی تتراوح ما بین 50-75 درجة. وما ینتج عنها یقاس بالأداء الوظیفی التکیفی من خلال اختبارات سیکومتریة مقننة فی المهارات التکیفیة وتحتاج هذه الإعاقة إلی الدعم والمساندة المستمرین من قبل مانحی الرعایة لتخفیف حدته علی المستویین الذهنی والاجتماعی".
وقد تم تصنیف ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم حسب الدلیل التشخیصی والإحصائی الخامس للإضطرابات DSM-5، واقتصرت الباحثة على فئة الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم.
الفئة
التفسیر التربوی
نسبة الذکاء/وکسلر
إعاقة بسیطة Mild
قابل قابلین للتعلم Edncable قادرون علی تعلم الحد الأدنی من المهارات الأکا الاکادیمیة اللغویة والحساب
50-55 إلی 70
2. خصائص ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم
الخصائص الجسمیة والحرکیة والحسیة:
تشیر الأبحاث التی أجریت فی هذا المیدان إلی وجود فروق بین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم والعادیین من حیث مستوی نموهم الجسمی والحرکی، بطیئو النمو بصفة عامة، ، ومن مظاهرهم الجسمیة صغر الحجم، والوزن ونقص حجم وزن المخ وتشوه شکل الفم والأسنان، ویرتبط ذلک بضعف التآزر الحرکی واضطراب المهارات الحرکیة، وفیما یتعلق بالناحیة الحسیة فقد وجد أن المعوقین ذهنیاً من فئة التخلف العقلی البسیط لدیهم کثیر من الإعاقات البصریة والسمعیة أکثر مما یوجد لدی العادیین(عبد الواحد ،2015 ، 45).
الخصائص العقلیة:
تعتبر الخصائص العقلیة من أهم الصفات التی تمیز الطفل العادی، فمن المعروف أن الطفل العادی ینمو سنة عقلیة خلال کل سنة زمنیة من عمره ،أما الطفل المعاق عقلیاً فینمو عقلیاً ثمانیة شهور أو أقل کلما نما عمره الزمنی سنة میلادیة کاملة وغیر قادر علی متابعة الدراسة فی الفصول العادیة إلا أنه یکون "قابلاً للتعلم" ببطء وفی مدارس أو فصول خاصة، ویمکنه تعلم القراءة والکتابة والحساب والتفکیر البسیط ولا یتجاوز المرحلة الابتدائیة وبفشل متکرر وصعوبة بالغة (مرسی، 2011، ص275)
ومن أهم الخصائص العقلیة التی تمیز بها المعاقین عقلیاً.
أ- ضعف الانتباه:
تذکر أباظة (2005: 75) أن الانتباه لدی المراهق المعاق عقلیاً مثل إنتباه الطفل الصغیر، حیث تمر به أشیاء کثیرة لا ینتبه إلیها من نفسه لأن مثیرات انتباهه الداخلیة لدیه ضعیفة فسرعان ما یتشتت انتباهه، وینتقل من النشاط الذی یقوم به إلی نشاط جدید، فلا ینبه إلا لشیء واحد ولمدة قصیرة.
ب- محدودیة التفکیر أو قصور التفکیر:
یشیر عبد الواحد (2015) إلی أن من السمات البارزة والخصائص الممیزة للمعاق عقلیاً أن تفکیره ینمو ببطء وبمعدلات قلیلة، ویرتبط تفکیره بالمحسوسات ویکون بعیداً عن المجردات والمفاهیم وإدراک الغیبیات، وأیضاً یأخذ تفکیره شکل السطحیة والسذاحة فی کثیر من المواقف والخبرات التی یتعرض لها ولا یستطیع إیجاد حلول مناسبة لهذه المشکلات التی تعترضه، وأحیاناً یهرب منها أو یتجاهلها ویکون تفکیره محدوداً ومقصوراً علی ما یحیط به من أمور قلیلة جداً وأحیاناً یتسم هذا التفکیر بالسلبیة والبطء الشدید.
ج- الإدراک:
یعانی ذوی الإعاقة العقلیة من قصور فی الإدراک السمعی، أو البصری، مع عدم قدرتهم علی إدراک وفهم المواقف المختلفة التی یتعرضون لها. (محمود، 2010، 21).
خصائص الشخصیة:
یذکر الشناوی (1997، ص 156-157) أن المعاق عقلیاً یتسم بالشخصیة السلبیة، والقلق والإندفاعیة الإنسحابیة وبسرعة الاستهواء، وعدم النضوج وعدم المثابرة وعدم تحمل المسئولیة والجمود وعدم الواقعیة فی فهم الذات، واعتبر أن هذه الصفات من خصائص المعاقین عقلیاً، حیث وجد من وجه نظره أنهم یختلفون عن أقرانهم العادیین فی سمات الشخصیة.
عرف (Wehmeyer & Field ( 2007 مهارات تقریر المصیر Self- determination skills بأنها مجموعة من المهارات والمعارف والمعتقدات والأفعال الإرادیة التی تمکن الشخص من القیام بسلوک التنظیم الذاتی الموجه بحیث یتصرف الفرد بوصفه العامل الأساسی المسئول عن حیاته primary causal agent ، حیث یقوم بوضع الخیارات والقرارات فی ما یتعلق بنوعیة حیاته بحیث تکون خالیة من المؤثرات والتدخلات الخارجیة المفرطة غیر المبررة والتى لا داعی لها وبالتالی یتمکن الفرد من تحسین نوعیة حیاته ویشتمل تقریر المصیرعلى أربعة أبعاد أساسیة ممیزة للفرد وهی کالآتی:1. تصرف الفرد بشکل مستقل Autonomously ،2. سلوکیات التنظیم الذاتی :Self-regulated،3. التمکین النفسی psychologically empowered 4. إدراک الذات:Self-realization
البعد الأول تصرف الفرد بشکل مستقل Autonomously:
حیث یتطور الفرد من الاعتماد على الآخرین فی الرعایة والتوجیه إلى مستوى الاستقلال، ویصبح الفرد مستقل ذاتیاً إذا تصرف طبقاً لتفضیلاته واهتماماته أَو قدراته بعیداً عن التأثیر أَوالتدخل الخارجی وذلک فی المجالات التالیة:
أ- العنایة الشخصیةُ الروتینیةُ، والوظائفُ الأسریة مثل مهارات المتعلقة بالطعام والأعمال المنزلیة والتسوق والاسعافات الاولیة Routine personal care and family oriented functions
ب- أنشطة الإدارة الذاتیة وتعکس مدى تفاعل الفرد مع البیئة ، وموارد المجتمع Interaction with the environmen مثل عمل صداقات – استخدام مکتب البرید- التعامل مع البائعین.
ج- وقت الفراغ والأنشطة الترفیهیة Recreational and leisure time وتعکس مدى ممارسة الفرد لتفضیلاتِه وقدراتِه واهتماماته.
د- الأنشطة الاجتماعیة والمهنیة، والخیارات الشخصیة Social and vocational activities وتعکس مدى ممارسة الفرد لتفضیلاته وقدراتِه أواهتماماته فی المجال الاجتماعی والمهنی.
ویعرفها Wehmeyer & Field ( 2007) بأنها "نظام استجابة معقدة یمکن الأفراد من فحص بیئتهم واستجاباتهم للتعامل مع تلک البیئات؛ لاتخاذ قرارات بشأن کیفیة التصرف والعمل، وتقییم النتائج المرغوبة، ومراجعة وإعادة النظر فی خططهم المستخدمة "،کما اوضح أن سلوکیات التنظیم الذاتی تشمل على العدید من المهارات وهی مهارات حل مشکلات، مهارة وضع الأهداف وتحقیقها ،المراقبة الذاتیة ، والتعلیم الذاتی ، والتقییم الذاتی، والتعزیز الذاتی ، واستراتیجیات التعلم بالملاحظة.
البعد الثالث التمکین النفسیpsychologically empowered :
أوضح Kennedy(1993) أن التمکین النفسی مصطلح یشیر إلى: القدرة على الضبط والتحکم والتوجیه الذاتی والکفاءة الذاتیة (personal efficacy), فالفرد الذی یمتلک مهارات تقریر المصیر یتصرف على أساس الاعتقاد بأن لدیة قدرة داخلیة على الضبط والتحکم أی وجهة ضبط داخلیة فی الظروف التی تهمه (internal locus of control) ، وامتلاک المهارات اللازمة لتحقیق النتائج المرجوة أی لدیه (کفاءة الذاتیة (، کما ذکر إن الحمایة المفرطة من جانب الآخرین للأفراد ذوی الإعاقة تؤدی إلى الحد من فرصة الأفراد ذوی الاعاقة العقلیة من القیام بأعمال من شأنها أن تمکنهم من الشعور بالفعالیة والکفاءة الذاتیة. کما أن الافتراض العام بعدم الکفاءة الناتج من نماذج العجز الخاصة بالإعاقة ، یحد من فرصة الأشخاص ذوی الإعاقة فی تعلم مهارات مثل تحدید الأهداف والمهارات المتعلقة باختیار واتخاذ القرار التی من شأنها أن تسهم فی تحقیق الکفاءة الذاتیة وتطویر مرکز التحکم الداخلی لدیهم، ویشتمل بعد التمکین النفسی على المهارات وهی.
-مهارة اتخاذ القرار . Decision-Making
-مرکز الضبط الداخلی . Internal locus of Control
-الکفاءة الذاتیة personal efficacy .
البعدالرابع إدراک الذات : Self-realization ویشیر إلى معرفة وفهم الذات بطریقة شاملة بحیث یکون الفرد قادراً على فهم نقاط القوة لدیه ، واستکشاف نقاط الضعف والقدرات والقیود وکذلک معرفة کیفیة الاستفادة من هذه الصفات الفریدة لتحسین جودة الحیاة لدیه، وذلک من خلال الخبرة وتفسیرمعطیات البیئة، وتقییمات الآخرین، وخصائص سلوک الفرد . ( Wehmeyer & Field , 2007) ، والأفراد ذوی الاعاقة العقلیة لایمتلکون مهارات الوعى الذاتی واستکشاف نقاط القوة والضعف لدیهم من تلقاء أنفسهم وإنما ینبغی تنمیة مهارة الوعی الذاتى التی تنمی مفهوم الذات لدیهم (campbell-Whatley,2008).
ظهر مفهوم تقریر المصیر منذ بضع سنوات کأساس فی الخدمات والبرامج الموجهة نحو المعاقین عقلیاً، وأشار مفهوم تقریر المصیر إلى الحاجة الماسة والحق للمعاقین ذهنیا فی الحصول على مزید من السیطرة والتحکم فی حیاتهم، واکسابهم مجموعة من القدرا ت والمهارات التی تحتاج إلى تطویرها فی شخصیه الفرد المعاق عقلیاً.
و تقریر المصیر هو مجموعة من المهارات التی تهدف لمساعدة الأشخاص ذوی الإعاقة العقلیة على تعلم اتخاذ القرار والخیارات و حل المشکلات والکفاءة الذاتیة ومهارة وضع الأهداف وتحقیقها ؛ ومن ثم یصبحون أکثر استقلالیه ویکون لدیهم شعور بالکفایة الذاتیة والثقة بالنفس مما یحقق لهم التنمیة الشاملة ومشارکتهم فی المجتمع کمواطنین عادیین یتمتعون بکامل الحقوق والواجبات. وقد أ صبح دعم وتعزیز مهارات تقریر المصیر لدى المراهقین ذوى الإعاقة االعقلیة أفضل الممار سات فى خدمات التعلیم والخدمات والبرامج الانتقالیة فی الدول الاجنبیة حیث أشارت الأدبیات التربویة أن مهارات تقریر المصیر مهمة جدًا لذوى الإعاقة العقلیة البالغین للاحتفاظ بوظائفهم، والر ضا الوظیفى لدیهم، والأداء الوظیفى الجید.
. (Wehmeyer Palmer, Shogren, Williams-Diehm,& Soukup, 2013) حیث أوضح أبو النصر (2012، ص 107 – 108) أن من أکثر المشکلات التى تواجه ذوى الإعاقة العقلیة صعوبة إیجاد الأعمال التى توفر لهم الدخل الملائم, فیصبح الفرد منهم عالة على المجتمع ویشارک الآخرین فى عائد الإنتاج دون أن یسهم فى تکوینه, لهذاینبغى أن نرکز على عملیة تأهیلهم ومساعدتهم فى إیجاد الأعمال التى تتناسب مع قدراتهم، ومن ثم لن یتمتع الأفراد ذوى الإعاقة العقلیة بجودة الحیاة إلا بامتلاکهم لمهارات تقریر المصیر التى تتیح لهم الفرص لاختیار العمل المنا سب, و شغل وقت الفراغ بطریقة جیدة, وتکوین صداقات, وقدرتهم على اتخاذ القرارات الخا صة بهم, و شعورهم بالر ضا عن أنفسهم.
کما ترى حرکة الإ صلاح لبرامج التربیة الخا صة للخریجین أن منهاج تقریر المصیر هو منهاج للحیاة, فبعد خروج الطالب ذى الإعاقة من المدرسة و الانتقال إلى مرحلة الرشد هو بحاجة إلى اتخاذ قرارات مصیریة فى حیاته مثل: السکن, والعمل, و التخطیط لضمان نوعیة حیاة أفضل, وتحدید أهداف بناء على تفضیلاته والسعى لتحقیقها, وتقریر المصیر هو البرنامج الذى یضمن کل هذه المهارات من تحدید أهداف, واتخاذ قرارات, والتخطیط, والتعلم الذاتى, وحل المشکلات و إدارة الذات ومراقبتها (اسماعیل،2017، ص28-30).
ثالثاً : الإرشاد الانتقائی : Eclective Counseling Program
یعرف الإرشاد على أنه اتجاه یسعى إلى التکامل بین النظریات العلاجیة المختلفة سواء على مستوى التنظیر أو مستوى انتقاء الفنیات العلاجیة، أو مستوى العوامل المشترکة بین النظریات المختلفة، وهو بصورة عامة یعتبر منحى علاجیاً لایتقید ولایلتزم بنظریة علاجیة محددة أثناء العملیة العلاجیة، بل یتجاوز حدود النظریة الواحدة مستفیداً من اسهامات النظریات العلاجیة المختلفة من خلال دمجها فی نموذج علاجی تکاملی شرط أن یکون هناک انسجام وتناسق وعدم تناقض بین ما یختاره هذا النموذج التکاملی من نظریات وفنیات مختلفة (عزب، 2000، ص5).
أهداف الإرشاد الانتقائی
یهدف الإرشاد الانتقائی الى تشخیص العوامل النفسیة الدینامیکیة الفعالة المسببة للاضطرابات بهدف صیاغة المشکلة المراد معالجتها أو تعلم السلوک للتغلب علیها،و تحضیر أفضل ظروف التعلم، تحدید خطوات التعلم وإعادة التعلم،و إتاحة فرص الممارسة والتدریب لسلوک المتعلم،و توضیح الموضوع من خلال عملیة التعلم ونتائجها بهدف زیادة الدافعیة والحافز للتعلم.
مزایا الإرشاد الانتقائی:
أوضح زهران(2005، ص 365) ان الارشاد الانققائی یتمیز بتحقیق أکبر فائدة علاجیة بأی طریقة، و یمثل الانفتاح العقلی دون تحیز أو جمود فکری، و یجعل المعالج موضوعیاً یحترم طرق العلاج وأسالیبه، ویمکن المعالج من تقدیم خدمات علاجیة بطریقة أکثر فاعلیة، و یزیل الملل والروتینیة وینوع خبرات المعالج.
الدراسات السابقة
فیما یلی عرض الدراسات والبحوث ذات الصلة بموضوع البحث
قد قامت دراسة Agran (2006) بتنمیة بعض مهارات تقریر المصیر لدى ثلاثة من ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم (مهارات التنظیم الذاتی self-regulated ، وحل المشکلة problem-solving والتمکن من وضع أهداف وخطة للعمل والتقییم الذاتی) ، حیث أن أحدهم کان یرفض المشارکة فی النشاطات الصفیة وکان الآخر یصعب علیه ترکیر الانتباه إلى المهمة الحالیة، والثالث کان لدیه صعوبة فی مختلف التفاعلات الاجتماعیة وتم تدریبهم على استراتیجیات وضع هدف goal Settingوکتابة قائمة المهام المتدرجة لکل منهم وتدریبهم على المراقبة الذاتیةself-monitoring ، والتعلیمات الذاتیة ، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأفراد الثلاثة ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم تمکنوا من تعلم مهارات، تحدید الأهداف، وحل المشکلة والمراقبة الذاتیة والتعلیمات الذاتیة وقد تمکنوا من تحقیق مستوى الإتقان للمهارات بنسبة 80٪بتصحیح الاستجابة عبر ثلاث جلسات متتالیة وذلک بعد تلقی 18جلسة تدریبیة ، وتم الاحتفاظ بمستوى عال من الإتقان لدى فردین من الثلاثة لمدة ثلاثة أشهر على التوالی.
بینما هدفت دراسةCampbell-Whatley ( 2008 ) إلىتحسین بعض مهارات تقریر المصیر المتمثلة فی الوعی الذاتیself-awareness ومفهوم الذات self-conceptلدى عینة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم وتکونت عینة الدراسه من) 13) فرد، واستغرق البرنامج سبعة اسابیع وقد رکز البرنامج على تعلیم وتوعیة الافراد ذوی الاعاقة حول إعاقتهم من خلال التدریب على الوعی الذاتی ومعرفة نقاط الضعف والقوة لدیهم ، وتقبل الذات، واستکشاف الذات وفهمها، وتدریبهم على استراتیجیات حل المشکلات ومهارات المواجهة والتعامل مع الغضب وذلک من خلال استخدام بعض الفنیات مثل(لعب الدور ،النمذجة ، والتوکیدیة ، والعصف الذهنی ، والمناقشة ، والأنشطة)، وأوضحت النتائج أن هناک تحسنا واضحا فی مستوى مفهوم الذات بعد تنفیذ االبرنامج مما أدى إلى تحسن تقدیر الذات والوعی الذاتی .
وسعت دراسة (2010)Coteإلى تنمیة مهارات حل المشکلات و التنظیم الذاتی وتدریب المعلمین على تنفیذ استراتیجیة حل المشکلات لدى عینة من ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم تکونت من (4) أفراد بواقع (3) إناث ، و(1)من الذکور، وتتراوح أعمارهم ما بین 11 – 12سنة، حیث تم تدریبهم على ثلاث خطوات لحل المشکلة: وتم مساعدتهم على تحدید المشکلات ومساعدتهم فی حلها باختیار أفضل الحلول الممکنة وتم إعطائهم الفرص للتعلم والتدریب على ممارسة حل للمشکلة وذلک باستخدام مشکلات حقیقیة وتم استخدام استرتیجیات (التعلیمات -النمذجة- والقصص القصیرة –ولعب الدور) وأجریت علیهم عدة مقاییس أعدها الباحث لتقییم الأداء فی مهارة حل المشکلات ، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأفراد ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم تمکنوا من اکتسابهم مهارة حل المشکلات، وقد تمکنوا من الاحتفاظ بمهارات حل المشکلات لتسعة أسابیع بعد التدریب وأصبحوا أکثر قدرة على التنظیم الذاتی.
وهدفت دراسة الزبون (2012) " الی التعرف على مستوی مهارات تقریر المصیر للنساء ذوات الإعاقات: العقلیة، والسمعیة، والبصریة، والحرکیة بالإضافة الی مستوی التزام برامج التربیة الخاصة فی الأردن بالمؤشرات النوعیه لتقریر المصیر والتخطیط الموجه ذاتیا، وتکونت العینة من (141) امرأة من ذوات الإعاقات: العقلیة وعددهن(50) والسمعیه وعددهن (36) والبصریة وعددهن (30) والحرکیة وعددهن (25) کما تکونت العینه ایضا من (62) مرکزا ومؤسسة للتربیة الخاصة، منها (25) لذوی الإعاقة العقلیة و (15) لذوی الإعاقة السمعیة و (10) لذوی ا الإعاقة البصریة و (12) لذوی الإعاقة الحرکیة، وطبقت الباحثة ثلاثة مقاییس هی: مقیاس تقریر المصیر، ومقیاس المؤشرات النوعیة لتقریرالمصیر فی برامج التربیة الخاصة، ومقیاس التخطیط الموجه ذاتیا ، وقد أشارت النتائج إلی ارتفاع مستوی مهارات تقریر المصیر للنساء ذوات الإعاقة ( السمعیه والبصریة و الحرکیة) فی الدرجة الکلیة، وکذلک فی أبعاد: التحکم الذاتی/ الإستقلالیة، وتنظیم الذات ومعرفة الذات فی حین أن مستوی التمکین النفسی کان متوسطاً، وأشارت النتائج أیضاً إلی أن مستوی انطباق المؤشرات النوعیه لتقریر المصیر علی برامج التربیة الخاصة فی الأردن کدرجة کلیة کان متوسطا.
وهدفت اسماعیل (2017)إلى التعرف على العلاقة بین مهارات تقریرالمصیروجودة الحیاة Quality of Life لدى عینة من ذوی الاعاقة العقلیةالبسیطة ، حیث تکونت عینة الدراسة من (173) فرداً من ذوى الاعاقة العقلیة بمدرسة التربیة الفکریة بقنا وکان المشارکین(120) من الذکور و (53) من الإناث تراوحت أعمارهم ما بین12- 21سنة ، وأسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة و دالة احصائیاً عند (مستوى0,01) بین مهارات تقریر المصیروجودة الحیاة لدى عینة الدراسة،. کما أشارت الدراسة الى ان جودة الحیاة اسهمت فی التنبؤ بمهارات تقریر المصیر لدى ذوى الاعاقة العقلیة البسیطة.
فروض البحث:
1. یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس مهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق القبلی ودرجاتهم فی التطبیق البعدی بعد الانتهاء من برنامج الإرشاد الانتقائی لصالح القیاس البعدی .
2. لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس مهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق البعدی ودرجاتهم فی التطبیق التتبعی بعد شهرین من تطبیق برنامج الإرشاد الانتقائی .
إجراءات البحث:
أولاً: منهج البحث:
استخدمت الباحثة المنهج شبه التجریبی .
ثانیاً: عینة البحث
عینة البحث الأساسیة:
تم اختیار عینة الدراسة بطریقة عمدیة مقصودة من مدرسة التربیة الفکریة بمحافظة بأسیوط، حیث قامت الباحثة بالتعاون مع الاخصائی النفسی والاجتماعی بالمدرسة بفرز سجلات جمیع المراهقین المنتظمین بالمدرسة ، وبلغ عددهم (57) مراهقاً وبعد الفحص الدقیق لسجل کل طالب تم استبعاد(6) حالات ممن زادت/او نقصت اعمارهم عن (14-16سنة و11شهر ) واستبعاد (4)حالات تعانى من اعاقة حرکیة وبناء على ذلک أصبح عدد الحالات(47) و قامت الباحثة بتطبیق مقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین البحیری (2017)، وبناء على حساب نسب ذکائهم تم استبعاد (3) حالات ، وبذلک تکونت عینة الدراسة الحالیة من (44) من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم بمدرسة التربیة الفکریة بأسیوط بواقع(6)اناث(38) ذکور، تراوحت نسبة ذکائهم مابین (50-70) وفقاً لمقیاس وکسلر للذکاء واعمارهم الزمنیة ما بین (14-16سنة و11شهر ) ، وقد قامت الباحثة بتطبیق مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر إعدادو ترجمة الباحثة.
عینة البحث العلاجیة :
وتکونت عینة الدراسة العلاجیة من (6) من المراهقین ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم بمدرسة التربیة الفکریة بأسیوط بواقع انثى و(5) ذکور ممن تتراوح أعمارهم العقلیة مابین (50-70) وفقاً لمقیاس وکسلر للذکاء ویتم اختیارهم بناءً على انخفاض درجاتهم على مقیاس مهارات تقریر المصیر نقطة القطع (م- 5,1 ع) فأقل ممن کان لدیهم استعداد لحضور جلسات برنامج الإرشاد الانتقائی.
ثالثاً: الأدوات المستخدمة فی البحث:
مقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین البحیری (2017 )
یعد مقیاس وکسلر للذکاء إعداد وتقنین عبد الرقیب البحیری الطبعة الرابعة اداة کلینیکیة تطبق بصورة فردیة لقیاس القدریة المعرفیة للأفراد اللذین تتراوح أعمارهم ما بین 6سنوات وحتى 16سنة و11شهر. ویتکون من خمسة عشر اختبارا فرعیا ؛ عشرة اختبارات فرعیة رئیسیة ، وخمسة اختبارات فرعیة تکمیلیة؛ ولقد اشتملت عینة التقنین على 2509 طفلا موزعة على 11 فئة عمریة هذا بخلاف عینة المجموعات الخاصة : الموهوبین ، ذوی الاعاقة العقلیة، التوحد، النشاط الزائد،صعوبات التعلم، الاضطرابات اللغویة.
مقیاس أرکس لمهارات تقریر المصیر إعداد ترجمة الباحثة
The Arc’s Self-Determination Scale
قامت الباحثة بترجمة وتقنین مقیاس مهارات تقریرالمصیر Arc’s Self-Determination Scale الذی أعده (Wehmeyer & Kelchner,1995) ، وهو مکون من ) 72 بندًا.( وویتألف المقیاس من أربعة ابعاده (1) تصرف الفرد بشکل مستقل (2) سلوکیات التنظیم الذاتی : (3) التمکین النفسی (4) إدراک الذات، وقد قامت الباحثة بترجمة فقرات المقیاس إلى اللغة العربیة، ثم عرض المقیاس على ثلاثة من المتخصصین فی الترجمة من العربیة والإنجلیزیة،. وللتحقّق من الصدق الظاهری للمقیاس ، تم عرض المقیاس على مجموعة من المحکمین تألفت من خمسة أساتذة من أقسام علم النفس، وبالتالی تم إعداد الصیغة النهائیة للمقیاس على ضوء الموافقة والتعدیلات التی أجریت من قبل المحکّمین على عبارات مقیاس الدراسة .
ثم قامت الباحثة بتطبیق مقیاس أرکس لمهارات تقریر المصیر ( إعداد وترجمة / الباحثة) وذلک بهدف التعرف على مناسبة الاختبار للمفحوصین ووضوح التعلیمات وحساب الصدق والثبات للمقیاس على عینة استطلاعیة تشتمل هذه العینة على (44) مراهق معاق من ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم بمدرسة التربیة الفکریة بأسیوط من کلا الجنسین اعمارهم (14-16سنة و11شهر )وتتراوح أعمارهم العقلیة مابین (50-70) وفقاً لمقیاس وکسلر للذکاء، ثم قامت الباحثة بحساب الاتساق الداخلی للمقیاس بحساب معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة من عبارات مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیا القابلین للتعلم والبعد الذی تنتمی الیه (ن = 44) وکانت قیم معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى دال عند مستوى( 0,01)، کما قامت بحساب معاملات الارتباط بین کل بعد والدرجة الکلیة للمقیاس وکانت قیم معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى دال عند مستوى ( 0,01).
کما قامت الباحثة بحساب الثبات باستخدام التجزئة النصفیة باستخدام معادلة سبیرمان براون وبلغت قیمته(897, 0) ومعادلة جتمان وبلغت قیمته(891,0 ) وهی دالة عند مستوى ( 0,01) ، وهی قیمة مرتفعة تدل على ثبات المقیاس .
صدق المقیاس:
الصدق التلازمی : قامت الباحثة بحساب معامل صدق المقیاس وذلک عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجات أفراد العینة الاستطلاعیة على مقیاس مهارات تقریر المصیر ، ومقیاس فایلاند للسلوک التکیفى بإبعاده (مهارات المعیشة الیومیة :المنزل ، مهارات المعیشة الیومیة المجتمع – مجال العلاقات الاجتماعی – مهارات المواجهة) تعریب وتقنین (عبد الرقیب أحمد البحیری &مططفى عبد المحسن،2017) وکانت قیم معاملات الارتباط جمیعها دالة عند مستوى دال عند( 0,01).
کماتم حساب الصدق التمییزی: لایجاد الفروق بین العادیین والمعاقیین عقلیاًالقابلین للتعلم على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر وبحساب قیمة (ت) وجدت فروق ذات دلالة احصائیة عند مستوى ( 0,001) فی کل بعد من ابعاد المقیاس والدرجة الکلیة.
البرنامج الارشادی الانتقائی لتنمیة مهارات تقریر المصیر إعداد/ الباحثة
الهدفالعاممنالبرنامج :
هدف البرنامج الارشادی الانتقائی إلى تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم..
الأهداف الفرعیة للبرنامج الانتقائى:
تعریف أفراد المجموعة العلاجیة بمعنى تقریر المصیر وأهم مهاراته وأهمیة تنمیة هذه المهارات ، مع استخدام لغة سهلة بسیطة تتناسب مع قدراتهم العقلیة .
تنمیة مهارة إدراک الذات لدى أفراد المجموعة وذلک من خلال :-
- تنمیة الوعی بالذات الجسمیة ومعرفة أفراد المجموعة للصفات المختلفة فی مظهرهم الجسمی وتقبلهم للذات الجسمیة وتنمیة الشعور بالرضا تجاه المظهر الجمسی .
- التعرف على القیود التى تفرضها الاعاقة وتأثیرها على حیاتهم والتکیف مع هذه القیود التی تفرضها إعاقتهم ، وتنمیة الوعی بنقاط القوة ونقاط الضعف لدیهم وتنمیة مفهوم ذات ایجابی.
- تنمیة الوعی بمفهوم الذات الاجتماعیة وبأهمیة کل فرد فی المجتمع ودوره الأساسی فی الحیاة، مع تنمیة اتجاه ایجابی نحوالعمل.
- تنمیة الوعی بالمشاعر والانفعالات المختلفة، وتنمیة القدرة على التمییز الانفعالی، والربط بین المشاعر والمواقف التی تستثیرها.
تنمیة المهارات الاستقلالیة لدى أفراد المجموعة والمتمثلة فی:-
- تدریبهم على المهارات الاستقلالیة المتعلقة "بالنظافة الشخصیة" وتوعیتهم بالأهمیة الصحیة والاجتماعیة للعنایة بالنظافة الشخصیة وتتمثل هذه المهارات فی(غسل الیدین-غسل الأسنان بالفرشاه-الاستحمام- تمشیط الشعر).
- تنمیة المهارات الاستقلالیة المتعلقة "بتناول بالطعام" وتوعیتهم بأهمیة الغذاء لأجسامنا وتعریفهم بمکونات الغذاء الصحی، وتدریبهم على الالتزام بآداب تناول الطعام،وتوعیتهم بالسلوکیات الصحیحة والخاطئه أثناء تناول الطعام مع تدریبهم على إعداد وجبات خفیفة.
- تنمیة المهارات الاستقلالیة المتعلقة "بمهارة الشراء" والتدریب على مهارة الشراء من المتجر ،والقدرة على التفاعل الاجتماعی مع الآخرین والمبادرة فی الحدیث .
- تنمیة المهارات الاستقلالیة المتعلقة بمهارة "الاسعافات الأولیة" وتدریبهم علی کیفیة الاتصال بالنجدة فی حالة التعرض لخطر، وتدریبهم على عمل إسعافات أولیه فی حالة التعرض لجرح بسیط.
تنمیة مهارات التنظیم الذاتی لدى أفراد المجموعة والمتمثلة فی:
- تنمیة "مهارة حل المشکلات" وذلک من خلال معرفة معنى المشکلة، وأهمیه استخدام مهارة حل المشکلات، وتدریبهم على استخدام طریقة حل المشکلات فی المواقف المختلفة التى یواجهونها .
- تنمیة "مهارة وضع الأهداف وتحقیقها" وذلک من خلال معرفة معنى الهدف وأهمیه، وأنواعه، وکیفیة وضع الأهداف مع مراعاة الشروط الواجب توافرها فی الهدف لیصبح هدفًا قابل للتحقیق، ووتدریبهم على الخطوات اللازمة لتحقیق الهدف.
تنمیة التمکین النفسی لدى أفراد لدى أفراد المجموعة والمتمثل فی:
- تنمیة "مهارة اتخاذ القرار" وذلک خلال معرفة معنى اتخاذ القرار، وأهمیة تحسین مهارة اتخاذ القرار، وتدریبهم على الخطوات اللازمة لاتخاذ القرار فی مواقف مختلفة.
- تنمیة " مرکز الضبط الداخلی" وذلک خلال تعدیل السلوکیات المتعلقة بتحکم الصدفة، والحظ، والآخرین فی حیاتهم إلى سلوکیات تحمل الفرد نتائج أعماله، والأثر السلبى الناتج عنها ، وتدریبهم على کیفیة الربط بین الأسباب والنتائج المترتبة علیها.
الهدف الإجرائی لبرنامج الارشاد الانتقائى :
زیادة درجات أفراد المجموعة العلاجیة على مقیاس مهارات تقریر المصیر لدى عینة من المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم بأبعاده(الاستقلال – التنظیم الذاتی- والتمکین النفسی- وادراک الذات) بعد تطبیق برنامج الارشاد الانتقائی.
- استغرق تطبیق البرنامج (11)أسبوع بواقع 32جلسة ارشادیة بواقع(3)جلسات إسبوعیاً.
- واعتمد على مجموعة من الفنیات والانشطة والخبرات المنظمة التى تعتمد على التکامل بین فنیات العلاج السلوکی والمعرفی السلوکى المتمثلة فی (المحاضرة – المناقشة والحوار– التعزیز- الواجب المنزلی – التلقین اللفظی والجسدی – التشکیل- لعب الدور- ولعب الدور العکسی- الحدیث الذاتی الإیجابی - - النمذجة الحیة -المرح والدعابة- تنطیق المشاعر- التاخیر الزمنى الثابت- التکرار-التنفیر- العصف الذهنی - الواجب المنزلی-حل المشکلات- العصف الذهنی- المراقبة الذاتیة) وبعض فنیات العلاج بالمعنى المتمثلة فی(تعدیل الاتجاهات- تحسین الذات التعویضى- القصة الرمزیة )والعلاج بالفن (الرسم)والعلاج باللعب.
- وتم تنفیذهاعلی المراهقین ذوی الاعاقة العقلیة القابلین للتعلم (عینه الدراسة التجریبیة) والاستعانة بالأدوات والأنشطة اللازمة لتحقیق البرنامج.
- وتم اجراء تقویم مبدئی وتقویم مرحلى وتقویم تتبعى للبرنامج
نتائج البحث ومناقشتها :
نتائج اختبار صحة الفرض االأول وتفسیرها ینص الفرض على: " یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق القبلی ودرجاتهم فی التطبیق البعدی بعد الانتهاء من برنامج الإرشاد الانتقائی لصالح القیاس البعدی، وللتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة بما یلی:
تم اختیار عینة قوامها (6) من المراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم وتم اختیارهم بناءً على انخفاض درجاتهم على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر نقطة القطع (م- 5,1 ع) واخضاعهم لجلسات البرنامج الإرشاد الانتقائی.
تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاسین القبلی والبعدی على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر، واستخدمت الباحثة اختبار ویلککسون لدلالة الفروق بین التطبیقین القبلی البعدی کما فى الجدول التالی:
جدول(1)
یبین قیمة (Z) لدلالة الفروق بین متوسط رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاس القبلی و البعدی على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم (ن=6)
المتغیر
المجموعة
العدد
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قیمة (Z)
مستوی الدلالة
حجم الأثر
الاستقلال
(قبلی- بعدی)
الرتب السالبة
0
0,00
0,00
2,201
05,0
0,90
الرتب الموجبة
6
3, 50
21,00
الرتب المحایدة
0
مرتفع
المجموع
6
التنظیم الذاتی (قبلی- بعدی)
الرتب السالبة
0
0,00
0,00
214,2
05,0
0,90
الرتب الموجبة
6
3, 50
21,00
الرتب المحایدة
0
مرتفع
المجموع
6
التمکین النفسی (قبلی- بعدی)
الرتب السالبة
0
0,00
0,00
201,2
05,0
0,90
الرتب الموجبة
6
3, 50
21,00
الرتب المحایدة
0
مرتفع
المجموع
6
إدراک الذات(قبلی- بعدی)
الرتب السالبة
0
0,00
0,00
220,2
0,90
الرتب الموجبة
6
3, 50
21,00
الرتب المحایدة
0
مرتفع
المجموع
6
الدرجة الکلیة (قبلی- بعدی)
الرتب السالبة
0
0,00
0,00
201,2
05,0
0,90
الرتب الموجبة
6
3, 50
21,00
مرتفع
الرتب المحایدة
0
المجموع
6
یتضح من الجدول رقم ( 1) السابق أن قیمة ( Z ) تساوی (2.201) وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوی دلالة ( 0.05) فی کل بعد من أبعاد المقیاس والمقیاس ککل. وهذا یعنی أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین رتب متوسطات درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاس القبلی والبعدی على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر (ن=6) لصالح القیاس البعدی.
- أوضحت النتائج أنه تم رفض الفرض الصفری وقبول الفرض البدیل والذی ینص على أنه ( یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق القبلی ودرجاتهم فی التطبیق البعدی بعد الانتهاء من برنامج الإرشاد الانتقائی لصالح القیاس البعدی).
وبالتالى یمکن أن نستنتج فاعلیة البرنامج الإرشاد الانتقائی فی تنمیة مهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم وبالتالی تشیر هذه الدراسة إلى امکانیة تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى المراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم حیث أن استخدام البرنامج حقق تحسناً ملحوظاً لأفراد المجموعة التجریبیة التی تلقت البرنامج ، ومما ساعد أیضاً هو الفنیات والأسالیب المستخدمة فی البرنامج ، وکذلک استخدام الأنشطة والمناقشات المحببة والتی استخدمتها الباحثة أثناء تطبیقها للبرنامج فی معظم جلساته. وهذا یتضح عند حساب حجم الأثر والذی بلغ (0.90) وهی قیمة مرتفعه حیث وضح Rosenthal (1994) أنه : یکون حجم الأثر صغیر من 0.1 فأقل ، متوسط 0.3 فأکثر کبیر من 0.5 فأکثر والشکل رقم (1) التالی یوضح هذه النتائج
وترجع فاعلیة البرنامج لاستخدام الباحثة مناحی ارشادیة متعددة تتمثل فی العلاج السلوکی والمعرفیالسلوکى والعلاج بالفن (الرسم)والعلاج باللعب، والعلاج بالمعنى مما یسر لها الدمج بین فنیات سلوکیة ومعرفیة وعلاج بالفن وعلاج باللعب وتتفق نتائج الدراسة الحالیة مع دراسات (Campbell-Whatley, 2008; Cote, 2010; Sparks , 2017 ) ودراسة (الزبون،2012).
حیث أن الباحثة استخدمت فنیة تحلیل المهام والمساعدة المتزایدة تدریجیا(تلقین لفظی غیر مباشر، ثم تلقین لفظی مباشر مع التلقین الایمائی ثم التلقن الجسدی) حیث یتم تجزئة کل مهمة من هذه المهمات الى مجموعة من الخطوات المنفصلة لتدریبهم علی المهارات الاستقلالیة المتمثله فی "النظافة الشخصیة" وتتمثل هذه المهارات فی(غسل الیدین-غسل الأسنان بالفرشاه-الاستحمام) والتدریب على مهارة الشراء من المتجر وتنمیة المهارات الاستقلالیة المتعلقة بمهارة "الاسعافات الأولیة" وتدریبهم علی کیفیة الاتصال بالنجدة فی حالة التعرض للخطروتدریبهم على اعداد وجبات خفیفة ( عمل ساندوتش- کوب من عصیر اللیمون –وطبق من السلطة ) وقد اشار (عبد الرقیب البحیری ،2014،ص130) أن استخدام التدرج فی المساعدة المتزایدة تدریجیا اکثر الاجراءات التعلیمیة استخدام على نطاق واسع لتدریس الاستجابات المسلسلة للأفراد ذوی الاعاقة العقلیة الشدیدة وقد تم تدریس مجموعه متنوعة من المهارات بنجاح عن طریق هذا الاجراء مثل ارتداء الملابس دون مساعدة ، تناول الطعام بدون مساعدة.
وقد جمعت الباحثة بین مجموعة من الفنیات المتمثلة فی "النمذجة وتحلیل المهمة "مما کان له دور فعال فی تعلیم المعاقین عقلیا القابلین للتعلم (لویس ملکیة ، 1990،78-79) .
کما قامت الباحثة باستخدام "النمذجة الحیة "وبوضوح وببطء مع "التکرار " وذلک لتدریهم على مهارات الشراء والاسعافات الاولیه ومهمه عمل السندوتش وقداشار(طه عبد العزیز،2008،ص270) الی أن النمذجة الحیه تعتبر من الفنیات الفعالة التی تستخدم مع الطفل المعاق عقلیا حیث انه یحتاج الى التقلید أکثر من غیره ویجد متعة فی ذلک ولذا یتعین على المعلم او المعلمة ان تقوم بالسلوک الذی ترغب فی تعلیمه للمعاق ببطء وبشکل واضح وعدد من المرات، کما لم تغفل الباحثة أثر النمذجة الرمزیة فی تدریبهم على النظافة الشخصة والاستحمام باستخدام دمیة، کما أن الباحثة قامت بالترکیز على الأنشطة العملیة التی تشترک فیها جمیع حواسهم لأن ذلک من شأنه تحسین قدرتهم علی اکتساب المهارات وجذب انتباههم ویساعد على بقاء أثر التعلم ویثیر جو من المرح والدعابة والمتعة فی التعلم.
کما قامت الباحثة باستخدام القصة لتوعیتهم بأمیة النظافة الشخصیة وتدریبهم على اداب الطعام ، کما ان الباحثة استخدمت العلاج باللعب لتدریبهم على المهارات الشرائیة "لعبة البقال :مما اثار جو من المتعة والمرح الذی یساعد على اکتساب المهاره وبقاء أثر التعلم. وتنوعت اسالیب التعزیز اللفظیة والمعنویة مما اثار جو من الالفة والمحبة بینهم وبین الباحثة.
ولتنمیه بعد التنظیم الذاتى قامت الباحثة بتدریبهم على "مهارة حل المشکلات" وذلک من خلال مجموعة من "القصص الرمزیة القصیره" المرتبطة بحیاتهم الیومیة ، وقامت بتدریبهم على خطوات حل المشکلات واستخدمت بطاقات تحتوی على صور ترمز لهذه الخطوات، کما قامت الباحثة باستخدام التکرار حیث تم تعلیمهم خطوات حل المشکلات مع مجموعه متنوعة من المشکلات التى یواجهونها کما قامت الباحثه باستخدام فنیة لعب الدور ولعب الدور العکسی مما زاد من قدرتهم على اکتساب هذه المهارة.
کما قامت الباحثة بتنمیة مهارة "وضع الاهداف" باستخدام "القصص الرمزیة القصیره" لتعریفهم ماهیة الهدف واهمیته ولتدریبهم على خطوات تحقیق الاهداف، استخدمت فنیة لعب الدور وللتأکد من اکتسابهم هذه المهارة طلبت من کل فرد من المجموعة ان یعطی مثال لهدف مستقبلى وکیف یحققه، فعلى سبیل المثال لاالحصر قال حاتم" هدفی أن أعمل فی محا لبیع الملابس ، ولکی احقق هذا الهدف اتعلم الحساب ،وکیف انظم الهدوم فی المحل وبیع الملابس ،واتعلم کیف انظف المحل.
ولتدریبهم علی التمکین النفسی من خلال تدریبهم على مهارة اتخاذ القرار باستخدام "القصص القصیره التی تعرض مجموعة من المواقف الحیاتیة وتدریبهم على اختیار البدیل الأفضل بعد دراسة النتائج المتوقعة لکل بدیل کما استخدمت فنیة لعب الدور لهذه المواقف کما قامت بتدریبهم على استخدام "فنیة تعدیل الاتجاهات " المستمدة من العلاج بالمعنى مما امکن للباحثه تعدیل اتجاهاتهم من حیث ان النجاح لایعتمد على الحظ او الصدفة وانما الفرد مسؤول عن نجاحه وفشله من خلال حدیثه الذاتی.
ولتنمیه بعد الادراک الذا تی قامتالباحثة بتغیر مفهوم الذات السلبى والقضاء على عدم التطابق بین مستویات مفهوم الذات المختلفة؛ فلتنمیه مهاة الوعی بالذات الجسمیة من خلال فنیة العلاج باللعب"لعبة الجسم المفکک" کما استخدمت فنیة النمذجة الحیة بعرض مجموعة من الصور لمشاهیر تحدوا الاعاقة مثل "طه حسین" و "بیتهوفن" ،کما استخدمت فنیة "تحسین الذات التعویضى" من خلال قصة رمزیة کما قامت باستخدام العلاج بالرسم للتعبیر عن ما یدور فی انفسهم من مشاعر متعلقة بذواتهم الجسمیة حتى تقوم بتعدیلها من خلال "الحدیث الذاتی الایجابى" وتم تدریبهم على مفهوم الذات الاجتماعی من خلال اشتراکهم فی الانشطة الاجتماعیة واستخدمت فنیة "تنطیق المشاعر " للتنفیس الانفعالی عن المشاعر المختلفة من خلال اللعب بالبالونات.
نتائج اختبار صحة الفرض الثانی وتفسیرها ینص الفرض على: " لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق البعدی ودرجاتهم فی التطبیق التتبعی بعد شهرین من تطبیق برنامج الإرشاد الانتقائی .
ولتتحقق من صحة هذا الفرض قامت الباحثة باعادة تطبیق مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیرعلى عینه الدراسه العلاجیة بعد شهرین من تطبیق البرنامج العلاجی.
و تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاسین البعدی والتتبعی على مقیاس مهارات تقریر المصیر، واستخدمت الباحثة اختبار ویلککسون لدلالة الفروق بین التطبیقین البعدی والتتبعی وذلک باستخدام ویلککسون (Wilcoxon Signed Ranks Test) وهو اختبار لابارامترییستخدم لمعرفة دلالة الفروق بین متوسطی رتب القیاس القبلی والبعدی (عند صغر حجم العینة) أی دلالة الفروق بین مجموعتین مرتبطتین ، والجدول رقم (2) التالی یوضح نتائج هذا الاختبار:
جدول(2)
یبین قیمة (Z) لدلالة الفروق بین متوسط رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاس البعدی والتتبعیارکس لمهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم (ن=6)
المتغیر
المجموعة
العدد
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قیمة (Z)
مستوی الدلالة
الاستقلال
(بعدی- تتبعی)
الرتب السالبة
4
3, 50
14,00
0,750
غیر دال
الرتب الموجبة
2
3, 50
7,00
الرتب المحایدة
0
المجموع
6
التنظیم الذاتی (بعدی- تتبعی)
الرتب السالبة
5
3, 50
17,50
633 ,1
غیر دال
الرتب الموجبة
1
3, 50
3,50
الرتب المحایدة
0
المجموع
6
التمکین النفسی (بعدی- تتبعی)
الرتب السالبة
5
3, 50
16,00
186 , 1
غیر دال
الرتب الموجبة
1
5, 00
5, 00
الرتب المحایدة
0
المجموع
6
إدراک الذاتی
(بعدی- تتبعی)
الرتب السالبة
2
3, 00
6,00
447,
غیر دال
الرتب الموجبة
3
3,00
9,00
الرتب المحایدة
1
المجموع
6
الدرجة الکلیة
(بعدی- تتبعی)
الرتب السالبة
5
4, 00
20,00
816,1
غیر دال
الرتب الموجبة
1
1,00
1,00
الرتب المحایدة
0
المجموع
6
یتضح من الجدول رقم (2) السابق أن قیمة ( Z ) غیر دالة احصائیا فی فی کل بعد من ابعاد المقیاس والمقیاس ککل اى انه لا یوجد فرق دال إحصائیاً بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس ارکس لمهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم فی التطبیق البعدی ودرجاتهم فی التطبیق التتبعی بعد "شهرین "من تطبیق برنامج الإرشاد الانتقائی . وتشیر هذه النتائج الى استمرار فاعلیة البرنامج الإرشاد الانتقائی واحداثه تغیرات ایجابیه مستمرة فی تنمیة مهارات تقریر المصیر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم بعد فترة المتابعة التی استمرت شهرین من تطبیق البرنامج،
مما یؤکد أن البرنامج لم یکن له أثر رجعی بسبب عامل الزمن، وان البرنامج حقق درجة من النجاح استمر عبر الزمن، والشکل رقم (2) التالی یوضح هذه النتائج.
ومما ساعد علی بقاء اثر البرنامج کان لنظام "التغذیة الراجعة" الذى استخدمته الباحثة من فدیوهات وصورمع دمج الفنیات من نظریات مختلفة وتنوع المثیرات الحسیة المستخدمة فی البرنامج من افلام وصور وملائمتها لمیول وقدرات واهتمامات وامکانات المعاقین عقلیا القابلین للتعلم وترى الباحثة ان النشاط الجماعی کالرسم واللعب له أثر بالغ الاهمیة فی تنمیة مهارات تقریر المصیر لدیهم کما ساعدهم فی التعبیر عن مشاعرهم ورغباتهم بطریقة غیر مباشرة ، کما ان الواجبات المنزلیة کان لها دور فعال فی تنمیة المهارات حیث یطلب منهم تکرار المهام التى تدربوا علهیا اثناء الجلسات مما ساعد على تکرار السلوک المطلوب وبقاء اثر التعلم کما کان لها دور فعال فی تقییم البرنامج ویتضح ذلک من خلال التزامهم باداء الواجبات المنزلیة وتطبیق ما تعلموه داخل الجلسة فی المنزل ، واظهر للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین للتعلم حبهم الشدید لانشطة البرنامج وجاء ذلک من خلال انتظارهم الباحثة على بوابة المدرسة واستقبالهم لها فرحین مهللین ورغبتهم فی ممارسة النشاط، کما اشار کل من الاخصائى النفسی و الاخصائى الاجتماعی الی ما احدثه البرنامج من تحسن واضح فی سلوکیات للمراهقین المعاقین عقلیاً القابلین الذین تم تطبیق البرنامج علیهم وتدعیم ثقتهم بانفسهم حیث تم اختیار بعضهم بعد البرنامج فی مسابقة لکرة القدم على مستوى الجمهوریة.
التوصیات:
فی ضوء أهداف البحث ونتائجه التی تم التوصل إلیها تشیر الباحثة إلى مجموعة من التوصیات التی ینبغی الاهتمام بها کما یلی:
توعیة الآباء والمدرسین والأخصائیین النفسیین والاجتماعیین وجمیع المشتغلین فی مجال الاعاقة العقلیة، بأهمیة تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى ذوی الاعاقة العقلیة فی تحسین جودة حیاتهم، وتحسین علاقاتهم بالآخرین ممایجعلهم یتکیفون بشکل مرن مع متطلبات الحیاة، ویکون ذلک من خلال تصمیم برامج تدریببیة لهم وعقد ورش عمل للمعلمین والاباء لتعزیز هذه المهارات لدى ذوی الاعاقة العقلیة.
أن یتم ادراج برامج تنمیة مهارات تقریر المصیر ضمن البرامج التدریبیة والتعلیمیة والتأهیلیة لذوی الاعاقة العقلیة.
القیام بمزید من الدراسات على برامج تنمیة مهارات تقریر المصیر لدى ذوى الاعاقة العقلیة والاعاقات المختلفة.
إزالة جمیع العوائق التى تحول دون دمج ذوى الإعاقة الفکریة فى المجتمع, حتى یتسنى تنمیة مهارات تقریر المصیر وتحقیق جودة الحیاة لدیهم.
المراجع
المراجع
أباظة، آمال عبد السمیع (2005). سیکولوجیة غیر العادیین (ذوی الاحتیاجات الخاصة)، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة
إسماعیل، هالة خیر سناری(2017 ). مهارات تقریر المصیر وعلاقتها بجودة الحیاة لدى المراهقین الإعاقة الفکریة البسیطة المصدر، مجلة التربیة الخاصة مرکز المعلومات التربویة والنفسیة والبیئیة، العدد ( 18)،المجلد الخامس، بکلیة التربیة جامعة الزقازیق،1-45
البحیری، عبد الرقیب أحمد (2002). التخلف العقلی: قضایا مفاهیمیةوتطبیقیة، مؤتمر التربیة الخاصةفی القرن الحادی والعشرون، تحدید الواقع وافاق المستقبل، المؤتمر العلمی السادس: کلیة التربیة، جامعة المنیا،1-7
البحیری، عبد الرقیب أحمد (2004).نموذج لدمج الأطفال المتخلفین عقلیاً ذوی الاضطرابات السلوکیة، مؤتمر الإرشاد النفسی، کلیة التربیة جامعة عین شمس.
البحیری، عبد الرقیب أحمد (2014). تدریس التلامیذ ذوی الاعاقات المتوسطة والشدیدة،النشر العلمی والمطابع جامعة الملک سعود.
البحیری، عبد الرقیب أحمد (2017). مقیاس وکسلر لذکاء الاطفال الطبعة الرابعة، مکتبة الانجلو المصریة ، 449
الزبون، إیمان خلیف( 2012( . مهارات تقریر الم صیر والتخطیط الموجه ذاتیا للنساءذوات الإعاقة فى الأردن رسالة دکتوراه غیر منشورة. کلیة الدرا ساتالعلیا، الجامعة الأردنیة
الشناوی، محمد محروس (1997). التخلف العقلی (الأسباب- التشحیص- البرامج) القاهرة، دار غریب للنشر والتوزیع
زهران، حامد عبد السلام (2005). الصحة النفسیة والعلاج النفسی، الطبعة الرابعة، القاهرة، عالم الکتب.
عبد الواحد ، سلیمان (2015). سیکلوجیة الاعاقة العقلیة" رؤیه فی اطار علم النفس الایجابى" المنصورة، المکتبة العصریة للنشر والتوزیع.
عزب، حسام الدین) ٢٠٠٠).العنف الوالدی وعلاقته بعنف الأبناء دراسة فینومنیولوجیة لجذور العنف . أبحاثالمؤتمرالسنویالرابععشرلمرکزدراسات الطفولة، جامعة عین شمس، ص247-300.
محمود، محمد یوسف محمد (2010). فاعلیة بعض استراتیجیات التدریب الإلکترونی فی تنمیة المهارات اللغویة وأثر ذلک علی مفهوم الذات لدی الأطفال ذوی الإعاقة العقلیة القابلین للتعلم، مجلة التربیة، العدد (144)، الجزء الأول، کلیة التربیة، جامعة الأزهر.
مرسی، کمال إبراهیم (2011) مرجع فی علم التخلف العقلی، الطبعة الثالثة، القاهرة، دار النشر، للجامعات.
Agran, M., (2006). Participation of students withmoderate to severe disabilities in the general curriculum: The effects of the selfdetermined learning model of instruction. Research & Practice for Person with Severe Disabilities, 31(3), 230-241
Algozzine, B., Browder, D., Karvonen, M., Test, D. W., Woodm, W. M. (2007). Effects of interventions to promote self-determination for individuals with disabilities. Review of Educational Research, 71(2), 219–277.
Algozzine, B., Browder, D., Karvonen, M., Test, D. W., Woodm, W. M. (2007). Effects of interventions to promote self-determination for individuals with disabilities. Review of Educational Research, 71(2), 219–277.
American Psychiatric Association (1994). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5thed.). American Psychiatric Association
Campbell-Whatley, G.D. (2008). Teaching Students about Their Disabilities: Increasing Self-Determination Skills and Self-Concept International Journal of Special Education. V(23), 137-144
Chadsey-Rusch, J., Rusch, F., & O'Reilly, M. F. (1991). Transition from school to integrated communities. Remedial & Special Education, 12, 23-33.
Chambers , C. R. , Wehmeyer, M. L., Saito, Y., Lida, K. M., Lee, Y., Singh, V. (2007). Self-determination: What do we know? Where do we go?. Exceptionality, 15(1), 3–15.
Cote, D. ( 2010). Increasing Skill Performances of Problem Solving in Studentswith Intellectual Disabilities. Education and Training in Autism and Developmental Disabilities, 2010, 45(4), 512-524
Fowler, C. H., Konrad, M., Walker, A. R., Test, D.W., Wood, W. M. (2007). Self-determination interventions’ effects on the academicperformance of students with developmental disabilities. Education and Training in Developmental Disabilities, 42(3), 270-285.
Increasing self-determination skills and self-concept International Journal of Special Education, 23, 137-144
Konrad, M., & Test, D.W. (2007). Effects of GO 4 IT…NOW! Strategy instruction on thewritten IEP goal articulation and paragraph-writing skills of middle school students withdisabilities. Remedial and Special Education, 28(5), 277-291
Martin, J. E., Marshall, L. H., Maxson, L., & Jerman, P. (1993). Selfdirected IEP.: Teacher's manual. Colorado Springs: University of Colorado at Colorado Springs, Center for Educational Research.
Palmer, S.B., Wehmeyer, M.L., Gipson, K., & Agran, M. (2004). Promoting access to thegeneral curriculum by teaching Self-Determination skills. Council for Exceptional Children, 70(4), 427-439
Rosenthal, R. (1994). Parametric measures of effect size. In H. Cooper & L. V. Hedges (Eds.), The handbook of research synthesis. (pp. 231-244). New York: Russell Sage Foundation
Stancliffe, R. J., Abery, B. H., Smith, J. ( 2000). Personal control and the ecology of community living settings: beyond living-unit size and type. Mental Retardation, 105, 431–454.
Wehman, P., Brooke, V., & Inge, K. (2001). Discussion Paper, "Vocational Placements and Careers." Presented at the National Capacity Building Institute, 2001, sponsored by National Center for the Study of Postsecondary Educational Supports and the National Center on Secondary Education and Transition, March 7-9, 2001, Honolulu, Hawaii.
Wehmeyer, M. L., Field, S. (2007). Self-determination: Instructional and assessment strategies. Thousand Oaks, CA: Corwin Press.
Wehmeyer, M. L., & Kelchner, K. (1995). The Arc's self-determination scale. Silver Spring, MD: The Arc of the United States.
Wehmeyer, M.,Palmer, S.,Shogren, K.,Williams-Diehm, K.,&Soukup, J. (2013). Establishing a causal relationshipbetween intervention to promote self-determination andenhanced student self-determination. Journal of SpecialEducation, 46 (4 ), 195-210. Wehmeyer Palmer, Shogren, Williams-
Yuen, J.W, L. (2001). Internal locus of control: A catalyst for building self-determination skills in postsecondary students with disabilities. Unpublished manuscript. College of Education/Center for Disabilities Study, University of Hawaii, Manoa.