سيد, إمام, رياض أحمد, محمد, عبد الحميد, أسماء. (2021). أنماط الأستثارة الفائقة : مؤشرات تنبؤية للإبداع الفني البصري لدي عينة من طلاب کلية الفنون الجميلة. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 4.2021(2), 1-22. doi: 10.21608/dapt.2021.206824
إمام سيد; محمد رياض أحمد; أسماء عبد الحميد. "أنماط الأستثارة الفائقة : مؤشرات تنبؤية للإبداع الفني البصري لدي عينة من طلاب کلية الفنون الجميلة". دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 4.2021, 2, 2021, 1-22. doi: 10.21608/dapt.2021.206824
سيد, إمام, رياض أحمد, محمد, عبد الحميد, أسماء. (2021). 'أنماط الأستثارة الفائقة : مؤشرات تنبؤية للإبداع الفني البصري لدي عينة من طلاب کلية الفنون الجميلة', دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 4.2021(2), pp. 1-22. doi: 10.21608/dapt.2021.206824
سيد, إمام, رياض أحمد, محمد, عبد الحميد, أسماء. أنماط الأستثارة الفائقة : مؤشرات تنبؤية للإبداع الفني البصري لدي عينة من طلاب کلية الفنون الجميلة. دراسات في الارشاد النفسي والتربوي, 2021; 4.2021(2): 1-22. doi: 10.21608/dapt.2021.206824
أنماط الأستثارة الفائقة : مؤشرات تنبؤية للإبداع الفني البصري لدي عينة من طلاب کلية الفنون الجميلة
هدفت هذه الدراسة إلي معرفة هل يمکن التنبؤ بالإبداع الفني لدى الطلاب عينة الدراسة من خلال درجاتهم على مقياس أنماط الاستثارات الفائقة، وذلک في ضوء نظرية التفکک الإيجابي لدابروسکي وتکون مقياس الإستثارات الفائقة من ( 50) فقرة تتبع تدريج ليکرت الخماسي(لا تنطبق إطلاقا، لاتنطبق کثيرا، تنطبق إلي حدا ما، تنطبق کثيرا، تنطبق دائما)، وطبق علي عينة مکونة من(40) طالب وطالبة من کلية الفنون الجميلة جامعة أسيوط، وقد أظهرت نتائج البحث أن کل من الإستثارة الحسية الفائقة، والاستثارة العقلية الفائقة، والاستثارة الانفعالية الفائقة تسهم في التنبؤ بالأداء على مقياس الابداع.
الکلمات المفتاحية: الإستثارات الفائقة ، الإبداع الفني البصري، التفکک الإيجابي
Abstract:
this study aimed to find out whether the visual artistic creativity of the students of the study sample can be predicted by their scores on the scale of patterns of overexcitabilities, in light of the positive dissociation theory of Dabrowski and the scale of overexcitabilities of (50) items that follow Likert's five-point scale (not applicable at all, not applicable Much, applies to some extent, applies frequently, always applies), and it was applied to a sample of (40) students from the Faculty of Fine Arts, Assiut University, and the results of the research showed that the Sensual overexcitabilities,the Intellectual overexcitabilities , and the emotional overexcitabilities contribute In predicting performance on the creativity scale.
الموهبة تمثل ظاهرة إنسانية متعددة الجوانب والأبعاد تتضمن في إطارها درجة کبيرة من التداخل بين التمتع بمواهب محددة وظروف وأوضاع مناسبة لتدعيمها في البيئة المحيطة فضلا عن تمتع الموهوبين بخصائص وصفات شخصية متفردة وکذلک احتياجهم الدائم للدعم والمساندة لمواجهة مايتعرضون إليه من مشکلات نفسية وإجتماعية وبيئية قد تعوق موهبتهم.
وغالبا لا يتم الأخذ بعين الأعتبار العديد من خصائص الشخصية والسمات الغير عقلية الأخري المرتبطة بالموهبة عند إکتشاف وتعليم الموهوبين فعلي سبيل المثال عادة ما يتم الملاحظة والتعرف علي هؤلاء الموهوبين بإعتبارهم نشطين وساعين فقط في الإستغراق في ذواتهم ومتحلين بالحماس والحساسية الإخلاقية فضلا عن تمتعهم بالقدرة علي استخدام الخيال الخصب والنابض بالحياة والحساسية الإنفعالية الشديدة.
کما أنه لا تعارض بين الموهبة والإبداع, فالموهبة استعداد فطرى طبيعي, والإبداع هو کيفية إخراج الموهبة إلى حيز الوجود, والمبدع الموهوب له رغبة في إظهار ميوله تجاه ما يحب, سواء الأدب أو الرسم أو الاختراع العلمي أو أي مجال آخر.(العتوم,2007: ص237)
مشکلة الدراسة:
البحث الحالي بصدد معرفة الإجابة علي السؤال التالي :هل يمکن التنبؤ بالإبداع الفني البصري في الطلاب الموهوبين من کلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط من خلال مقياس أنماط الأستثارات الفائقة لدابروسکي؟
عرفها (( Dabroski,1964 بأنها قدرة فائقة تظهر علي شکل رد فعل کبير علي المثيرات الداخلية والخارجية من خلال رغبة جامحة في التعلم والخيال مفعم بالحيوية والطاقة الجسدية والحساسية الزائدة وحدة الانفعالات.
وقد حددها دابروسکي في خمسة أشکال هي النفسحرکية والحسية والعاطفية والفکرية والخيالية وهي کما وردت في (Piechowski, 1986; Mendeglio & Tiller, 2006 ؛جروان،2011 , رانيا,2018)
1-الإستثارة النفسحرکية الفائقةPsychomotor:
إستثارة مفرطة للجهاز العضلي العصبي، تظهر بصورة نشاط وحرکة مستمرة وحيوية دائمة، وحماس وسرعة في الکلام، وتصرف مندفع في المواقف، ودافع نحو التنافس والعمل بنشاط ودافعية.
2- الإستثارة الحسية الفائقة Sensual:
وهي ردود فعل عالية وقوية نحو المثيرات الت يتم تلقيها من خلال الحواس الخمسة، وتظهر علي شکل استجابة لأصوات غير مسموعة للآخرين أو الشکوي والخوف من الأصوات، والأکل الزائد والإستمتاع به، والقدرة علي تميز الطعم والإستمتاع بالنکهات ،وملمس الأشياء ، والمشاهد الطبيعية.
3- الإستثارة العقلية الفائقة Intellectual:
تظهر علي شکل حاجة مستمرة للفهم واکتساب المعرفة والتحليل والتأليف، والإتصاف بالفضول، والقراءة الشرهة، وشدة الملاحظة والترکيز، والمتابعة في المجهود العقلي، والتفکير فوق المعرفي والأخلاقي.
4- الإستثارة التخيلية الفائقة Imagination:
تظهر علي شکل استغراق عميق في الخيال والعيش فيه، وإيجاد عالم خاص وأصدقاء خيالين، واستخدام مکثف للصور المتخيلة، والمجاز وأحلام اليقظة،والخلط مابين الحقيقة والخيال.
تظهر علي شکل بناء علاقات وارتباطات عاطفية عميقة، وحساسية مفرطة تجاه الآخرين والأماکن والأشياء، والتعاطف والحساسية المرهفة تجاه مشاعر الآخرين.
الإبداع الفني البصري Visual artistic creativity:
أما الإبداع فهو العملية التي تؤدي إلى ابتکار أفکار جديدة، تکون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ, وهناک تعريف شامل "هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فکرة قديمة، أو لإيجاد فکرة جديدة، مهما کانت الفکــرة صــغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمکن تطبيقه واستعماله،
إذاً الإبداع هو إنتاج أفکار جديدة خارجة عن المألوف، بشرط أن تکون أفکار مفيد. ( الحمادي ، 2005، ص 2 )
أما الإبداع الفني البصري فعرفته الباحثة بأنه: الإبداع في الفن المرئي أو في مجال الفنون البصرية المختلفة ( creativity in the visual arts) ، وهو التصرف بشکل مبدع في مجال الفن المرئي ،
والفنون المرئية هي مجموعة الفنون التي تهتم أساساً بإنتاج أعمال فنية تحتاج لتذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة على اختلاف الوسائط المُستخدمة في إنتاجها فهي الأعمال الفنيّة التي تشغل حيّزاً من الفراغ کالرسموالتلوينوالنحت والتصوير (تأخذ شکلاً) وبالتالي يمکن قياس أبعادها بوحدات قياسالمکان (کالمتر والمتر المربع) وهي بهذا تختلف عن الفنون الزمانيّة کالرقصوالشعروالموسيقى والتي تقاس بوحدات قياس الزمن (الدقائق والثواني) لتصبح لدينا الفنون السبعة بجمع الفنون التشکيليّة والزمانيّة وتلک التي تحمل الصفتين معاً کالسينما (تشکيليّة/زمانيّة).
والفنون المرئية هو لفظ عام يشمل الفنون التشکيليةوالفنون التعبيريةوالفنون التطبيقية ، وقديما عُرفت الفنون المرئية أنه فقط الفنون الجميلة مثل: الرسم والتصوير والنحت والعمارة ، واستُثنت الفنون التطبيقية والمهارات الفنية الحرفية مثل: الخزف والحياکة والنجارة وتصميم الحلي
والأزياء.( Shelley Esaak,2019 )
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلي التنبؤ بالإبداع من خلال مقياس أنماط الإستثارة الفائقة لدي الطلاب الموهوبين من کلية الفنون الجميلة.
أهمية الدراسة:
1- تسليط الضوء علي نظرية دابروسکي لما لها من أهمية کبيرة في تفسير الکثير من ردود فعل للموهوبين والمتفوقين والتي قد تکون غامضة للقائمين علي تربيتهم ورعايتهم وتعليمهم.
2- إثارة اهتمام الباحثين والقائمين علي العملية التعليمية حول استخدام أنماط الإستثارة الفائقة ونظرية التفکک الإيجابي لتنمية الإبداع لدي الطلبة الموهوبين.
الإطار النظري :
إن نظرية التفکک الإيجابي لدابروسکي في تفسير نمو الشخصية الأنسانية لا تتعامل مع مکونات معينة من النمو البشري أو مع الحاجات البشرية الأساسية کما هو الحال في بقية النظريات الأخري لکنها تعالج وبشکل مباشر طبيعة عمل النمو والتطور فالصراعات النفسية والعصبية التي يعتقد أنها تؤثر سلبا في تطور الشخصية الأنسانية تؤدي من وجهة نظر دابروسکي إلي انقسامات إيجابية في البناء النفسي للشخصية الأنسانية خاصة عند الأفراد الذين يمتلکون استعدادات وامکانات تطورية مرتفعة (المطيري ،2008 ) ،ومن أهم المصطلحات التي ذکرها دابروسکي في نظريته هي الإستثارات الفائقة الخمسة، والتي تکون أقوي بين الأفراد ذوي المواهب العقلية العالية أکثر من الأفراد ذوي المواهب العقلية المتوسطة أو المنخفضة (Treat,2006 : 254 ).
وتؤکد Lind أن الحدة أو فرط الحساسية والإستثارة المرتفعة( القابلية المفرطة ) من خصائص الأفراد ذوي القدرات العقلية العالية ، ويري دابروسکي أنه ليس جميع الأفراد يصلون إلي مستوي متقدم من التطور والنمو ولکن في حالة توافر القدرة والذکاء مجتمعة مع الإستثارات المرتفعة فإنه يمکن التنبؤ بإحتمالية التطور إلي مستويات عالية ( Lind, 2001:3-6 ) .
وتشکل الإستثارات الفائقة عنصرا من العناصر المهمة في تطور وتنمية الفرد (Ackerman,2009) ، والتي تعد أساسا لمفهوم دابروسکي للتقسيم والتطور الإيجابي من خلال عرضه لنظرية الإنقاسامات الإيجابية Positive Disintegration ، حيث تتناول هذه النظرية علي وجه التحديد التطور النفسي للموهوب أو المبدع (Daniels & Piechowski, 2010, 314) ، ووفقا لهذه النظرية فإن الإستثارات الفائقة هي السمة النفسية الأساسية التي تعد أحد الميسرات لتنمية الإبداع . ولقد توصلا (Daniels & Piechowski, 2010 ) من خلال مناظرات الباحثين الآخرين بالتوصل إلي أن الإستثارات الفائقة تعتبر کمحرک يمد الإبداع بالقوة الدافعة من خلال الدعم ، الإثراء ، التمکين لزيادة الموهبة الإبداعية. کما ذکرا أيضا أنه بدون الإستثارات الفائقة يفتقر الموهوب المبدع إلي القوة والإثراء وقد اقترحت النظرية أن الشخص الذي لديه بعد تخيلي للإستثارات الفائقة يکون متحمس للتخيلات ، الخيال ، الأحلام ، الدراما ، الإختراعات ، التصورات المرئية ، التفکير الترابطي ، التفکير السحري . فالإستثارة الفائقة التخيلية ترتبط بالرغبة في الجدة ، التنوع ، الأشياء غير العادية . ويشير دابروسکي إلي أن البعد التخيلي يستطيع أن يساعد في نزع فتيل المحرکات البدائية للإستثارة النفس حرکية والحسية من خلال نقل الطاقة من الإندفاع إلي منطقة مختلفة أوسع في الموهبة والإبداع. ومن الناحية الفنية من أجل القدرة على الإبداع البصري ، فإن عدد کبير من القدرات المتداخلة التي يجب استخدامها في صنع الفن المرئي مثل: الإدراک والذاکرة والتحکم الحرکي واللغة والاستدلال المکاني ناهيک عن الخيال ، مما يجعل الفن أيضًا أحد أکثر أنشطتنا البشرية تعقيدًا.
کما رکزت مناهج دراسة الإبداع في الفن على المنتج الفني بدلاً من اختبار الإبداع بشکل مباشر ، ورکزت معظم الدراسات على تقييم القدرة الإبداعية العامة باستخدام المهام مثل إنشاء الأشکال أو الصور ومن هنا ظهرت فکرة استخدام اختبارات الرسوم في قياس الابداع مثل اختيار تورانس واختبار انتاج الرسوم.( Pelowski, 2017 P. L. Tinio, Leder& )
الفن هو مجال يمکن فيه للأفراد ، وخاصة الأطفال ، التصرف بشکل مبدع في المقام الأول وبالتالي يعتبر صنع الفن وسيلة صالحة بيئيًا بشکل خاص لتحفيز العمل الإبداعي. مع ترکيزه على حل المشکلات البصرية ، فإن الفن يقدم بديلاً للاختبارات اللفظية للإبداع ، والتي قد لا تتداخل أيضًا دائمًا.وفي الدراسة الحالية تم استخدام اختبار انتاج الرسوم لقياس التفکير الابداعي"Creative Thinking Drawing ProductionTCT-DP" ، حيث يعد الاختبار تقييمًا تم تطويره مؤخرًا يعتمد أيضًا على الإنتاج الفني للتفکير الإبداعي (TCT-DP: Urban & Jellen1996، )، يوفر هذا الاختبار للمشارکين فراغين (أوراق) بها إشارات مطبوعة مسبقًا ، وفي هذه الحالة مربع کبير به عدة أشکال غير مکتملة داخل وخارج المربع ، وهي مصنفة وفقًا لأبعاد من نظرية إبداع الجشطالت وعلم النفس ثم يُطلب من المشارکين إکمال الرسم ، ويستخدم ورقة تسجيل موحدة لتقييم العوامل مثل الاستمرار والانتهاء.
ويذکر ( P. L. Tinio, Leder& Pelowski, 2017 ) أنه مع ظهور طرق التصوير الموثوقة (الرنين المغناطيسي الوظيفي ، مخطط کهربية الدماغ) يمکن تحديد عدد من مناطق الدماغ والعمليات العصبية القريبة التي ترتبط بالعمل الإبداعي ، أو تکون أکثر نشاطًا في الأفراد المبدعين .
الدراسات ذات الصلة:
ومن خلال البحث في الدراسات السابقة وجدت الباحثة عدد ليس بقليل من الدراسات التي درست الأستثارات الفائقة لدابروسکي واستخدامها في الکشف عن الموهوبين ومقارنة هذه الأنماط في الموهوبين والعاديين ومقارنتها أيضا عند الذکور والاناث، وکذلک علاقة الاستثارات الفائقة بالإبداع ومن هذه الدراسات:
- في دارسة (Hea,W , Wong,W &Chan,M , 2017) التي هدفت إلي تحديد مدي إسهام الأستثارات الفائقة في الإبداع من منظور " دابروسکي" ، والتي افترضت أن الأستثارات الفائقة تعج سمات مهمة للإبداع وذلک علي عينة بلغت ( 1055) طالبا منهم 50,04% إناث شارکوا في الإستبيان المقترح في المرحلة من الصف السابع حتي الصف الحادي عشر . وقد تم تقييم الإستثارات الفائقة باستخدام استبيان Overexcitabilities-Two (OEQII) ، والذي تم تطويره اعتمادا علي نظرية دابروسکي للإستثارات الفائقة کما تم تقييم الإبداع من خلال مقياس التفکير الإبداعي لإنتاج الرسوم ( TCT-DP) والذي قام بإعداده ( Urban, jellen, 1995/2010) ، والذي تم تطويره طبقا لنموذج الإبداع والذي يهدف إلي تحديد المکونات المتنوعة للإبداع من خلال المدخل الجشطالتي ، وقد توصلت الدراسة إلي العديد من النتائج منها :
إن الإنماط الخمسة للإستثارة الفائقة اظهرت معا تباين في الإبداع بنسبة 18.6 % .
إن النمط التخيلي للإستثارات الفائقة صنف کأکبر مؤشر تنبؤي في الإبداع ، ثم يليه النمط العقلي ، النمط العاطفي ، النمط الحسي ثم النمط النفس حرکي علي الترتيب.
أظهر استبيان (OEQII) للإستثارات الفائقة مؤشرا دال إحصائيا في التعرف علي الأفراد ذوي الإبداع المرتفع بمعدل 71.8 .
ومن خلال هذه النتائج نجد أن نظرية دابروسکي أکدت العلاقة الإرتباطية بين أنماط الإستثارات الفائقة والإبداع تثري وتعزز الفهم لطبيعة الإبداع.
- وکانت دراسة ( Winkler,D.& Voight,A, 2016) حول علاقة الموهبة الإبداعية بأنماط الإستثارة الفائقة باستخدام التحليل البعدي Meta Analysis إلي أن الکتابات والمواقع الإلکترونية والبحوث الإکاديمية ومصادر المعرفة المعاصرة أوضحت أن الأفراد الموهوبين المبدعين أظهروا استجابات أکثر وضوحا علي مقياس الإستثارات الفائقة مقارنة بالأفراد العاديين ، ويشير أيضا إلي أن طبيعة الأستثارات الفائقة للأفراد الموهوبين أمدتنا بتوضيح أوسع لمفهوم وخصائص وسلوکيات الأفراد الموهوبين ، بالرغم من أن هناک بعض الآراء القليلة والتي تشکک في الدليل القائل بأن الأفراد الموهوبين أکثر إثارة عن الأفراد غير الموهوبين ، إلا أنه بتحليل الدراسات السابقة ثم التحقق من العلاقة القوية للاستثارات الفائقة مع الموهبة وذلک بمقارنة درجات الإستثارات الفائقة للموهوبين عقليا وغير الموهوبين . فعينة الأفراد الموهوبين حققت متوسط أعلي من عينة الأفراد غير الموهوبين . کذلک فإن حجم تأثير النمط النفس حرکي للإستثارة الفائقة غير دال إحصائيا بينما لنمطي الاستثارات العاطفية والحسية صغيرا ، ولنمطي الإستثارات العقلية والتخيلية کان متوسطا .
- کما يشير(Ronksley,2011) إلي أن الإستثارة الفائقة التخيلية تعد مؤشرا للإبداع، وبالتالي تعد مؤشرا لوجود الموهبة طبقا لنظرية رينزولي الذي وضع الإبداع کمکون رئيسي للموهبة .
- يذکر (Daniels & Piechowski,2010) أن أنماط الإستثارات الفائقة الخمسة ترتبط بتنمية الإبداع بشکل إيجابي . اقترحت النظرية أن الشخص الذي لديه بُعد تخيلي للإستثارات الفائقة يکون متحمس للتخيلات ، الخيال ، الأحلام ، الدراما ، الإختراعات ، التصورات المرئية ، التفکير الترابطي ، الفکير السحري. فالإستثارة الفائقة التخيلية ترتبط بالرغبة في الجدة ، التنوع ، الأشياء غير العادية . ويشير دابروسکي إلي أن البعد التخيلي يستطيع أن يساعد في نزع فتيل المحرکات البدائية للإستثارة النفس حرکية والحسية من خلال نقل الطاقة من الإندفاع إلي منطقة مختلفة أوسع تسهم في الموهبة والإبداع .
- وفي دراسة (Wahlberg,2004) التي هدفت إلي تحديد ما إذا کان استبيان فرط الإستثارات الفائقة يمکن أن يحدد بروفايل للموهبة الإبداعية وذلک لتحديد أي من فرط الإستثارات الفائقة الأکثر قوة وتکرار في تحدد الموهبةالإبداعية ، واختبرت الدراسة الفرضين التاليين : 1- تظهر مجموعة الطلاب الموهوبين المبدعين مستويات عالية ذات دلالة في فرط الإستثارة عن الطلاب العاديين والذين لم يتم تحديدهم کموهوبين بإبداع علي الأشکال الخمسة من فرط الإستثارة .
2- الطلاب الموهوبون المبدعون يظهرون مستويات أعلي في فرط الإستثارة العقلية ، التخيلية والإنفعالية مقارنة بفرط الإستثارات الأخري .
وذلک علي عينة بلغت 212 من طلاب الجامعة في تخصصات ( رسم ، نحت، موسيقي ، صوت،مسرح،رقص) تم وضعهم في مجموعتين ، الاولي الموهوبون المبدعون والثانية الموهوبين العاديون . وتم قياس فرط الاستثارة من خلال الإستجابة علي مقاييس فرط الاستثارة الثاني المکون من50 عبارة (OEQII)، وأظهرت النتائج أن الطلاب الموهوبين بإبداع أظهروا مستويات عالية ذات دلالة في فرط الإستثارة عن الطلاب الذين لم يوصفوا کموهوبين بإبداع في کل الأنماط الخمسة لفرط الإستثارة ، الإستثارة هي نفسها لکل التخصصات الإبداعية وأولئک الذين لم يتم وصفهم کموهوبين بإبداع ، ووجدت فروق ذات دلالة بين متوسطات درجات التخصصات الإبداعية . ووجد أن متوسط درجات مجموعة الموهوبين بإبداع علي أنماط الإستثارات الفائقة کانت علي الترتيب من الأعلي علي مقياس الإستثارة الحسية الفائقة متبوعا بالقياسات الفرعية لأنماط الإستثارات الفائقة العقلية ، الوجدانية ، النفس حرکية،والتخيلية. ووجد أن متوسط الدرجات علي القياسات الفرعية الحسية ، العقلية والإنفعالية کانت ذات دلالة أعلي من متوسط الدرجات للجوانب التخيلية والنفس حرکية .
- ويري (Sword,2001) أنه يمکن اعتبار الاستثارة الفائقة محفز للطاقة الإبداعية والفکرية والعاطفية التي يمکن أن تؤدي في الجهود والأنشطة الإبداعية ، وکذلک التطور العاطفي والأخلاقي في مرحلة البلوغ المتقدمة . وهي علي هذا النحو ، تعتبر قوة إيجابية للموهوبين ، ويمکن أن تسهم في إثراء وتضخيم المواهب ، کما يمکن استخدامها في التنبؤ بالموهبة .
- وقامت (Ely,1995) بفحص امکانية التعرف علي التلاميذ المبدعين في الصف السابع من خلال مفهوم الإستثارات الفائقة ، وتم تقسيم عينة الدراسة إلي مجموعتين ، الاولي ( 42) طالبا وطالبة من الموهوبين المبدعين تم تصنيفهم من خلال مقياس الدافعية الإبداعية لتورانس أما الثانية ( 34) طالبا وطالبة من الموهوبين عقليا ، تم تصنيفهم وفق محک الذکاء من قبل المدرسة ، الملتحقين في برنامج للموهوبين، وقامت بتطبيق مقياس الاستثارات الفائقة ( النسخة الاولي ) (Falk, et al.,1994) علي کلا المجموعتين. وقد أظهرت النتائج أن الإستثارات الفائقة يمکن التنبؤ من خلالها ما نسبته (70.4 %) في مجموعة الموهوبين إبداعيا.
منهج الدراسة:
تنبت الدراسة الحالية المنهج الوصفي الارتباطي التحليلي باعتباره الأنسب في تحقيق أهداف الدراسة الحالية حيث تتبني أسلوب تحليل الإنحدار الخطي (Regression Analysis ) ، وذلک لفحص العلاقة بين أنماط الإستثارات الفائقة والإبداع.
فرضيات الدراسة:
ينص فرض البحث على أنه " يمکن التنبؤ بالإبداع الفني البصري لدى الطلاب عينة الدراسة من خلال درجاتهم على مقياس أنماط الاستثارات الفائقة" .
عينة الدراسة:
لقد تم اختيار عينة الأساسية للدراسة الحالي والبالغة( 40 ) طالب وطالبة موزعين من کلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط ، بواقع أربعة تخصصات وهم (جرافيک ، تصوير ، عمارة ديکور)، وذلک باستخدام بطاقة ترشيح خاصة بعضو هيئة التدريس(لقيامه بترشيح الطلاب الموهوبين)، من إعداد الباحثة بعد عرضها علي مجموعة من المحکمين، و يضم کل تخصص ( 10) طلاب ، وکانت العينة الإستطلاعية مکونة من (60) طالب وطالبة من طلاب جامعة أسيوط لحساب صدق وثبات مقياس الإستثارات الفائقة(OEQII)، واختبار انتاج للتفکير الابتکاري (TCT-DP).
وکانت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجات الطلاب مجموعة الدراسة على اختبار الذکاء ومقياس الابداع تبعا للتخصص کالتالي :
تم التحقق من الصدق التمييزي لمقياس الابداع عن طريقة مقارنة متوسطات رتب درجات مجموعة الارباعي الأعلى والأدنى (حيث تم تقسيم المجموعتين بناءا على درجاتهم على اختبار الذکاء المستخدم في الدراسة الحالية)على مقياس الابداع کما هو موضح بالجدول التالي:
الصدق التمييزي لمقياس الابداع
المقياس
الارباعي
العدد
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قيمة "Z"
الدلالة الإحصائية
مقياس الابداع
الأعلى
15
19.43
291.5
2.47
0.05
الأدنى
15
11.57
173.5
ويتضح من الجدول السابق أن قيمة " Z" کانت دالةعند مستوي (0.05) مما يدل علي الصدق التمييزي لمقياس الإبداع .
ب- الثبات:
للاطمئنان على ثبات مقياس الابداع تم استخدام معامل الفا کرونباخ، حيث تم تطبيق مقياس الابداع على عينة استطلاعية قدرها 60 طالب، وتم حساب ثبات مقياس الابداع باستخدام معادلة الفا کرونباخ فبلغت قيمته (0.740) وهي قيمة أکبر (0.7)، مما يدل على ان مقياس الابداع يتمتع بثبات مقبول.
ثانياً-صدق وثبات مقياس الإستثارات الفائقة:
أ- الصدق:
تم التحقق من الصدق التمييزي لمقياس الاستثارات الفائقة عن طريقة مقارنة متوسطات رتب درجات مجموعة الارباعي الأعلى والأدنى (حيث تم تقسيم المجموعتين بناءا على درجاتهم على مقياس الابداع المستخدم في الدراسة الحالية) على مقياس الاستثارات الفائقة کما هو موضح بالجدول التالي:
الصدق التمييزي لمقياس الاستثارات الفائقة
الابعاد
الارباعي
العدد
متوسط الرتب
مجموع الرتب
قيمة "Z"
الدلالة الإحصائية
الاستثارة النفسحرکية الفائقة
الأعلى
15
19.27
289
2.37
0.05
الأدنى
15
11.73
176
الاستثارة الحسية الفائقة
الأعلى
15
19.80
297
2.69
0.01
الأدنى
15
11.20
168
الاستثارة التخيلية الفائقة
الأعلى
15
18.87
283
2.11
0.05
الأدنى
15
12.13
182
الاستثارة العقلية الفائقة
الأعلى
15
19.47
292
2.48
0.05
الأدنى
15
11.53
173
الاستثارة الانفعالية الفائقة
الأعلى
15
19.63
294.5
2.59
0.01
الأدنى
15
11.37
170.5
ويتضح من الجدول السابق أن جميع قيم " Z" کانت دالة عند مستوي ( 0.05و0.01 ) مما يدل علي الصدق التمييزي لمقياس الإستثارة الفائقة .
ب- الاتساق الداخلي Internal Consistency Validity:
للتحقق من مدى ارتباط درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية للبعد الذي تقيسه، والدرجة الکلية على مقياس الاستثارات الفائقة، تم تطبيق المقياس على عينة استطلاعية قدرها (60) طالب، وتم حساب معامل ارتباط بيرسون، بين درجة کل فقرة مع الدرجة الکلية على البعد الذي تنتمي اليه، کما تم حساب معامل الارتباط بين درجات الابعاد والدرجة الکلية للمقياس، وجاءت النتائج على النحو الموضح في الجدول التالي:
الاتساق الداخلي لمقياس الاستثارات الفائقة
الاستثارة النفسحرکية الفائقة
الاستثارة الحسية الفائقة
الاستثارة التخيلية الفائقة
الاستثارة العقلية الفائقة
الاستثارة الانفعاليةالفائقة
الفقرات
الارتباط بالبعد
الفقرات
الارتباط بالبعد
الفقرات
الارتباط بالبعد
الفقرات
الارتباط بالبعد
الفقرات
الارتباط بالبعد
1
0.532**
11
0.424**
21
0.381**
31
0.592**
41
0.518**
2
0.407**
12
0.561*
22
0.599**
32
0.370**
42
0.474**
3
0.417**
13
0.593**
23
0.576**
33
0.460**
43
0.594**
4
0.583**
14
0.472**
24
0.494**
34
0.550**
44
0.594**
5
0.557**
15
0.406**
25
0.445**
35
0.567**
45
0.556**
6
0.409**
16
0.471**
26
0.558**
36
0.569**
46
0.484**
7
0.619**
17
0.406**
27
0.512**
37
0.422**
47
0.386**
8
0.603**
18
0.519**
28
0.380**
38
0.540**
48
0.617**
9
0.462**
19
0.506**
29
0.605**
39
0.485**
49
0.585**
10
0.479**
20
0.390**
30
0.520**
40
0.521**
50
0.502**
** دالة عند مستوى 0.01
ويتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذي يؤکد صدق الاتساق الداخلي للفقرات مع مقياس الاستثارات الفائقة، وهذا يعني ان مقياس الاستثارات الفائقة بوجه عام صادق ويمکن الاعتماد عليه.
ج- الثبات :
للاطمئنان على ثبات مقياس الاستثارات الفائقة تم استخدام معامل الفا کرونباخ، حيث تم تطبيق مقياس الاستثارات الفائقة على عينة استطلاعية قدرها 60 طالب، وتم حساب ثبات مقياس الاستثارات الفائقة باستخدام معادلة الفا کرونباخ کما هو موضح بالجدول التالي:
معاملات الثبات لمقياس الاستثارات الفائقة
م
الابعاد
عدد الفقرات
معامل الثبات
(الفا کرونباخ)
1
الاستثارة النفسحرکية الفائقة
10
0.730
2
الاستثارة الحسية الفائقة
10
0.831
3
الاستثارة التخيلية الفائقة
10
0.722
4
الاستثارة العقلية الفائقة
10
0.784
5
الاستثارة الانفعالية الفائقة
10
0.828
ويتضح من الجدول السابق ان قيم معاملات الثبات باستخدام معادلة الفا کرونباخ کانت جميعها أکبر من (0.7)، مما يدل على ان مقياس الاستثارات الفائقة يتمتع بثبات مقبول.
الأساليب الإحصائية المستخدمة لتحليل نتائج الدراسة الحالية:
لتحليل نتائج الدراسة الحالية تم استخدام برنامج IBM SPSS v.20 وتم الاعتماد على الأساليب الإحصائية التالية: المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، اختبار "مان-ويتني" للعينات المستقلة (تم استخدامه للتحقق من الصدق التمييزي)، معامل ارتباط بيرسون، معامل الفا کرونباخ، تحليل الانحدار الخطي المتعدد.
نتائج الدراسة:
ينص فرض الدراسة على أنه " يمکن التنبؤ بالإبداع الفني لدى الطلاب عينة الدراسة من خلال درجاتهم على مقياس أنماط الاستثارات الفائقة.
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام تحليل إلانحدار الخطي المتعدد، وقبل إجراء تحليل الإنحدار الخطي المتعدد تم التأکد من عدم وجود ارتباط مرتفع بين المتغيرات المستقلة (الأنماط الخمسة للاستثارات الفائقة وهي: الاستثارة النفسحرکية الفائقة، الاستثارة الحسية الفائقة، الاستثارة التخيلية الفائقة، الاستثارة العقلية الفائقة، الاستثارة الانفعالية الفائقة) وبعضها البعض، وبعد حساب معاملات الارتباط بين المتغيرات المستقلة وبعضها البعض تبين أن جميع معاملات الارتباط کانت أقل من 0.8 مما يدل على عدم وجود ارتباط مرتفع بين المتغيرات المستقلة وبعضها البعض، وتم إجراء تحليل الانحدار المتعدد بإعتبار أنماط الإستثارات الفائقة متغيرات مستقلة ومقياس الإبداع متغير تابع، وقد تم التأکد في البداية من مدى ملائمة نموذج الإنحدار المتعدد من خلال نتائج تحليل التباين والتي يوضحها جدول التالي:
جدول نتائج تحليل التباين للإنحدار للتأکد من صلاحية نموذج الإنحدار الخطي المتعدد ( بإعتبار أنماط الإستثارات الفائقة متغيرات مستقلة ومقياس الإبداع متغير تابع)
Analysis Of Variance
المصدر
مجموع المربعات
درجات الحرية
متوسط المربعات
قيمة "ف" المحسوبة
الانحدار
4913.22
5
982.64
17.99**
الخطأ
1856.75
34
54.61
کلي
6769.98
39
** دالة عند مستوي 0.01
ويتضح من الجدول أن قيمة (ف) بلغت (17.99) وهي قيمة دالة عند مستوي دلالة 0.01 مما يدل على أن المتغيرات المستقلة (أنماط الاستثارات الفائقة) لها أثر دال احصائيا على المتغير التابع (مقياس الابداع)، وهذا يدل على ملائمة نموذج الانحدار، وفيما يلي جدول يوضح معاملات الإنحدار الخاصة بالمتغيرات المستقلة ودلالتها الإحصائية إضافة إلي معامل التحديد (مربع معامل الارتباط المتعدد):
جدول :
نتائج تحليل الانحدار المتعدد لفاعلية الذات الارشادية والذکاء الوجداني على القدرة على حل المشکلات لدي طلبة الجامعة
ويتضح من الجدول أن جميع قيم معاملات الإنحدار کانت دالة إحصائيا، فيما عدا قيمتي معاملي الإنحدار للمتغيرين المستقلين (الإستثارة النفسحرکية الفائقة، الإستثارة التخيلية الفائقة) فقد کانت قيمتهما غير دالة إحصائيا مما يدل على عدم وجود تأثير دال إحصائيا للإستثارة النفسحرکية الفائقة، وللإستثارة التخيلية الفائقة على المتغير التابع، وبالتالي فإنه سيتم حذف المتغيران المستقلان (الإستثارة النفسحرکية الفائقة، الإستثارة التخيلية الفائقة) من معادلة الإنحدار لأن تأثيرهما على المتغير التابع غير دال احصائيا، وبالتالي فقد تم إعادة إجراء تحليل الإنحدار الخطي بعد حذف المتغيران المستقلان (الإستثارة النفسحرکية الفائقة، الإستثارة التخيلية الفائقة) والجدول التالي يوضح نتائج تحليل الإنحدار الخطي المتعدد (بإعتبار الإستثارة الحسية الفائقة، والإستثارة العقلية الفائقة، والإستثارة الانفعالية الفائقة متغيرات مستقلة ومقياس الإبداع متغير تابع):
جدول :
نتائج تحليل الانحدار الخطي المتعدد (باعتبار الاستثارة الحسية الفائقة، والاستثارة العقلية الفائقة، والاستثارة الانفعالية الفائقة متغيرات مستقلة ومقياس الابداع متغير تابع)
ويتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معاملات الإنحدار کانت دالة إحصائيا عند مستوى 0.01 مما يدل على وجود تأثير دال إحصائيا للمتغيرات المستقلة على المتغير التابع، ويلاحظ أن الإستثارة العقلية الفائقة هي أکثر أنماط الإستثارات الفائقة إسهاما في التنبؤ بالأداء على مقياس الإبداع، أما الإستثارة الحسية الفائقة فهي تلي الإستثارة العقلية الفائقة في الإسهام في التنبؤ بالأداء على مقياس الإبداع، وتقع في المرتبة الأخيرة الإستثارة الإنفعالية الفائقة، ويلاحظ من الجدول السابق أن قيمة معامل الإرتباط المتعدد 0.919، وبلغت قيمة معامل التحديد (مربع معامل الإرتباط المتعدد) 0.705 مما يعني أن المتغيرات المستقلة (الإستثارة الحسية الفائقة، والإستثارة العقلية الفائقة، والإستثارة الإنفعالية الفائقة) تفسر معا 70.5% من التباين الکلي في المتغير التابع (الأداء على مقياس الإبداع).
ومما سبق يمکن القول بأن کل من الإستثارة الحسية الفائقة، والإستثارة العقلية الفائقة، والإستثارة الانفعالية الفائقة تسهم في التنبؤ بالأداء على مقياس الإبداع، وبناء على نتائج تحليل الإنحدار المتعدد التي تم عرضها يمکن التوصل إلي معادلة الإنحدار المتعدد للتنبؤ بدرجة طلاب الجامعة على مقياس الإبداع من خلال درجاتهم على المتغيرات المستقلة (الإستثارة الحسية الفائقة، والإستثارة العقلية الفائقة، والإستثارة الانفعالية الفائقة):
تعليق علي النتائج:
ووجدت الباحثة أن نتائج الدراسة اتفقت مع الدراسات السابقة التي تم عرضها في أن الأنماط الخمسة للإستثارات الفائقة لدابروسکي هي القوي المحرکة لعملية الإبداع بإختلاف درجاتهم ، وهناک اتفاق بين نتائج الدراسة الحالية ونتائج الدراسات السابقة بأن کلا من النمط العقلي والأنفعالي للإستثارة الفائقة له تأثير واضح في عملية الإبداع ، وهذا في دراسة( Hea,W , Wong,W &Chan,M , 2017 ) والتي أوضحت أن النمط التخيلي أکبر مؤشر للإبداع ثم يليه النمط العقلي ثم الإنفعالي ثم الحسي ثم النفسحرکي، وکذلک في دراسة (Winkler,D.& Voight,A, 2016 ) أقرت أن النمط العقلي والتخيلي أولا ثم يليه العاطفي والحسي ، ودراسة(Wahlberg,2004 ) والتي اتفقت تماما مع نتائج الدراسة الحالية بأن الموهوبين المبدعون يظهرون مستويات في النمط الحسي والعقلي والانفعالي ، ولکن جاءت دراسة(Daniels & Piechowski,2010)، وايضا دراسة (Ronksley,2011) بنتائج مختلفة مع نتائج الدراسة الحالية بأن النمط التخيلي هو المؤشر الرئيسي للإبداع. وترجع هذه الإختلافات في النتائج إلي إختلاف العينة فلکل فرد شخصيته المستقلة ومن هنا کان من الضروروي مراعاة مبدأ الفردية في البرامج المقدمة للموهوبين.
2. ثامر فهد المطيري،2008: العلاقة بين أنماط الإستثارة الفائقة وفق نظرية دابروسکي وبين الذکاء والتحصيل الدراسي وفاعليتها في الکشف عن الطلبة الموهوبين في المرحلة المتوسطة بدولة الکويت، رسالة دکتوراة. کلية الدراسات التربوية العليا-جامعة عمان العربية للدراسات العليا ،عمان، الأردن،ص(32-33).
3. عدنان يوسف العتوم،2007 : تنمية مهارات التفکير ، دار المسيرة ، الأردن، ص 237.
4. رانيا إمام مصطفي ، (2018): صدق أنماط الاستثارة الفائقة لدابروسکي في التنبؤ بالاطفال الموهوبين بالمرحلة الابتدائية، رسالة دکتوراة، کلية التربية جامعة اسيوط .
فتحي عبد الرحمن جروان، (2011): فاعلية مقياس الاستثارات الفائقة في الکشف عن الطلبة الموهوبين أکاديميا، العلوم التربوية، المجلد 9، العدد3.
Ackerman,C.(2009). The essential elements of Dabrowski’s theory of positive disintegration and how they are connected. Roeper Review, 31,(p:81-95).
Dabrowski, k. (1964). positive disintegration. Boston: Little, Brown
Daniels, S. & Piechowski, M.(2010). When intensity goes to school : Overexcitability, Creativity, and the gifted child> In R. A. Beghetto, & J. C. kaufman(Eds.),Nurturing greativity in the classroom. (p:314). New cambridge University Pres.
Ely, E. I. (1995). The overexcitability questionnaire: An alternative method for identifying creative giftedness in seventh grade junior high school students. Unpublished doctoral dissertation Kent State University, OH.
Hea, W., Wongb, W., & Chan, M.(2017). Overexcitabilities as important psychological attributes of creativity: A Dabrowskian perspective. Thinking skills and Creativity,(p: 25,27-35).
Lind,(2001). Overexcitability and the gifted. The SENG Newsletter, SUPPORTING EMOTIONAL NEEDS OF THE GIFTED, 1(1),(p:3-6).
Mendaglio & Tillier(2006): Dabrowski’s Theory of Positive Disintegration and Giftedness: Overexcitability Research Findings. Journal for the education of the Gifted. ,30( 1),(p: 68–87).
Pelowski, Leder &p. l. tinio,( 2017). Creativity in the Visual Arts, University of Exeter, subject to the Cambridge Core terms of use, chapter(6),(p:85-86).
Sword, L. (2001). Psycho-social Need: Understanding The Emotional, intellecutual and Social Uniqueness of growing up Gifted. Gifted creative services. Australia.
Treat, A.(2006).Overexcitabilities in gifted sexuality diverse population. journal of Secondary Gifted Education, 17(4),(p:244-257).
Wahlberg, A. (2004). Dabrowisky overexcitabilities as identifiers of creative giftedness, Unpublished master dissertation, faculty of the college of education, University of Houston, Houston.
Winkler, D., & Voight, A. (2016). Giftedness and Overexcitabilities: investigating the Relationship Using Meta-Analysis. Giftedness Child quarterly, 60(4),(p:243-257).
6. مشعل محمود رجعان العازمي،(2015): الاستثارات الفائقة وبعض أبعاد الشخصية لدي کل من الطلاب الموهوبيـن وأقرانهم العاديين بالمرحلة الثانوية بدولة الکويت، المؤتمر الدولي الثاني للموهوبين والمتفوقين، کلية التربية ،جامعة الإمارات العربية المتحدة ، ص330 .